تجارة المواسم.. أخلاقيات مخيفة

ليس منتظراً من السوق وتجاره أن يقدموا مواقف مثالية مع المواطن في المواسم الاستهلاكية المختلفة، وذلك لأسباب كثيرة بعضها يتعلق بأخلاقيات السوق والبعض الآخر يتعلق بأخلاقيات العلاقة بين التجار والحكومة.

لكن الرجاء يكون في قيام الحكومة بالتدخل لصالح المواطن والسيطرة على السوق في المواسم التي يسيل فيها لعاب التجار لاستغلال حاجة المواطنين.

لا أفهم أن يصدر تصريح في هذه الأيام تحديداً – ونحن على أبواب عيد الأضحى المبارك – من اتحاد الغرف الصناعية ليحدثنا المدير التنفيذي لهذا الاتحاد عن وجود نقص في إنتاج الحبوب الزيتية، ويحدثنا الآن فقط عن الموسم الزراعي في العام الحالي الذي جاء دون التوقعات، وأن الدولار قد ارتفع وتسبب في ارتفاع تكاليف ومدخلات الإنتاج، ويحدثنا عن تأثير رفع الدعم عن المحروقات على تكلفة الإنتاج في مصانع الزيوت ليخلص في النهاية إلى تمرير خبر بزيادة أسعار زيوت الطعام في الأيام القادمة، التي هي أيام عيد الأضحى المبارك.

يا سيدي نحن لم نعد نطالب بمبررات لأي زيادة تقع على رؤوسنا، ولا يجب أن تتعبوا أنفسكم كثيراً لتنفذوا فينا أحكامكم الناجزة تلك.

متى كان الدولار منخفضاً؟ ومتى رفعت الدولة الدعم عن المحروقات؟ هل ارتفع الدولار أمس؟ وهل رفعت الدولة الدعم عن المحروقات أول أمس؟ وهل زادت تكاليف الإنتاج الأسبوع الماضي؟ وهل اكتشفتم الآن فقط أن الموسم الزراعي دون التوقعات؟ أم أن القضية وما فيها (العيد على الأبواب) وهو موسم (ما يتفوت) بمنطق السوق الذي لا أريد إطلاق الوصف الأنسب له وهو وصف سيغضبكم ونحن في يوم كريم ومبارك هو يوم الوقوف بعرفة.. زيدوا أسعار الزيوت دون البحث عن مبررات..

هل نجدها هذه الأيام من تجار الزيوت أم من تجار الأضاحي أم حتى من (الضباحين)..

اتركوا هذا العيد يمر دون أن ترفعوا ضغط الدم في عروق المواطنين.. زيدوا أسعار زيوت الطعام دون أن تقصوا علينا قصصكم هذه.. بل (طلعوا زيتنا ذاتو) فقط بصمت لو سمحتم.

أكثر ظاهرة مخيفة في هذا المجتمع هي ظاهرة غياب الأمان عند المواطن مع كل من يحصل على احتياجاته عبرهم.. تجاراً أو مقدمي خدمات صحية أو تعليمية أو أي شخص يتعامل معك ويشعر أنك في حاجة ماسة لنوع الخدمة التي يتعامل معك فيها.. حتى سائق الأمجاد أو الركشة.. لا يتذكر أو يذكرك بأن الحكومة رفعت الدعم عن الوقود وأن الدولار مرتفع وأنه يدفع الشيء الفلاني لصيانة ركشته لا يذكر لك كل هذه التفاصيل إلا حين يشعر أنك في حاجة ماسة له ولدابته كونك تريد أن تصل المكان الذي تقصده في وقت لا تتوافر مع هذه الركشة خيارات مواصلات منافسة لها في المكان والزمان المحددين.

كل عام وأنتم بخير أعاد الله عليكم هذا العيد وأنتم أكثر أماناً وثقة في أنفسكم وفي من حولكم.

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. ايام عيد الاضحى المبارك كشفت لى عن الانحطاط الذى اصاب اخلاق مجتمعنا!فمآثر الاخلاق التى نتشدق بها لم يعد لها وجود على ارض الواقع:
    -مامعنى ان يمسك احدهم بمسبحة فى يده وهو يبيع انبوبة الغاز بضعف ثمنها دون وجه حق؟
    -وما معنى ان يهرع سائق السيارة الاجرة الى المسجد عند سماع الآذان وهو يأكل اموال الناس بالباطل؟
    -تسأل البائع عن سعر السلعة فيتظاهر بأنه لم يسمعك ،اويعيد نص سؤالك :لا لشىء سوى انه يريد ان يحدد (نصف قطرحفرة الخديعة) التى ينوى (زحلقتك )داخلها !! وذلك من خلال قيامه بعملية(مسح لمظهرك العام)!!
    -فالكل يلهث وراء الحرام وعدد المساجد فى ازدياد،حتى اصبح الفساد لغة ثانية فى الدولة بعد اللغة العربية التى اصابها الفساد ايضا !ندعى اننا(اكتر شعب عاشق للنبى)ونحن اكثر شعب يخالف تعاليم النبى (ص)،والصلاة عندنا -حتى على مستوى المسؤولين-اصبحت (مجرد جمباز)!
    نعم:إن الصلاة التى لاتنهى عن الفحشاء والمنكر والبغى لاقيمة لها!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..