ثم ماذا؟

بسم الله الرحمن الرحيم
حزنت حزنا جارفا وعارما عندما سخر احدهم في مكان عزاء من احد الابطال الذين عارضوا هذا النظام البغيض وقال له ما معناه انك كنت تجعر بصوتك منذ عشريننين من السنوات…. والآن… قد خبا صوتك واضحيت تتكلم بالخفوت….. وكانت هذه الكلمة صادمة حقا وسط الجمع ومن جانبي اضحت هذه الكلمة تئز في اذني حتى خلدت الى مهجعي ولم انم وشعرت بأن هذه الكلمة الاليمة تحتاج الى مراجعة في مسارنا كمعارضين لهذا النظام البغيض ….فما من شك ان كل الذين عارضوا هذا النظام هم صادقين في توجههم وما من شك في اخلاصهم بمختلف توجهاتهم ولكن الحقيقة الماثلة ان هنالك حوالي 17 عاما من النضال الصادق لازمها ظهور انتاج جيلُ جديد يعارض ويبشر ان هذا النظام ذاهب لامحالة. ولكن من الواجب علينا ان نعرف المردود عما فعلنا سلبياته وايجابياته والنتائج المتوقعة لهذا النشاط وهل نجحت الجبهة الاسلامية ?كما تقول هي ? هل نجحت في اجهاض العمل المعارض وكيف نخرج الى رؤى جديدة وباسلوب منمق يؤدي الى نتائج تُرضي شعبنا وتجعله يعود الى عالم الحرية والى حياة طبيعية .
ومن المنظور ان لا تقع هذه المراجعة في في شرك المغالطات لافعال سابقة ومن اللازم ان تكون المراجعة من اجل وضع عمل مستقبلي يكون بتراضي الجميع مع ابعاد كل مؤثرات تقوم بها زمرة الجبهة الاسلامية واعلامها المتسلط على افكار وعقول المساكين .
ومن المهم النظر الى المتغيرات الدولية المستقبلية وتأثيرها علينا وعلى دولة الاخوان دون الامعان في التفاؤل وان نضع في اعتبارنا ان العالم احيانا يرضى بنظام ظالم اذا كانت مصالحه تتطلب ذلك او اذا ما كان العمل المعارض غير قادر على تحريك او هز ذلكم النظام بايجابيات ملموسة
لقد قام الجميع بعمل عظيم من اجل سقوط هذه الطغمة الباغية ولكننا ارتكبنا خطأ فادحا بعدم توحدنا الملموس فكل مجهودات التوحد حتى الان لم تحقق المرمى العظيم الذي نريده ونجمل ذلك دون التعرض لتفصيلات الى ان مساعي التوحد كان تصطدم بالالتزام الحزبي او العقائدي لهذه التنظيمات, وهذه الالتزامات التي هي جزء من التوجه نحو المسار الديمقراطي كانت ستثمر لو اننا نواجه عدواشريفا في توجهاته ولكنه كان ولا زال نظاما مرتعبا يظن ان العنف هو مخرجه من تلكم الورطة التي وضع نفسه فيها بلجوئه للاساليب القذرة التي نعرفها بدءا من القتل والى التفريق بين الناس .
ثم ماذا
ان الامر يتطلب جدية قوية بعيدا عن الخذلان او التنصل او الاختلاف فيما ما لابد منه . والذي لا بد منه هو التوحد ووضع القوانين الصارمة الملزمة لهذه المرحلة والاستعانة باجسام تجمع بين كل القدرات السياسية والعسكرية والامنية مع الاستعانة بالكوادر المتمكنة من التكنوقراط المخلصين ويجب ان يوضح عند وضع هذه الاسس انها اسس لفترة الاجهاز على هذا النظام وان تكون هناك قوانين بديلة جاهزة لمرحلة ما بعد ذهاب النظام .
هنالك افكار كبيرة رأت النور نذكر منها الجبهة السودانية للتغيير وقد طرحت في مسار عملها عملا يستحق الاشادة به ولكن ولعلمنا بالظروف المحيطة والصعوبات الدائرة من امكانيات وظروف دولية واقليمية فان هذه الفكرة العظيمة لازالت تسعى ونأمل ان يتوفر لها ما يمكتها من الانطلاق اكثر فاكثر ولا نريد ان ننسى افكارا مماثلة كلها تسعى وتقف الامكانيات امامها عثرة ولكن هنالك ضوء في النفق يقول انهم يسعون الى بديل عظيم لاسقاط هذا النظام.
لقد اطلعت على الفكرة التي طرحتها مجموعة البروفسير محمد الفاتح بركة بصحيفة الراكوبة وارى انها تصب فيما نصبو اليه واملي ان تلاقي الفكرة النجاح المطلوب لكي تكون هي وجهود الاخرين مسارا لرؤى جديدة . وارى ان ما يميز هذه الفكرة انها تضم عناصر اخرى تهتم بالشأن السوداني ,فهي تجمع بين السودانيين من ذوي الجنسيات البريطانية والبريطانيين الذين يهمهم امر السودان ,ومن المعروف ان بريطانيا كدولة كانت تستعمر السودان فان امور السودان لاتزال تلقى بعض الاهتمام وقد يقول قائل ان مثل هذا الاهتمام هو نوع من السعى للهيمنة ,خاصة وسائل الاعلام المعادية ,ولكني اظن ان هولاء تنقصهم المواكبة للعالم الآني وانهم في جاهلية عن الظروف المحيطة اقليميا ودوليا.
وددت ان ما سيجري الان في انجلترا وبالذات اجتماع (السيمبوزيم) والاوراق المطروحة به ? وددت ? لو ان شئ من هذا القبيل يجري في كل المناطق الاخرى اقليميا ودوليا واملي كبير في انه سيكون له اثر بالغ في حل مشكل السودان والقضاء على النظام الباطش في السودان .
واقول في نهاية الامر ان كل مسعى فيه امل وكل خطوة جادة لها اثر وفقنا الله سبحانه وتعالى في القضاء على هذا النظام بكل الوسائل الممكنة والمتاحة.
والحق ابلج والباطل لجلج
هاشم ابورنات
[email][email protected][/email]
قفّ!!
(مجموعة البروفسير محمد الفاتح بركة. …….. تضم عناصر اخرى تهتم بالشأن السوداني، فهي تجمع بين السودانيين من ذوي الجنسيات البريطانية و البريطانيين الذين يهمهم امر السودان.
أين السودانيون؟؟