جنوب كردفان فاتورة المساومة بالقضايا الجوهرية

بلا إنحناء
فاطمة غزالي
جنوب كردفان فاتورة المساومة بالقضايا الجوهرية

موقف الحركة الشعبية من نتائج انتخابات جنوب كردفان ورفضها النتيجة ليس فيه ما يدهش الرأي العام ،لأن المؤتمر الوطني والحركة الشعبية شرعا في تنفيذ اتفاقية السلام بالمساومات السياسية، فكلما دب بينهما خلاف حتى ولو في قضايا جوهرية مثل قوانيين الحريات كانت المساومة هي الفصيل بينهما بترضية الحركة بمكاسب سياسية في موضع آخر مقابل إسكاتها ، وعليه أصبحت عقلية الحركة الشعبية لا تستوعب في العلاقة بينها والشريك إلا الترضيات ولهذا مسألة الفوز في الانتخابات أو الخسارة ولو كان المؤتمر فاز حقيقة أو قام بعملية تزوير الانتخابات لن تضع الحركة نفسها موضع القبول بالنتيجة، فكل ما دار بين الشريكين في الفترة الماضية كان يلف حول محور المساومات حتى نفدت كل الكروت.
لم يبق ما يساوم عليه إلا أبيي وهذه قضية معقدة لا الوطني ولا الشعبية لهما القدرة على المساومة فيها،وهذا الواقع دفع المؤتمر الوطني بعد الإنفصال إلى خانة الزهد في ترضية الحركة ولأنه كان بامكان الحركة أن تفوز بولاية جنوب كردفان لو كانت انتخاباتها قبل الانفصال ، فنتيجة انتخابات النيل الازرق خير شاهد على علاقة الترضيات والمساومات بين الشريكين قبل الانفصال، ومعلوم للجميع أن نتائج انتخابات النيل الأزرق كشفت بجلاء عن نهج التلاعب في النتائج الانتخابية حينما تغيرت النتيجة لصالح مالك عقار عقب تهديداته بشن الحرب ، والدهشة من النتيجة جعلت مرشح المؤتمر الوطني بالنيل الأزرق لمنصب الوالي فرح عقار غير قادر على هضم الموقف السياسي الذي وضعه فيه حزبه حينما بشره بالفوز بالولاية ثم نكص عن عهد بعد أن استعرض المالك قوته واصطفت جنوده، حينها خرج فرح على الناس ووصف الانتخابات بالمزورة، وكانت هي سابقة أن يتهم الوطني بالتزوير في تلك الانتخابات بعد أن كان هو المتهم رقم (1) بالتزوير عموماً سيناريو انتخابات النيل الأزرق جسدت التراجيديا السياسية في العلاقة بين الشريكين. وها هي ذات التراجيديا تعرض فصولها في انتخابات جنوب كردفان بصورة أكثر مأساوية لأن الحركة تأبطت شرها وأعلنت رفضها النتيجة، تلك النتيجة التي عكست لجراحي الشريكين فشلهما في إجراء أي عملية مساومة سياسية تنجيهما مما وقعا فيه ، ففي كل مرة كان الآخرون من القوى السياسية هم الضحايا إلا أن هذه المرة الضحية أحد الشريكين حيث حصدا ما زرعاه في نيفاشا من مكر سياسي اقصى الآخرين.
الجريدة

تعليق واحد

  1. الاخت فاطمة
    لا يوجد عاقل يساوم الشيطان و ان فعل فلابد انه خاسر، عقلية المساومة هي مبدأ عند الكيزان، يساومون على اي شئ حتى الله و الدين قابل عندهم للمساومة ان كان سيبقيهم في السلطة و النعيم، و الخطأ الاكبر الذي وقعت فيه الحركة الشعبية من البداية هو قبولها الجلوس منفردة للتفاوض و المساومة مع الكيزان، هم لا يقيمون وزنا لا للسودان و لا للسودانيين و على الحركة الشعبية و الحركات الاخرى اتباع نفس النهج وترك الخوف على مصيرالبلد لأن لا مصيرا هناك اسود مما نحن فيه الان، يجب العودةالي القتال من كل صوب و حدب و ليحدث ما يحدث فاما خرجنا من القتال بسودان جديد كما نريد و اما فليذهب السودان بحاله هذي الي الجحيم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..