عبد الوهاب هلاوي : مازلت أغني  (ما بتنقلب ) ، والثوار هم الأجمل والأجدر بصناعة وطن!

يحزن طوراً، ويفرح أطواراً، لكن يبقى مبدع الفراش هلاوي، الصوت المعبر عن الأحداث، تغنى للنهر وللبرامج والدراما وزراع بلدنا وصناعها الذين يخرجون في الفجرية ، ترى كيف يبدو شاعرنا وسط خضم الأحداث بالبلاد، الصينية التقته عبر هذه الدردشه…

حوار – إبراهيم عبد الرازق

– كيف تبدو وسط هذا الكم المتسارع من الأحداث؟

قلبي حزين لما يحدث في بلادي ..

الله وحده أعلم بمدى الألم يعتصر قلبي ولا أجد غير دمعة تطفر من عيني .. وبقايا أمل في قادم جميل…حزني على الشهداء فوق الشعر.

-وأين أنت من الكتابة الإبداعية هذه الأيام؟

الشعر وحده هو صديقي .. يقف معي .. يمتص من غليان روحي ويمنح رئتي بعض الهواء الطلق كي أحيا ..

– هل وأد العسكر أغنيتك الأثيرة (ما بتنقلب)؟

(ما بتنقلب )كتبتها مع غيرها بصدق .. ولا زلت .. وسأظل مصراً بأنها لن تنقلب ..سأظل أغنيها. تماماً كما أجالس يومياً أمي من على قبرها .. أشرب معها قوة الصبح وأهمس في أذنها ..( حاجه امنه اتصبري) …

– الشعر صديقك، لكن أي قصائدك ترافقك في كل مكان؟

لكل سوداني أهمس كما همست قبل سنوات …

يا الحارسين حمانا ..

بي عزه وأمانه ..

اريتو يسيل عرقنا ..

بدل ما تسيل دمانا ..

نحلك يا قضيه ..

بدون صوت بندقيه ..

اخوي خليك معايا ..

اخوي ما تكون عليا ..

– تتفاعل مع الشباب الثائر في هم الوطن ماذا تقول لهم؟

إن تبقت كلمه فهي لشباب هذه الثوره ..

أقول لهم  .. أنتم الأجمل .. والأنبل .. الأحق والأجدر بصناعة وطن تستحقونه بالحب والبذل والعطاء ….

– حدثنا عن نشاطك البرامجي هذه الأيام؟

هلاوي : برامجي .. توقفت من تعاوني بالقومي في إعداد وإنتاج البرامج .. فالأجواء في نظري غير ملائمة؛ خاصة وأنا متخصص في البرامج الثقافيه والمنوعات ..

الثقافة برمتها تحتاج لتخطيط سليم يواكب حاجة المتلقي والعصر ..

الشعلة بين قوسين .. ( مش سلق بيض ) .. كما تفترض استقلالية تامة للجهاز نفسه .. وهذا ما نرجوه ..

الإذاعة .. تحتاج بذات القدر لذات المعطيات .. ولعل ماضيها في نظري أفضل بكثير من حاضرها ..

اكتفي فيها الآن بالتوثيق لبعض رموز الشعر والغناء .. كان آخرهم الفنان خطاب حسن احمد قبل رحيله بشهر .. عليه رحمات ربي ..

– وماذا عن المصنفات الفنية والأدبية؟

المصنفات الفنية والأدبية نائمة .. أوشك أن أقول : لعن الله من يوقظها .. فنومها في مثل هذه الظروف أفضل ألف مرة من صحيانها ..

– ماذا عن جديدك في الغناء؟

الشعر .. والله لو لا عيون وطني .. أوشك أن أطلقه طلاقاً بيناً لا رجعة فيه ..

اعمل ايه .. كلما ألقيت عليه ( طلقه ).. تدخل الوطن وهو يحلف ..

مرجوع في مسماه  ..

الشعر العاطفي .. أوقفته .. او توقف مما يحدث .. كما يقول  ابوعركي البخيت ..

على فكره .(مما يحدث) .. آخر ما غناه لي عركي ..

هناك أغنيات جديدة تجمعني بعركي والموصلي ..

– والساحة الغنائية، كيف تبدو أمامك؟

أشفق من قلبي على الناس  في بلدي من أشباه الشعراء والمطربين ..

أثق في أن أجمل الشعراء قادمون .. قادمون مغنون جدد بفكر جديد وروح جديدة تناسب القادم .. بعد أن مللنا من مئات الشعراء والمغنين وهم يتغنون بحرف واحد .. صوت واحد .. مع اختلاف الازياء  …

– ماذا تقول في ختام هذه الد دشة؟

( كفرت ياناس بالكتابه ..

وكفرت يا ناس بالكتابه ..

كفرت ياناس بالغنا …

انا ايه لقيت  .. غير نار عذابا ..

صحبة الشعرا التعابه ..

مع الظروف المحزنه …

أنا ياما .. ياما كتبت ..

كملت الكلام

ما سبت ناساً طيبه  ..

غير أقريتها  بي حروفي السلام ..

ما سبت وطني الغالي

غير غليتو ..

غير عليتو .. في أرفع مقام ..

ما سبت فكره عظيمه ..

إلا طرحتها ..

ما سبت دمعة يتيمه ..

إلا مسحتها ..

ورميت حروفي  علي الزحام …..

اداني ايه يمه الكلام …

ادتني ايه يمه الكتابه بلا الأسف وبلا القرف

وسخف(….) اللئام

لو الشعر كان بدي.. ما تجاوز عتيق كان ياخ رحم بازرعة..

والأيام حريق

كان شاف عوض.. عز المرض

وكان فك للحر لو ضيق

حزن المتاعيس..

الفوانيس.. صاحيةفي حزن الطريق… خلينى من وجع الكتابة

كفرت يا ناس بي عذابا..

كفرت بالعدو… والصديق…

ايه يعني من كلمات فلان… وألحان فنان

أهي بس عبارة على اللسان

والكلمة مهما كان هي غالية.. سلعة بالية

نسمة تتحول دخان

لا بتحفل الأيام إذا شاعر رحل

أو ما رحل ..

وكل الفضل .. حرفين علي منديل

جميل ..

يطراك ..

ده لو يطراك ..  إن حان الأجل ….

ولأجل هذا ..

كفرت ياناس بالكتابه  ..

كفرت يا ناس بالغنا ..

كفرت بالشعرا المناكيد ..

المطاريد ..

في البلاد المحزنه …)