اتفاق النفط ينقذ جوبا

مثيانق شريلو-جوبا

رأى محللون اقتصاديون أن اتفاق النفط الأخير الذي تم بين السودان وجنوب السودان من شأنه أن ينقذ الدولة الوليدة في جوبا من ورطة الانهيار الاقتصادي في حال استمر وقف إنتاج النفط الذي قررته مطلع العام الجاري بسبب خلافها مع الخرطوم.

ومن شأن الاتفاق الذي أبرم بين الطرفين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مؤخرا برعاية الاتحاد الأفريقي أن يمنح جوبا وقتا كافيا لحين الانتهاء من بناء خط أنابيب جديد يمتد حتى ميناء لامو الكيني.

وتشير التقديرات إلى أن إتمام بناء خط الأنابيب الجديد يحتاج في أحسن الأحوال لثلاث سنوات على الأقل، وهو ما يجعل جوبا غير قادرة على تحمل التبعات الداخلية في تلك السنوات إن لم تعد إنتاج النفط، خاصة أنها تعتمد في ميزانيتها على النفط بنسبة 98%.

وكان كبير مفاوضي جنوب السودان باقان أموم قد قال عقب عودته من مراسيم التوقيع على الاتفاق إن جوبا ستبدأ عملية تصدير نفطها عبر السودان بواقع دولار واحد للبرميل، على أن تتكفل بكل مراحل عمليات التكرير والإنتاج لتدفع ما بين سبعة وتسعة دولارات لتباعد بعض أنابيبها عن الخرطوم.

اتفاق براغماتي
واعتبر الإعلامي الجنوب سوداني قبريال جوزيف أن الاتفاق ما كان ليتم دون الأخذ بالاعتبار الضغوط الاقتصادية التي عانتها كل من جوبا والخرطوم، وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن الإجراءات التقشفية التي انتهجتها جوبا أثرت على كل قطاعات المجتمع.

وأشار جوزيف إلى أن أبرز الآثار الاقتصادية لوقف تصدير النفط من جنوب السودان هو خفض الدعم للولايات في البلاد بنحو الثلث.

وأضاف أن القدرات الشرائية للدولة ضعفت للحصول على الواردات بسبب الانخفاض الكبير في النقد الأجنبي للخزانة العامة.

واعتبر أن الاتفاق الذي تم بين الخرطوم وجوبا حول النفط براغماتي أكثر من كونه مثاليا، ومن شأنه أن يجنب جنوب السودان ظواهر اجتماعية سلبية، أقلها انتشار الجريمة وأكبرها عودة النزاع القبلي.

وأعرب تجار محليون بمدينة جوبا عن سعادتهم بالاتفاق، وقالوا في إفادات للجزيرة نت إن الاتفاق سيسهل تدفق العملات الأجنبية التي ستمكنهم بالتالي من استيراد بضائعهم من الدول المجاورة، وسيزيد من القوة الشرائية لدى المواطنين، لأن هذا الأمر سيؤدي إلى انخفاض في سعر السلع التجارية وسيضمن لهم انخفاض سعر الدولار مقابل العملة المحلية.

انفراج الأسواق
ويشير الخبير الاقتصادي موسس أجانق إلى أن أنباء الإعلان عن توصل دولتي السودان لاتفاق حول إنتاج وتصدير النفط عبر الأراضي السودانية من جديد أدى إلى انفراج عام في سوق المعاملات التجارية، وأكد أن هذا الاتفاق إذا بدأ سريانه على أرض الواقع سينعش الأسواق بجنوب السودان وسيدفع إلى خفض أسعار السلع الاستهلاكية التي باتت تشكل أسعارها ضائقة لسكانها.

وعلى المستوى السياسي، اعتبر أجانق أن الاتفاق من شأنه أن يمهد للحزب الحاكم كسب العديد من المؤيدين، خاصة إذا شرعت الحكومة في تنفيذ المشروعات التنموية التي توقفت جراء وقف إنتاج النفط.

واعتبر أجانق أن الاتفاق بوضعه الحالي يمثل نعمة لكونه منح وقتا كافيا لجوبا لبناء خط نفطي جديد يعفي عبور النفط عبر السودان التي تكثر الخلافات معها، غير أنه استدرك بالقول إن الاتفاق قد يتحول لنقمة إن لم تستثمر الدولة السنوات الثلاث المقبلة -وهي عمر الاتفاق بين الخرطوم وجوبا- لإنجاز الخط الجديد.
المصدر : الجزيرة

تعليق واحد

  1. الجنوب ظل و لوقت طويل يتخيل ان امريكا و اروبا سوف تغرقه بالهبات و العطايا من اليورو و الدلارات و تجعل منه جنة الله فى الارض و نسي ان الغرب و امريكا يعانيان ازمات اقتصادية طاحنة, انتهي عهد الهبات المجانيه للاستمالة السياسيه او الاستقطاب..فاقد الشيئ لا يعطيه,الغرب و امريكا الان ينظرون الى خارطة العالم بعين الموارد,اي هم انفسهم عاوزين (شعبة يتكو عليها)..فاليعلم الجنوب ان لا احد سوف يبني له دولته غير سواعد بنيه ,انفضوا غبار الكسل و اتركو الخيال.و من غير اي انحيازاقول لكم لا تنفعكم دولة اكثر من السودان فهي متنفسكم و عصب حياتكم ,بلاش احقاد و عصبيات لا تسمن ولا تغني من جوع..هيا الى علاقة فيد و استفيد و عيش و دع الاخر يعيش

  2. حقاً, انه حقا ان هذه الاتفاقية انقذ جوبا من انهيار الاقتصادي لان نسبة استهلاك الحكومي اصبح كبيرة جدا حتي نسبة المقدرة لتنمية اصبحت تدخل لجيوب الوزراء لشركاتهم الخاصة ولا يوجد عمل في الميدان .ويتحدثون عنها يوميا ان هناك تنمية . كلينا نتحدث افرض ان اتفاقية فشلت واستمرت جوبا لمدة ثلاثة اشهر زيادة دون نفط ستظهر هناك وضع صعب للغاية. لذلك كنا نتحدث منذ فترة قرار بقفل خطوط انابيب بين السودان وجنوب السودان بان ليست لمصلح جوبا ولا الخرطوم ,فيجب لاخوتنا في تلك فترة بانه يجب استمرار خطوط انابيب حتي تضمنو خطوط جديد وعاملة حتي تكون هناك استقرار السياسي والاقتصادي او وضع استراتيجيات لاستقرار البلدين.

  3. العالم كله تحكمه المصالح والمصالح فقط وعلى حكومة الجنوب ان تعزز مصالحها ومصالح شعبها وأن تترك تدخلها ودعمها لقضايا تضر بها وبمواطنيها حتى لو كان الجنوب جزء من هذه القضايا فى السابق ، فهى اصبحت دولة يجب ان تتطور وتزدهر وتبنى إقصتادها وتدير مواردها وتؤسس إلى دولة حقيقية وهذا لا يتأتى إلا إذا اسست علاقة متينة مع الشمال قوامها المصالح المشتركة ولتترك ما يعكر صفو العلاقة ، لن تسفيد دولة الجنوب من موردها النفطى إلا بأستباب الأمن والسلام بينها والسودان فأى حرب بالوكالة او مساندة اى فصيل محارب للسلطة فى الخرطوم هو خسران مبين وتردى من جديد وضياع لوقت كان يمكن أن يستغل فى التنمية ورفاهية شعب الجنوب الذى صوت للإنفصال من اجل ان يعيش حراً أبياً كمواطن درجة اولى فى بلاده وقد تحقق له ذلك ولكن لم تتحقق له الرفاهية ولم تتحقق له أدنى مقومات الحياة الكريمة التى يحلم بها وصورها لها صناع الحرب الحاكمين له ، على كل حال يجب على حكومة الجنوب ان تتعامل مع حكومات الشمال كأنها معارضة لها بل يجب ان تتعامل معها كنظام ندى له وان تجعل علاقته به كعلاقة الدولة مع بعضها البعض لان الواقع يقول ذلك وعلى جوبا ان تسعى لأكثر من ذلك بأن تدخل فى تكامل وتعايش مرن عبر الحدود مع السودان حتى تقوى ويشتدعودها وان تنأى عن نفسها من إيواء اى محارب او معارض لحكومة السودان فمصالحها يجب ان تكون اهم من أى إعتبارات ومن أى ايدلوجيات .

  4. فليعلم الجنوب والشمال ان مصالحهم مشتركة ، وان استقرار العلاقات يعنى استقرار الاوضاع ، ويجب على الجنوب ان لا يرهن مصيره فى ايدى المراهقيين سياسيا امثال باقان8

  5. تمام فقد ضحى الجنوبيون طيلة الفترة الماضية و دخلوا في مفاوضات أتصور أنها كانت ناجحة بنسبة 100% و للحق أن الإتفاق بالنسبة للجنوب ليس ( براغماتي) ( قد يكون كذلك بالنسبة للشمال) لكنه ( عملاني و عقلاني) إذ جاءت المفاوضات بتهد ثابت يضمن للجنوب إستمرار تدفق بتروله عبر الشمال دون أن يتدخل أحد في أي فترة قادمة ..

    هو ( جوع ) ليلة واحدة يتبعه ( شبع) السنين القادمة فأين البراغماتية هنا ؟؟؟

    ما قامت به دولة الجنوب هو ( عقلانية و عملانية ) بدرجة ممتاز ..

    و لو محرر المقال لا يعرف معني ( براغماتية) عليه أن يعرف ثم يعيد صياغة المقال ..

  6. الذى يسمع الرئيس يهدر ويرعد والغوغاء يهتفون ويصفقون له وهو يقطع وعد لمؤيديه بأن بترول

    الجنوب لن يمر بالسودان حتى لو أعطى الجنوب نصفه للسودان ،طبعا الغوغاء صدقوه لكن الناس

    الذين يفكرون عارفين ان الحكايه هرشه وهوراط ساكت يعنى زوبعه فى فنجان ،يخسى على الببلع كلامه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..