أحزاب مركزية الحرية والتغيير.. المستقبل السياسي وخطط المرحلة المقبلة..!

*- التظاهرات لم تخرج عن السلمية وهذا سلاحنا لاستعادة الثورة
*- لن تلجأ مركزية التغيير إلى العمل السري وسنعتمد على تاكتيكات مختلفة
*- قادة المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير سياسيون ولا توجد ثوابت في عالم السياسة
تقرير: عبدالله عبدالرحيم
وضعت عودة د. عبدالله حمدوك رئيس الوزراء لمنصبه مجدداً بعد إجراءات الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، قوى الحرية والتغيير ” الإعلان السياسي” أمام مفترق طرق، ذلك لجهة أن العودة لم تمثل طموح هذه القوى التي كانت الحاضنة السياسية لحكومة حمدوك، وفق الوثيقة الدستورية رغم ما قيل فيها من نواقص، وذكر الذين تحدثوا لـ(اليوم التالي) إلى ان عودة حمدوك لم تكن وفق شروط هذه القوى التي ترى أن العملية التي قام بها الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان كانت انقلاباً على السلطة الانتقالية وبالتالي هذا المشهد وضع هذه القوى أمام متغيرات متعددة لمواجهة مصيرها، فهل ستلجأ للعمل عبر الضغط الجماهيري وتعتمده أسلوباً سياسيا مؤثراً لإثناء هذه الحكومة عن التقدم أم إنهم سيلجأون للعمل السري إذا ما استعسر عليهم العمل السياسي في العلن؟ أم سيعتمدون أسلوب التحالفات السياسية مع القوى الأخرى؟.
خطاب: لن تسطيع أي قوة السباحة عكس إرادة الشعب والجماهير سلاحنا
ويقول عضو مركزية قوى الحرية والتغيير خطاب محجوب، إنه وفي الوقت الراهن إذا لم تتوافق الحرية والتغيير وجميع القوى والتحالفات والتنظيمات السياسية مع ما يجري على الشارع اليوم فإن هذه القوى السياسية ستجد نفسها خارج اللعبة السياسية اذ لابد لها من الأخذ في الاعتبار لغة الشارع ولا بد من أخذ رأي ومواقف الآخر ووضعها في الاعتبار وقال إن الشارع اليوم يطالب باشتراطات محددة (لا مساومة لا تفاوض لا مشاركة)، وهي الخارطة التي تحدد المستقبل السياسي للقوى الناهضة على أكتاف الجماهير وأنه لا تستطيع أية قوى أن تسبح عكس هذه الإرادة، وقال خطاب لـ(اليوم التالي): لابد من أن يلبي الاتفاق السياسي متطلبات الشارع في سلمية التظاهرات التي لم تخرج عن السلمية المتبعة خرجت عن السلمية والتصدي لها بالرصاص كان غير ملائم لطبيعة الحكومة. هناك فقد في الأرواح فأين حقن الدماء من الذي يجري؟، لا بد من إعادة بناء الثقة بين القوى السياسية، وقال خطاب: نحن في قوى الحرية والتغيير ومركزيتها، سنتمسك بالسلمية ويجب ألا يواجه العمل السلمي بالرصاص لخلق الرهبة في النفوس، وأسار إلى أنهم لن يلجأءوا للعمل السري إطلاقاً بقوله: سنكون موجودين في الإعلام وفي الساحات وفي الهواء الطلق، مشيراً أنهم سيكونون متمسكين بالوثيقة الدستورية التي تكفل حق العمل المدني، أما إذا الدولة مضت نحو عسكرة العمل المدني فوقتها لكل حادث حديث.
الفاتح محجوب: لن تستسلم بسهولة لفقدانها السلطة وستلجأ للمسيرات والتتريس والدعوة للعصيان
ولكن بروفيسور الفاتح عثمان محجوب محلل سياسي يرى أنه لا توجد ثوابت في عالم السياسة، وقال لـ(اليوم التالي): الأحزاب السياسية الأربعة التي كانت تسيطر على المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير وبالتالي تسيطر على الحكومة الانتقالية، لن تستسلم بسهولة لفقدانها السلطة التنفيذية وستلجأ للمسيرات والتتريس والدعوة للعصيان المدني لكنها مع ذلك قد تغير موقفها إن رأت أن الجدوى ضعيفة من معارضتها خاصة وأن أكبر هذه الأحزاب هو حزب الأمة القومي الذي أشرف رئيسه على الاتفاق السياسي بين حمدوك والبرهان وشارك عدد من قياداته في اجتماع مع حمدوك وهذه إشارات تؤكد أن حزب الأمة سيدعم حكومة كفاءات مستقلين بقيادة السيد حمدوك ولن يعارضها خاصة وأنه الحزب المرشح للفوز بالانتخابات القادمة إلى جوار الحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل بقيادة مولانا محمد عثمان الميرغني زعيم طائفة الختمية، وزاد بقوله: أي أن المعارضة ربما لن تستمر إن رأى قادة المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير أن لا جدوى منها، لأنهم سياسيون ولا توجد ثوابت في عالم السياسة.
وأكد الفاتح أنه لن يلجأ قادة المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير لأي أفعال عنف أو انقلابات لأنهم يعلمون أن التغيير بالعنف شبه مستحيل في ظل وقوف المكون العسكري كجسم متماسك وأن أي محاولة لشق الصف العسكري ستقابل بأحكام قضائية قاسية في ظل الوضع الحالي.
صلاح الدين: لن نلجأ للعمل السري وسنعتمد على أبعاد مختلفة
أما الأستاذ نور الدين صلاح الدين القيادي بالمؤتمر السوداني ـ أحد أحزاب مركزية قحت ـ فيقول إن العامل الأساسي وعامل القوة الأكثر حساسية اليوم هو الحراك في الشارع ويشمل هذا المواكب والتحركات المختلفة للشارع المنتفض وأيام هذه التحركات المعروفة بجدولتها لكل الشعب السوداني. وقال نور الدين: بالتأكيد هناك عوامل أخرى ستعتمد عليها قوى الحرية والتغيير في المركزية، منها التاكتيك السياسي مع القوى السياسية الأخرى خارج التحالف بغرض تكوين جبهة عريضة كبيرة ممكنة لإسقاط نظام الانقلاب العسكري وهذا في اعتباري عامل مساعد لنا في تحركاتنا السياسية، أما العامل الآخر فهو التعامل مع المجتمع الدولي، وهو له تأثيره على العالم كله وليس السودان فحسب، وبالتأكيد السودان يتأثر بالرأي العالمي وبالتدخلات الدولية المؤثرة في السياسة الداخلية. وقال نور الدين إن الشارع السياسي في السودان أصبح موحداً في الراهن اليوم من أي يوم مضى، خصوصاً بعد عملية الضغط الكبيرة التي تمت من المجتمع الدولي وقال إننا سنؤكد على العمل المشترك مع القوى الأخرى في المواقف المشتركة لإسقاط النظام.
مبيناً إنهم لن يلجأوا لاختيار العمل السري أو العمل تحت الأرض كما يعرف به مشيراً إلى أنهم ظلوا ومنذ أيامهم الأولى في حزب المؤتمر السوداني منذ فترة طويلة ظلننا هكذا منذ العهد البائد وقال: كنا نقيم ندواتنا في الأسواق وشعارنا هو (يجب أن تكون المقاومة ثقافة عامة لدى كل الشعب السوداني)، مؤكداً أن هذا هو سبيلهم في العمل السياسي المباشر وسيعتمدون عليه في مقبل الأيام.
عبده مختار: من المتوقع أن تتفرغ عبر تحالفها العريض لبناء نفسها
ويعتقد بروفيسور عبده مختار موسى أن العسكر لن يلجأوا للتضييق على القوى السياسية وتحديداً أحزاب قحت (أ) الحاكمة سابقاً، مشيراً إلى أن الفترة الحالية فترة حريات وأن الكل أحرار في أن يتحدثوا كما يحدث في نبض الشارع السوداني اليوم، وقال لـ(اليوم التالي): من المتوقع أن تتفرغ هذه الأحزاب عبر تحالفها العريض لبناء نفسها كأحزاب مؤكداً أن مشكلتنا السياسية أن الديمقراطية عندنا وجدت أحزاباً غير مؤهلة فكرياً وبعيدة عن البناء الذاتي لجهة أنها ظلت منشغلة عن أشياء بعيدة عن العمل الديمقراطي المفضي إلى الانتخابات، وطالب كل القوى السياسية بأن تتوجه للاستعداد للانتخابات بدلاً عن التشاكسات السياسية غير المفيدة والتي تفضي في الآخر إلى انقسامات متعددة داخل الأحزاب كما حدث في أحزاب القمة مؤكداً إنها أكبر مهدد للديمقراطية وأنه يتوجب على هذه الأحزاب الاتجاه لبناء نفسها، وقال: في كل العالم الأحزاب المعروفة تتجه لهذه الخطوة تحديداً وهي التي توجب التمويل للحزب لمواجهة تحديات الديمقراطية مؤكداً أنه بغير ذلك ستكون هذه القوى أكبر مهدد وخطراً كبيراً على الديمقراطية نفسها، وطالب موسى بتوجيه هذه الرسالة لكل القوى السياسية الحزبية وأن تتجه للحوار لمعالجة الأزمات السياسية بدلاً عن التشاكس الذي سيعمل على إقعاد بلادنا أكثر مما حدث في السابق. وأكد مختار أنه ليس هناك ما يجبر أحزاب قحت (أ) على اللجوء للعمل السري لأن هناك انفتاح كبير وكامل وأن الإجراء الذي اتبعه المكون العسكري كان طارئاً وليس دائماً وأن القوى السياسية يمكنها أن تبدي رأيها السياسي في تعبئة الجماهير وتوسيع قاعدة المشاركة في إطار إعادة البناء.
عثمان أبوراس: الواقع مأزوم ولن يستطيع حمدوك وحكومته فعل شيء
ويرى القيادي بحزب البعث العربي الاشتراكي عثمان أبو راس، أن حكومة حمدوك مهما كانت صفتها لن تستطيع أن تفعل شيئاً في ظل الواقع المأزوم الذي تمر به البلاد ولا يمكن أن تكون هناك حكومة مهام للسلطة بعد الانقلاب الراهن إلا بإعادة الديمقراطية عبر الانتخابات والتي ستمكن ذلك من خلال الرقابة الدولية والإقليمية لتوطين التحول الديمقراطي في البلد. وزاد أبوراس بقوله: لا بد من الإسراع في إنجاز مهام السلام (مفوضية السلام والانتخابات) والتوافق على وفاق وطني شامل. وأعلن عثمان عن عدم رضائه عن رئيس الوزراء الذي أكد أنه لم يكلف نفسه بإطلاق سراح المعتقلين من الوزراء السابقين وحتى مستشاريه، وقال: كان عليه عدم توقيع الاتفاق السياسي مع البرهان حتى تتم إعادة الحكومة الانتقالية أو عبر شروط تشمل إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين الذين ما زال يقبع بعضهم في معتقلات مجهولة، مشيراً إلى أن المستقبل مجهول أمام الحكومة التي سيختارها حمدوك والتي يقال إنها للكفاءات، مؤكداً أن موقف حمدوك لم يشبه الانتفاضة ولا الشباب الذين قدموا تضحيات من أجل دولة مدنية كاملة.
عادل خلف الله: الوسيلة الوحيدة لهذه القوى هو تنويعات العمل السياسي
أما الأستاذ عادل خلف الله الناطق الرسمي لحزب البعث العربي الاشتراكي فيرى أن قوى الحرية والتغيير ارتبط تكوينها ونشأتها بوصول الانتفاضة السودانية المستمرة والمتجددة منذ 1986 إلى مرحلة الانتفاضة الحاسمة ولذلك تشكلت وهي جزء من قوى الحراك لتنظيم صفوف هذا الحراك للوصول إلى النقطة الحاسمة وهي إسقاط النظام الديكتاتوري. ويرى عادل خلف الله لـ(اليوم التالي) أنه وبحسب المسألة السودانية فإن الوسيلة الوحيدة لهذه القوى هو تنويعات العمل السياسي، وأكد أن العمل السياسي السري هو إخفاء العلاقات والروابط، ولكن النضال السياسي يكون على المكشوف، وأكد عادل أن الخيار الوحيد لقوى الحرية والتغيير بحكم تجربتها هو استمرار حشد الإرادة الشعبية بمختلف تنويعات وسائل النضال السلمي وصولاً للحظة المناسبة لإسقاط قوى الردة وإقامة السلطة العادلة في ظل االنظام الديمقراطي التعددي والذي يفتح الطريق لانتخابات حرة في زمنها المحدد. وقال إن أي حديث عن أن المواكب ليس لها جدوى أو جزء من معادلة صفرية هو إعادة الخطاب الذي سمعته القوى الشعبية في تونس من بن علي وفي مصر من مبارك وأجهزة أمنه وفي عهد البشير ونظامه، وأن السلاح الوحيد الذي لا غالب له هو تنويعات وسائل النضال السلمي التي تتكافأ مع مواكب النضال الراهنة وقال إن مواكب الأمس الأول تؤكد أن الشعب مؤمن بنصره القريب وأن الأداة الوحيدة هو استمرار نضاله عبر اعتصامات متفرقة وصولاً لساعات االوصول للعصيان المدني الشامل.
اليوم التالي