أخبار السياسة الدولية

فورين بوليسى عن ازمة اوكرانيا والافارقة : العقوبات ضد روسيا ستؤثر بشكل مباشر على التجارة الافريقية والامن الغذائى لشمال افريقيا

واشنطن : محمد يوسف وردى

حذرت مجلة فورين بوليسى من تداعيات عزلة روسيا على الافارقة وتوقعت احتمال اقترابها اكثر من مالى وافريقيا الوسطى اكبر منتج فى العالم للكوبالت وهو معدن اساسى للمنتجات الالكترونية والمركبات وذلك نظرا لان إحدى العقوبات المهمة التى فرضها الغرب ضد موسكو تتعلق بواردات التكنولوجيا العالية إلى روسيا والتى يتوقع ان يكون لها تأثير على العلاقات مع إفريقيا ، متوقعة ان تواصل روسيا البحث عن أسواق خاصة في البلدان التي يمكن أن توفر المعادن للمكونات الإلكترونية مثل الكوبالت. وقالت ان روسيا كانت قد قامت منذ 2014 بتنويع شراكاتها الاقتصادية مع الدول الأفريقية بشكل كبير ، مشيرة الى ان تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية ستؤثر على جميع الأفارقة في الداخل والخارج. وان العقوبات الاقتصادية المشددة المفروضة على روسيا ، بما في ذلك إزالة البنوك الروسية الرئيسية من نظام سويفت المالي ، والتدابير ضد البنك المركزي الروسي ، ومنع المعاملات التجارية بالدولار ، ستؤثر بشكل مباشر على التجارة الأفريقية.

ورات المجلة ان التاثير سيطال بصفة خاصة الأمن الغذائي لشمال إفريقيا. حيث ظلت روسيا لاعبًا مثيرًا للإعجاب في أسواق الحبوب بأفريقيا ، حيث استوردت الدول الأفريقية منتجات زراعية بقيمة 4 مليارات دولار من روسيا و 2.9 مليار دولار من أوكرانيا في عام 2020 في وقت تتصاعد فيه الأسعار في الأسواق العالمية . وتستورد افريقيا حوالي 90 في المائة من القمح من روسيا حيث تستورد مصر ما يقرب من 85 بالمئة من قمحها من روسيا وأوكرانيا ، وهي أكبر شريك تجاري لروسيا في إفريقيا وقد استثمرت روسيا حوالي 190 مليون دولار في تطوير مناطق اقتصادية خاصة في بورسعيد بمصر. وأصدرت البلاد مناقصة عالمية جديدة للقمح يوم السبت وقالت إن الاحتياطيات قد تستمر تسعة أشهر. فيما قالت وزارة الزراعة التونسية ، التي تعاني اقتصاديا بالفعل ، إنها تبحث في أماكن أخرى عن إمدادات القمح.

واشارت الى ان هناك بعض الدول الأفريقية التي ستستفيد من الحرب الروسية الاوكرانية حيث قفزت أسعار النفط متجاوزة 100 دولار للبرميل ، وهو أعلى مستوى منذ عام 2014. ومن شأن فرض حظر نفطي روسي أن يفيد اقتصادات نيجيريا وأنغولا. بينما كان من الممكن أن تستفيد إثيوبيا بحقول القمح الكبيرة فيها من نقص الإمدادات ، لكن إنتاجها تعطل بسبب الحرب الأهلية.

ولاحظت فورين بوليسى انه ربما بسبب عدم الرغبة في الانجرار إلى حرب بالوكالة ، أصدر عدد قليل من الدول الأفريقية ردًا رسميًا على اعتداءات روسيا. فقد تحدثت كينيا والغابون وغانا ونيجيريا ضد الصراع المتصاعد. وألقى سفير كينيا لدى الأمم المتحدة خطابًا مثيرًا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قارن فيه الصراع في أوكرانيا بالإرث الاستعماري في إفريقيا، بينما دعا رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا ، وهو حليف روسي رئيسي ، إلى “عملية وساطة” لإنهاء الأعمال العدائية ، وطلبت جنوب إفريقيا أيضًا أن تسحب روسيا قواتها من أوكرانيا.
وحول تاثير الحرب على الافارقة الموجودين فى الاراضى الاوكرانية استشهدت المجلة بالتقارير التى رصدت التحيز العنصرى ضد الافارقة ومنع بعض الأشخاص غير البيض الفارين من أوكرانيا ، بما في ذلك النيجيريين والهنود ، من الهروب من منطقة الحرب بعد قصف روسيا مدنًا رئيسية في أوكرانيا ،فى وقت فر فيه مئات الآلاف من المدنيين من البلاد.حيث تم الترحيب بالعديد منهم من قبل الحكومات في بولندا وبلغاريا والمجر وسلوفاكيا ومولدوفا ورومانيا. واشارت لتعرض الطلاب الافارقة للدفع والضرب والسحب من وسائل النقل العام على يد قوات الأمن الأوكرانية وقوات الحدود البولندية والاوكرانية بغرض منعهم من ركوب القطارات لإفساح المجال للأوكرانيين أولاً حسبما ذكر الافارقة الفارون ، علاوة على مقاطع الفيديو التى انتشرت فى وسائل التواصل الاجتماعى واظهرت حشدا من الطلاب النيجيريين يتوسل إلى حرس الحدود المسلحين حيث ركع البعض على الأرض وهم يصرخون ، “نحن طلاب. ليس لدينا أسلحة ” بالاضافة الى الاعلان عن مقتل ما لا يقل عن طالبين أجنبيين – أحدهما من الهند والآخر من الجزائر – خلال القصف الروسي على خاركيف ، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا.

مؤكدة ان الحكومة المغربية كانت قد دعت مواطنيها لمغادرة أوكرانيا قبل نحو اسبوعين من الغزو ، في حين قال رئيس الجالية المصرية في أوكرانيا ، علي فاروق ، إن السفارة المصرية تنسق عودة الطلاب المصريين. بعد مواجهة رد فعل عنيف لعدم مساعدة مواطنيها مشيرة الى اعلان حكومة غانا أنها سترتب نقل المواطنين الغانيين .
ويشكل الافارقة حوالي 20 في المائة من مجموع الطلاب الأجانب في أوكرانيا . ويتصدر المغاربة المجموعة بـ 8000 طالب والنيجيريين في المركز الثاني بـ 4000 والمصريين في المركز الثالث بـ 3503 .

ونقلت عن الأفارقة فى اوكرانيا تاكيدهم عدم وجود تدخل استباقي من قبل بعض السفارات والاتحاد الأفريقي لاجلائهم. بينما قال وزير الخارجية النيجيري جيفري أونياما في بيان بالفيديو إنه بمجرد إعادة فتح المطارات ، ستساعد حكومته في إجلاء النيجيريين. لكن مع إغلاق المجال الجوي الأوكراني يبدو الامر صعبا .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..