عداء الجنجويد للإسلاميين (الكيزان) – خرافة تكشفها الوقائع

زهير عثمان حمد
النشأة التاريخية : رحم النظام الإسلامي
نشأت قوات الدعم السريع (الجنجويد) رسمياً في أغسطس 2013م بقرار حكومي، كامتدادٍ لسياسات نظام المؤتمر الوطني (الإسلامي)، الذي استخدم مليشيات الجنجويد منذ 2003م لقمع تمرد دارفور. لم تكن هذه القوات تنظيماً عشوائياً، بل أداةً مُصممةً لتنفيذ “مهام قذرة” – كالتطهير العرقي – بعيداً عن مساءلة الجيش النظامي.
أكد تقرير لجنة الأمم المتحدة (يناير 2005م) تورط الحكومة السودانية والجنجويد في جرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك القتل الجماعي والاغتصاب وتدمير القرى.
أشارت وثائق مسربة إلى أن قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) كان يُستقبل في القصر الرئاسي كـ”بطل قومي”، مع منحه صلاحيات شبه سيادية.
التمويل والدعم اللوجستي : شراكة مصلحية
كان الدعم السريع جزءاً من الاقتصاد الموازي للنظام الإسلامي، مدعوماً بتمويلٍ رسمي وموارد غير مشروعة.
تمويل حكومي مباشر : حصلت المليشيا على ميزانيات الدولة عبر المؤتمر الوطني، مع تسليحها بأسلحة ثقيلة (دبابات، مدافع هاون).
احتكار الموارد : منحت الحكومة الدعم السريع سيطرةً على مناجم الذهب في دارفور وجنوب كردفان، ما وفَّر لها عائداتٍ بمليارات الدولارات.
دعم لوجستي : استخدمت المليشيا مطارات ومعابر حدودية حكومية (مثل مطار الفاشر) لنقل الأسلحة والمقاتلين، بتنسيقٍ مع الأمن والمخابرات.
التنسيق السياسي والعسكري : حلفٌ في القمع
لم تكن العلاقة بين الطرفين مجرد تحالفٍ مرحلي، بل شراكة استراتيجية في قمع الشعب:
فض اعتصام 2019م : شارك الدعم السريع مع الأمن في مجزرة الاعتصام (3 يونيو 2019م)، التي راح ضحيتها مئات المدنيين، دون أي إدانة من قيادات الإسلاميين.
انقلاب أكتوبر 2021م : دعمت المليشيا انقلاب البرهان، بينما رحب الإسلاميون علناً بالانقلاب ووصفوه “بالتصحيح الثوري”، وعادوا للظهور الإعلامي بلا حذر.
حماية القيادات : هربت قيادات إسلامية من الخرطوم مع اندلاع الحرب أبريل 2023م في قوافل تابعة للدعم السريع، وفق تسريبات صحفية.
الأمثلة الميدانية : جرائم مشتركة
لا يمكن فصل جرائم الدعم السريع عن دور الإسلاميين في تبريرها وتنفيذها:
مجزرة القريّ (2023م) : شاركت كتائب إسلامية (تُسمى محلياً “الداعشية”) مع الدعم السريع في إبادة قرية كاملة بالجزيرة، باستهداف المدنيين العُزل.
مجزرة القطينة (2024م) : أعلنت الخارجية السودانية مقتل 433 مدنياً في هجومٍ انتقامي للدعم السريع بالنيل الأبيض، بينما سجلت منظمات حقوقية استخدام قناصة تابعين لجماعات إسلامية.
فتاوى التكفير : أصدرت “هيئة علماء السودان” (التابعة للإسلاميين) فتاوى تُشرعن قتل المعارضين، ووصفتهم بـ”المرتدين”، ما وفَّر غطاءً دينياً للجرائم.
محاولات التبرئة : إعادة كتابة التاريخ
مع تصاعد الضغوط الدولية، يسعى الإسلاميون لتصوير أنفسهم كـ”ضحايا” للدعم السريع، رغم الأدلة الدامغة:
تناقض صارخ : كيف يكون الدعم السريع “عدواً” للإسلاميين وهو الذي أعادهم للسلطة عبر انقلاب 2021م؟!
اعترافات قادة المليشيا : صرح حميدتي مراراً : “نحن أبناء الإنقاذ (نظام البشير)، وما جينا من برا”.
الذاكرة الشعبية : لا ينسى السودانيون أن كتائب الدعم السريع حمت مؤتمرات المؤتمر الوطني الانتخابية (2015م)، أو كيف استقبل البشير قادتها بالأوسمة.
العداء المزعوم … فِرية لتبرئة الذات
ادعاء العداء بين الجنجويد والإسلاميين هو محاولةٌ يائسة لغسل أيدي الأخيرة من دماء ضحايا دارفور والخرطوم والجزيرة. الحقيقة أن الطرفين :
نتاج نظام واحد.
شاركا في جرائم الحرب نفسها.
ارتبطا بتمويلٍ وتوجيهٍ واحد.
اليوم، يحاول الإسلاميون الهروب من المحاسبة بإثارة “صراعٍ وهمي”، لكن شعب السودان يرفض هذه المسرحية. العدالة لن تتحقق إلا بمحاكمة كل مَن صنع هذه الآلة الدموية، سواء أكانوا في ثكنات الدعم السريع أم في مكاتب المؤتمر الوطني.
#السودان _ يتذكر
#لا _ للتضليل
قوات الدعم السريع لا علاقه لها بالجنجويد يا زهير