دكتور غازى.. جنرالاً

دكتور غازى.. جنرالاً
محمد وداعة الله :
باءت بالفشل محاولات الكثيرين رسم صورة تقريبية لشخصية الدكتور غازى صلاح الدين، ولم تفلح أيضاً محاولات الإلمام بما يفكر الرجل، ويأتى مقاله حول قرار مجلس الامن رقم «2046»، وحديثه داخل قبة البرلمان، وفى ذات الاطار جاء مقاله، هوامش على مقال سابق «يقصد مقاله عن القرار 2046»، وايقنت أن الدكتور ربما فشل للمرة الثانية فى ايصال وجهة نظره، وذلك لأن وجهة النظر غير واضحة، حيث أن المقال الاول تحفظ على ما جاء فى الفقرات «13» و«14» و«16» و«18» من القرار، وكان أكثر تشدداً فى الفقرة «14»، التى حددت ثلاثة اشهر للطرفين للتوصل لاتفاق حول القضايا العالقة، والفقرة «13» حيث حددت هذه الفقرة اجندة التفاوض بين الدولتين، حسب القرار، وهى «ايرادات البترول، الحدود، مواطنو الدولتين وأبيي»، وفى الفقرة «16» التى تفترض معاقبة الدولتين تحت البند السابع، مما يعنى ضمنا أن العقوبات يمكن أن تصل الى حد استخدام القوة. وفى البرلمان تحدث الدكتور غازى بوصفه رئيساً لكتلة نواب المؤتمر الوطنى، وهاجم القرار بشدة ووصفه بالخبيث والخطير، وهو بلا شك كان يعبر عن رأي الكتلة النيابية التى يرأسها، أما فى توضيحاته التى أتت بعنوان «هوامش على مقال سابق»، فقد سرد الدكتور غازى قصة حفلت بمفردات من الادب الروسى الراقي، وتشبيهات وأمثال من ذلك الادب الرفيع، وشكلت القصة أكثر من 95% من المقال، وطالب الدكتور غازي القراء بالاعتبار من تلك القصة والدعوة الى تجربة البديل وهو «اعتناق الخصم»، ولم يشأ أن يشرح كيف يكون ذلك، وقال سأتركه لخيال القارئ، وان القصد من مقاله الهوامش أن تكون حافزاً للتفكير الحر.
عند الانتهاء من قراءة مقال الهوامش، ينتابك الإحساس مباشرة، بأن القراءة بين السطور لن تسعفك، ولن يكون مجدياً أن تشحذ خيالك وتتهيأ للتفكير الحر، وتستدرك فى نفسك وينحصر تفكيرك فى لماذا لم يشرح دكتور غازى وترك الأمر لخيالنا؟ هل حقيقة أن هذا الخطاب وهذه الدعوة موجهة لنا؟ واذا كان الامر كذلك، ثم ماذا بعد أن نفكر ونتخيل؟ ماذا سنفعل بناتج الخيال والتفكير، أيا كانت هذه النتائج؟ وأية قنوات ستسلكها هذه النتائج، وكيف تجد طريقها ولمن؟ ولا شك أن الدكتور استدرك بهذه الهوامش، لأنه شعر بأن مقاله الاول لم يجد حظاً من الفهم، أوربما فهم خطأ؟ ولكنه بدلاً من تصحيح ما أراده، دعا الى التفكير والخيال والاعتبار. فهل يريد الدكتور ايصال رسالته هذه الى جهة ما وبطريق غير مباشر؟، وهو لا يعدم قنوات الاتصال بدوائر صنع القرار، فهو مستشار الرئيس ورئيس كتلة نواب الحزب الحاكم.
ويقول على لسان ابن منظور «المعانقة فى المودة والاعتناق فى الحرب»، وبافتراض أن مقولة الدكتور غازى حول إمكانية استعارة وتطبيق الدروس العسكرية فى الشأن السياسي صحيحة، فهل لى أن اتخيل أن دكتور غازي ربما قصد الاعتناق السياسى، أي تطبيق نظرية الاعتناق الحربية سياسياً؟ وهى النظرية التى اعتمدت تقليص مساحات الحركة أمام القوات العسكرية للخصم، ويتوقف الاسترسال فى التفكير والخيال، لأن هذه النظرية تم تطبيقها من الجهة الأضعف « القوات الروسية»، فى مواجهة القوة الأكبر« الجحافل الألمانية »، فهل يلزم لنجاح الخطة افتراض أن حكومتنا هى الجهة الاضعف؟، واذا كان الامر كذلك فلماذا هو كذلك؟ وهل قويت شوكة دولة الجنوب بفعل القرار «2046»؟ أم كان لحكومتنا دور فى تقوية موقفها؟ ولماذا أهدرت حكومتنا فرصة أن دولة الجنوب هى دولة معتدية باحتلالها هجليج؟ ولماذا لم تستفد الحكومة من قيام مجلس الأمن بادانتها ومطالبتها بالانسحاب الفورى؟ ولماذا تحولنا من دولة معتدى عليها بعد احتلال هجليج الى دولة معتدية بعد تحريرها؟ وكيف تحول الاتحاد الافريقى من وسيط الى سلطة تصدر الاحكام وتطالب مجلس الامن بتنفيذها؟ وهل هذا القرار واجب النفاذ بما فى ذلك المادة «16» التى تنص على التفاوض مع قطاع الشمال؟ وهل ستجد شروط الحكومة فى البدء بالملف الامنى مكاناً وسط الاجندة التى حددها القرار «2046»؟ أعتقد ان على دكتور غازى أن يكتب مقالاً آخر، وليشرح ما يريد بدلاً من الاعتماد على فطنة وخيال القراء.
كما يقول المثل «يعاين فى الفيل ويطعن فى ضله»، هذا، وقد أعجبني حديث الأستاذ حسين خوجلي عندما قال: «إن دكتور غازي يكتب للأذكياء فقط».
الصحافة
د. غازي صلاح الدين أدخل نفسه في مأزق كبير بمحاولاته إرضاء صقور الإنقاذ وربما ضد غريمه اللدود علي عثمان.
ليس هناك اي ذكاء فيما يكتبه غازي المسأله واضحه مادايره درس عصر اما ابيض او اسود اتضح لك خطل الحكومه التي تنتمي اليها يا غازي اتجه الي الاتجاه الاخر قبل فوات الاوان اما ان تمسك العصا من المنتصف حتي تعرف النهايه الانتصار لمن و تناصره ماتفوت علي اهلي الغبش
غازي العتباني لا شك في مقدراته العقلية فهو حصل على المركز الأول في الشهادة الثانوية بين أقرانه وعندما يكتب يجبر القارئ على قوة التركيز وإلا عدم الفهم حتما مصيره
أنا قرأت مقال الدكتور واستطيع الاجابة على بعض الاستفسارات التي طرحتها في مقالك
أولا لا أتوقع أن للدكتور تطبيق محدد أراد أن يفهمة للقارئ ولكن يمكن أن يكون ملهما للاخرين للتفكير بهذه الطريقة ومحاولة ايجاد تطبيق يناسب كيفية التعامل مع مجلس الامن والقوى الامبريالية من خلف المجلس وفي هذا اجابة لسؤالك الثاني عندما تسألت لماذا اصبحت دولة الجنوب هي الطرف الاقوى؟ ولكن كل سياسي حصيف يعلم أن المبارة ليست مع دولة الجنوب ولو كان الامر كذلك لتوصلت الخرطوم وجوبا للتفاهم في أقل من ساعة لأن مصلحة البلدين في التعايش سلما كما أن جوبا لم تنسى أن البشير هو من اعطاهم الحق في تكوين دولهم. إذن المعركة مع من يقف خلف الجنوب
وفي اعتقادي أن التطبيق المناسب لسياسة الاعتناق هي الموافقة الفورية على قرار مجلس الامن والبدء في المفاوضات وبما اننا نظن أن الحق معنا في كثير من القضايا العالقة مع الجنوب فيجب ابراز كل ما يقوي موقف السودان قانونيا في تبعية أبيي وبقية الحدود المختلف عليها ومحاولة خلق رأي عالمي يقتنع بموقفنا
قال ضياء الدين بلال في مقالته المنشورة في الراكوبة عن العلاقات الخارجية: أن غازي معروف بصرامته الفكرية !!! ماذا انتج لنا هذا الطبيب بفكره (الصارم)؟، بيوت أشباح وتشريد ومسغبة وجهل وفساد وتخلف وتقسيم البلد!! إني أعوذ بالله من هؤلاء.