٢٦/ نوفمبر ٢٠٢٠م : في الذكري الرابعة علي وفاة الإمام / الصادق المهدي

بكري الصائغ
نشر الصحفي غسان الإمام مقال قبل تسعة وعشرين عام مضت في صحيفة “الشرق الأوسط” عن الإمام الراحل/الصادق المهدي في يوم ٢/ سبتمبر ١٩٩٥م ، اعيد نشرها بمناسبة الذكري الرابعة علي وفاته.
الصادق المهدي من المعذبين في الارض
رجل يعذبه الإنتماء الي عالمين مختلفين
الاسلام واوكسفورد
يحفظ القرآن عن ظهر غيب
ويتحدث في نظريات التنمية
يلبس العمامة ويلعب “البولو”
يتسربل بالجلجاب ويركض وراء كرة المضرب
يخطب بالعربية في الانصار
ويتفاهم بالانجليزية مع العالم والزوار
**
الصادق المهدي يعذبه الزمان
يشده الي الماضي
فيجذبه العصر
حائر بين الشوري والديمقراطية
بين الشريعة والشرعية
بين اسلام العقوبة واسلام العدالة
ان جاري الزمان
خاف ان يفقد الزعامة
وان حمل سيفها
اتهموه بالطائفية
ان لوح به
حاربوة بسيف السلطة
ان اغمده فقد سطوته
**
الصادق المهدي عذبته السياسة
رفعته تكرارا الي قمة الحكم
واودعته مرارا ظلام السجن
رجل علي نقيض مع المكان
هو ، في المعارضة ، رجل المسؤولية والدولة
هو ، في الحكم رجل الحزب والطائفة
يحالف فيحتفظ بمسافة عن الحلفاء
يعارض فيداري الاعداء
يحكم فيغير الشركاء
حكم فوعد فتردد
فما انهي الحرب
ولا بني الاقتصاد
ولا الغي قوانين النميري
ولا بقي في معسكر الاعتدال
حالف ليبيا واقترب من ايران
فازعج الاقربين من الابعدين
لكنه ظل رجل الحرية
ودمغ كل خصومها بتهمة الاستبداد
**
الصادق المهدي يعذبه النظام
ان خرج للمنفي
آلب العالم علي الحكام
ان بقي في الوطن
لعب لعبة شد الحبال
وان شدوا رخي
شد فاوجع وما ادمي
يحبسونه فلا يستطيعون شراءه
يطلقونه فلا يملكون ارضاءه
يحبسهم في مسجده بلسانه
يزايد عليهم باعتدال اسلامه
ثم يطالبهم بما اخفق في انجازه
**
الناس في السودان صنفان
اودام معذبون في الارض
وعساكر ضعيفة الذاكرة
فما تعلمت من تجارب سواها
تلبس خفي الترابي
فيتوكآ علي عصاها
تحبس المهدي فتسوء سمعتها
تطلقه فتسوء صحتها
يعذب هذا المهدي في غموضه
ويتعذب في تردده
يحلم بسودان الفيدرالية
يعد باسلام التعددية
يخير الجنوب بين الانفصال والوحدة
والسلطة معذبة في هجره ورفضه
والمعارضة معذبة في هواه
لا الاولي تعرف انه عدوها
لا الثانية تثق بانه حبيبها.
رحم الله الامام الصادق المهدى
فقد كان الرجل كبيرا قولا وفعلا وكان زرقاء يمامة السياسة السودانية
كان سودانيا وطنيا لم نشعر بقيمته الا بعد وفاته عندما هجم عينا الاقزام وواردونا موارد الهلاك
تولى الحكم وخرج منه وسيرته ويده نظيفتان لم يلوثهما بحرام
الحبوب، Nadir.
حياكم الله وأسعد أيامكم بالافراح الدائمة.
رحم الله الصادق المهدي رحمة واسعة،
الصادق يعتبر بكل المقاييس واحد من اسوأ السياسيين الذين عرفتهم البلاد بعد الاستقلال، حبه العارم لنفسه جلب الخراب لحزبه ولآل المهدي، رفض بشدة وعن عند عمد اصلاح ما خربه، وما الحاصل في حزب الامة القومي من تفكك واضمحلال وفوضي الا انعكاسات محبطة عن تصرفاته السابقة .
من مكتبتي في صحيفة “الراكوبة”:
الصادق المهدي.. هل مات مقتولاً؟!! https://www.alrakoba.net/31609830/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%AF%D9%8A-%D9%87%D9%84-%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%82%D8%AA%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8B%D8%9F/
تحياتى صديقى ود الصايغ
لم يمر على السودان سياسيا ميكافيليا وضبابيا مثل الصادق المهدى منذ شبابه عندما استولى على منصب رئيس الوزراء دون استحقاقا دستوريا لا عمرا ولا خبرة آنذاك مع وجود دهاقنة السياسة وكل مواقفه هى خذلان من حوله أو من تحالف معه تعبر عنها حزمة المصالحات مع كل الحكومات آخرها التعبير الاباحى الذى لم نسمعه ابدأ من النساء ( بوخة المرقة ) ولكى لا اظلمه أو ( اظلمك ) فالرجل له اسهاماته واجتهاداته الفكرية .. صديقى الأنصاري قال لى نصحت الصادق أن يتفرغ فقط للفكر والثقافة والكتابة وان يترك السياسة .. الصادق المهدى كان دائما يتخفى وراء اسم ( المهدى ) كما يفعل أبناؤه وبناته الآن مع انى اعتقد انه انتحال للاسم ليس واحد من أجدادهم يدعى المهدى ولكنه لقب اطلقه الدراويش المغيبين لاعتقادهم بأنه المهدى المنتظر المرسل من السماء .وتلك قصة اخرى .. تحياتى
الرجل رغم ماتكتبه عنه هو من تحالف مع الترابي ضد اتفاقية السلام الميرغي قرنق وحين ما قامت ثورة ديمسبر قال عنها بوخة مرقة رجل يمسك العصا من النصف
عزيزى ( ثائر ) تحياتى : يبدو أنك لم تتأمل جيدا مقالة صديقنا بكرى الصايغ فهو فى الحقيقة لم يكتب شيئا فهو فقط أعاد مقالة نشرت قبل تسعة وعشرين عاما وهى ليست له بل للكاتب غسان الإمام… عذرا للاخ بكرى فلقد رديت بالإنابة عنه
رحم الله الرمز الوطني الباذخ الصادق المهدي
فالرجل فعلا كان حكبم الامة واثبتت لنا الايام اه كان فعلا صمام امان السودان
فللرجل كارزيما لا تخطأها العين نتفق او نختلف معه في التفاصيل ولكنه رمزاا وطنيا ورقما يصعب تجاوزه
ماذا يعني غِيابُ (الإمام)..؟؟
ضياء الدين بلال
دعُونا نضعُ كل ما قيل وكُتب عن رحيلِ السيد الإمام الصادق المهدي تحت تساؤلٍ كبير:
ماذا يعني رحيلُ الإمام؟
بكل تأكيدٍ.. رحيلُ السيدِ الصادق المهدي يعني طيَّ آخرِ صفحاتِ جيلِ زعماءِ الستينيَّات من القُوى الشبابية الحديثة.
رحل قبله الأساتذةُ حسن الترابي وفاروق أبو عيسى ومنصور خالد ومحمد إبراهيم نقد وآخرون.
ظلَّ هذا الجيلُ يؤثِّر على مُجريات السياسة السودانيَّة في مدِّها وجزْرها، ويرسمُ أهم ملامحها طولاً وعرضاً، وفاقاً وحرباً، حزناً وفرحاً.
صحيح، لم ينجزْ هذا الجيلُ ما يجعلُ السودان يتقدمُ إلى الأمام، وما يحقِّق له الاستقرارَ والرخاءَ والنَّماء.
ولكنْ له كثيرٌ من الحسنات والمزايا التي حافظتْ على وجودِ السودان وطناً عزيزاً لا يُضام، رغم المحنِ وخُطوبِ الدهر والانتكاسات، ومنعتْ انحدارَه إلى قاع الفوضى.
أكثرُ ما ظلَّ يُميِّز السيدَّ الصادق المهدي، تلك السعةُ المعرفيةُ الكبيرة والرحابةُ في التعامُل مع الآخر؛ البعيدِ قبل القريب.
كان بشوشاً وودوداً ورحباً، وابتسامتُه ساطعة، وقلبُه أخضرُ، وتواضعُه زاهٍ وجميل.
ليس ذلك فحسب، بل الميزةُ الأساسيةُ للإمام التي تقتضي أفضليَّته، طاقةُ التسامُحِ التي يفيضُ بها على الآخرين ويضيء بها عتَمات ساسَ يسُوس.
فهو لا يعرفُ لغةَ المقاطعةِ والخِصام والعداءِ السافر واستخدامَ الأسلحة القِذرة في المعارك السياسية.
لم يُسجِّلْ له التاريخُ حوادثَ اعتداءٍ على خصومٍ ومنافسين بالضربِ تحت الحزام،
ولا تسديدُ عبارةٍ منه تكسرُ خاطرهم وتؤذي مشاعرَهم وتمسُّ كبرياءهم بسُوءٍ.
كان يؤمنُ بأن (فشَّ الغبينة يخرِبْ المدينة) وخطابَ الكراهية والبغضاء يشعلُ الحروبَ ويدمِّر المجتمعات.
يشهد له الأعداءُ قبل الأصدقاء بنزاهةِ السيرة وطهارةِ اليد وعفةِ اللسانِ والقلم.
يحتملُ إساءاتِ الآخرين مهما بلغتْ من القبحِ والفُحشِ والتجني.. ولا يردُّ عليها قِصاصاً عادلاً بما تستحق من الزَّجر والتوبيخ، فهو المهذَّبُ المعذب.
أبوابهُ مفتوحةٌ أمامَ الجميع؛ صغيرِهم قبل الكبير، في قلبه خارطةُ السودان في امتدادها الرحبِ.. قبائلَ وأعرافاً وأنهاراً وسهولاً وهضاباً.
ذهنه صافٍ بلا عَكَرٍ، محتشدٌ بالمعارف والتجاربِ والخبرات.
يعبِّرُ عن آرائه بكل صدقٍ ووضوح، مهما كانت المترتباتُ على ذلك؛ غَضِبَ زيدٌ أم تنَّمرَ عمْرو.
قاموسُه التعبيري متنوعٌ ومتعددُ المشارب، يمتدُّ من الجِبْنةِ السويسرية على موائد أكسفورد إلى بيضة أم كيكي بالجزيرة أبا وغِبيش.
وَرَثَ قيادةَ حزبٍ كبيرٍ في ظرْفٍ معقَّدٍ وحرجٍ وطائفةٍٍ دينيةٍ جهاديةٍ مُثْخنةٍ بالجِراح، ذاتِ ولاءٍ تقليديٍّ فائقِ الحماس.
فتحوّلتْ على يديه وأمامَ عينيْه وعلى بصيرةٍ من أمرِه طاقةُ الحماس والتعصُّب إلى مزيجِ وعيٍ واستنارة.
شخصيتهُ خلاصةُ وعصارةُ تجاربَ وخبراتٍ وصراعاتٍ وانقساماتٍ وتصالحات، خلال نصف قرن من الزمان، منَحَتْهُ أكْسيرَ التسامحِ وسعةَ الأُفق.
حاورتُه كثيراً عبر الهاتف في سنوات أسمرا والقاهرة وكفاحاً ما بعد (تفلحون).
حاورتُه للصحافة والإذاعةِ والفضائيات، رافقتُه في كثيرٍ من الزيارات الداخلية في مُدنِ السودان وقُراه.
كنتُ أطرحُ عليه كل ما يرِدُ في ذهني من سؤال، قد يكون فظَّاً ومستفزَّاً، ولكن في حدود الاحترامِ والمحبة.
كان يردُّ بكل ثقةٍ وهدوءٍ وود، لا يبْنى عن التساؤلات الساخنة، اتهاماتٍ للنوايا، ولا يُقيم عليها حاجزَ صد.
منذ صبانا المهني، كنا نجدُ منه النصحَ والإرشادَ والتشجيع.
يياركُ لنا الزواجَ والمواليد، ويُشاركنا الأفراحَ والأحزانَ ونُشاركُه احتفالاتِ عيدِ الميلاد وتدشين إصداراته الجديدة.
رحَل إمامُ الوسطيَّة والاعتدال في زمنِ التطرِّف والعداء وفشِّ الغبائنِ وتصفيةِ الحسابات، وسيطرةِ من هُمْ على نقيضِه.
رحَلَ الإمامُ الصادقُ.. رُمَّانةُ السياسةِ السودانيَّة ومنبعُ وعْيها ومصدرُ حكمتِها وميزانُ استقامتها الأخلاقيَّة.
رحلَ آخرُ سياسيٍّ يُشدُّ إليه الرِّحالُ ويذهبُ الجميعُ إلى بيتِه طلباً للحكمةِ والمشورةِ والنٌُّصرةِ وحُسنِ الرأي.
رحَلَ السيِّدُ الإمام…..
* في ذكرى رحيله إعادة نشر.
يبدو أنك ياتروتسكى نسيت زحفه إلى الخرطوم بالسلاح مع مرتزقته أو حتى حوادث ودنوباوى … لن انسى بأننى دخلت إلى مرة إلى دار حزب الأمة فى شارع الموردة ورأيته بحراسته من الأنصار وكلهم مسلحين .. صراحة كانت لديه اول مليشيا مسلحة فى السودان .. لا اختلف معك بأن لديه ثقافة ومعرفة عالية لكن قل لى إنجاز فكرى واحد أفاد به السودان والسودانيين مثله مثل الترابى على الاقل الترابى استفاد منه الإسلاميين محليا وعالميا من أفكاره
رحم الله الصادق المهدي ،،فقد كان مثل جده محمد احمد المهدي تشغله الغيبيات عن واقعه المرير ، ومثل جده،حلم بالنبي ، فقط شذ عن جده بطبيعته المتسامحة والانسانية ، محمد احمد المهدي حاصر الابيض شهرا كاملا وعندما سقطت استباحها لمدة ثلاثة ايام وقتل محمد سعيد جراب الفول حرقا بالنار بعد ربطه بالجلود، اما الخرطوم فقد استباحها لمدة اسبوع كامل ، وسبي كل نسائها ، ولولا موته المفاجئ لاستباح كل ارض،السودان ، فالمهدي كان مختلا عقليا لا فرق بينه وبين حميدتي والبرهان الا في مقدار القتلى،والمغتصبات ،، رحم الله الصادق فقد حاول اعادة مافعله جده ولكن الزمن،والحضارة الانسانية خزلته ، ولم تخزل حميدتي او البرهان ، ونحن على عتبة المشروع الحضاري الحقيقي