أخبار السودان

أبكي يا بلدي الحبيب … د.عبد اللطيف البوني

حاطب ليل

رمية:

عزيزي القارئ إذا كنت سودانياً عادياً طولك خمسة أقدام وست بوصات وعيونك عسلية وتأكل الطعام وتمشي في الأسواق ولديك جواز سفر صالحاً لكل الأقطار ماعدا إسرائيل ولديك قولون عصبي أو تصلب شرايين وضغط دم فلا تقرأ هذا المقال. أما إذا عافاك الله من هذه الأمراض وكنت ابن ناس عادي ودرجة وطنيتك في المعدل العادي فادخل على هذا المقال ومعك قرص بندول لزوم ما يلزم، وإذا وجدت بعد القراءة أن كل هذه التحذيرات لا لزوم لها والأمر عادياً أرجوك ان تسامحني وتهديني أغنية «انت يا الأبيض ضميرك صافي ذي قلب الرضيع»، ومن جانبي سوف أشدو بأغنية «مسكين أنا».

الأغنية:
أقسم مدير فرع أحد البنوك بأمدرمان ان«95» «خمسة وتسعين» من أموالهم السائبة ذهبت لعملاء قادمين بتوصية وعندما استلم هذا المدير من سلفه وجد ديوناً لا تقل عن «70» مليون دولار وعندما استوعب الموظف المسؤول وسأله عن سبب عدم استرجاع تلك الأموال وقد فات زمن السداد بسنوات تلعثم ذلك الموظف وقال له «قالوا خلوها… مضمونة دي» فاجتهد المدير واتصل بأحد المديونين بمبلغ 30 مليوناً، وطلب منه الحضور لتصفية العملية فرد عليه «حاضرين» وبعد قليل جاء للمدير اتصال من فوق «ما تشوف شغلك». وبعد أيام تم نقله إلى فرع آخر تلك واحدة. أما الثانية هنالك الكثير من القضايا المفتوحة في المحاكم عن الضمانات المزورة «عمارات، مزارع، مصانع.. وغيرها» فمثلاً هنالك بنك وجد أن قيمة مصنع بمدني لا تساوي خمس القيمة التي قدرت له، وبنك آخر أرست الدلالة على عمارته ذات الطوابق الخمسة ببورتسودان بسعر لا يتجاوز ربع قيمته في أوراق البنك، وبنك ثالث خسر «15» مليار دينار بعد ان اكتشف ان أحد عملائه «العظام» قد أخذ الجمل بما حمل وترك المخازن خالية. إذا كنت في قائمة المعثرين وهذه درجة قبل المعسرين المطلوب القبض عليهم، هناك لعبة جديدة اسمها «الخندقة» وهي ان الشبكة سوف تخصص لك موظفاً وبرنامجاً أمنياً دقيقاً لمتابعة أعمالك التجارية والاجتماعية ويمكنك ان تأتي حرثك أنى شئت». وإليك هذه القصة وهي ان أحدهم بعد ان لغف أحد البنوك وصدر أمر بالقبض عليه وكان ماراً بسيارته الفارهة عند الأصيل على ضفة النيل فصادف أن كان أحد المواطنين قام بالقفز أمامه من الكبرى إلى داخل النيل الأزرق منتحراً فأوقف عربته وعندما جاءت شرطة النجدة قال لهم «اللاغف» إن الذي انتحر هو صاحب هذه العربة فانتشر الخبر وعم القرى والحضر وأقيم المأتم «المو خمج»، وبعد أيام هاتف الرجل أهله من لندن وطمأنهم على سلامة الوصول، أما إذا لم نجد منتحراً ولا مخندقاً فيمكن الاعتماد على محامي شاطر يماطل لك ويلعب لك بالحيل القانونية أوضحها إعلان الإفلاس لولا ذلك لما وقف ذلك البنك الشهير على حافة الهاوية بسبب عملية استثمارية كبرى بلغت «58» مليون دولار أمريكي منحت لأحد أبرز أعضاء مجلس إدارته. مصرفي كبير قال إن«95%» خمسة وتسعين من أصحاب الديون المتعثرة لدى البنوك جاء عن طريق الوساطات والعلاقات الخاصة فهذا يعني ان التمويل للزراعة يكون مجرد افتراء على الزراعة أو ما يسمى بدراسة الجدوى لا جدوى له لدى البنوك. وبعد عزيزي القارئ هذه الحكاوى أعلاه عن مخازي البنوك وليست من رأسي ولا من كراسي إنما من تحقيق صحفي قام به الأستاذ الشيخ يوسف نشرته هذه الصحيفة في عددها الأول من دورة صدورها الحالية وروعة التحقيق تكمن في طريقة العرض فمخازي البنوك وخطلها وهوانها على الناس أصبحت على قفا من يشيل فالجدة كانت في العرض الجاذب لذلك أعدنا إنتاجها هنا تبرعاً واحتساباً.

كسرة:
لك عزيزي القارئ، ان نتساءل أين بنك السودان «حارس بنوكنا وأموالنا وفارس حوبتنا»؟ نقول لك باختصار إنه مستكين فى برجه الذي كلف عشرات الملايين من الدولارات وهذه الملايين تحصل عليها من غرامات مخالفات البنوك التجاريه باختصار يعني ان الشغلانة كلها «جبانة هايصة» و«خربانة من كبارها» ولا سلوى لنا في مثل هذه الأغنية
التراجيدية «ويلا أبكوا كلكم».

الصحافة

تعليق واحد

  1. تصدق يا دكتور عبد اللطيف البوني.. نحنا دايرين لينا مقال الواحد يدخل فيه بنص قزارة مش بحبة ببندول

    الناس ديل سرقوا الكحل من عيون الشعب.. الناس ديل شغلهم دا ما سرقة.. الزول البسرق بتخفى ياهو الحرامي الواحد دا بيجي بالليل ولا بالنهار والبيت مافيه زول.. لكن الناس ديل بشيلوا عديل كدا.. والغريبة انو بطلعوا ليهو اوراق.. دا لو كان بخجل وعنده شوية دم.. لذلك تجدهم دائما بتصرفوا وكأن السودان دا واقعين ليهم في عطاء.. ولا بخصهم هم بس من دون البقية..

    تصدق الناس ديل سوا اي حاجة إلا السرقة.. سمعنا في في طرائف الحرامية انو مرات الحرامي بسرق وبدي الناس المساكين.. لكن ديل بسرقوا بنهم.. سرقوا الدين …سرقوا الاخلاق ..سرقوا الفضيلة.. سرقوا القيم… سرقوا الضحكة.. سرقوا البسمة.. سرقوا الفرحة.. سرقوا…. سرقوا..

    انا شخصيا اخر عهدي لي مع عمر البشير.. كمواطن.. كنت اظنه فيه خير.. رغم اني لست انقاذيا ولا مؤتمر وطني.. لكن عندما سمعته يتحدث هو من على راس الهرم[يقول نجيبك ليكم مفسدين من وين] والله انا من يومها اتقطعت علاقتي كمواطن بهذا الرجل..

  2. سلام يا بونى أنا غايتو الأمر عندى عادى وليس خبر جديد كيف ذلك.
    فالذى يرى بين عشية وضحاها هذه المظاهر ألماديه الفارهه لا يخطر على باله سوى فكرة واااحده وهى ان البنوك تم افراغها تماما ممأ بها. والطريقة هى التشعلق بالفوق اى بمن فى السلطه. أنت مبتكر ان كل من دخل فى تنظيم الحرامية دا دخل بفهم سياسى او تنظيمي لخدمة الناس بل لقد أقسمت قبل أن أقرأ مقالك هذا ان كل هذه المظاهر هى نتاج الاكذوبه التى سموها التمويل الأصغر والأكبر ليلهفو ما تبقى فى هذه د البنوك.

  3. كأنو ضميرك أبيض…..؟؟!!!
    يبكي الوطن وناسو من السويتو فيهو …انتا وجماعتك…يا بونينا …جماعة الجيفة الفطيس المستلوط حسن عبد الله ترابي دون كيرليوني ومن تناسل منه وتحالف معه….هي لله …هي لله…وما لدنيا قد عملنا…واعادة صياغة الفرد والمجتمع السوداني…واقحام البلد في (بوتقة ما سميتموه صراحة وعلنا المشروع الحضاري)…والبلد أوشكت أن تصير هشيما تذروها رياح ديانتكم وتأسلمكم الذي نضح زيفه وبان كذبه وعواره…وضحالة (فكرك…ومعاضديك والمحتطبين معك ليل نهار
    …أين تركتها (لازمتك التى تستلوط وتستنكح بها) الشعب السوداني الفضل…يا مستر بونينا
    (أنا ما بفسر…وانت ما بتقصر)
    التفسير معلوم…والتقصير بالكوم والردوم….
    يا حاطب الليل …الصبح حتما آت …أت

  4. البوني زول فاقد ضمير يحسن النفاق والمداهنة

    والكيزان سـووا فيهو شئ …. ؟!

    على كل هم سفلة ممكن يعملوا أي حاجة

  5. تصدق يا دكتور عبد اللطيف البوني.. نحنا دايرين لينا مقال الواحد يدخل فيه بنص قزارة مش بحبة ببندول

    الناس ديل سرقوا الكحل من عيون الشعب.. الناس ديل شغلهم دا ما سرقة.. الزول البسرق بتخفى ياهو الحرامي الواحد دا بيجي بالليل ولا بالنهار والبيت مافيه زول.. لكن الناس ديل بشيلوا عديل كدا.. والغريبة انو بطلعوا ليهو اوراق.. دا لو كان بخجل وعنده شوية دم.. لذلك تجدهم دائما بتصرفوا وكأن السودان دا واقعين ليهم في عطاء.. ولا بخصهم هم بس من دون البقية..

    تصدق الناس ديل سوا اي حاجة إلا السرقة.. سمعنا في في طرائف الحرامية انو مرات الحرامي بسرق وبدي الناس المساكين.. لكن ديل بسرقوا بنهم.. سرقوا الدين …سرقوا الاخلاق ..سرقوا الفضيلة.. سرقوا القيم… سرقوا الضحكة.. سرقوا البسمة.. سرقوا الفرحة.. سرقوا…. سرقوا..

    انا شخصيا اخر عهدي لي مع عمر البشير.. كمواطن.. كنت اظنه فيه خير.. رغم اني لست انقاذيا ولا مؤتمر وطني.. لكن عندما سمعته يتحدث هو من على راس الهرم[يقول نجيبك ليكم مفسدين من وين] والله انا من يومها اتقطعت علاقتي كمواطن بهذا الرجل..

  6. سلام يا بونى أنا غايتو الأمر عندى عادى وليس خبر جديد كيف ذلك.
    فالذى يرى بين عشية وضحاها هذه المظاهر ألماديه الفارهه لا يخطر على باله سوى فكرة واااحده وهى ان البنوك تم افراغها تماما ممأ بها. والطريقة هى التشعلق بالفوق اى بمن فى السلطه. أنت مبتكر ان كل من دخل فى تنظيم الحرامية دا دخل بفهم سياسى او تنظيمي لخدمة الناس بل لقد أقسمت قبل أن أقرأ مقالك هذا ان كل هذه المظاهر هى نتاج الاكذوبه التى سموها التمويل الأصغر والأكبر ليلهفو ما تبقى فى هذه د البنوك.

  7. كأنو ضميرك أبيض…..؟؟!!!
    يبكي الوطن وناسو من السويتو فيهو …انتا وجماعتك…يا بونينا …جماعة الجيفة الفطيس المستلوط حسن عبد الله ترابي دون كيرليوني ومن تناسل منه وتحالف معه….هي لله …هي لله…وما لدنيا قد عملنا…واعادة صياغة الفرد والمجتمع السوداني…واقحام البلد في (بوتقة ما سميتموه صراحة وعلنا المشروع الحضاري)…والبلد أوشكت أن تصير هشيما تذروها رياح ديانتكم وتأسلمكم الذي نضح زيفه وبان كذبه وعواره…وضحالة (فكرك…ومعاضديك والمحتطبين معك ليل نهار
    …أين تركتها (لازمتك التى تستلوط وتستنكح بها) الشعب السوداني الفضل…يا مستر بونينا
    (أنا ما بفسر…وانت ما بتقصر)
    التفسير معلوم…والتقصير بالكوم والردوم….
    يا حاطب الليل …الصبح حتما آت …أت

  8. البوني زول فاقد ضمير يحسن النفاق والمداهنة

    والكيزان سـووا فيهو شئ …. ؟!

    على كل هم سفلة ممكن يعملوا أي حاجة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..