البحث عن زيادة التوزيع!

* ذرف الأستاذ محمد احمد دسوقي الصحفي المعتّق الدمع السخين على الحال الذي وصلت إليه الصحافة الرياضية وشكا من تراجع المهنية.
* استعرض أُستاذنا أمس عبر زاويته المقرؤة بعضاً من المانشتات التي وردت في إحدى الصحف وأظنها صحيفة (الزاوية).
* جاءت المانشتات التي ذكرها دسوقي كما يلي:
* ( شرفاء الهلال يطالبون الكاردينال بعدم شراء الحكام)، ثم علّق: هذا العنوان نُشر قبل عدة أيام من مباراة بورت لويس الموريشصي كان هدفه الإيحاء للجميع بأن الهلال يسعى للفوز بشراء الحكام وليس بجهده وعرقه وهي إساءة بالغة لنادي يلعب بإسم الوطن في بطولة خارجية.
* وأورد من مانشتات الصحيفة ? أيضاً: (باسكال يتحدى إعلام الضلال) و(التحكيم يطيح بودنوباوي من كأس السودان).. و(باسكال ولدنا.. يا مدعوم بلدنا)، (تحركات مكوكية لكشف المزوراتية في قضية الجنسية)، و(الكوكي الموجود والديبة المرفود يفتحان النار في جميع الإتجاهات)، و(المتكوك يطالب بشطب معظم عناصر الفرقة الزرقاء)، و(ياسيادة الرئيس انهم يمارسون أبشع صور الخيانة الوطنية)، و( بالوثائق باسكال سوداني ويامدعوم شوف موضوع تاني)، و(إتصال هاتفي مشبوه بين صحافي هلالي وريفرز النيجيري بشأن واوا)، و(تحريك بلاغات جنائية في مواجهة المزوراتية)، و(غضب مريخي عارم على المؤامرة المدبرة في ملف باسكال).
* إذا كان استاذنا دسوقي يقصد أن صحيفة (الزاوية) هي التي أوردت المانشتات آنفة الذكر فيمكننا أن نقدم قراءة تحليلية لسياستها التي انتهجتها في الفترة الأخيرة عقب ترجّل عرابها المتميّز الأستاذ سامر العمرابي.
* اغلب الظن أن عرّابها الجديد يعتقد أن العدائيات الشديدة ضد الهلال ستساهم في زيادة توزيع الصحيفة بحيث تُمكّنه من مزاحمة صحيفتي (الصدى)، و(الزعيم) الراسختين.
* يعني أن صاحبنا يعوّل كثيراً على الإثارة وخطب ود الجماهير بهذا الأسلوب، فهو يرى أنه أسلوباً مقنعاً وكافياً لالتفاف الكثير من الجماهير حول برنامج الصحيفة ودعم سياستها بمزيد من الاقبال عليها.
* لذلك نتوقع أن تتواصل هذه السياسة في الفترة المقبلة في محاولة لإيجاد موقع بين بقية الصحف في سوق التوزيع.
* حتى النقد الذي وجهه الأستاذ دسوقي ربما يسعد قادتها؛ لأنهم سيشعروا أنهم لفتوا الانتباه وبالتالي توقع المزيد من القرّاء ليكونوا في قلب المعارك المُستعرة التي تشنها الصحيفة في الأيام القادمة ومن ثم وقوداً لها على نائبات الدهر.
* لغياب الرقابة على الصحافة الرياضية لا نتوقع أن تكون هناك مطالبة من الجهات المناط بها الرقابة إبراز الوثائق والمستندات لما ينشر.
* لذلك نجد عبارات المزوراتية، واتهامات التلاعب في الأوراق الرسمية سائدة في المانشتات فلا أحد يسأل وحتى المتضرر من النشر يمارس الصمت المثير.
* كما أنه يمكن إقحام المؤسسات السيادية لمزيد من الإثارة وتحقيقاً للكسب!.
* يحدث ذلك مع وجود لجنتين في مجلس الصحافة الأولى خاصة برصد ما يرد في الصحف كل يوم ? لجنة الرّصد، والثانية تحمل إسم: لجنة ترقية مهنة الصحافة.
* قبل أيام طالبت بعقد مؤتمر جامع لإصلاح الصحافة الرياضية جنباً إلى جنب مع الندوات التي تعقدها الصحافة نفسها لإصلاح الوسط الرياضي.
* في رأيي أن الوضع خرج عن السيطرة، ومن الصعب تللقي كلمة حكيمة وتجد من يستمع لها في الصحافة الرياضية.
* الصحافة الرياضية تعاني في مدخلات الانتاج، ومن شح الاعلان التجاري، وارتفاع الأجور وهي ترى الطريق الوحيد الذي يقود لزيادة التوزيع والأرباح هو الإثارة، ومهاجمة النادي المنافس، وتوجيه الاتهامات غير المسنودة له.
* يظنون أنهم يرضون القارئ بذلك ليضمنوا متابعته للصحيفة خوف الكساد ولمقابلة المنصرفات الباهظة.
* في خضم ذلك ستضيع الكثير من القيم المهنية، ويظهر جيل جديد من رؤساء التحرير غير الفاعلين!.
* الآن في الصحافة الرياضية أصبحت تتردد عبارة: (إنت رئيس تحرير على الورق بس)!!، يعني ? فقط- من أجل مراعاة الوضع القانوني أمام مجلس الصحافة؛ ولتتحرك التروس الداخلية بكل الفاعلية!

التيار
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..