حجير يسقط حجرنا..!!

قبل سنوات وصل الخرطوم مواطن بريطاني من أصول سودانية.. ذاك المواطن قدم اقتراحا غريبا لمواجهة المحكمة الجنائية الدولية.. طلب الخبير الإنجليزي حقائب ضخمة تحشى بمليون توقيع سوداني ثم ترسل إلى لندن.. راقت الفكرة لحكومتنا، وهيأت للرجل مكتب وثير في شارع الجمهورية.. ليس المهم كيف انتهت تلك الحبكة، لكن الخبير بعد فترة نقل أنشطته الجهنمية إلى الولايات في موضوعات أخرى بعيدا عن حكاية التوقيعات.
أمس أعلن البرلمان السوداني المنتهية ولايته- تقريبا- إرسال وفود شعبية وبرلمانية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.. مهمة هذه الوفود- حسب الأستاذ سالم الصافي حجير- إدارة حوار مع مجموعات الضغط الأمريكية حول قرار العقوبات الاقتصادية الأمريكية.. السيد حجير بشَّر الشعب السوداني بأنه- شخصيا- سيقود تلك الوفود، بالإضافة إلى بعض قيادات البرلمان.. رئيس اللجنة الاقتصادية أكد أنه تشاور مع اتحاد المصارف السوداني في هذا الشأن.
بداية لا يفصلنا عن الانتخابات الآن سوى ثلاثة أسابيع.. بمعنى حين يتحصل سالم الصافي حجير ووفده على تأشيرة دخول إلى الأراضي الأمريكية سيكون هنالك برلمانا جديدا قد حل على واقعنا السوداني.. ثم ثانياً إدارة حوار مع مجموعات الضغط المعادية للسودان أمر من صميم اختصاصات وزارة الخارجية.
في تقديري يخطئ السيد حجير إن ظنّ أن هنالك قائمة تحوي أسماء جماعات معادية للسودان في أمريكا.. والحقيقة أن هنالك موضوعات مختلفة تجمع بين مجموعات مختلفة حول تقييم الأوضاع في السودان.. مجموعات تنظر- بحذر- إلى الحريات الدينية في السودان.. مجموعات أخرى تصوب نظرها، وتركز اهتمامها على قضايا النازحين المتأثرين بالحرب الأهلية.. وقطاع واسع من الأمريكان يستغرب كيف تحكم الإنقاذ السودان منذ عهد الرئيس بوش الأول، وبوش الثالث يتأهب لخوض الانتخابات في شتاء العام المقبل.. بل إن أكبر مجموعة تكن العداء للسودان هم السودانيون الذين هجرتهم سياسات الحكومة الخاطئة.
معظم القضايا الخلافية بين واشنطن والخرطوم يمكن أن تحل ما بين شارع الجامعة وشارع النيل.. القليل جداً يحتاج أن يعبر النيل ليصل قبة البرلمان بأم درمان.. حين يتحدث الإعلام الأمريكي عن السودان يبرز أن الخرطوم استقبلت في مطلع التسعينيات أسامة بن لادن، وأن الخرطوم تورطت في هذا وذاك.. صحيح أن الحسابات بعضها انطباعيّ، وغير قليل من الأحكام مستمدة من الصورة النمطية السالبة التي رسمت في الذهن الأمريكي.
سيدي حجير.. إذا تمكن السودان من إقامة انتخابات ذات صدقية في التعبير عن الإرادة السودانية فسيأتي إليكم جون كيري وزير الخارجية، وربما يحضر نائب الرئيس الأمريكي مراسم تنصيب الرئيس السوداني الجديد جداً.
بصراحة.. حينما يصرح رجل مسؤول في مقام السيد حجير بهذه السطحية فالذهن ينصرف إلى أن الرجل وقادة البرلمان يطمعون في زيارة ثقيلة العائد اليومي من التثريات وخفيفة من حيث النتائج السياسية والدبلوماسية.

التيار

تعليق واحد

  1. كيف سيخاطب هذا الحجير حشود الامريكان الذين سوف يأتون للإستماع إليه، من كُل فج عميق؟!! وقد قال احد أعضاء وفد سوداني إسخباراتي (من حملة الدكتوراه) بعد عودته من أمريكا “لقد قابلنا دبابات التفكير” يقصد – Think Tanks.

  2. الراجل عايز ” يخم الرماد” في نهاية دورة برلمان نوام الشعب و يختمها بنزهة في امريكا و يخم ليهو دولارات …

  3. بأى لغة سيتحدث حجير لمجموعات الضغط الأمريكية؟ عربوا الجامعات فخرجت طلابا في مستوى سنة رابعة أولية قديما

  4. غايتو عليكم جنس حسادة
    خربت على الراجل التدبير الدولاري.
    هو أصلا شن علم الحجير أكل الجرجير

  5. دة يا مولانا اسمو خم الرماد مع نهايات الولاية الايلة للنفاد

    وانت يا حجير الله يسقط حجرك وحجر المعاك

    اتلمو جاتكم نيلة

    العنوان ظريف ومعبر جدا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..