زلزال سورية … هل يضرب السودان؟

إسماعيل عبد الله
لم يخرج السودان من معادلات الصراع العربي الإسلامي في إقليم الشرق الأوسط بعد (استقلاله) ، بعدما تم استتباعه للجامعة العربية وحلف عدم الانحياز ، رغم الممانعات التي وقفت في طريقه من بعض البلدان العربية ، بحكم عمقه الافريقي الصميم ، فانداحت الأفكار والأيدلوجيا العربية والإسلامية وملأت الفراغات ، حتى امسى السودان قطراً عربياً خالصاً رغم أنف شعوبه الزنجية ، وواحدة من تعقيدات الأزمة الوطنية فيه التماهي الكبير مع المد العروبي ، الذي اتخذته النخبة الأولى ديدناً ومنهاجاً ، فكما نشطت أحزاب اليسار في حقبة انتعاش القضية العربية المحورية – فلسطين – كانت الدولة السودانية تؤدي دوراً ملكياً فاق دور الملك ، واتجه الفعل الثقافي والسياسي نحو المركزية العروبية – بيروت والقاهرة ودمشق وبغداد ، ففتحت الأبواب للشعراء والطلاب والمثقفين السودانيين للالتحاق بالمؤسسات التعليمية هناك ، والمشاركة بالفعاليات الأدبية المقامة دورياً بمراكز الاشعاع الفكري والثقافي العربي ، فقد قررت النخبة الأولى عدم الالتفات للعمق الافريقي والبعد الدولي ، رغم التأهيل المستحق الذي تركه البريطاني في السودان ، فكان ممكناً أن يكون الشعب جسر للتواصل بين شعوب القارة والاقليم والعالم ، لكن الصفوة المستلبة أرادت غير ذلك ، فتماهت مع الثقافة البيضاء واشاحت بوجهها بعيداً عن السوداء ، لقد حددت الصفوة مصير شعوب متباينة الاتجاهات ورسمت لها طريقاً ذا اتجاه واحد، فارتبطت الأيدلوجيا والأفكار بالمصادر المركزية العربية ، فدخلت الشيوعية عبر النافذة العربية وكذا البعثية والاخوانية واصبح لا فكاك من هذا المصير المفروض جبراً على الناس، إلّا باستقلال الأقاليم غير القادرة على التوائم مع أحادية التوجه – انفصال جنوب السودان واندلاع التمردات بدارفور وجنوبي كردفان النيل الأزرق.
خلاصة الارتباط الوثيق للسودان بالمراكز العروبية انعكس في تماثل الأزمة السودانية مع أزمات مصر وسوريا ولبنان والعراق ، العصبية الأيدلوجية والانقلابات العسكرية والأصولية المتشددة ، الأمراض التي لا توجد في المحيط الأفريقي جنوب الصحراء ، فإطالة امد حرب الجنوب جاء بسبب الدعم العربي للأنظمة العسكرية ، وشهدنا مساهمة طيران البعث الصدامي في التصدي للجيش الشعبي بالكرمك وقيسان ، ثم جاءت الطامة الكبرى بعد أن اعتلى الاخوان السلطة ، ففتحت البلاد على مصاريعها لأسامة بن لادن ، وجميع منظمات الإسلام السياسي، حتى أن العهد الأول لحكم الاخوان – الجبهة الإسلامية شهد حملات تبشير بالمذهب الشيعي ، الذي يعتبر غريباً على البيئة الصوفية السودانية ، وحتى فيما بعد المفاصلة بين الاخوان – المؤتمر الوطني ، ظلت العلاقة متينة بأصحاب العمائم السوداء ، حتى انقلب عليهم الدكتاتور البشير ومال شرقاً ، ثم ما لبث أن أعاد العلاقة مع طهران خلفه الانقلابي الجديد المتغول على ثورة الشباب الديسمبريين ، لكن هذه المرة جاءت في ظل ظروف حرجة دكت فيها إسرائيل معاقل وبؤر التنظيمات المسنودة من طهران ، في غزة ولبنان وأخيراً ونتيجة لاضمحلال المحور الإيراني سقطت دمشق ، هذا الضعف والوهن الذي أصاب المحور سينسحب على (إمارة السودان الإسلامية) ، التي يتشبث بها بقايا النظام الحليف لحماس وحزب الله وإيران وروسيا ، بعد تكبد جيشه الهزائم المتلاحقة من قوات الدعم السريع ، القوات الوطنية غير المؤدلجة المنخرطة في مشروع الانتقال المدني ، الذي أعلنته قوى الثورة التي أطاحت بالدكتاتور الاخواني عمر البشير ، فبعد أن تم دك حصون الدول والمنظمات المدعومة من طهران ، ستكون فرص بقاء دويلة اخوان السودان ببورتسودان ضعيفة.
التطورات المتسارعة بالهلال الخصيب أكدت على استشراف المنطقة برمتها لمستقبل خالي من سطوة الدكتاتوريات ، وبزوغ فجر الدولة الوطنية البراغماتية التي تنشد الأمن ورفاه الشعوب ، والسودان كواحد من الأقطار الافريقية المقطورة خلف الدويلات الساقطة ، لن يكلف الثورة الداخلية جهداً يذكر ، خاصة وأن الحرب قد أنهكت كتائب الاخوان – المؤتمر الوطني – ومليشيات البراء بن مالك ، فاذا كان مركز الأيدلوجيا الداعمة للمليشيات الاخوانية السودانية المتطرفة قد سقط ، لا اعتقد أن بقايا النظام الاخواني البائد في السودان ، ستصمد أمام التغييرات الجوهرية التي ضربت الشرق الأوسط ، ومن المتوقع أن تنشط تنظيمات مسلحة مؤازرة لشعار الحكم المدني الديمقراطي جديدة ، تدشن مشروعها الثائر للخلاص مما تبقى من بؤر المنظومة البائدة وكتائبها المتطرفة ، فالحزب البائد في السودان جاهر كثيراً بدعمه للتنظيمات المتطرفة بالعراق والشام ، وأوفد المجاهدين للحرب هناك والمجاهدات للنكاح أيضاً ، فالأواصر بين رموز الإرهاب واحدة ، ومشروع تنظيف المنطقة من التطرف والتشدد يضم حلفاء أقوياء في الإقليم ، لم يتوانوا يوماً في سبيل كبح هياج الدواعش المتعطشين للدماء ، فبعد اسقاط النظام السوري – الارتكاز الأساسي لمحور العمائم السوداء ، يكون عقد المتراصين خلف المحور على مقربة من الانفراط الكامل ، وقد نصح الصحفي الاخواني عثمان ميرغني قائد كتائب الجهاديين المختطف لقيادة الجيش السوداني ، بأن يدرك نفسه وينقذ عنقه من سيف التسونامي الذي عصف ببشار ، لكن الصلاة بعد نفخ الصور لا تجدي صاحبها ، فتخلي روسيا عن حليفها الاستراتيجي أرسل رسالة مرعبة لإخوان السودان.
مشكلة السياسيين في السودان هي أنهم جل تفكيرهم في ما يمكن أن يفعله الخارج لمساعدتهم على الوصول الى السلطة و لا يفقهون ما يمثله السودان للقوى الدولية .
ما حدث في سوريا حدث بعد اكثر من عقد من الحرب الأهلية , فهل نحن بحاجة للانتظار عشر سنوات قادمة حتى تقف الحرب ؟
و هذه هدية من مؤدب المنافقين : ما يمكن ان يغير الأمور في السودان هو العوامل الداخلية لأن الخارج ينظر الينا كمنجم ذهب و مزرعة تنتج المحصولات الزراعية و المنتجات الحيوانية العضوية فقط.
الخارج لا يهمه منا شيء سوى ما نصدره من محاصيل و معادن . بالواضح الصريح , نحن لهم مثل مكنة العربية ما يهم صاحب العربية أن تعمل المكنة و لا يهمه ان كانت تعاني أو لا و فقط اذا توقفت العربية و تعطلت مصالحه يفكر في الكشف عليها و اصلاحها
الحرب فى سوريا بين المعارضة والنظام وليست حربا اهلية . والحرب فى السودان بين عرب الشتات جرذان الصحراء والشعب السودانى بجميع مكوناته العرقية والاجتماعية . ضد الشايقى والزغاوى والمسلاتى والبجاوى . هناك فرق كبير بين حرب سوريا والسودان . وحرب السودان لن تنتهى الا بأبادة الحشرات الضارة ولو استمرت مائة عام جيلا بعد جيل فالثارات والدماء وارواح الضحايا تصرخ بالانتقام . وتغيير السلطة لن يزيدها الا اشتعالا .
أيها المشتهي أنت تعتقد نفسك عالما و كلامك مليء بالجهل و التخلف
ما هو تعريف الحرب الأهلية يا عبقرينو ؟؟
أما الحرب الحالية في السودان اذا اعتبرناها بين الشعب السوداني و عرب الشتات , ا عرب الشتات هؤلاء كانوا جزءا اساسيا من القوات المسلحة و من المجلس السيادي و بالتالي حسب فهمك فانه كان جيشك عميلا للغزاة و منبطحا لهم و عندما استفاق ضحى بالشعب و عرد الى بورتسودان لسهولة المخارجة اذا جاءت الحارة
اذن لماذا هناك جيش اذا كان قادة الجيش معردين و متنعمين في عروس البحر
هل فهمت
ازمتنا عميقة فى الانتماء العربى الاسلامى اذ تخلقت فى دواخلنا عقدة ( انا وانت ونحن وهم) يظهر ذلك جليا فى احاديث عبد الحى يوسف بقوله ( لا يشبهوننا) ومن قبل قال وجدى صالح انهم ( لا يشبهوننا) وقد قالها البرهان نفسه بانهم ( لا يشبهوننا) ومن قبل قالها عمر البشير ( ان هويتنا صارت عربية اسلامية) دونما اعتبار لغير العرب ولغير المسلمين فى السودان وهذه لم تكن مشكلة سوى ان السودان تحول الى بؤرة استقطاب حاد وعلى اساس هذه الهوية تمت ابادة شعوب وقبائل بذرائع تتعلق بالنقاء العرقى والدينى…تورطت الحكومات السودان كلها دون استثناء فى جرائم اقل ما يوصف بها انها عنصرية فحرب الجنوب التى اشعلها عبود وحكومته خلقت شعورا بالرضى حيال ما ظلت تمارسه الحكومة حتى ظهرت مقولة( خلوا حسن بشير يحرقهم) وهى استرخاص لازواح سكان الجنوب لانهم ليسوا عربا وليسوا مسلمين واستمر المنوال على حاله فى الحمومة الديمقراطية التى تراسها الصادق المهددى والمحجوب لاحت فلاصة الحل فى عهد النميرى باتفاق اديس ابابا 1971 ولكنعلاة العروبيين والاسلاميين لم يروا فيها الا انتقاصا من الهوية الاسلاموعروبية فى السودان فاذا بالنميرى ينقض غزله انكاثا ويمزق الاتفاقية ويضيف قوانين سبتمبر الى مائدة الصراع لتاتى الانقاذ وتطيح بالمسرح بكامله وتعلن انفصال الجنوب ولايوم نجد ان عبارة لا يشبهوننا هى التى تتفاعل فى اتون السياسة السودانية يمثل عمسيب حاديها وناعقها… فاذا استمر الحال على ما نحن فيه اليوم فالسودان موعود بمزيد من التشظى واذا ذهبت دارفور سيظل دعاة دولة البحر والنهر فى مزاعمهم فهم لن يقبلوا بمكونات البجا والهدندوة ونوبة اقاصى الشمال لتتقلص دولة البحر والنهر الى ماهو ادنى لان العنصريين لا ينفكون يرددون مزاعمهم ودعاويهم لان الانكفائى يضيق ذرعا حتى بنفسه….