
صرخة استغاثة لمسؤولي الحكومة الانتقالية بعثها عبر هذه المساحة مواطنو ضواحي هبيلا وكولي والكناني أربعة والشق، بمدينة الدلنج ولاية جنوب كردفان، حيث تدور احداث دامية سقط اثرها عدد من المصابين إصابات متفاوتة، وخلفت اضرارا في الأرواح وفي الزرع والمراعي.
جرت الأحداث منذ مطلع اكتوبر الجاري، والي يومنا هذا ولم يتم اي تحرك تجاهها لوقف نزيف الدم رغم إلمام حكومة الولاية وأعضاء مجلس السيادة بكل ما يدور هناك فالمناطق المذكورة بها حوالي 64 مشروع زراعي، ادخل بعض الرعاة أبقارهم في هذه المشاريع لتتلف حوالي 1300 مخمس (المخمس يعادل حوالي فدانين وربع)، ولم يكتفوا بذلك فحسب، بل إعتدي الرعاة علي المزارعين بالأسلحة وقاموا بقتل رجل وامراة، مخلفين ورائهم عدد من المصابين كما تم الاعتداء علي النساء بالضرب بصورة غير مبررة.
تم فتح عدد من البلاغات للجهات المسئولة بالمنطقة والولاية دون جدوى، والأمر المؤسف انه عندما ذهب المواطنين الي مدير الشرطة، كانت إجابته انهم سحبوا قواتهم لانها تسببت في وقف عملية التفاوض التي تتم في جوبا، الأمر الذي رسم العديد من علامات الاستفهام والكثير من علامات التعجب، ولم يجدوا إجابة مقنعة حتى الآن.
ويتردد السؤال البديهي، ماعلاقة الشرطة بالتفاوض؟ وماهي مبررات عدم وجود الشرطة لحماية المواطنين في مثل هذه المناطق المتوترة رغم ان من صميم مهامها حماية المواطنين، ، يحدث ذلك مع غياب كامل لوالي الولاية المكلف الذي أثار غيابه غضب المواطنين، فلجأوا لوسائل الإعلام عسى أن يصل صوتهم للمسؤولين بالعاصمة وفي مراكز إتخاذ القرار، وخاصة السادة أعضاء مجلس السيادة الذين زار البعض منهم المنطقة ولم يقدم حلول بحسب عدد من المواطنين.
قبل أسبوع قدم المزارعين ورقة للمدير التنفيذي للمشاريع وأيضا لم يقدم اي حل للازمة حتى كتابة هذه السطور.
مواطنو السودان وخاصة في المناطق النائية البعيدة من الخدمات والمهملة من قبل جميع الحكومات المتعاقبة كان حلمهم دوما بوطن معافي خالي من الجراح ونزيف الدم، وطن بعيد عن القهر والفساد والاستبداد، ولكن ليس بالأحلام تبنى الأوطان، فقط بالعمل الجاد والمثابرة والرغبة الحقيقية في البناء، يقول البعض من المتأثرين، (تقدمنا خطوات نحو حلمنا واتينا بنصف الوطن ولكن ليتحقق حلمنا ونسترده كاملا لابد من بناء السلام بشكل جاد وإستدامته).
حقيقة نحن امام تحدي كبير يفرض على الجميع بلا استثناء ان يكون علي استعداد له وإلا خسرنا الوطن والي الأبد.
هذه الثورة لم يكن ثمنها قليلا، ولم يكن متوقعا، كان الثمن غاليا دماء سالت وروت هذه الأرض التي ظمأت سنينا عددا الي الحرية والكرامة. حتي اكتفت. وآن الأوان ان يعيش أبناء هذه الأرض حياة كريمة أساسها السلام والعدل.
وعلى ذكر السلام، مؤكد لن يحيا هذا الوطن بإنسانه حياة كريمة الا بتحقيق السلام ولن يتحقق السلام الا بتحقيق العدالة والمساواة الاجتماعية في التعليم والصحة والحقوق والثروات وقبل كل هذا المحبة والانسجام بين فئات المجتمع المختلفة ونبذ العنف والصراع والمحاولة الصادقة للمصالحة.
تعريف السلام من وجهة النظر السياسية والعسكرية هو وقف الحرب، لكن السلام هو الأمن.
وسكان كولي يستغيثون ويرسلون استغاثتهم إلى حكومة حمدوك وقوى الحرية والتغيير، ووسائل الإعلام، فالذين يبحثون عن اتفاقيات السلام، عليهم أن يخمدوا النيران التي تشتعل هنا وهناك من وقت لآخر اولا ثم يجلسون لبحث سبل تحقيق السلام الحقيقي والشامل.
هنادي الصديق
بلا حدود
الجريدة