عن أي انتصار يتحدثون في السودان؟

عثمان ميرغني

عودة الرئيس السوداني عمر البشير إلى الخرطوم يوم الاثنين الماضي، بعد مغادرته جنوب أفريقيا في الظروف التي غادر فيها، ليست مدعاة للاحتفال، بل للحزن؛ فأن يصبح رأس الدولة ملاحقًا في رحلاته الخارجية بأمر اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية، لهو أمر مهين للبلد ولسمعته. فهذا بلد كان قادته ذات يوم إن سافروا حلوا في أي مكان معززين مكرمين، ومحاطين بالاحترام والهيبة من لحظة الوصول إلى ساعة المغادرة.

تبدل الأحوال بالشكل الذي نراه اليوم هو الذي جعل السودانيين يتبادلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو عمره أكثر من نصف قرن، يصور جانبًا من زيارة الرئيس السوداني الأسبق الراحل الفريق إبراهيم عبود لبريطانيا، والاحترام والحفاوة اللذين استقبل بهما من قبل الطبقة السياسية والناس العاديين، وأيضا من قبل الملكة إليزابيث الثانية. لم تكن تلك الحفاوة من أجل الرجل الراحل ولشخصه وحسب، بل لأن اسم السودان وقتها كان يحلق عاليًا في درجات الاحترام، وفي سلم التقدير والمكانة.

المقارنة بين ذلك الزمن والزمن الراهن، محبطة. وبعد الفصل المحرج في جوهانسبيرغ، يستغرب المرء الشعارات والتصريحات التي أطلقها بعض مسؤولي النظام عقب وصول البشير من جوهانسبيرغ، بينما كانت المحكمة العليا في بريتوريا تبت في مسألة اعتقاله، بعد أن منعت مغادرته للنظر في طلب تسليمه للمحكمة الجنائية الدولية. فمسؤولو الحكومة والحزب الحاكم حاولوا تصوير مغادرة الرئيس ووصوله إلى الخرطوم على أنه انتصار مدوٍّ، بينما امتلأت وسائل الإعلام المحسوبة على النظام أو المغلوبة على أمرها بعناوين وعبارات مثل: «الملحمة»، و«زغاريد الانتصار»، و«هزيمة المحكمة الجنائية»، و«الحكومة تتحدى»، و«البشير يعود سالمًا غانمًا». وزير الخارجية الجديد القيادي في المؤتمر الوطني إبراهيم غندور ذهب إلى حد اعتبار ما حدث في جوهانسبيرغ فرقعة إعلامية «جعلت البشير نجمًا»!

هذه اللهجة تحاول التغطية على الوقت العصيب الذي واجهه الوفد السوداني، والفشل الذريع لدوائر القرار التي أخطأت الحسابات على الرغم من التقارير التي سبقت سفر البشير إلى جوهانسبيرغ عن احتمال تعرضه للملاحقة بناء على طلب المحكمة الجنائية بتسليمه. لكن «المؤتمر الوطني» الحاكم وأجهزة إعلامه أبوا إلا أن يطبلوا كالعادة بتصريحات نارية وشعارات طنانة عنوانها: «إننا نتحدى المحكمة الجنائية». وفي ذروة التباهي، ذهبت وزارة الخارجية إلى حد القول إن الحكومة السودانية لم تتخذ أي تحوطات أمنية أو سياسية لزيارة رئيسها إلى جوهانسبيرغ للمشاركة في القمة الأفريقية.

هل كانت هذه القراءة مفرطة في التفاؤل، أم غارقة في أوهام القوة، أم إن الصراعات داخل النظام وصلت إلى حد أن قوانين اللعبة تغيرت وأصبحت مثل الروليت الروسي المميت؟

بعيدًا عن نظريات المؤامرة، فإن الأمر الواضح أن الوفد السوداني لم يتوقع أن تصل الأمور إلى حد صدور أمر قضائي بمنع مغادرة الرئيس، وربما كان أقصى ما توقعه هو المطالبة المتكررة من المحكمة الجنائية باعتقال البشير وتسليمه، وأن يقابل هذا الطلب بالتجاهل من حكومة جنوب أفريقيا. لكن المسألة هذه المرة كانت مختلفة، ومهما حاولت سلطات الخرطوم التغطية على خطورة الوضع الذي واجهه رئيسها، فإن الأمر المؤكد هو أن حكومة جنوب أفريقيا واجهت حرجًا كبيرًا ووقفت على حافة أزمة قضائية كان يمكن أن تؤدي إلى إطالة إقامة البشير في جنوب أفريقيا حتى تنتهي المعركة القانونية بين مترافعين يدفعون بتسليمه للمحكمة الجنائية وفقا لالتزامات حكومة بريتوريا الدولية، ومحامين يجادلون بأن الرئيس السوداني وصل بدعوة من الاتحاد الأفريقي، وبالتالي يتمتع بحصانة دبلوماسية تمنع توقيفه.

جنوب أفريقيا سهلت بلا شك للبشير المغادرة على عجل، حتى تتخلص من الحرج، وقبل أن تتعقد المسألة قانونيًا بصدور حكم آخر من محكمة بريتوريا باعتقاله. كما أن الاهتمام الإعلامي الواسع بالقضية التي يمكن أن تسجل سابقة باعتبار أنه لم يحدث قبل ذلك اعتقال رئيس دولة في ظروف كهذه وتسليمه للمحكمة الجنائية، زاد من حرج حكومة بريتوريا التي اضطرت أيضًا إلى نفي تقارير قالت إن قواتها الموجودة في دارفور للمشاركة في فرض السلام، حوصرت من قبل قوات سودانية، وإنها كانت ستتعرض لهجوم لو تم تسليم البشير.
مسؤولو النظام في الخرطوم يحاولون تصوير ورطة جوهانسبيرغ على أنها انتصار سيؤدي إلى نهاية المحكمة الجنائية ودفنها. الواقع أن الصورة مغايرة تمامًا، لأن ما حدث يعني أن سفر البشير لكثير من الدول أصبح مغامرة، وأن مساحات تحركاته الخارجية ستضيق، بالنظر إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيه احتمال الملاحقة خلال زيارته لبلد أفريقي. زد على ذلك أنه لا يستطيع زيارة أوروبا أو أميركا أو كثير من دول العالم الأخرى خوفًا من الاعتقال.

ليس في هذه الصورة ما يبرر التباهي، فالوضع برمته توريط للسودان وتفريط في سمعته.

الشرق الأوسط


عثمان ميرغني

تعليق واحد

  1. صدقت استاذ عثمان فالكيزان من شده الخوف والفزع
    الذي دخل فيهم كانوا يقللون من الامر ليرفعوا معنوياتهم
    والدليل على ذلك بعد عودة البشير من جنوب أفريقيا ذليلا
    هو شخصيا التزم الصمت ولم نسمع شيئا من حماقاته سكت الكلب من النباح احسبهم بعد هذه الزنقه راسم جا
    البشير اهبل والجماعه بعفرتوه بالاغاني الحماسيه بكره لما
    يودوه لاهاي ناس حزب المؤتمر الوثني بينسوه ليك في اقل
    من ساعة لكن قرصه جنوب أفريقيا دي كانت قويه والله كلنا
    قلنا خلاص مشاكل السودان اتحلت بالقبض علي السفاح

  2. هذا بالضبط ما حدث يوم 27 ابريل الماضي عند اعلان نتائج الانتخابات البائسة . الذين يساندون الدكتاتور صنعوا فرقعة اعلامية هائلة للتغطية علي الخيبة الكبيرة عندما رفضت عضوية المؤتمر الوطني التصويت (اصلا) ليحصل الدكتاتور علي 12 % من اصوات المسجلين زورتها لجنة الاصم الي 46% نفس القرقعة والاكاذيب والتهريج التي اعتادوا عليها لاخفاء الفشل الذريع تلك كانت اهانة داخلية كبري وهذه اهانة خارجية اكبر .

  3. الكثرة قتلت الشجاعة الاسد عندما تحاصره الجواميس فانه هالك لا محال والرئيس عمر البشير ليس لديه بطانة صالحة تسدي له النصح والرشد ويزينون له الباطل كان الحجاج ابن يوسف الثقفي يتحرى بنفسه احوال رعيته ويقوم بعمل استبيان بينهم وما هي نظرتهم فيه وفي السابقون الاولين من القرون لنا بصائر

  4. لما قرأت اسم كاتب المقال (عثمان ميرغنى) وبدأت فى القراءه كدت اجن وذهب عقلى بعيدا واعتقدت ان المؤتمر الوطنى بالفعل قرر التخلص من الرئيس الى ان وجدت الصوره تحت لشخص صبوح من خارج البلد ولم اجد ذلك الوجه القبيح الذى لا يمكن لصاحبه ان يقول خيرا الا اذا حشر فيه السم

  5. كلام سليم وتصوير واقعى وجرئ جدا… انا افتكرت ده عثمان ميرغنى بتاع التيار قلت الزول ده جن واللا شنو خاصة انو الدنيا رمضان ويكون قنع من عينو التانية ….

  6. “لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا” “”فمن شهد منكم الشهر فليصمه” صدق الله العظيم- لا بأس من الاسترخاء قليلاً من الترف السياسي وقطط الإنقاذ السمان الذين يحبون أن يزينوا لأنفسهم الضرورات التي تبيح لهم الخروج عن شرع الله. والرجوع الى الله في أول يوم من شهر الطاعات فأجعلوا كل أعمالكم مليئة بالعطاء والزهد والصحة والنشاط وانظروا بعين الرحمةالى الشعوب التي تصوم الدهر كله من الفاقة والفقر والمرض تحت وابل رصاص الطاغية.

  7. قبل أن أصل لقراءة نهاية المقال ومشاهدة صورة كاتبه … كنت أعتقد وبإندهاش كيف يكون المقال لعثمان ميرغنى (التيار) !!!!!
    طبعا يستحيل . شكرا عثمان ميرغنى ( الشرق الأوسط) .

  8. صدقت فى كل كلمه كتبتها يااستاذ عثمان .
    انها احدى اسوأ فصول حكم اﻷنقاذ وﻻ ندرى كيف سمحت لهم نفوسهم المريضه بتحويل هذا العار المخجل الى نصر .
    لعلها القشة التى ستقصم ظهورهم والى اﻷبد .

  9. الحمد لله عرفنا انه في (2) عثمان ميرغني واحد الشرق الاوسط وواحد التيار – يا بتاع التيار الله لا كسبك في كتير مقالات الناس تتجاهلها ظنا منهم انك كاتبها ما اضاع عليهم الكثير من المعلومات – ارجو من الراكوبه وضع علامه للتفريق بينهما..

  10. نحن مختلفين مع البشير وكذلك مع الغرب في أشياء كثيرة، وفي اعتقادي أستاذي عثمان ميرغني سواء قبضوا على البشير أم لا برضه الغرب مستهدفنا والبشير لا يضيره كثيراً أن يخرج مرة أخرى، فماذا نحن فاعلين؟؟ ننتظر الحل من الخارج، أعتقد ضعف المعارضة وسو إعلامنا، هو ما مكّن الانقاذ أن تظل، ولماذا لا يعتبر نفسه منتصراً وقد لبس فينا (عُمرا)!؟ فأي الفريقين أحقُ بالفرح؟ نحن أن المؤتمر الوطني؟؟ المعارضة مستسلمة، الاعلام، محبط، الشعب تائه وفي حيرة يخشى من الجن الذي لا يعرفه! فسنظل نتردد في ريبنا طويلا، طالما أصبح تفكير عثمان ميرغني (الشرق الأوسط)وأصغر مُعلق في الراكوبة واحددددد…. مع احترامي.

  11. ولماذا خرجت الجماهير عفويا لاستقبال البشير ألم يسافر من قبل الى تشاد وأثيوبيا وارتريا ومصر ؟ فالاحتفالات تدل على أن الشرك كان قاب قوسين أو أدني من الايقاع به ولم يكن الحدث عاديا فليخرج مرة اخرى لدول غير الجوار ليرى الجحيم بعينه ولن تسلم الجرة في كل مرة …

  12. عندما نقراء مقال عن حدى الساسين السودان تلاحظ انهم لم يخروجون من عقائدهم الاساسية / مثالها الوطنية الذى يجمع المجتمع حتى الاحذاب الساسية الموجودة بالبلاد. مثل هذا نتمنها لدولة جنوب السودان الذى ظل تحرب هروبات قبلية وهذا فى فهمى نرجها الى قلة نسبة المتلمين بالجنوب السودان وعدم حب الشعب لوطن والقبلية الذائد وسط الشعوب بالجنوب.

  13. بعض السودانيين فى المهجر الواحد فى سبيل
    الريالات والدولارات مستعد ان يعمل اى (شىء)
    اذا طلبه منه حتى لو كان هذا الطلب اساءة لوطنه او حتى الى شخصه !!
    عثمان ميرغنى واحد من هؤلاء عديمى الضمير والوطنية.
    استاذ عثمان لانريد منك التشبه بالرجال الابطال ربما يكون الامر صعب
    فقط تشبة ب الاستاذة لونا الشبلى مذيعة قناة الجزيرة التى تركت العمل فى القناة لانها حسب رايها انها اساءة لبلدها سوريا.
    وشتان بين الجزيرة والخنزيرة

  14. عندي شك كبير…

    في وجود شخصية حقيقية مغايرة…في الشرق الأوسط…

    غير عثمان ميرغني السوداني..بتاع التيار…

    أعتقد الاثنان شخص واحد…رغم أنف الصورة الموجودة تحت المقال أعلاه….

    ياخ معقولة…شخص غير سوداني…

    يكتب بصورة دورية منتظمة…مقالات كلها عن السودان…و بمعلومات دقيقة جداً

    إلا يكون عندنا قنابير…وما شايفين

  15. أولا كل سنه وأنتتم طيبين بمناسبة شهر رمضان الكريم على العموم هنالك تيوب منشور للسيده تراجى مصطفى الناشطه الحقوقيه وأنا شخصيا متفق معها الى ماذهبت اليه وخلاصة القول عن المحكمه الجنائيه وصفتعا بعد مقابلة أوكامبو وقال لهم بالحرف الواحد ان القضيه بالنسبه له أنتهت لانه ليس لديه موظفين وليس لديه اى تمويل ووصف المعارضه السودانيه فى الداخل والخارج بالضعيفه أمام الوفود السودانين الذين حضروا المقابله وقالت للأسف المعارضه دائما تخفى الحقائق وتبيع الوهم للشعب السودانى وهذا الكلام حسب قول السيده تراجى وأما نحن جالسين خلف لواحة مفاتيح الكمبيوتر ونكتب حسب ميولنا ولكم تحياتنا وشكرا

  16. ياعزيزي ان كنت سوداني ام غيره فعليك ان تعلم تماما بان البشير كان لديه كل المعلومات
    عن هذه العمليه وانت واهم لانك لا تعلم ادق التفاصيل والمعلومات عن ماحدث في جنوب افريقيا ونعم اصدر القاضي قراره ولكن القاضي مثلك تماما لايعرف اي شئ غير قلمه وورقه وكتب واعتقد انه بعد ذلك سيدخل التاريخ باوسع ابوابه ولكن . نعم القاضي فتح الباب ليدخل التاريخ ولكن كالعاده وبذكاء دخل البشير التاريخ بنفس باب القاضي واغلق الباب في وجه القاضي وتركه بالخارج محتار وان عرفت علي ادق التفاصيل ستصفق للبشير غصبا عنك هووووووي ياوليد ارجع ورا بلا عثمان ميرغني بلا عيسي

  17. Omar Al basheer was Sent to South African by his own people

    أرسل عمر البشيرالي ج افريقيه من قبل المجموعة القديمة للتخلص من. النجوم القويه مثل نافع، محمد عثمان مصطفى، وجميع هذه المجموعات القوية القديمة لست سعيدة بالحقيبة الوزاريه الجديدة التي لم تدرجها.
    وهو صراع داخلي على السلطة

    Omar Al basheer was Sent to South African by his own people “the old group ” to get rid of him.
    Stars and powerful men in the party, such Mohamed Osman, Maffii, Mustafa, and all these powerful groups are not happy with new government which did not include them.
    It is an internal power struggle

  18. يراهن النظام السودانى على امريكا التى يزعم انه ضدها جهرا وهو عميلها الاول سرا ولم يلحظ ان الامور تبدلت بعد فشل دولة الجنوب التى تواطا مع امريكا لانشاءيها وتراجع مشروع تقسيم السودان لخمس دويلات متناحره بعد ثبت خطر ذلك بتمدد التنظيمات الاسلاميه المتشدده والخطر الذى سيلحق بالسلم والامن العالمى لذلك تعنتر البشير وتعنت نظامه لتاتيهم الصدمه التى لن يفوقوا منها ابدا حتى تفكيك النظام طوعا او اسقاطه قسرا وذلك بات قاب قوسين او ادنى بعد لام من لام وعتب من عتب واستهجن من استهجن تواطؤ حكومة جنوب افريقيا وتقاعسها عن اعتقال البشير

  19. هو ماشى ليه ؟هل ذهابه ضرورى يعنى ماعندو نائبين ما يمشى منهم واحد اجتماعات ما منها فايدة فقط لالتقاط الصور حكاية الجعلية فى السياسة ما بتنفع لازم يعرف البشير انه مطلوب دوليا وممكن يقبض فى اى مكان ممكن ياخدو من السودان او من مصر او حتى السعودية بس لسع العالم مشغول بمشاكل اخرى فى سوريا واليمن وداعش وغيرهاحكاية الاستقبال فى المطاروالزغاريد دى قديمة وبتحل المشكلة الزمن زمن دبلوماسيةاليس فى المؤتمر الوطنى رجل رشيد ليهدى البشير ويقول ليهو اقعد فى بلدك امكن تأمن

  20. في مقالة مقرؤة في جريدة الشرق الاوسط ( عدد يوم الأربعاء 27 اكتوبر 2010 ) , تنبأ عبد المنعم سعيد , بناء علي معطيات موديلاته الحسابية الالكترونية بأنه :
    (إذا كان العقد الأول من القرن الواحد والعشرين هو عقد العراق في الشرق الأوسط ، فإن العقد الثاني سيكون عقد السودان).
    ولكي نعرف ما سوف يحدث للسودان في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين ( من عام 2011 الي عام 2020 ) , دعنا نلخص … في كلمات … ما حدث للعراق في العقد الاول من القرن الواحد والعشرين ( من عام 2001 الي عام 2010 ) ؟
    في كلمات … فأنت أدري , يا هذا , بتفاصيل التفاصيل !
    قتل عمدأ وفي العلن, أكثر من مليون و 300 الف طفل , وأمرأة , وشيخ , وشاب , وعلماء ومهنيين مدنيين , غالبأ بالتعذيب , كما أظهرت وثائق موقع ويكيليكيس ! وجرح أكثر من ثلاثة مليون عراقي وعراقية , غالبأ بجروح شللية مقعدة ! وتشرد داخل العراق وخارجه اكثر من خمسة مليون عراقي وعراقية ! وتم تدمير معظم البنيات الاساسية في العراق من كباري وطرق ومدارس ومستشفيات ! وأنقطعت امدادات الكهرباء والماء عن معظم المدن , دعك من القري والبوادي ! وطفحت مجاري الصرف الصحي , فصار العراقي يعيش بين فضلاته ومخلفاته البرازية ! وشاع القتل السنبلة علي الهوية! وضربت العراق الرقم القياسي العالمي في موسوعة قينيس العالمية , للفشل في تكوين حكومة بعد أنتخابات ديمقراطية ( أكثر من ثمانية شهور ) !
    والبقية تأتي !
    أعلاه يعطيك فكرة , يا هذا , بتنبؤات عبدالمنعم سعيد لما سوف يكون عليه وضع السودان في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين (من عام 2011 الي عام 2020 ), المماثل لوضع العراق في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين ! وكأنه هو !
    ويمضي عبدالمنعم سعيد الي التوكيد بأنه :
    (وفي كل الأحوال لا يوجد بالفعل سيناريو في الحالة السودانية لكي تمر عملية الانفصال أو الوحدة السودانية بسلام ؟ ) !
    ثم يصل عبدالمنعم سعيد الي الخلاصة المفيدة أدناه :
    (لم يعد العراق كما كان، وسوف تبقى قصته معنا لعقود قادمة ، ولكن السودان سيكون أخطر حالا ) !
    هل رددت في سرك وتدبرت , يا هذا , كلمات عبدالمنعم سعيد الخمسة الاخيرة :
    (ولكن السودان سيكون أخطر حالا ) ؟
    ياللهول … أخطر حالأ من العراق ؟
    سقوط المواطنة في البلدين ؟
    ثمة تشابه أخر بين الموديل العراقي والموديل السوداني !
    + قامت العراق على أساس أنها دولة متعددة الاديان , والمذاهب والأعراق والاثنيات ! مؤسسة علي المواطنة كأساس للحقوق والواجبات ! فإذا بها تنتهي إلى دولة جماعة واحدة , ومذهب واحد ، هي عصابة البعث !
    ثم سقطت الدولة مع سقوط المواطنة فيها !
    + كذلك السودان قام على أنه الدولة التي تجتمع فيها أعراق , وأثنيات , وديانات , وثقافات , ولغات كثيرة ومختلفة … ولكن تحت راية واحدة هي المواطنة !
    المواطنة كانت المرجعية الحصرية في بلاد السودان !
    وبهبوب عجاجة الانقاذ في عام 1989 , اصبحت المرجعية الحصرية في بلاد السودان هي الاسلاموية والعروبية , في أقصاء تام لمرجعية المواطنة , ولقطاعات الشعب السودانية غير الاسلامية , وغير العربية !
    كما العراق , أنتهت بلاد السودان الي دولة جماعة واحدة , ومذهب واحد , هي عصابة الانقاذ !
    ثم سقطت الدولة مع سقوط المواطنة فيها !

  21. عن اي سمعة نحن تلطخنا ب العار ب الصمت والسكوت علي الخمج بل ب السماح لهم ب الجلوس علي اكتافانا المثقلة اصلا ف الاجيال القادمة لم ولن تقبل ب مننا وتحملنا المسئولة كاملة شعب جبان واناني وبليد ههو الاوصف لنا مستفبلا ولن نعتذر لهم وللوطن

  22. يا أستاذ عثمان بالله عليك الله تانى ما تكتب لأنه عندنا ناس غجر وبهائم ليهم اكتر من 10 سنين لسع بتحاججوا ده عثمان ميرغنى بتاع التيار ولا الشرق الاوسط ذكرنى من ما الانقاذ قامت ولحد الان نفس الناس بتتحاجج البشير ليهو علاقه بالكيزان ولا ما ليهو….وبالرغم ما قلته انا فى تعليق سابق حتى لو وضعت صورتك برضو ما بتشفع ليك.
    يا خى إنتوا مؤلميين وسخيفين وأغبياء

  23. البشير يستحق كل ما يجده من عنت ومذلة وإحراج لأنه شق علينا ربما كما لم يشق الفرعون على بني إسرائيل بينما يعيش هو وطائفته في نعيم قل نظيره حتى في دول البترول. قال صلى الله عليه وسلم: (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم، فشقق عليه) واستهانة البشير وطائفته بهذا الحديث هو ما سيحقق لنا كل ما نتمناه من ذل ومشقة لهؤلاء الفاسدين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..