جدل حول الإخصاب والأجنة و(7) آلاف مريض حقنوا مجهرياً!!

مخاوف من اختلاط الأنساب ومطالبات بتجميد البويضات وحفظها بالمراكز لـ(25) عاماً
تقرير: رجاء نمر
ثار جدل وعصف ذهني بين خبراء ومختصين في مجال الإنجاب والأجنة بشأن استخدام التقانة وكيفية حفظ البويضات وتجميد الحيوانات المنوية وكيفية حفظها في مراكز لأطول فترة ممكنة، وحذر اختصاصيون في علم الإخصاب والأجنة من خطورة التورط مع مراكز خارج البلاد في عملية الإخصاب. وأشار دكتور محمد عبد الغفور عبد القادر استشاري النساء والتوليد وأطفال الأنابيب وجراحة المناظير والأجنة، إلى تجارب أزواج سودانيين عرضت لهم أجنة من إرحام أخرى، داعياً إلى عدم طلب العلاج من الخارج وأن السودان به (11) مركزاً بها أحدث ما توصل إليه الطب في العالم. (التيار) وقفت على تجربة الإخصاب والأجنة بالسودان.
حقن مجهري:
وفي الخرطوم بدأت صباح أمس بفندق كورنثيا ورش تعليمية للاخصائيين ونوابهم في مجال الإخصاب والأجنة، في إطار المؤتمر العالمي الـ(11) الذي تقيمه الجمعية السودانية للإخصاب والأجنة بمشاركة علماء من إيطاليا وبريطانيا والسويد ودول الخليج واليونان والذي افتتحه مساء أمس وزير الصحة ولاية الخرطوم مامون حميدة، وكانت جمعية الإخصاب والأجنة كشفت عن خضوع (7) مريض ومريضة لعمليات الحقن المجهري والإخصاب، ودعت مرضى السرطان إلى حفظ البويضات والسائل المنوي وتجميده لفترة تصل إلى (25) عاماً، وطالبت الدولة بإعفاء أجهزة ومعدات عمليات الإخصاب من رسوم الجمارك.
(11) مركزاً للإخصاب:
وقال د. محمد الحافظ السكرتير الأكاديمي لجمعية الإخصاب والأجنة السودانية، إنَّ المؤتمر ستعقد فيه خمس ورش عمل وسيناقش عمل سحب البويضات وتلقيح الأجنة والتلقيح الصناعي وتجميد البويضات، بجانب ورشة متخصصة لعمل المناظير الرحمية لافتاً إلى أن الجمعية بصدد إنشاء تخصص الأجنة بمجلس التخصصات الطبية أسوة بالتخصصات الأخرى. ونوه الحافظ إلى أن الجمعية بها 50 اختصاصياً يعملون في 11 مركزاً للإخصاب بولاية الخرطوم، بجانب أربعة مراكز بالولايات وعملت على توطين عمليات الإخصاب بالبلاد، مشدداً على أنه تم حل مشكلة خريج العلوم في علم الأجنة بدول الخليج، بعد أن كانوا يعاملون كتقنيين وتم اعتمادهم كاختصاصيي أجنة.
المناظير الرحمية:
وقال أشرف كمال بشرى سكرتير عام الجمعية السودانية للإخصاب والأجنة والمنظم للورشة، لدينا (15) مشاركاً في الورشة وثلاثة من الاختصاصيين المعروفين عالمياً، دكتور تانوس من قبرص ودكتور قرمبيزز من اليونان ودكتور قوسبي من ايطاليا مخترع أداة الشيبر، وهي أشبه بماكينة الحلاقة لإزالة الأورام الرقيقة داخل الرحم، وهي من مسببات العقم الثانوي داخل الرحم وجراحة المناظير هي رائدة اتجه لها العالم لسهولتها، كما أن فترة نقاهتها قليل وتفيد في الخصوبة ومن أسبابها وجود اللحميات والسبب الرئيسي لوجود اللحميات الجينات، والآن الأجهزة الخاصة بعمليات المناظير متوفرة في الجهات التخصصية فقط ونسعى إلى تدريب الأطباء الجدد على ذلك، لافتاً إلى أن أمراض الرحم في تزايد بنسبة بلغت (35%)، وقد تكون أعلى من ذلك لأن تشخيصها دائماً ما يكون متأخراً. وأضاف أن وجود الموجات الصوتية الثلاثية وربعاية الأبعاد ساعد كثيراً جداً في التعرف عليها مبكراً وعلاجها.
تجميد الأجنة:
وقالت د. نازك أحمد كرار رئيسة جمعية علم الأجنة السودانية وعضو اللجنة التنفيذية ومشرفة على ورشة التجميد السريع للبويضات، وتعني بتدريب الإخصائيين بالسودان على التقنيات المتبعة في تجميد البويضات والأجنة وهي مفيدة للائي يتأخرن في سن الزواج، حيث يمكن أن تجمد الآنسة بويضاتها في عمر صغير وتستفيد منها لاحقاً، لافتة إلى أن تجميد الأجنة والسائل المنوي يفيد مرضى السرطان ويساعدهم في الإنجاب بعد استئصال الخصية منهم، مشيرة إلى أن التجميد يمكن أن يصل إلى مدة 25 سنة دون أن يتأثر. وأضافت أن الجمعية على استعداد لإجراء عمليات حفظ السائل المنوي والبويضات وتجميدها مجاناً. وأكدت أن للمعامل ضوابط وبروتوكول معين وقانون وأي شخص يعمل في هذا المجال يعرف ذلك تماماً، يتم عمل ملف عليه رقم واسم المريض ويحفظ وبالتالي لن يكون هنالك مجال للخلط وفق القانون والضوابط حتى في دول خارجية يشيع فيها خلط الأنساب، إلاَّ أنهم لا يخلطون عن خطأ وإنما عن قصد وبموافقة المريض نفسه، ولدينا مريضات جمدن البويضات وعدن مرة أخرى وأنجبن. هنالك وعي في المجتمع ولكن هنالك عدم وعي بالتجميد قبل علاج السرطان فلابد من تنبيه المرضى، موضحة أن اللجوء إلى الإخصاب وتجميد الأجنة نتيجة تغير أسلوب الحياة والتلوث والمواد الكيميائية وآثار التكنولوجيا.
ضوابط للتجميد:
وقال دكتور أحمد الخطيب اختصاصي علم الأجنة إنَّ معظم المراكز في العالم لديها بروتوكول وأنظمة التجميد للأجنة التي تحتاجها لتخزين الأجنة لفترة محددة من الزمن، لافتاً إلى أن أهمية التجميد أي مريضة لديها عدد زائد من الأجنة أو أصيبت بمرض يمكنها استعادة الأجنة من المركز، مشيراً إلى وجود ضوابط وقوانين تضمن حفظ الأجنة لأصحابها الأصلييين وفق شهادة آخرين، بأنَّ الشخص قام بحفظ الأجنة ويكتب عليها اسمه والتاريخ مع توقيع المرضى، والتجميد عام يشمل الأنسجة أيضاً. وقال إن السودان متطور جداً في هذا المجال وأدخل نظام التجميد حديثاً، موضحاً أن التجميد يتم في حالة السرطان أو أي مرض آخر وتقدم العمر وكثيرات لجأن إلى تجميد البويضات.
طفل أنابيب:
وقال دكتور محمد عبد الغفور عبد القادر استشاري النساء والتوليد وأطفال الأنابيب وجراحة المناظير السكرتير الاجتماعي للجمعية السودانية للإخصاب والأجنة، ومسؤول ورشة الخصوبة، يعكس المؤتمر أهم ما توصل إليه الطب في مجال الخصوبة في العالم، والسودان به (11) مركزاً للخصوبة تعمل بكفاءة عالية بنسبة نجاح عالية تضاهي المراكز خارج السودان، فلا داعي للسفر إلى الخارج لأنَّ كوادرنا مؤهلة تأهيلاً عالياً بشهادة الجميع. وموضوع الخصوبة له تأثيراته الصحية والنفسية على المرضى والحالة الاجتماعية.
وللرجال مشاكل:
وأوضح أن مشاكل الخصوبة كانت موجودة ولكن غير مكتشفة ومن يعانون من مشكل الخصوبة تبلغ نسبتهم (15%) وهي نسبة كبيرة وجزء كبير منها من الجانب الرجالي، وليس كما يعتقد في الماضي أن المشكلة من المرأة. وقال يعود ذلك لأسباب كثيرة معروفة وغير معروفة مثل العمل في تنقيب الذهب والتعرض إلى الزئبق والسيانيد ومهندسي البترول، وكل ما به مواد كيميائية والمواد المتطايرة مثل البوهيات والسنر والمخدرات (البنقو) والسجائر والتمباك والكحول، جميعها تؤثر على السائل المنوي للرجل والخصوبة وتؤدي به إلى العقم وتأخر الإنجاب، هنالك وعي بين الأزواج وإذا سبق أن أنجب الزوج يمكن أن يتعرض للمرض لاحقاً ويتوقف عن الإنجاب.
من أجل طفل:
ويواصل أعداد كبيرة هاجرت إلى الهند ومصر والأردن من أجل العلاج، عادت إلى السودان وواصلت معنا العلاج وروت مأساة تعرضت له وفي اليوم يحضر (30) شخصاً لا يقل عن (1500) في العام على مستوى مركز واحد، الآن نعكف على بحوث لمعرفة أسباب تنامي ظاهرة الخصوبة ومبدئياً لفيتامين (د) دور في نقص عملية الخصوبة والتغذية. كل ذلك يزيد من العقم وسنجد لها حلولاً، وناشد السودانيين بعدم السفر للخارج من أجل الإنجاب فمراكزنا السودانية أكثر أماناً ونجاحاً للخصوبة وأطفال الأنابيب والأجنة، لأن ما يجده المريض السوداني من رعاية وعناية لن يجده في الخارج، وليس هنالك خداع أو استنزاف كثيرين حضروا ورووا حكايات مأساوية من ناحية مادية ونفسية وقيمة الحقن المجهري أقل بنسبة (25%) من الخارج. ويواصل عبد الغفور مؤكداً أنَّ بعض الدول تروج وتبيع أشياء غير أخلاقية، مثال الهند عند الكشف على المريضة ويكتشف أن ليس لها بويضات يحضرون لها بويضات من امرأة هندية سمراء لتتلاءم مع السحنة السودانية، وكذلك الأمر مع الرجال ويتم ذلك بعلم المرضى.
التيار.