أمراض القلب.. تصاعد المعدلات

  تقرير:ابتهاج العريفي
  دق مختصون في أمراض القلب، ناقوس الخطر من الارتفاع الجنوني لأمراض القلب بالبلاد، وإنها لم تترك عمراً وسط الرجال والنساء، حتى صغار السن، وارجعوا ارتفاع نسبة الإصابة، الى الثقافة الغذائية، والتدخين، وقلة الرياضة فضلاً عن ضغوطات الحياة (الاقتصادية والاجتماعية)، مشيرين الى أن ظاهرة ارتفاع نسبة الإصابة وسط أعمار تقل عن 40 عاماً، تعد ظاهرة متحركة لجهة الزيادة في السودان، رغم ندرة حدوثها في العديد من دول المنطقة التي تجمعهم مع السودان ثقافة متقاربة غذائياً واجتماعيا.ً   احصائيات:وتشير احصائيات منظمة الصحة العالمية، الى أن أمراض القلب تعد، المسبب الأول للوفاة عالمياً، وأن ثلث الوفيات التي حصلت نتيجة الإصابة بأمراض القلب، كانت من نصيب الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل، معلوم الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها السودانيون، مما يرشح بزيادة أعداد المصابين بأمراض القلب.ويعدّ مرض القلب من أكثر الأمراض خطورةً على حياة الإنسان، حيث يكون على شكل نوبات من الألم الحاد الذي يصيب عضلة القلب، نتيجة ضيق أو انسداد في أحد الشرايين التي وظيفتها إيصال الأوكسجين، وبهذا تتوقّف تغذيته الدمويّة، ممّا يُسبّب الجلطات القلبية والذبحات الصدرية، وغيرها من الأمراضوينصح أطباء القلب لتجنب المرض بالحد من تناول الملح والسكر، وتجنب التدخين والكحول، بالإضافة إلى القيام بفحص طبي دوري واستشارة الطبيب بانتظام، وكذلك القيام بالتمارين الرياضية المعتدلة والنوم لمدة تتراوح بين 8 و10 ساعات على الأقل يومياً، خاصة وسط الرجال حيث يقول الأطباء، أن خطر الوفاة بسبب أمراض القلب يُعد أعلى عند النساء مقارنة بالرجال.أعراض القلب:إن علاج أمراض القلب والصمامات بحسب خبراء واستشاريين في أمراض القلب تتم بشكل عام، بواسطة أدوية لعلاج أمراض القلب والصمامات، وقد يكون من الضروري في بعض الحالات، إجراء عملية جراحية لإصلاح الصمام أو استبداله، إن كان اصطناعياً، مشيرين  الى إختلاف أعراض أمراض القلب باختلاف المرض، مثلا أمراض القلب الوعائية تنجم عن تضيّيق أو انسداد أو تصلب في الأوعية الدموية، والتي  تؤدي إلى عدم تلقـّي القلب والدماغ كمية كافية من الدم، بينما أعراض القلب الناجمة عن اضطرابات النـَّظـْم وهو عدم انتظام ضربات القلب، وقد تشمل نبض القلب بمعدل أعلى من الطبيعي، أو أقل من الطبيعي أو بصورة غير منتظمة. 
   *عجز في الاختصاصيين:يقول استشاري القلب والقسطرة بمستشفي الشعب التعليمي الدكتور يعقوب مرزوق، إن السودان من أكثر الدول في القارة الافريقية إصابة بأمراض السكري، والتي أثرت سلباً على القلب.. مشيراً الى أن هنالك أكثر من 8 أمراض تصيب القلب من تصلب للشرايين و(كهربيه) القلب وغيرها .وأشار الدكتور مرزوق أثناء حديثه بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للقلب بمنتدي الساحه الخضراء، الى التكدس والازدحام في حوادث القلب بمستشفي الشعب التعليمي.. لافتاً الى أن نسبة التردد اليومي لمرضى القلب فقط وصلت الى 400 مريض يومياً، موضحاً أن(60 %) من مرضى القلب هم من خارج ولاية الخرطوم، لافتاً الى وجود عجز في عدد اختصاصيي أمراض القلب بالسودان.. كاشفاً أن الخرطوم هي الأفضل بين جميع الولايات من حيث عدد الاختصاصيين والاستشاريين، مؤكداً أن بعض الولايات لا يوجد بها اختصاصيون أو استشاريون لأمراض القلب. *إزالة العقبات: من جانبه قال اختصاصي أمراض الصدر بمستشفى الشعب التعليمي د. حسام الدين سليمان: إن هناك ازدياداً في عدد المصابين بأمراض القلب عند جميع الفئات العمرية، مؤكداً انخفاض عمليات تهتك صمامات القلب التي كانت منتشرة بصورة كبيرة في السابق.. مشيداً بمجهودات وزارة الصحة بولاية الخرطوم في توفير قسطرات القلب، وإزالة العقبات التي تواجه مريض القلب، ومجانية الأدوية ونفى حسام وجود اي مشاكل لمريض القلب، بيد أنه أقر بأن ارتفاع عدد المصابين، والتردد اليومي من أكبر المشاكل التي تواجه العاملين في المستشفى، واتفق في ذات الوقت مع حديث سالفه في أن التردد اليومي لمستشفى الشعب التعليمي يتراوح بين 400 الي 700 مريض يومياً، وعلى  صعيد متصل أشار مدير شركة ترفس العلاجية نادر علي حامد الى أن استمرار العقوبات الاقتصادية على السودان أثر سلبا في عمليات التحويلات المالية للمرضى، مقراً بارتفاع تكاليف العلاج بالخارج.*الضغوط المعيشية:  استشاري الطب النفسي والعصبي واستاذ الصحة النفسية البروفيسور علي بلدو يقول في حديثه لـ(آخر لحظة): إن الدولة  هي السبب الأساسي في وجع قلب المواطنين، وهذا ناجم عن الضغوط الاقتصادية والمعيشية الصعبة، وأضاف أن المشاكل الخاصة والاستقرار الأسري يمثلان أحد المسببات بجانب النزوح والهجرة، جنباً الى جنب مع تفشي العطالة والبطالة، وعدم التوظيف الذي أدى الى مشاكل نفسية كبيرة، ساهمت في زيادة الأمراض العضوية والنفسية للمواطنين إذ أن القلق والاكئتاب والتوتر من الأسباب الرئيسية لارتفاع ضغط الدم، وبقية أمراض القلب والأوعوية الدموية، وأشار بلدو الى أن الخوف من المستقبل والشعور باليأس والإحباط، يؤدي الى زيادة في معدل ضربات القلب، مما يساهم في حدوث السكتة القلبية والذبحة، وآلام الصدر وضيق التنفس، وهذه الأمراض تؤدي الى الوفاة، وكما أن الشعور بالكآبة والضعف العام في الجسم، وصعوبات النوم والأرق وعدم الأكل المتوازن، وتابع أيضاً عدم الرياضة نتيجة لفقدان الرغبة في ممارستها، التي تساهم في ازدياد معدلات أمراض القلب والأعوية الدموية، وأفاد بلدو أن الكثير جداً من الحالات القلبية ومضاعفتها هي نفسيات ليس إلا، اذ يتحول التعب النفسي والإرهاق الذهني الى حدوث هذه المشاكل، مما تحطم الدعم النفسي والاجتماعي، ورفع المستوى الطبي لمعرفة أن مرض العقول وتعب النفوس هو الباب الواسع لمرض القلوب، وقال لسوء الحظ أن هذا الباب أصبح مفتوحاً على  مصراعيه في الآونة الأخيرة.
آخ لحظة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..