الانتماء

أن تقود ابنك الصغير إلى معبد فأنت تقوده نحو انتماء ما،تشكله على نحو ما على نسق طائفة معينة،ثم تأتي الانتماءات القبلية والجهوية والعرقية وصولا الى انتماء أكبر وهو الانتماء لثقافة شعب ، الدوس هكسلي في روايته عالم جديد وشجاع يكشف لنا عن مازق الهوية في حالة عدم الانتماء،هذا المازق الذي أعيشه ويعيشه معي الكثير من الناس لاسيما الشباب الذين لا يتستطيعون التأقلم مع المجتمع من حولهم أو ليس لديهم شعور بانتماء لهوية ما،او لديهم انجذاب لثقافات عالمية ، وهذا نتيجة طبيعية لعالم ما بعد الحداثة ، حيث لا انتماء جذري ولا أرض صلبة يمكن وقوف الفرد عليها بحثا عن تشكله الذاتي ، إلى من ننتمي؟إلى ثقافات محصورة وضيقة وكابتة لتطور الفرد،إنها تؤدلجه وتسيسه وتنمطه وتؤثر حتى على طريقة تفكيره التي يجب ألا تكون نشاذا عن طريقة التفكير الجماعي،إن الجماعة ترسم حاضر الشخص ومستقبله وتفرض عليه قيمها وتحد من قدرته على الحركة،يظل الانتماء كسجن كبير وفقدانه-في نفس الوقت-يؤدي إلى إنسان بلا أساس يتكئ عليه،بلا توافق مع محيطه ، كنبي وسط الكفار،ولذلك فنحن إذ نجادل حول الانتماء إنما نناقش إشكالية كبيرة تتجاوز مثالب او محاسن الانتماء إلى كيفية وضع حلول جذرية لمشكلة الفرد اللامنتمي ، فهناك قيود قانونية ضخمة تحول دون تفكيك الانتماءات،كقوانين السفر والجنسية والحقوق السياسية والهجرة ولم يبق إلا العالم الافتراضي بالاضافة إلى بعض المحاولات الفاشلة كمحاولة بعض المنظمات غير الحكومية من استصدار جواز سفر عالمي،وهذه التجربة فشلت ﻷنها ووجهت بمفاهيم السيادة الوطنية والأمن القومي.
نريد أن نتحرر ؛هكذا يصرخ اللا منتمون في هذا العالم الذي تتجاذبه مبادئ العولمه من جهة وقيود القانون والانتماءات السياسية من جهة أخرى.
15أبريل2015
[email][email protected][/email]
رائع كالعاده .. الانتماء سجن كبير ولكن فقده لا يجعل الانسان بلا اساس يتكئ عليه بل العكس يجعل الانسان يستمتع بقدر كبير من الحريه او على الاقل فى وضع افضل من وضع المنتمى طالما ان هذا الانتماء غير موضوعى خاصة تلك الانتماءات التى توجه تفكيرنا دون وجه حق