(فيديو): هروب سفير نظام الخرطوم في باريس بالبوابة الخلفية خوفاً من غضبة الثوار

الراكوبة: عبد الوهاب همت
نظم معهد العالم العربي في باريس وهو أكبر مؤسسة فرنسية رسمية تعنى بالثقافة العربية والعلاقات الثقافية مع العالم العربي ندوة مساء أمس الأول الخميس الموافق 28 مارس 2019 بعنوان ماذا يحدث في السودان؟ وذلك بغرض تسليط الضوء على التطورات الجارية في السودان منذ إندلاع الثورة الشعبية في منتصف ديسمبر 2018.
وقد شارك في الندوة كمتحدثين السيدة الباحثة أليس فرانس أستاذة الجغرافية في الجامعات الفرنسية ومتخصصة في الدراسات السودانية، وطالب الدكتوراه كليمند دي آي المتخصص في الانثربولوجي سبق له العمل في مركز البحوث الفرنسي في الخرطوم بجانب الاستاذ الرشيد سعيد الكاتب والصحفي السوداني المقيم في فرنسا.
وقدم المتحدثون عرضاً وافياً للأوضاع في السودان إضافة إلى تحليل خلفيات وسيناريوهات المستقبل.
وعندما فتح باب النقاش للجمهور طلب سفير النظام في باريس دفع الله الحاج الفرصة للحديث وشرع في قراءة نص مكتوب بلغة فرنسية ركيكة حاول فيه تحميل المتظاهرين مسؤولية العنف الذي مارسته الأجهزة الأمنية،لأنهم قاموا بحرق مباني رسمية وسيارات خاصة، ثم حمّل المجتمع الدولي مسؤولية الأزمة الاقتصادية في السودان لأنه لم يقدم المعونات الكافية وبسبب العقوبات التي فرضت على السودان لوقت طويل.
وعندما تجاوز الزمن المحدد له، تدخل مدير الندوة طالباً منه الاختصار، وعرفه بأنه سفير السودان، وعندها رد الشباب السوداني الموجود في الصالة على ذلك بهتافات.. تسقط بس.. سلمية سلمية ضد الحرامية.. بعد ذلك أتيحت الفرصة للمتحدثين للرد عليه.
من جانبه قام الاستاذ الصحفي الرشيد سعيد بالرد على الحديث الفج الذي أورده سفير النظام إذ قال: (بسبب طريقة الحكم التي تتبعها الحكومة الحالية وصلنا إلى هذه الحالة اليوم، عند ما نحكم على الضحايا بأنهم مجرمين، عندما نقول إن الفقراء الذين يتظاهرون اليوم في الشوارع يرتكبون جريمة في حين أن الجميع قد شاهد فيديوهات ضرب رجال الأمن للمتظاهرين. أعطيني أسماء رجال الأمن الذين قتلوا خلال المظاهرات؟ الضحية هي الشعب السوداني والجلاد هو النظام الحاكم.
المجتمع الدولي ليس مسؤولاً عما يحدث في السودان، نحن نتحدث عن ٧٠ مليار دولار عائدات البترول لا يعرف أحد إلى أين ذهبت؟ أين اختفت موارد السودان؟ لا يمكننا أن نحمل المجتمع الدولي عبء ما يحدث في السودان بينما نحن بلد غني مليء بالموارد لماذا إذاً ننتظر دعم المجتمع الدولي؟
من المسؤول عن العقوبات التي وقعت على السودان؟ من الذي حاول قتل الرئيس حسني مبارك وجعل المجتمع الدولي يضع السودان في قائمة العقوبات؟ من الذي أرسل السودانيين إلى اليمن للحرب؟ إنه النظام الذي يمثله هذا السفير وبسبب طريقة حكمه الجائرة القائمة على الإبادة التي تسببت بقتل ٢ مليون سوداني).
وعند نهاية الندوة حاول سفير نظام المؤتمر الوطني وعدد من مرافقيه الدخول في جدال مع الشباب السوداني المتواجد في الندوة والذي كان يهتف ضد النظام مما اضطر أفراد الأمن المتواجدين في القاعة لإخراج السفير بالبوابة الخلفية حيث لاحقه الشباب حتى وصل إلى سيارته تحت حماية عناصر الأمن في القاعة.
وقد وجد خطاب سفير النظام المبرر للعنف والقتل استنكاراً واسعاً من الحضور الكبير والذي شارك في الندوة والذي ظل يهتف ضده حتى لحظة هروبه من القاعة.