تحولات” من قروبات البنات إلى سائقي المركبات العامة مرورا بلاعبي الكرة والفنانين.. وجوه جديدة في حقل سياسي تجهله الحكومة

الخرطوم – الزين عثمان
تحتفي الأسافير بمقال موقع باسم الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان يمدح فيه الفنان الراحل أحمد زكي تحت عنوان كل الألوان تصلح للبطولة بمناسبة ذكرى ميلاده في الثامن عشر من نوفمبر. بمحاذاة ذلك نقلت الصحف عن إمام الأنصار الصادق المهدي تصريحا يطالب فيه بتغيير اسم أغاني الحقيبة إلى ذخيرة الفن. بعيدا من هذين الأمرين وبعيدا جدا خرجت خلال الأيام الماضية العشرات من بنات السودان إلى الشوارع لمناهضة قرار رفع الدعم عن الأدوية الذي ندد به أيضا فنانون ولاعبو كرة ما ينبئ بتحول في قواعد الحركة السياسية الكلاسيكية وجمهورها، بل وحتى قادتها. تحول يتجاوز تلك القوى الحزبية التي سبقها الشارع في سبتمبر ولا يزال لكن ناصرها آلاف المواطنين العرب من الخليج إلى المحيط وهم يمررون على تويتر هاشتاغ “اعيدوا الدعم للأدوية”.
كان مدهشاً للجميع أن تقود الحراك الرافض لسياسات الحكومة فيما يتعلق بالدواء قروبات البنات في وسائل التواصل الاجتماعي وهي القروبات التي كان يراها البعض أنها مجرد محاولات للهروب إلى واقع يخص البنات بعيداً عن الجدل العام. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد وإنما زاد عليه قرن القول بالفعل حين طغى على حراك الرفض العنصر النسائي وهو ما لم يكن يحدث في الأوقات السابقة لدرجة دفعت بأحد الناشطين السياسين للتعليق على ما يحدث (أنه لأول مرة يقف في مكان احتجاج ولا يشاهد الزبائن الدائمين في مثل هذا النوع من الأنشطة ).
البعض اعتبر أن هذا الأمر يصب في صالح زيادة الوعي بالحقوق من قبل الجميع أو بمعنى آخر أن الحكومة قد تجاوزت الخط الأحمر فيما يتعلق بمواقفها من الشعب وفي الحالتين أن ثمة فاتورة يجب دفعها وبأقل الخسائر .
في وقت متأخر من مساء أمس الأول تصدر قوى الإجماع الوطني المعارضة بيانا مقتضبا تنتقد فيه استدعاء الأجهزة الأمنية لأربعة من قياداته (صديق يوسف وطارق حسين ومنذر أبوالمعالي ومحمد ضياء الدين) لكن بيان الإجماع سرعان ما هبط للأسفل في الاهتمامات السودانية لصالح بيان آخر ممهور هذه المرة بتوقيع القائد السابق للمنتخب الوطني وفريق الهلال هيثم مصطفى وهو يعلق على الأحداث في البلاد “بمجرد سعينا وراء حقوقنا كأحلام ليست من المفترض أن تتحقق فقد بتنا نشعر أن إنساننا الأسمر خُلق فقط كي يُعذب و يُهان ، بتنا نرى أن المستحيل بعينه اسمه السودان”.
ويتابع البرنس ” اليوم يا وطني للأسف نتأذى منك، نُعاني فيك، و نموت عليك كل ساعةٍ ولحظة لي فيك إخوةً يعانون من عدم توفر الدواء آباءً و أخوات، أمهات و أطفال، جميعهم مسؤولون منا و سنُحاسب على كل لحظة ألم عاشوها بيننا ونحن ننظر و ننتظر فالسوداني ” عزيز ” و السوداني لا ينكسر علمتنا أننا بالمحن أقوى وأننا سنقف و نعود كما كنا وأفضل ولو بعد حين” .
وفي تركيز لرسالته يضيف مصطفى الذي يتمتع بشعبية أوسع من تلك التي يحظى بها كثير من السياسيين “لذا يا من أقسمتم أمام الله وأمامنا أن تحافظوا علينا وعلى أرضنا و تاريخنا ، خافوا الله فينا و فيهم خافوا الله في أطفال لا مستقبل لهم وفي شباب لا حاضر لهم وفي شيوخ لا حول ولا قوة لهم خافوا الله، فيوم لا ينفعك مال ولا بنون إن عفا الله في حقه، فحق الأبرياء لن يُغفر. لك الله يا وطني، و حسبي الله و نعم الوكيل”. ويختم بحزم “أنا ضد رفع الدعم عن الأدوية”
لم يكن هيثم مصطفى وحده من توشح ساعتها بلباس السياسة اعتراضاً فقد سبقه آخرون وانضموا لحملة الرفض للقرارات المتعلقة برفع الدعم عن الأدوية التي ابتدرها الفنان عاصم البنا الذي قال بعدم قدرة الفقراء على مواجهة ضغوط جديدة ولحق به أيضاً الفنان شكر الله عز الدين والفنانة فاطمة عمر والذين أعلنوا عدم تقديم أي أعمال فنية جديدة تقديراً للظروف التي يعيشها الشعب السوداني .
بالنسبة للمحلل السياسي والمتابع للمشهد السوداني منتصر الزين فإن دخول فئات جديدة لمسارات العمل السياسي تعبر عن تحولات جمة في المشهد. يؤكد محدثنا على أنه ليس بالإمكان القول إن لهؤلاء علاقة مباشرة بالعمل السياسي لكن الأمر لا يعني بالضرورة إخراجهم من السياق العام المتعلق بالإحساس بمن يشاركونهم الوطن أو أن الأوضاع باتت من الصعوبة بمكان السكوت عليها وانتظار الحلول كما كان يحدث سابقاً لكن قضية مثل الدواء والتأثيرات المترتبة على غيابها يمكن أن تفسر من خلالها هذه الحراكات التي ليس في صالح الحكومة وفي ذات الوقت تعبر عن تراجع دور المعارضة في القيام بمسؤولياتها الوطنية .
الخروج من القروبات الخاصة بالجنس اللطيف وصولاً إلى ميادين كرة القدم عبر كابتن المنتخب الوطني أو اللافتات المحمولة في أكف المرضى في المستشفيات وأصوات الشباب التي تخرج في أطراف الأحياء والعبارات المكتوبة على خلفيات عربات النقل العام كلها تؤكد على أن ساسة جددا يلجون الملعب من أوسع أبوابه يبتغون تغييرا يحقق لهم الحق الأدنى من الحياة. المؤكد أنهم سيرهقون الحكومة بعدما أحرجوا المعارضة بالفعل

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. ان ما يشير له الكاتب يؤكد ان العامل الذاتي ينضج يوميا وان هناك فئات و افراد تضاف الي جموع الرافضين للنظام و الراغبين في الانضمام لمعركة التغيير و اسقاط النظام

  2. ان ما يشير له الكاتب يؤكد ان العامل الذاتي ينضج يوميا وان هناك فئات و افراد تضاف الي جموع الرافضين للنظام و الراغبين في الانضمام لمعركة التغيير و اسقاط النظام

  3. التحية لحزب المؤتمرالسودانى الذى يستحق احترام كل الشعب السودانى . وقادته الابطال الذى ما خافوا فى قول الحق لومة لائم …وعلى الشعب السودانى أ، ينسى الاحزاب التقليدية القابعة فى بيوتها تخاف المواجهة…لقد اثبت هذا الحزب انه حق جميع السودانيين

  4. لاول مرة اكاد ايقن ان الثورة على ابواب القصر وليس فى الشوارع البعيدة ..
    انها القوة الحقيقية للمجتمع .. لا قيادة للإنتفاضة ولا احزاب قديمة صارت نكرة
    انها قوى المجتمع الشبابية الحقيقية وهم الذين سيكون الخلاص على ايديهم ..
    اين هاشتاق محبى الغول لانه بهم يكتمل العقد الفريد والقوس الموشح بالورود .

  5. المواقف الوطنية القوية ليست حصرا على الساسة, ففي الانتخابات الرئاسية الامريكية على سبيل المثال أبدى عدد هائل من نجوم السينماء والفنانين ونجوم الرياضة والكتاب أبدو معارضتهم القوية ورفضهم لسياسات المرشح دونالد ترمب , ونبع ذلك من مسؤوليتهم الوطنية كمواطنين وكرموز ينظر اليها لتأثيرها في المجتمع بمختلف الأدوار التي يقومون بها.

  6. اولا تغير الحكومة ليست بالمستحيل الأحوال أصبحت سيئة للغاية
    لكن التغير يجب ان يشمل سلوك الشعب أيضا الحكومة حرامية
    وجهلاء اما المعارضة هي الاجهل ومرتشيه من امريكا اما الشعب
    جاهل ومريض ومرتشي وفاسد كيف حتنهض الدولة السودان
    بيعيش علي المغتربين البيحولوا مصاريف شهرية عايشة عليها.
    ثمانين في المائة من الأسر السودانية لذلك نحن كمغتربين يجب
    ان نشكل لجان في القارات سوي الخليج او أوربا اوامريكا وأستراليا
    لكي نخرج بي نتايج لوضع حلول للعبس النحنة فيهو
    يجب إيقاف تحويل المصاريف وشراء مزارع وجعل الشعب
    العاطل منتج يجب وضع حل للحصار الامريكي يجب ان تزال
    هذة الحكومة وإلا حتفضل نرسل كدة الي يوم القيامة

  7. بلادة الكيزان وعفاتنهم حولت الشعب السودانى باكمله الى سياسيين والى ثوار حتى من كان بعيدا عن تعاطى العمل السياسى .
    الله اكبر الحكايه لم تعد سياسه وترف احزاب . المساله وصلت اللحم الحى .

  8. احذروا الصادق المهدي وأسرته، لقد خذل الصادق يوم غزوة سبتمبر، أنهم الخونة بينكم ، تاني ما في مهدي ولا ميرغني ديل مرتزقة معارضة

  9. لقد سئمنا من الاحزاب السياسية التقليدية لماذا لايقود هيثم مصطفي حملة انا ضد رفع الدعم عن الدواء وهو يتمتع بشعبية كبيرة وكذلك مجموعتي محمود في القلب واقمار الضواحي التابعة للراحل محمود عبد العزيز وهم قوة شبابية جبارة ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..