أخبار السودان

ولكن الناس يرقصون حول النيران ..!! – عبدالباقي الظافر

كان وقتها الرئيس قد غادر الى مقر إقامته الجديد بشرم الشيخ.. لكن السيدة الاولى كانت ترفض فكرة مغادرة الفيلا الرئاسية بالقاهرة..حسب شهادة عبداللطيف المناوي في كتابه (الأيام الاخيرة لنظام مبارك ) كانت سوزان مبارك تبكي وهي في حالة انهيار تام وعدم تصديق… المناوي الذي كان جزءا من الآلة الإعلامية لنظام مبارك باعتباره رئيس قطاع الأخبار بالتلفزيون المصري يلخص الأزمة في جمال مبارك وتحالفه مع رجل الاعمال احمد عز ..تحالف المال مع السلطة استسهل عملية التوريث باعتبار ان الشعب المصري استكان وان القوى الأمنية تساند التوريث والجيش لا يعارض وان الأحزاب المعارضة في حالة ضعف وعجز..ويلخص المناوي الأزمة في نجاح النظام في اضاعة الفرص التي كان اخرها انتخابات ٢٠١٠..في النهاية يقول المناوي ” لم يكن هنالك احد لديه الشجاعة لاخبار مبارك بما يجب ان يفعل كان الناس يرقصون حول النيران”.
امس الاول دعى عمر عثمان عضو البرلمان السوداني الى تحويل السودان الى دولة ملكية وتنصيب البشير ملكا .. أو في الحد الأدني اختيار البشير رئيسا مدى الحياة .. برر عضو البرلمان في حديثه لموقع (باج نيوز ) ان الرئيس البشير هو رجل افريقيا الاول والضامن للحوار الوطني لهذا ليس كثيرا عليه ان يكون ملكا على السودان .. في البداية ظننت ان النائب الذي ينتمي لحزب الأمة المتحد كان يسخر من واقع الحال .. لكن الحقيقة ان الرجل كان يعبر عن توجهات جديدة بدأت تنتشر في الساحة السياسية كان اخرها تصريح وزير الخارجية ابراهيم غندور ان قطاعات واسعة من الأحزاب السياسية تطالب بالتجديد للرئيس البشير.
لكن في المقابل ان قوى اخرى تتحفظ على هذه الخطوات بشكل حذّر مخافة دفع فاتورة سياسية باهظة .. كان اخر هذه القوى حزب المؤتمر الشعبي.. داخل الحزب الحاكم هنالك من يتحفظ على الامر دون القدرة على البوح..لهذا اكتسبت تغريدة من الشاب محمد نافع تعارض فكرة تقديم الرئيس في دورة رئاسية سابعة.. الاهتمام بتغريدة نجل نافع اكتسبت أهميتها من حيث التوقيت ومن كونها تصدر من ابن قيادي كبير .. بالطبع هنالك قطاع واسع يشاطر نافع الصغير في رؤيته لكنه ينتظر شيل التمساح في صاحب التصريح الشجاع.. أتوقع ان يتم قطع الطريق امام الشاب نافع وإخراجه بهدوء من الصفوف القيادية لشباب الحزب الحاكم.
الذين يتحدثون على ضرورة التجديد للرئيس يتجاوزون تصريحات البشير التي أعلن فيها اكثر من مرة احترامه للدستور الذي حدد دورتين رئاسيتين كحد أقصى .. في هذه الحالة هم يطعنون مصداقية الرئيس من حيث لا يدرون.. الأهم من ذلك ان التوجه فيه مخالفة صريحة لروح الدستور .. بل في ذلك رسالة سالبة الى كل الذين يحلمون بالتغيير الناعم عبر وسائل ديمقراطية.. المجتمع الدولي سيتعامل مح الحالة السودانية أسوة بالزمبابوية باعتبار ان العمليات الانتخابية تكرس فقط لواقع ماثل و تمنحه الإطار الشرعي.
في تقديري .. على الحزب الحاكم الا يهدر فرصة تاريخية مثل رصيفه الوطني في مصر.. من الممكن ان تكون انتخابات العام ٢٠٢٠ نقطة تحول تاريخية في مسار السودان السياسي والاقتصادي.. اذا ما شعر العالم والقوى السياسية ان هنالك بارقة أمل في انتخابات نزيهة تفضي الى تغيير حقيقي يعبر عن تطلعات الناس فستكسب الانتخابات صدقية اكبر..خروج الرئيس البشير بثقله السياسي وخبرته الطويلة وتمتعه بدعم اليات الدولة من الانتخابات يفتح الطريق امام التغيير.
بصراحة.. يحتاج دعاة التغيير داخل الحزب الحاكم ان يرفعوا صوتهم حتى ولو خسروا الجولة.. في ذات الوقت على المعارضين للحزب الحاكم ان يضعوا وزنا لهذه القوى التي تنشد التغيير من الداخل.. ثبت ان كثير من الأنظمة الشمولية لا تتهاوي الا اذا تفككت منظومات الدعم المركزي او اختلفت رؤيتها او تباينت مصالحها.

[email][email protected][/email] الصيحة

تعليق واحد

  1. اولا سعادة المشير الرئيس ليس له اي مصداقية … صرح قبل انتخابات 2015 انه لن يترشح للرئاسة ثم ترشح و اصبح رئيسا … و الان ايضا اعاد نفس التصريح بنفس العبارات و قومه يجهزون و يحشدون الراي العام لترشيحه مرة اخرى … اعتقد ان تصريحات الرئيس هي فقط من باب التدلل … من باب يتمنعن و هن الراغبات … و هي اشارة الى الجماعة لتكوين لجان دعم الرئيس …. ثم و الله الرئيس ما عايز يترشح و لكنه خضع لرغبة الشعب و الحزب و الاحزاب المتوالية .. لانه رجل المرحلة و ضامن الحوار و رجل السلام و التنمية و اسد افريقيا و حامي حمى السودان الذي لم يولد مثله و لن يولد …
    و سواء صرح الرئيس او لم يصرح بزهده و سواء تكونت لجان دعم البشير او لم تتكون و سواء عدلوا الدستور او لم يعدلوه و سواء قامت انتخابات خج او لم تقم فعمر البشير سيظل رئيس على رؤوسكم … ما دام مطلوبا للمحكمة الجنائية و ما دام هنالك منتفعون كبار من بقائه … الرجل نفسه ليس له في العير و لا النفير و نعلم جميعا انه اطرش في زفة …و لكنه خائف من ان يسلمه اصحابه الى الجنائية …

  2. لا تلف وتدور كثيرا يا ظافر.. إخراج البشير من الحكم نهائيا سيقوم به الملايين الكارهين لوجوده في الرئاسة..

  3. خلاص بدأ التطبيل كفاية 28 سنة هلاك وانهيار تام في كل مفاصل الدولة يسلم البشير نفسه للمحكمة الدولية رضي أن رفض كتب الزمن ام قصر

  4. ليس غريبا ان يطالب عضو بالحزب الجبان الجعان ان يكون السودان دوله ملكيه فهم لم يتبقى لهم من ذلك إلا تقنين الموضوع ووضع القوانين التى
    يحتبءون تحتها. فقد امتلكوا كل شى فى هذا البلد وتبقى لهم فقط كتابة ذلك على الورق.

  5. ليس غريبا ان يطالب عضو بالحزب الجبان الجعان ان يكون السودان دوله ملكيه فهم لم يتبقى لهم من ذلك إلا تقنين الموضوع ووضع القوانين التى
    يحتبءون تحتها. فقد امتلكوا كل شى فى هذا البلد وتبقى لهم فقط كتابة ذلك على الورق.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..