ولن تجدها يا عباس.. (مُنع من النشر)

أحمد يوسف التاي

(ظللت أبحث عن جهة تحاسبني أو تحاكمني ولم أجدها)… كلمات قوية. اللغة فيها واضحة لا تحتمل أي غموض. والأسلوب مباشروصريح، والعبارات مفعمة بروح التحدي .. بهذه الكلمات قذف والي سنار أحمد عباس جدار صمتنا ومع ذلك لم ترتفع لدينا حواجب الدهشة، لأنه ببساطة قال الحقيقة ولخص مشكلة الولاية كاملة ? بل السودان كله – بعد ان اختزلها في كلمات.. لاحظوا أن أحمد عباس قال ظللتُ (أبحث عن جهة تحاسبني، فلم أجدها) وهو يريد أن يقول أنه لم يرتكب أي خطأ ولم يقترف خطيئة سياسية تضعه في موضع المتهم وتستوجب محاسبته وعقابه ومحاكمته بسبب فساد أو غيره… يا باشمهندس كل أهل الولاية والشعب السوداني كله، مُصدقك والله، وماذهبت إليه صحيح تماما، وأراك في هذه لم تُكذب قط، خاصة وأنك قلت (لم تجدها)… طيِّب ما هي دي المشكلة زاتا… ولو أنك قلت و(جدتها) لما كانت هناك مشكلة البتة، صدقت لن تجدها أبدا ما داموا فيها، فمن الذي يحاسبك إذا كانت الأوضاع كلها متشابهة؟!

ليتك يا باشمهندس قلت : (ظللتُ أبحث عن شخص أو جهة تقول أنا ظلمتها ، أو ارتكبت خطأ في حقها ولم أجدها)، وليتك قلت: (ظللت أبحث عن مظلوم في ولايتي ولم أجده)، لكن أن تقول: (ظللت أبحث عن جهة تحاسبني أو تحاكمني ولم أجدها)، وأتكرم من عندي يا سعادة الوالي وأقول لك: ولن تجدها ? على الأقل الآن ? فقولك ذلك يعني كما تقول: “ظللتُ أبحث عن لبن العصفور ولم أجده، فهذه ليست لغة التحدي التي نريدها منك، ولكن قل: (اتحدى اي شخص يقول أنا ظلمته أو اتخذت قرارا انطوى على ظلم لأحد) وحينها ستجد آلاف الناس واقفين على بابك ولن يكلفونك متاعب (البحث) عنهم.

لعلك نسيت السيد الوالي ولا بأس من تذكير معاليك ببعض (الهنات) البسيطة التي ربما لا تستوجب محاسبتك فعلى سبيل المثال لا الحصر:

من المسؤول عن : مصرع (6) مواطنين من قرية بانت بمحلية الدندر بسبب إنهيار سد العطشان الذي ثبت جليا مخالفته للمواصفات الفنية المطلوبة .. (30) مزارع بقرية الرميلة ود المدة، فقدوا أراضيهم الزراعية التي تحولت إلى مجاري وخيران… (27) مزارع اُتلفت محاصيلهم الزراعية ولم يُعوضوا… نفوق عدد من الحيوانات.. ملايين من الجنهيات جرفها السيل نجا أصحابها من الغرق… كم خسرت خزينة الدولة جراء إنشاء سد ثبت عدم جدواه الإقتصادية وعدم مطابقته للمواصفات الفنية، وكم بلغت خسارة مشروع الري المحوري الفاشل..!!

قطعا لا أريد أن أذكر كل (الهنات) البسيطة التي لا تستوجب المحاسبة فاكتفي بالتذكير ـ بـ (هنة) واحدة فقط… كم كنت محقا بعبارتك تلك، وقد لخصت يا سيادة الوالي المشكلة كلها في عبارة واحدة (لم أجدها) صحيح والله لم تجدها ولن تجدها، ولكن قطعا ستجدها عند الذي تجتمع عنده المظالم.

اللهم هذا قسمي فيما أملك.

نبضة أخيرة:

يقول الفاروق الخليفة عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله عنه :

(لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله تعالى عنها: لِمَ لم تمهد لها الطريق يا عمر)، وفي عبارة أخرى: (لرأيتني مسؤولاً عنها يوم القيامة، لِمَ لَمْ أسو لها الطريق). ولهذا كآن المسلمين الأوائل أعظم أهل الأرض وقتها.

في عصرنا الحديث يتردد كثيرا أن مسؤول في بلدية نيويورك قال ذات مرة :(إذا نفق عصفور في حديقة سنترال بارك لشعرت بالمسؤولية) !..ولهذا هم الأقوى في عصرنا الحديث.

مُنع من النشر بأمر الرقابة الأمنية القبلية المفروضة على صحيفة (الصيحة)

تعليق واحد

  1. حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل
    الهم اريناقدرتك فيهم فانهم لايعجزونك الهم ولى علينا خيارنا ولا تولى شرارنا الهم سلط الظالمين على الظالمين واخرجنا من بينهم سالميين اميييييييييين

  2. يا كاتب المقال ديل بتقارنهم او تضرب لهم امثال الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضى الله عنه او بالدول الديمقراطية التى يحكمها القانون والدستور وتخضع لرقابة شعبها؟؟؟؟؟
    ديل لا لامين فى السلف الصالح ولا الديمقراطية الشفافة ديل مسخ مشوه !!!!!!!

  3. اول شىء وظيفتك ايها المفترى جيت فيها بالتزوير وانت تعرف ذلك جيدا الولاية حسب رغبة الجماهير واليها التوم هجو الذى فى الاحراش الان لقتال السلطة التى زورت الانتخابات لتكون انت الوالى هل هنالك اثم اكبر من ذلك يمكن تحاسب عليه ايها الضلالى الافك ؟

  4. ناس الحكومة غير الكذب والنفاق ما عندهم شي !!!

    أنظروا الي وجوههم كيف بدت من كثرة الكذب والنفاق؟؟؟

  5. 1- ماذا عن سد ابو قرود؟
    2- ماذا عن اموال ومشروعات الرحل العائدين من الجنوب؟
    3-ماهى الجهة المنفذة لتلك المشروعات؟
    3- ماذا عن شركة الكناف؟ ومن يمتلك هذا المشروع؟
    5- ماذا عن شركة روينا؟
    6- ماذا عن الميادين والاراضى التى سطى عليها و دخل بها موسوعة جينيس؟
    7- اين يذهب ايراد مشروع الموز فى دوبا؟
    والخير باسط

  6. احمد عباس مصيبته أنه يظلم ولا يعلم أنه يظلم لعناده الشديد ولإعتقاده الجازم بأنه نضيف وصاح دائماً ، رجل يحب السيطرة حتى على وزرارئه وهذه لحالها تحتاج إلى محاسبته ناهيك عن تدميره للمشاريع المروية ومعاقبة المدن والقرى لإسباب شخصية وكره من عنده وتخيلوا والى يعجز عن تمديد طرق مسفلتة تربط مدن الولاية بكل السودان وهى لا تزيد عن المائة كيلومتر ، مائة كيلومتر عجز عن توصيلها لتنعم الولاية بإنفراج وتواصل مع بقية مناطق السودان ، طريق الدندر سنجة تبقى منه 6كلم وطريقة السوكى سنار 40 كلم ، طريق الدندر السوكى 18 كلم وطريق سنجة كركوج لا يزيد عن 35 كلم فعجز عن ذلك فهل الفشل لا يحتاج المحاسبة ، هل يظن ان المحاسبة للسارق فقط . حسبنا الله ونعم الوكيل يابائع الميادين والساحات .

  7. السيد الرئيس انت القائل بان كل واحد يحفر للتاني وكمان والي سنار قال لم يجد من يحاسبه ودقي يا مزيكه،
    السيد الرئيس هل نسيت مسوليتك امام الله عن هذه الامه ، وماذا سوف يكون ردّك يوم الموقف العظيم عند
    السؤال ، حيث لا يوجد عزر ولا حفر ولا دُفر ، انه يوم الحق لقد كثرت الشكوي من هؤلاء الطغات السفلة ولكن هيهات
    من الذي يستمع ومن الذي يهتم ، لذلك يقول ذلك القبيح الظالم الفاسد صاحب الوجه المشووه (وسيماوهم في وجوههم) ،لا يوجد من يسأله ،السيد الرئيس عندما صوت البرلمان بالإجماع علي تعديل الدستور بتعين الولاه ،لم يكن ذلك كرها في الديمقراطية بل كرها في هؤلاء السفلة عسي ان يجعل الفرج علي ايديكم ،ولكنكم لم تفهموا الرساله وتركتموهم في. اماكنهم وخيبتم الامال بل أعطيتموهم تايدا من جانبكم وظلما علي ظلم وفساد وعفن ، لقد كان تعديل الدستور عاجلا و سريعا ولكن لشي لا نعلمه قد غيرتم رأيكم مما يدل علي تخبطكم وضعفكم امام القرار.
    السيد الرئيس ان كان ترك هؤلاء الولاه في اماكنهم لإكمال مرحلة الانتخابات فقد أخطأتم خطاء كبير ،وسوف ترون مقاطعة الناس للعملية الانتخابيه ،حتي التزوير سوف يكون مفضوحًا كرها لهولاء المسخ وسوف ترون .
    السيد الرئيس هؤلاء الولاه من صنع المسخوط الملعون نافع الذي يحلم بحكم السودان ومازال وغايته تبرر وسيلته وهو من بيئه خلوييه متامره خائنه ولا يحترم الا المستبد الظالم الذي يقدم الولاء علي القيم والاخلاق وانتم تعرفون ذلك!!!
    السيد الرئيس ان قول احمد عباس بانه لا يجد من يسأله ، نسال الله ان تلفت نظركم وتنبهكم عن ما كنتم به ساهون ،
    ان الامر في غاية البساطه ، تخلص من هؤلاء ياسيادة الرئيس ، واذا عزمت فتوكل .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..