هلال وظلال
عبد المنعم هلال
ـ كارين برادي الرئيسة السابقة لنادي وست هام الإنجليزي قدمت في زاويتها بصحيفة الصن البريطانية مقالاً عميقاً ومؤثراً عن إنجاز منتخب السودان لكرة القدم في التأهل لكأس أمم إفريقيا وتحدثت عن قدرة المنتخب السوداني برغم الحرب المستعرة في البلاد على تقديم أمل جديد للشعب السوداني مشيرة إلى أن هذا الإنجاز يمكن أن يكون خطوة نحو حلم أكبر يتمثل في التأهل إلى مونديال 2026م.
ـ وصفت برادي الوضع في السودان بأنه كارثي حرب أهلية دمرت البلاد وحولت الملاعب الرياضية إلى مقابر ومع ذلك رفض المنتخب الاستسلام للظروف وأظهر صموداً استثنائياً حيث خاض مبارياته متنقلاً من بلد إلى بلد وعلى الرغم من البعد عن الجماهير وظروف الحرب كان المنتخب مصدر فخر للشعب السوداني.
ـ برادي شددت على أن كرة القدم في ظروف كهذه تمثل لمسة إنسانية وسط الفوضى تذكيراً بقدرة الرياضة على توحيد الشعوب وتخفيف معاناتهم.
ـ استعانت برادي بأحداث تاريخية لشرح كيف يمكن لكرة القدم أن تكون أكثر من مجرد لعبة. تحدثت عن (مباراة الهدنة) في كريسماس 1914م بين الجنود البريطانيين والألمان والتي أوقفت الحرب ليوم واحد وعن النساء اللاتي عملن في مصانع الأسلحة خلال الحرب العالمية الأولى وشكلن فرق كرة قدم جذبت جماهير ضخمة كما أشارت إلى (حرب كرة القدم) بين السلفادور وهندوراس عام 1969م التي برهنت على قوة تأثير كرة القدم سواء بشكل إيجابي أو سلبي لكنها أكدت أن في السودان الوضع مختلف فكرة القدم هنا ليست وسيلة لتأجيج الصراعات بل لبناء الأمل والوحدة.
ـ تحدث مدرب المنتخب السوداني الغاني جيمس كويسي أبياه عن التحديات النفسية التي تواجه اللاعبين وأشار إلى أن العديد منهم تلقوا أنباء عن مقتل أقاربهم أثناء المعسكرات التدريبية وهو ما حدث خمس مرات على الأقل ورغم هذه الصدمات يعمل المدرب على تعزيز الروح المعنوية للاعبين ودفعهم لتقديم أفضل ما لديهم لتحقيق إنجاز يسعد الشعب السوداني.
ـ أبياه، الذي سبق أن قاد منتخب غانا كلاعب ومدرب يحمل على عاتقه مسؤولية ضخمة فهو لا يدرب فريقاً رياضياً فحسب بل يدرب فريقاً يمثل أمل أمة بأكملها.
ـ إن تأهل المنتخب السوداني إلى كأس أمم إفريقيا في المغرب رغم كل التحديات ، يمثل إنجازًا عظيماً والآن تتجه الأنظار إلى حلم أكبر وهو التأهل إلى مونديال 2026م وهذا الحلم إذا تحقق سيكون انتصاراً ليس فقط لكرة القدم السودانية بل أيضاً للشعب الذي يعاني من أهوال الحرب.
ـ برادي سلطت الضوء على الدور العاطفي الذي تلعبه كرة القدم في حياة الشعوب وفي السودان حيث قُتل الآلاف وهُجر الملايين بسبب الحرب تصبح كرة القدم وسيلة لتخفيف المعاناة والمنتخب السوداني يمثل أملاً ليس فقط للرياضيين بل أيضاً لكل فرد يبحث عن ضوء في نهاية النفق.
ـ تؤكد برادي أن كرة القدم السودانية تحمل رسالة قوية للعالم حتى في أصعب الظروف يمكن للرياضة أن تكون أداة للتغيير هذه الرسالة ليست موجهة فقط للسودان بل لكل الدول التي تعاني من أزمات لتظهر أن الأمل يمكن أن ينبع من أصعب اللحظات.
ـ كرة القدم ليست مجرد لعبة إنها انعكاس للأمل وللصمود وللإرادة البشرية التي يمكن أن تتغلب على كل العقبات.
ـ إلى جانب ما يقدمه منتخب السودان من إنجازات ملهمة يلعب الهلال دوراً بارزاً في دعم كرة القدم السودانية وإبقاء شعلتها مضاءة رغم الأزمات فالهلال بصفته أحد أعرق الأندية السودانية وأكثرها شعبية يمثل نموذجاً في الصمود والتفاني حيث يواصل التنافس على المستويين في الدوري الموريتاني عوضاً عن المحلي وفي دوري أبطال أندية أفريقيا رغم التحديات الكبيرة التي تواجه البلاد ويعد الهلال مصدر إلهام ليس فقط لجماهيره بل لكل السودانيين الذين يرون فيه رمزاً للاستمرارية والأمل.
ـ كما أن الهلال يسهم بشكل غير مباشر في تعزيز صورة السودان الرياضية عالمياً حيث يمثل البلاد في المنافسات الدولية ويرفع علمها عالياً في المحافل القارية وهذه المشاركات تعطي السودانيين شيئاً يفخرون به وتؤكد أن الرياضة وكرة القدم تحديداً يمكن أن تكون جسراً للتواصل والوحدة وسط الظروف الصعبة.
ـ في ظل الظروف الحالية يواصل الهلال دوره كمصدر فخر للكرة السودانية إلى جانب منتخب صقور الجديان مما يعزز رسالة الأمل والتفاؤل بالمستقبل.
ـ كرة القدم السودانية ليست فقط عن الإنجازات الرياضية بل هي قصة نضال وأمل وإنسانية في مواجهة واحدة من أصعب الحروب في العصر الحديث.
