البوريك والمس

كان الرمد قديما مرضا ملازما للاطفال . وكان مايزيد الامر سوءا هو اننا لا نتوقف من اللعب في التراب وبالتراب ونستلقي علي التراب . واذكر ان فترة المساء قبل النوم تتضاعف الآلام ولا نستطيع ان نري شيئا. ويقوم الاهل بتسخين الماء لعمل مكمدات . وفي الصباح قبل الذهاب الي المدرسة كنا نغشي العيادة الخارجية في مستشفي امدرمان .
كانت هنالك كنبات ثقيلة من الخشب الجيد . ويجلس الجميع لنظافة الجروح . وياتي بعض الممرضين باوعية ضخمة واشرطة طبية وكرات من النسالة ويقومون بعملية النظافة بطول بال . ويعالجون الجروح الجديدة بصبغة اليود ، او بالخياطة ولا تتوقف العيادة الخارجية طيلة اليوم والليل . ويقدمون النصائح ، ويجددون الضماضات . وكانت اظافر اقدامنا تطير ، وتتجدد بعد عده اسابيع من المعاناة و ,, والنتح ,, في الليل مما يمنع الطفل واهله من النوم . وتعطينا المستشفي مرهما يقوم بنظافة الجرح واخراج الصديد الذي يسبب ,, النتح ,, وكل هذه الخدمات مجانية .
وعلي الجانبين في تلك القاعة الضخمة ،غرف عديدة يجلس فيهل اطباء ومساعدون طبيون . وعلي ارتفاع بعض درجات يجلس اثنان من المساعدين الطبيين . ويستمعون لشكوي الناس . ويكتبون علي قطع من الورق اسم الدواء الذي يستلمه الناس من العم الطريفي الذي يمتاز بهندام يفوق هندام بعض دبلوماسي اليوم . ويسكن بالقرب من ملجأ القرش .
الذين يعانون من الرمد يكون العلاج الذي يكتب علي تلك القصاصات هو ,,, بوريك ومس ,, والبوريك هو ماء معقم له طعم الملح .وبعد التخلص من القذي يضع الممرض بعض المس وهو مرهم اصفر اللون يحتوي علي السالفا التي كانت قديما من اعظم الادوية ، الا ان اذدراها البنسلين . كان الممرضون يقولون لنا : جيبوا بوريك ومس من الاجزخانة تريحونا وترتاحوا . واظن ان كل السودانيين تعرضوا للرمد وربما اكثر من مرة . والعلاج القديم هو .. النضارات ,, والنضارات كان يسألنا عنها الاوربيون والتي تظهر علي صدغي نميري في شكل فصدتين . وكانت شيئا مميزا للسودانيين مثل اليد المفتولة . فبعد كسر اليد التي تحدث بسبب السقوط في اللعب او تسلق الاشجار خاصة النخيل ، تحدث عملية ,, التطويب ,, وتحدث بجريد النخل وبعض الخرق . وكثيرا ما يعرف الانسان بكنيش لان اليد تشفي وهي معوجة قليلا . ولكن المستشفي تقوم بعملية الجبص بطريقة علمية .
وللنزلات المعوية يصرفون دواءا بلون وردي يسمونه المزيج . مكتوب علي الزجاجة ,, رج الزجاجة جيدا قبل الاستعمال ,, وهنالك دواء يشبه المزيج لعلاج البرجم . ويمسح به كل جسم الطفل ، حتي يتوقف من حك جلده . وبسبب النيران المفتوحة كثيرا ما يقع الاطفال في النار ويصابون بالحروق. او يندلق عليهم الماء المغلي . ويعالجون الحروق بصبغة زرقاء او بلون قلم الكوبيا .
قبل يومين كنت اقوم بتحمير بعض السمك النرويجي . وطارت نقطة من الزيت المغلي واصابت خنصري او اصبعي الاصغر . واحسست بسلعة الزيت المغلي وتألمت . ولقربي من الصنبور سكبت علي اصبعي الماء المثلج . ونسيت الامر . وفي المساء عندما كنت اقوم بالاستحمام ، استعملت ماءا ساخنا . وشعرت بالالم في خنصري . وتذكرت اجساد ابنائنا في جبال النوبة وقد انسلخت جلودها وتغير لونها الاسود الجميل الي الوان مشوهة . وفكرت في كمية الالم الذي عاشوه . وفكرت في قلوب امهاتهم التي تحطمت واثقلت بالحزن وهن يشاهدن فلذات اكبادهن يعانون كل ذالك العذاب . وتخيلت تلك الاجساد البضة تتلوي من آلام الحرق. وكدت ان اسمع البكاء وانا تحت الماء الساخن في شتاء اسكندنافي . وبدون ان اشعر احسست بدموعي تختلط بذالك الماء .
ان حكوماتنا قديما كانت تقدم العلاج الي كل المواطنين في المستشفيات والشفخانات ونقاط الغيار بدون مقابل . ورأيت بعض اهل البادية يتشنجون ويطالبون الحكيم بابرة لانفسهم او لاطفالهم . وقد يخضع الحكيم لطلبهم . وقد يقومون بحقنهم بالماء المعقم فقط لارضائهم . والآن تستخدم الانقاذ اموال البترول المستخرج من حقول بانتاو او هجليج كما يزعمون ، لشراء المقاتلات لكي تقوم بحرق اطفال النوبة . ويستهدفون حتي المستشفيات والاطباءالاجانب الذين يعرضون انفسهم للموت لعلاج اهلنا في الجبال . انه بترول النوبة الذي يستخدم لحرق النوبة .
ان اي جندي سوداني اليوم من مستجد الي البشير هو مجرم وعدو لنا . ليس هنا استثناء . هذه حرب قذرة . والتركيز علي جبال النوبة هو تصرف عنصري بغيض . واي نوباوي يحارب في الجيش السوداني او الدفاع الشعبي هو خائن لاهله . لانه يحارب مع اعداء اهله . كلما نسمع باندحار الجيش السوداني نفرح . لان اي انتصار او تقدم لهذا الجيش يحدث فوق جماجم اهلنا النوبة . لعنة الله علي الكيزان اينما حلوا .
اليوم شاهدت فيديو الطفل النوبي الذي كان يحتضر. لقد تهشمت ساقه وبدأحسمه وكانه قد تعرض لسكين جزار متمرس . انه في السابعة من عمره . وكنت اتخيل انه حفيدي الذي في السابعة من عمره . والذي تتنافس والدة امه وابيه في تدليله والاهتمام به . وقلت لنفسي . لماذا ينعم احفادي بالامن والرفاهية ، وتتوفر لهم كل سبل الراحة والتعليم والعلاج . والرحلات والاجازات في كل انحاء العالم ؟؟ لماذا ترسل الانقاذ لعنها الله الحمم والبراميل المتفجرة علي رؤوس اطفال النوبة ، بدلا من الكراسات والاقلام والكتب والعلاج والادوية والاطعمة ؟لقد كانت حملات التطعيم تطوف كل السودان ، الي ان تم استئصال الجدري وبعض الامراض المعدية . ويقوم البشير بافتتاح القصر الرئاسي الجديد . وهو وزبانيته يبصقون في وجه ابناء النوبة الذين يعيشون في الكراكير ويقتاتون باوراق الشجر . قد يكون البشير عديم الاحساس . ومن الممكن ان قلبه بلون جسمه الاسود لانه حاقد علي البشرية فهو لم يتذوق حلاوة الابوه و وقد حرمه الله نعمة الذرية ، ولكن مابال الآ خرين ، هل تحجرت قلوبهم ؟؟
حكي لي الدكتور محمد محجوب عثمان ، انه عندما كان يجلس مع اشقائه عثمان ،علي وعبد الخالق وبعض الضيوف ان ولج من الباب المفتوح صبي متردد . وعرفوا منه . انه كان يرافق والدته المريضة في مستشفي امدرمان القريب من مسكنهم . وان والدته قد توفيت في الصباح . وقامت المستشفي بتجهيزها وحملها موظفي المستشفي وبعض المتواجدين والسابلة الي مثواها الاخير . وكان الصبي يريد ان يعود الي اهله في كردفان . وعندما سالوه عن كيف كان يعيش في المستشفي عرف انهم كانوا يعطون والدته طعام المستشفي ، الذيكان مجانيا للجميع. وكان الآخرون الذين يتحصلون علي اطعمة من منازلهم يشاركونه والدته في طعامهم . وقد اعطته المستشفي بطانية . وبدات قصة الصبي مؤثرة . وتبادل الحضور الكلام بالانجليزية لعدم احراج الصبي. واحتضنوه . وتكفلوا بارجاعة الي موطنه .
وذكر لي محمد طيب الله ثراه ان ذالك الصبي. كان يحضر الي منزلهم بالقرب من المستشفي بعد ان صار رجلا ملئ هدومه ويعمل كسائق لوري . وحتي عندما كان محمد في سجن كوبر محكوما عليه بالاعدام ثم المؤبد. لم ينقطع سائق اللوري من زيارة المنزل . وياتي دائما بهدايا من خيرات كردفان . ماذا دهانا اليوم ؟ هل نجحت الانقاذ في تحويلنا الي وحوش ؟
لقد قامت الانقاذ بشنق الابن مجدي والاخ الطيار جرجس . وتالمنا . وامتلأ القلب بالأ سي والحزن كلما تذكرناهم . وكنت احس بالم استاذنا محمد توفيق في القاهرة كلما اتي ذكرمجدي . فلقد كان مجدي بمثابة الابن بالنسبة له . وبصفته احد اعلام السودان ووزير الخارجية في الديمقراطية التي شارك فيها الكيزان وغدروا بها ، فقد كان يتواصل مع النظام وكانوا يعدونه خيرا . وكانت والدة مجدي في زيارة والدة البشير التي كانت تعدها خيرا . ويؤلمني ان الرباطابي صلاح دولار كان خلف تلك الاعدامات بالرغم من انكاره .
لقد عرفنا محدي وجرجس وشاهدنا صورهم . واحسسنا بهم وبألم اهلهم . ولم يكونوا بالاغرباء بالنسبة لنا . ولكن اين صور ابن الاخت اركنانجلو ؟ هل كان طويلا ، ام كان قصيرا ؟ ماهي احلامة واي فريق لكرة القدم كان يشجع . ما هي الالوان التي يحبها ؟ اهلنا المورو والزاندي كانو يحبون الالوان الزاهية . ويحبون اللون الاحمر كثيرا . ويضيفون كثيرا من الاكسسوارات الي ملابسهم ، ويسمونها فانطازيا . اي الاطعمة كان يحبها ابن الاخت اكنانجلو ؟ لقد كان الفول ولا يزال وجبتي المفضلة لايعادله بالنسبة لي سوي الكسرة الساخنة بالدكوة والطماطم . هل احب البافرا مثل الباريا ـ ام احب الذرة الشلمية مثل الجور والبنقو واللوكوجا ؟
لقد حمل ابن اختنا 5 الف دولارا وهو في طريقه للدراسية خارج السودان. هل باع اهله التبوسا بعض ابقارهم ؟ ولكن التبوسا لا يبيعون ابدا ابقارهم . هل ابن اختنا من التبوسا ؟ اسم اركنانجلو ليس من اسماءالتبوسا ولم نعهده عند الدينكا ، الشلك او النوير . هل كان ابن اختنا من المورلي اشجع اهل الارض ؟هي نشأ علي ضفاف نهر البيبور . ؟ هل هو من الانجواك علي نهر السوباط الساحر ؟ كيف كانت تهدهده جدته ؟ اي الاحاجي كان يحب سماعها . هل بكي عندما سقط عند تسلق احد الاشجار في المابان وسط اهلنا البرون . هل عالج الجرح بوضع بعض الملح كما تعلمنا عندما نسقط ونحن بلعب الكرة ؟ هل كان يحب لعب الكرة ؟هل كان حارسا للمرمي ام كان مهاجما مهابا ؟ اتخيله في بعض الاحيان مشاكسا مثلي في طفولتي . واقول انه ولا بد قد كان مؤدبا مطيعا ولهذا ضحت اسرته بتلك الثروة من الدولارات التي اقتطعوها من افواههم لارسالة للدراسة ؟ كيف قدر وحوش الانقاذ علي قتل ذالك الحلم . والآن يأتي صلاح كرار ليتقيئ في التلفاز .
كم يؤلمني يا ابن اختي اني لم اشاهد لك صورة ولم يتكرم اي انسان بان يعطينا حتي فكرة عن مسقط راسك ، وماذا كان يدور في راسك ؟ انا لم اعرفك ، ولكن احس بالرعب الذي اصابك عندما اعتقلك الوحوش . واعرف انهم قد روعوك وانت بعيد عن ديارك . وربما لم يكن هنالك وجها تبدو عليه بعض الرحمة والتفهم . لماذا كل ذالك الحقد ، هل شتموك يا ابني ، هل اهانوك بدون سبب ؟ اننا لم نعرفك ولكن بكينا علي روحك وسنبكي الي ان نترك هذه الدنيا التي حكم علينا ان نشارك فيها وحوش الكيزان .
كنت اتخيلك وانت غير مصدق بالذي يحدث لك . ومن يستطيع ان يفهم ذالك الطيش والظلم الذي عشعش في عقولهم ؟لقد مشينا معك تلك الخطوات الثقيلة والجلاد يسوقك الي المشنقة وانت غير مصدق . ومن يستطيع ان يصدق ذالك الجنون الذي اطبق عليهم ؟ نعم لقد كنت تتوقع ان تستيقظ من ذالك الكابوس حتي في آخر لحظة . لماذا كرهوك وفتكوا بك . ولماذا لم يهتم الاغلبية بالتعرف عليك ولماذا لم تنشر لك صورة فوتوغرافية واحدة ؟ وان كنا قد رسمنا لك صورا عديدة ، وتخيلنا ملامحك مستعينين بملامح اصدقاءطفولة فرقتنا منهم الدنيا . وتخيلناك ممثلنا في ملامح من احببنا . لماذا يا ابن اختي نجعل الحياة اقسي مما هي عليه ؟ لماذا لم توفر لك الدولة التعليم المجاني ؟ وقد وفرته لمجرمي الانقاذ من قبل . وعندما توفر انت لنفسك المال لكي تتعلم وتعود لمساعدة اهلك ووطنك ، يقوم المجرمون بشنقك لحيازه المال . وليس هنالك قانون سماوي او وضعي يبيح قتل البشر لحيازة المال . وها هم يكتنزون العملات المختلفة . من الذي سرق الدولارات التي كانت في حوزتك ؟ الدولارات التي حرمت والدتك نفسها لكي توفرها لك .
المؤلم يا ابن اختي ان تاجر العملة الحقيقي والذي كان يتاجر بالعملة وقبض عليه بالجرم المشهود، كان اسمه مريود من حوش بانقا . حكم عليه بالاعدام . ولكنه كان مطمئنا وهو في السجن . وكان يقول للمعتقلين السياسيين ، انه متاكد من انه لن يشنق . وان خيلانه فرسان . وان البشير يعرفهم وهم وسيأخذون بثأره ، اذا شنق . انت يا ابن اختي لم يعرف خيلانك ولم يكونوا من حوش بانقا . كنت جنوبيا نكرة . من يهتم ؟ لقد كنت رقما . ووسيلة لارهاب آخرين . اتدري لماذ تألمت جدا عندما عرفت ان اقدام الترابي النجسة قد لامست تراب الجنوب ؟ لقد كنت افكر فيك وفي كل الملآسي التي سببها هذا المأفون . ولا استطيع ان اغفر لقادة الجنوب بالسماح له بتلويث هواء الجنوب .
نم هانئا ابن اختي انك الآن في عالم خير من الذي شوهه الكيزان لعنة الله عليهم .
[email][email protected][/email]
الآلام كتيره ما ممكن عدها لكن كل صغير وكبير مستطر وحا يلقوا حسابهم. السؤال اللي داير اجابه عاجله متي نثور علي هؤلاء القاذورات؟
ألا لعنة الله على الظالمين الكاذبين المنافقين الفاسدين المفسدين القتله الحراميه أولاد الكلب
بعد انتهاء هذه المهزلة سأسعى لعمل ذكرى سنوية لأركانجلو , نحتاج يوما بإسمه !
اللهم انك تعلم ما بنا فالطف بنا يا لطيف .
نم هانئا يا اركنانجلو في جناتك فالشعب الذي هتف عبر الاجيال علي ابن الجنوب ضميت ضلوعي سينهض ويفتك بالقتلة المجرمين الفاسدين المنحرفين ويرمي بهم في الزبالة
نم هانئا يا اركنانجلو في جناتك فالشعب الذي هتف عبر الاجيال علي ابن الجنوب ضميت ضلوعي
سينهض ويفتك بالقتلة المجرمين الفاسدين المنحرفين ويرمي بهم في الزبالة
الخال العزيز جدا الي قلبي …شوقي بدر اسمح لي ان ادعوك بالخال لطالما تمنيت ان يكون لي خال مثلك لكي اتعلم منه كل ماهو جميل وكما يقال ان الخال والد …فلقد حرمنا من حنان الاخوال بسبب الانقاذ ايضا لانهم هاجرو وتركو الوطن من غير رجعة ولكل منهم اسبابه منهم من عارض النظام ومنهم من هو كاره لكل مافيه رائحة الانقاذ ومااظن ان نجتمع بهم غريبا …..فلم نعش معهم ولم نعلرفهم جيدا ولكن عرفناك انت اكثر منهم بكتابتك واخلاصك لوطن واصدقائك وحبك للحبيب الجنوب بصفه خاصة ولكل اهل الهامش بصفه عامة
وانا اقراء المقال الرائع الحزين الذي تتنفس من خلاله حب واخلاص لكل ماهو سوداني وانت هناك بعيد بعيد جدا فقط بجسدك ولكن معنا بروحك واحساسك وا ما ظنك تنعن بحياة الرفاهية هناك طالما اهلنا يعذبون في الجبال ودارفور والنيل الازرق اسال الله لك راحة البال ,,,ما اكملت المقال الا ودعمي ينهمر مني ويبلل وجهي كاني اقراء خطاب تعزية اخ عزيز اعرفه وعشت معه طفولتي وتقاسمت معه زكرياتي
…………..تقبل ودي ابنك عبدالرحمن ….تركيا…انقرا
لك التحية شوقي بدري هذا المقال أعتبره أنا من أعظم ما كتبت فلك التحية مجددا والعار والخذلان للكيزان آكلي السحت وقاتلي الأطفال ولروح أركانجلو السلام وتبا لنا ألف مرة أن لم نأخذ بثأره.
صلاح كرار ليس رباطابي ، بالرغم من استقراره واسلافه في الجزيرة. مقرات ، وهو من قبيلة العبابدة التي تترحل عبر التاريخ بين مصر والسودان. عن طريق كورسكو – آبار المرات – أبو حمد واشتهروا. بتجهيز الجمال التي استخدمت في جميع الغزوات التي أتت من مصر منذ فجر التاريخ مرورا بحملة محمد علي باشا ، ثم طابور الصحراء ثم حملة كتشنر ، ووصل عدد الجمال في الحملة الواحدة أكثر من 10 ألف جمل. ، وعملوا أيضاً كمرشدين لهذه الحملات لمعرفتهم بدروب الصحراء الشرقية ومسالك جبالها
الوعرة وهم الذين حددوا مسار خط سكة حديد بور سودان – عطبرة ( انظر كتاب المواصلات في السودان لريتشارد هيل – بالانجليزي ) .
روي المرحوم الصحفي محمود ابوالعزايم في كتابه الممتع (سحارة الكاشف) ان مريضا من الاقاليم قي مشفي مدني الكبير كان كلما سقاه طبيبه الانجليزي ماءً – ايام حكمهم لنا- استفرغ ممل يشكل خطر الجفاف فامر باحضار زجاجة صودا وسكب له منها فشرب واستقرت الصودا في بطته ولم يستفرغ ! اخرج نقودا من حر ماله ليجلبوا له صندوق صودا من متجر الاغريقي (جوانو) وصرف له سلفا مغ الارشادات وطبعا مجانا كمل كان العلاج ايضا : وكأنما كان ابو العزايم ينظر عن ظهر غيب لحال البلد حين يحكمها اهلها الاشاوس ّ! اذ ذكر ان الخواجة ارشد مريضه ان يبلع حبة كل ساعتين فنسي الارشادات واراد ان يتأكد قشاور احد الكتبة في المستشفي فافتي بان يبلع خبتين كل ساعة وكاد المسكين يموت لولا تصحيح الخواجة للامر . طبعا العشوائية دي مشت معانا طويل ولازالت وهي احدي اهم اسباب خرلب بلدنا . طبعا الجيل الجديد حيقول عمنا بحكي حكي حبوبات زي ود النمير وفاطمة القصب الاحمر ! علي الطلاق الكلام دا صاح وشفت زيو بعيوني الحياكلم الدود
كتبت فأبدعت … لك منا كل الود والمحبه و الإحترام … أستاذنا شوقي .
لك التحية والتقدير المورخ الكبير شوقي بدري فقد ادمنا كتباتك التي لا تخلو دائما من الحقائق
كلنا حزينون لما يجري من تقتيل وتشريد ونهب في السودان علي ايدي هولاء الكيزان قاتلهم اينماء وجدوا … ما رويته عن تلك الماسي حصلت وما زالت تحدث يجعل دموعنا تنهمر بلا انقطاع انا من تلك الديار التي تسمي جبال النوبة فما رايته في الفيديو لذاك الطفل ما الا شئ بسيط لما نعايشه ….
فقط نقول اللهم اقتل الظلمة وانصر المظلوم
لقد قامت الانقاذ بشنق الابن مجدي والاخ الطيار جرجس . وتالمنا . وامتلأ القلب بالأ سي والحزن كلما تذكرناهم.
لكين يا شوقي بدري في واحد إسمه مصطفي البطل شغال مقاول للإنقاذ اليومين ديل و يكتب و يجمل صورة الإنقاذ مثل الشركات التي يؤجروهل لتقوم بهذه المهمة و كله بمقابل.
إدعي مصطفي البطل أن لا صلاح كرار و لا أي من ناس الإنقاذ لم يعدم مجدي محمد أحمد و لا الطيار جرجس و لا أركانجلو الجنوبي.
طيب من أعدمهم؟
هل يجيبنا مصطفي البطل و هو يقيم في أمريكا بلد الحرية و العدالة الإجتماعية!
شفت بأم عيني و في التيلفزيون صلاح كار و هو يرتدي زي البحرية و كان هائجاً و هو يمزق علامات الطيران التي علي كتف جرجس الطيار هذا. كان المسكين يبكي و يحاول أن يزوع عن الكاميرا. لكن هيهات فقد وقع في يد من لا يرحم.
نحن نعرف غرض الكاتب من خلال قرءاتنا لسطوره التي يكتيبها و الغرض مرض.
يا مصطفي البطل و أنت تحما لقب عظيم, نصيحتي لك أن تكف عما تكتبه, فهذا النظام الذي يحكم البلد نظام سئي و لن تفلح فيه أي محاولة تجميل. أما إذا كنت تكتب من أجل هدف تقصده او دنيا تصيبها فهذا أمر آخر. و اراك تكثر من ترديد حكاية خالي بكري, رغم أنك لا تنتمي لبكري حسن صالح هذا باي صلة قربي.
نصيحتي لك ان تيعد عن الجماعة ديل و المرء مساءل عن أي كلمة يقولها أو يكتبها. و أسأل الله ان يهديك.
أحييك أستاذى الكريم شوقى بدرى..لك التحية
مريود ليس من ود بانقابل من المسيكتاب قرب شندى و هو رجل محسن و يؤى الطلاب و يطعم و هو فعلا” تاجر عملة..عندما أعتقل و توجس الناس خيفة بأنه سيعدم لا محالة تجمع الجعل من المسيكتاب و المطمر و البجراوية و الهوبجى و الكمير و ركبوا اللوارى و طرقوا بيت نافع على نافع ليلاط و أبلغوه رسالة و احدة: أن مريود ضو القبيلة و ملجأ العدمان و كفاى الضيفان.. و أذا أعدمتموه و لم تكتفوا بمصادرة المال قسما” لزما” سنرجع من هنا على ود بانقا و لن نترك فيها عنزا” أو دجاجة..و صلت الرسالة.. و عاد الوفد و مريود راكب معهم فى اللورى و أقاموا الولائم و ذبحوا الذبائح و تغنت الجوارى: ورونى العدو.. واقعدو فراجة
أؤيد الأقتراح بأنشاء جائزة و يوم ذى وقفة بأسم “أركانجلو..لن ننساك “و أرجو أن تتصدى لها و نحن من ورائك و رهن أشارتك
أستاذنا الرائع عم شوقى حينما نقرأ ماتكتب تنقلنا كتاباتك إلى زمن جميل ما أجمله وما أروعه بى رمده ومسه.. لكننا سرعان ما نصطدم بواقعنا المرير فى زمن التتار ..
كانت جدتى رحمها الله حينما تلسع النار أحد أصابعها فى المطبخ تقول لينا ياوليداتى مانمت طول الليل من الألم ..وتقول لينا قلت ياربى دى نار الدنيا ياربى كيف نار الاخرة ؟؟؟
ياترى هل يتذكر تتار الإنقاذ نار الآخرة ؟؟ لا أظن …لأنهم لو بيتذكروها ما كانوا حرقواأطفال النوبةوأسرهم !!!!
أما بيوت السفارات القيمة التى تم بيعها ولسه ناوين يبيعوا غيرها فإنهم من جهلهم بها لا يعرفون قيمتهاوكيف يعرفونها وهم أصحاب فطانةٌ بتراء ..الله يبترهم من الدنيا…
المميزين بيننا هم فقط الذين يسكنهم العشق والوله للوطن لمدنه وقراه ونيله وشوارعه وأزقته وناسه وكل التفاصيل زماناً ومكاناً وذهاباً واياباً
وانت ياعزيزي شوقي احد هؤلاء المبدعين تصطاد كل شاردة وواردة متعك الله بالصحة والعافية لتعود وتقدل حافي حالق في شوارع أمدر طبعاً بعد زوال الكابوس
بعد قراءة هذا المقال الرائع
أستطيع أن أصف الأستاذ شوقى بدرى
بأنه ذاكرة السودان
وضميره الحي .
أنظروا الى كلامه المؤثر عن مأساة جبال النوبه و عن الجنوب فى هذا المقال !
الاستاذ الاديب المريب شوقي بدري للك التحايا والسلام والود والاحترام يابن امدرمان البار باهلها .. شكرا لك وانت تمطرنا بوابل من المفيد الجميل النادر .. وخلاصة الحكي كمان .. ودوما انا اتابع وباهتمام وكغيري من ابناء بلدك كل مايخطه يراعك والذي يكتي بمداد الوطن وبمداد الورد لنا .. تحياتي لك وانت في اقاصي الدنيا ولم تحرمنا منك والله لاحرمنا منك يازول يارائع ياطيب .. وهاهي امدرمان ربت واحسنت التربية وخرجت واحسنت التخريخ .. التحية لك من امدرمان ومادراك ماامدرمان ياستاذ شوقي .. والسلام منها هنا فرض كفاية اذا قام به احد سقط عن الباقين .. التحية لك من حي البوستة القيافة .. ومن حي الرباطاب وماجاورها من احياء شاهقة بااسماها بناسها باهلها بكل تفاصيلها بكل جميل فيها …
استاذي الحديث يطول ويطول ولكن هي مساهمة وخواطر جياشة جالت بداخلي اردت ان اصلها اليك .. فتقبلها مني رغم بؤسها وفقرها .. تحيااااتي لك ومتعك الله بالصحة والعافية يااستاذنا الجليل