مقالات وآراء

التجربة الإسلامية (1)

د. الفاتح خضر رحمة

 

لا زال مد التيه يلقف كل خطى الصبر ويغلف في الرؤى طشاش الأبصار ولا شئ في مجال الرؤيا يمكنه ان يرسم لك دليل لاي شيء يمد فيك روح الانتظار فالقفار يمتد والسراب ما ترك من بقعة لم يغطيها لقد تسربلت كل الاشياء في ظلمة اللاشيء وعندنا نحتضن الحسرة وتقتلنا الوحشة ولا نرى شئ في أفق الاحلام المرسومة فما اقسى درب العودة واستحالته وما اوحش طريق الاماني ووعورته والأشد إيلاما عدنا نحن المغيبون من نقاط اللاوعي بلا وعي نستبصر مناكفات الكهنة ونرى ببصيرة الخوف مآل وطن تربعت على عرش صباحه الهواجس وقفز في جوف حضنه البؤس وعاد إلى غي سبيله الضلال وباتت كل أشرعة الموت مفتوحة فيه ونعيق غربان الامس رجع يصرخ ، لم يتعظ أرباب الضلال من فجور الماضي ولم يغتسلوا بعد من افك الإثم في بحر التوبة ولم تبراء جراحات سنواتهم العجاف من لب الناس فلا زال صديد ما اغترفوه من موبقات جاثم على صدور الناس وفعل أيديهم باثره باين على كل مساحات الوطن حتى غافلوا الحقائق واستنهضوا همهم وعادوا أكثر دموية وفجور يرتدون نفس عباءة الضلال والاثم القديم ويشوهون كل شئ ليتربعوا زيفا على صفحات التاريخ موهومون أن ما اغترفوه من جرائم لم يكن إلا فسحة راحة وان السقوط لم يكن إلا نزهة نقاهة وان هم الوطن ومادونهم الا ثلة من شذاذ الآفاق وبعض من حثالة ، متناسين أن الأخطاء في المظالم والظلم والفساد والتجبر والقمع هي الممارسات التي قصمت ظهر الوطن وقوضت امانه وأمنه وفجرت الخصومات واشعلت حرب اليوم وجعلت من الموت والقتل والتنكيل والتشرد صناعة لمشروع الفشل ، لا احد يجرؤ على النقد والتشريح لأن الخوف يعصب العيون ويلبد سماء الحق والكلمة لا تزن في مثقال الفعل شئ فمن يرى أنه فقط على الحق لا يمكن أن تنازعه ولا تسمع أذنيه الا ما تحب نفسه ويغازل شغف هواه ، لا زلنا نؤمن أن الإسلام غني بالحق وباهله ورجاله لا تنحصر امتداد آفاقه على ثلة أو جماعة فهو دين يؤسس لدولة العدل والمساواة وينمي ويطور ويرفد الحياة بالاكسجين ويغذيها بكل شئ وليس بالإسلام عيب إنما العيب في الممارسة والتوجه وان كل مشروع إسلامي لا يبنى على العدل والقيم الإسلامية الحقيقة لا ينجح ولن يكتب له الحياة فهل يعيد الإسلاميين النظر في مشروع الفشل وما صحابه من مظالم وجرائم وباطل وهل ما زال هناك فسحة من توبة ام تراهم لازالوا في غي أحلامهم بلا هدى حق ولا بصيرة عقل .

فشل المشروع الاسلامي في السودان ومعه سقط كل شعار وتوجه وما عادت الا ذكريات التجربة تصاحبها مرارة التطبيق وسوء الممارسة والعمل.

وخزة:

شوه الباطل نور الحق وطمس على بريقه ولا زال أصحاب المنافع يظن أن عباءة الدين والتقوى والإسلام الزائف هي مطية ستوصله عبر براق امانيه إلى السلطة.

 

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..