نهاية عدو تقليدي!!

تناقلت وكالات الأنباء الإقليمية وبعض العالمية التصريح المنسوب للقيادي بحزب المؤتمر الوطني عبد السخي عباس، وبرز اسم عبد السخي في الآونة الأخيرة مع جدل ترشيح البشير لانتخابات 2020م، عبد السخي الذي حاول نفي الأنباء عن زيارة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى الخرطوم، وأن السودان هو المحطة القادمة في التطبيع الإسرائيلي العربي الإسلامي المتصاعد.
هذه الأنباء جاءت في أعقاب زيارة الرئيس التشادي إدريس ديبي لإسرائيل، بعد قطيعة بين البلدين امتدت لعقود.
لا أدري ما الصفة التي تحدث بها عبد السخي في هذا الصدد؟، فالرد أو التعليق ينبغي أن يخرج من وزارة الخارجية التي تمثل دبلوماسية الدولة، وليس الحزب الحاكم، لكن أياً كان، فحديث حزب المؤتمر الوطني عن الموقف من العلاقات مع إسرائيل واضح ويرتبط ارتباطاً جذرياً بالقضية الفلسطينية يرسل صورة خاطئة، فالحوار الوطني ناقشت واحدة من لجانه مسألة التطبيع مع إسرائيل، بل هناك مسؤول رفيع سابق زار إسرائيل في وقت مضى.
أولاً مسألة إقامة علاقات مع إسرائيل لن تخضع لخيار الخرطوم، إن دخلت المنطقة في موجة تطبيع ? وفعلياً بدأت- فإن الخرطوم لن تكون بمعزل عن المنطقة بأي حال من الأحوال، وإن كان هناك حرج سيواجه الخرطوم في إعلان علاقتها مع تل أبيب ? إن وُجد- لن يكون في الموقف من القضية الفلسطينية بأي حال.
الآن، موجة التطبيع تتصاعد على نحو لافت، وقبل زيارة نتنياهو إلى عمان وزيارة ديبي إلى تل أبيب، بدأ الحديث عن علاقات مع إسرائيل يخرج إلى العلن،
نهاية 2017م قال وزير إسرائيلي إن بلاده أجرت اتصالات سرية بالسعودية وسط مخاوف مشتركة بشأن إيران وهي المرة الأولى ربما التي يتحدث فيها مسؤول بشكل علني عن علاقات مع دول عربية إسلامية، وحينما سئل عن سبب إخفاء إسرائيل لعلاقاتها مع العرب أو المسلمين، كان رده ?لدينا علاقات مع دول إسلامية وعربية جانب منها سري بالفعل ولسنا عادة الطرف الذي يخجل منها?.
ثم مضى مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة، داني دانون إلى تفصيل أكثر، حيث قال في وقت سابق، العام الماضي، إنه ينشط في أروقة الأمم المتحدة من وراء الكواليس، ويجري حوارات مع سفراء عرب ومسلمين يمثلون (12) دولة ليست لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
مسألة التطبيع باتت قاب قوسين، بل مسألة إعلانها، بالنسبة لإسرائيل ليس هناك حرج طبعاً بل هناك مكاسب سياسية ودبلوماسية كبيرة، وحق لها أن لا تخجل، لكن بالنسبة للعرب والمسلمين، وليس جميعهم طبعاً، فينتظرهم جهد إعلامي ضخم لوضع صورة جديدة في الذهنية الشعبية التي زرعها الإعلام العربي والإسلامي لعقود طويلة.
التيار