
كل من يتدبر مجريات الأمور بشيء من التأني يعلم أن المعارضة، بكافة مسمياتها، لا تعدو أن تكون في أحسن حالاتها نقيضاً مكافئاً للسلطة، وهذا النقيض يحمل نفس جينوم السلطة فكلاهما قد خرج من رحم واحد، فالسلطة تمتاز بنشاط مفرط في جينات التمكين والتنكيل والاقصاء والسيطرة على مفاصل الدولة، بينما تكون صفات العدالة الاجتماعية والمساواة والحرية في حالة كمون (صفات متنحية)، والحال عند المعارضة هو (معكوس) السلطة، حيث تنشط صفات العدالة الاجتماعية والمساواة والحرية، وتكون الصفات الأخرى في حالة كمون وتنحي.
إذن الاختلاف بينهما يكمن في عملية تنشيط وتنحية الصفات ذاتها ومن ثم توظيفها لخدمة الراهن، والفرق الوحيد أن الأول استيقظ باكراً وتسلم زمام السلطة فنشطت تلقائياً لديه صفات السلطة، بينما توأمه ظل نائماً حتى نهاية (ضل الضحى)، وعندما استيقظ وجد (الحتات كلها باعوها)، وبالتالي نشطت لديه صفات المعارضة الانسانية جداً وتنحت الأخرى إلى حين توفر الظروف الملائمة.
وعلى هذا الأساس تجد الترابي وسليله غازي في مرحلة تاريخية معينة يطالبون برأس نُقد ويطيحون برأس الأستاذ محمود محمد طه، وفي مرحلة تاريخية لاحقة يحملون السلاح بيد الدكتور خليل ابراهيم تارة وبغيره تارة أخرى، مطالبين بالحرية والعدالة الاجتماعية ويبكون محمود محمد طه ويجلسون مع نُقد ويحبكون عنه قصص (الورع) وأنه لم يكن ملحداً بل كان يؤمهم في الصلاة داخل المعتقل (هو منو القال انه ملحد أصلاً!!)، وذلك في محاولة منهم لغسل أدمغة اتباعهم السذج عُراة العقل تمهيداً لهم لتقبل هذا التحول الهزلي، واليسار من جانبه يطرب في تلك المرحلة لهذا التودد (اللذيذ)، ولسان حال الجميع لا غضاضة من الجلوس مع الشيطان طالما توافقت الأهداف المرحلية، وجانب يهتف (هي لله) والجانب الآخر (اقتسام السلطة حق مكفول للجميع).
ثم دارت الدوائر ودخل طرف ثالث في المعادلة يسمى في مصر (الايدي الخفية) وفي ليبيا (من أنتم؟)، وفي السودان شذاذ آفاق وشماشة وصعاليك، فتهاوت السلطة تحت أقدامهم، وتنحت جيناتها القوية ونشطت جيناتها الانسانية، وبالمقابل صعدت جينات المعارضة المتنحية وتنحت صفات الحرية والعدالة الاجتماعية، وتبادل الجميع الكراسي في حبور وسرور.
يا حمدوك مازال اسمك يبث الأمل في نفوس شذاذ الآفاق والشماشة والصعاليك، ولا تنسى أنهم هم من اتى بك لهذا الكرسي بعد أن كنت خارج البلاد سنين عدداً وما كان لك أن تكون أنت لولاهم، فلا تجلس مع الجلادين دون علمهم، فأنت لست سياسي بما يكفي، وانما أنت (تكنوقراطي) فلا تغامر بمستقبل البلاد في هذا المنعطف الخطير في تفاصيل سياسية لا تُؤمَن عواقبها، ولا تستمع لمن حولك من (قحت) وممن يحاولون الايثار بالسلطة بعد أن دانت، فهم سياسيون حزبيون وكثير منهم مؤدلجون ولا يعرفون من فنون السياسة إلا الوصول إلى السلطة والمحافظة على بقائهم فيها، وهذا ديدن الساسة في كل مكان من العالم، وأنت مكلف باسم هذا الشعب لا بصفتك السياسية وانما بصفتك التكنوقراطية.
البلاد تتهاوى وأنت وفصيلك في غياب تام، لا تكن مثل البشير فينتهي بك الأمر تحت أقدام شذاذ الافاق والشماشة والصعاليك من شرفاء الشعب، لا تجعلهم أعداء لك فهم من اتوا بك وهم من بعد الاتيان بك لمخرجوك غير مأسوف عليك، بادر وانتفض وازأر كالأسد واخرج للناس بحلول ملموسة لمشاكلهم، فالجوع كافر والمرض مؤلم جداً، وغازي سليل التنظيم الدموي وقحت أمام بريق السلطة سواء، فاجعل الشعب مرجعيتك العليا تنجو…
صديق النعمة الطيب
ما هو غازي صلاح الدين حتي تسمحوا له بالجلوس مع حمدوك وقد عمل حزب بدون شعبية بعد أن طرده البشير وليس بارادته فهو كوز كبير وفاسد يلعب علي الحبلين وكان قبل الانقلاب الكيزاني يعمل مدرسا بليبيا وجاء للسودان بنداء من الكيزان ليشارك في انقلابهم المشئوم وقد عمل معهم وزيرا من قبل الي أن طردوه عدة مرات وأعاده القذافي
كفيّت ووفيّت وصدقت .. اخونا صديق .
غازي الكوز هذا مكانو (كوبر) على اقل تقدير .. لا ان يلتقي رئيس وزراء الثورة التي طاحت بفكرهم المتعفّن القذر !!!!!!