أهم الأخبار والمقالات

جمهورية (حميدتي أخوان) !

زهير السراج

* أخيراً أفاق الدكتور حمدوك من حالة السبات العميق لأهل الكهف التي دخل فيها منذ تعيينه رئيساً للوزراء، كما افاقت بعض القوى السياسية بعد اكتشافهم لمؤامرة ونوايا العسكر التي تجلت بوضوح في تكوين وتحديد اختصاصات مجلس الشراكة، رغم إنني ظللت (أردح) وأكتب منذ ما يقرب من العام عندما سافر (حميدتى) الى العاصمة الشادية (إنجمينا) والتقى بعدد من قادة الحركات المسلحة واتفق معهم على انسحابهم من قوى اعلان الحرية والتغيير، ثم عيَّن نفسه فيما بعد رئيساً للوفد الحكومي لمفاوضات جوبا مع الجبهة الثورية واختار (الكباشي) نائباً له، ليتحكما في مصير المفاوضات، وحذرتُ بأن الهدف من المفاوضات مع الجبهة الثورية ليس الوصول الى السلام، وإنما استقطاب قادة الجبهة الثورية بصيغة معينة في الحكم لتدعيم موقف العسكر والقضاء بشكل على أي نفوذ للمدنيين وتحويل مشاركتهم في أجهزة السلطة الى ديكورية وصورية فقط ويصبحوا مجرد غطاء لألاعيب العسكر !

* كررتُ في أكثر من عشر مقالات، خمسة منها تحت عنوان (تشريح اتفاق جوبا) الحديث عن هذه المؤامرة باسم السلام المزعوم مما عرضني للهجوم اللاذع من كثيرين واتهامي بالعنصرية وغيرها، ولم يستمع لحديثي وصراخي عن الاتفاق العبثي أحد، وسافرتْ الوفود الى جوبا مرتين للاحتفال به، على رأسها رئيس الحكومة والوزراء وقادة قوى الحرية والتغيير واصطحبوا معهم المطربين والقونات ليسروا عنهم ويغنوا ويرقصوا لهم في الطائرات وفنادق وميادين جوبا!

* وأقيم احتفال ثالث في الخرطوم حضره كل المسؤولين والسياسيين المخدوعين، وهم في غفلة لا يدرون بأن ما جرى ويجري إنما هي مؤامرة من العسكر، رغم أنها كانت واضحة وضوح الشمس ولا تحتاج لتوضيح ورغم ذلك كتبنا وأوضحنا بما يكفي لفهم أكثر الناس غباءً وقصوراً في الفهم، ونصحناهم بأقصى بكل ما تيسر لنا من الوسائل، إلا أنهم لم يستبينوا النصح إلا ضحى الأمس، وأخذوا في العويل والبكاء، مما يجعل المرء يتساءل وهو في حالة من الحيرة والدهشة، كيف أصبح هؤلاء ساسة ورؤساء أحزاب وحكام وفيهم من تجاوز الستين والسبعين من العمر وهم بهذه الضحالة والقصور في الفهم، لتغيب عنهم مؤامرة واضحة المعالم مثل مفاوضات واتفاق جوبا، أم أن مقاعد السلطة الرخيصة التي جلسوا عليها أعمت ببريقها عقولهم وأبصارهم عن رؤية الحقيقة، أم أنهم ولدوا أغبياء بلا عقول؟!

* يبدو أن التفسير الاخير هو الصحيح إذ ظل شعبنا يعاني من غباء السياسيين عقودا طويلة، وهو ما أغرى ويغري العسكريين ويحفزهم للقفز على السلطة بالاستعانة بأصحاب هذا الغباء، ثم رميهم في قارعة الطريق بعد أن يأخذوا منهم ما يريدون، وهو نفسه ما يحدث الآن بتكوين ما يسمى بمجلس الشراكة، بالاتفاق مع بعض المدنيين الخانعين وحلفائهم المتمردين السابقين الجائعين للسلطة والنفوذ .. والذين لن يكون مصيرهم بأفضل من سابقيهم عند انتهاء فترة صلاحيتهم !

* لقد ظللتُ أكتب منذ أول يوم سقط فيه النظام البائد عن المخاطر الكثيرة التي تكتنف مسيرة الثورة وتحذيري المتكرر من العسكر وضرورة التعامل معهم بحذر، وكمثال فقط .. إليكم ما كتبته يوم 19 يوليو، 2019  في مقال تحت عنوان (قراءة أولية للاتفاق) تعليقاً على الاتفاق السياسي بين قوى اعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكري السابق، وتأجيل تشكيل (المجلس التشريعي) الذي يحاول العسكر تعطيل تشكيله أطول فترة ممكنة أو الاستعاضة عنه بما يسمى بمجلس الشراكة:

* “احتوى الاتفاق على معظم النقاط التي اُتفق عليها من قبل، من حيث هياكل الحكم خلال الفترة الانتقالية: مجلس سيادي، ومجلس تشريعي ومجلس وزراء، مع تأجيل قيام المجلس التشريعي لمدة ثلاثة أشهر. أنا شخصياً قلق جدا من هذا التأجيل، فما تستطيع الحصول عليه وأنتَ في الخارج، يصعب عليك أن تحصل عليه وانت في الداخل، خاصة ان سبب التأجيل سيظل قائماً، وهو تخوف المجلس العسكري من سن المجلس التشريعي لقوانين تؤثر على سلطة وأوضاع المؤسسات العسكرية وشبه العسكرية والمعاهدات المتورطة فيها”.

* كان هذا ما كتبته، ولا أريد من التذكير به الاستعراض أو الإفتئات على احد، ولكن للتحذير مجدداً من مؤامرات العسكر، وضرورة قيادة العناصر الثورية الحقيقية المرحلة القادمة واستبعاد المدنيين المتآمرين والخونة والجبناء والضعفاء والأغبياء، والتعامل بذكاء وحذر مع العسكر .. وإلا سنجد أنفسنا في وقت قصير جداً في جمهورية (حميدتى أخوان) أو عبد الفتاح السيسي السوداني المعروف باسم (عبد الفتاح البرهان) !

الجريدة

‫10 تعليقات

  1. خلاصة الموضوع هي ان حمدوك كان يعول على الحلو و عبدالواحد لانهما علمانيان و فشلت خطته أو أحلامه الوردية لأسباب واضحة .

    و الان بدأوا يبكون ( اسف يصرخون).
    او بالاحرى بدأوا يعبرون ( اي يفسرون) الاحلام .

    Easy come easy go الناس ديل لقوها باردة و ما دقوا فيها حجر دغش , عشان كده تفوق العساكر عليهم

  2. نحمد لك أنك عرفت السياسيين المدنيين اغبياء اخيرا..لكننا عرفناهم منذ اكتوبر64..ولو كانوا يقرأون الواقع بعقلانية لما تكررت الأخطاء..حتى انى اجزم انه لم يكن هنالك مايبرر هذا الصراع الخشن بين اليمين واليسار الذى استقله العسكر للسيطره على الحكم فى كل مره.

  3. انت مازالت تؤمن بتغير شلة حمدوك بشلة للجان المقاومة و الثورة سوف يأتي بنتيجة مختلفة هذا هو الوهم الكبير الصراع علي السلطة هو صراع البشرية برهان يريد السلطة و حمدوك يريد السلطة عباس مدني يريد السلطة و فيصل محمد صالح يريد السلطة و اللجان الثورة و المقاومة يريدون السلطة و الجبهة الثورية وغيرها من الكيانات المختلفة يريدون السلطة و خاصة في السودان المقهور تأتي سلطة سهلة و معه امتيازات لا حصر لها ما مطلوب منك سوى سلاح و حظ و تمرد.
    البشرية توصلت بعد تاريخ من الحروب و الموت والعلم من آراد السلطة عليه العمل وسط الجماهير و من إرادتها الجماهير بحريتها آن تنتخبه ليحكمها،
    السودان اصبح فار تجارب كل موهوم فاشل يجرب نظرياته المجربة الفاشلة حتي مات فار التجارب و مازالت التجارب مستمرة.

    1. صدقت في كلامك سيد زهير هؤلاء المرتزقة من الحركات ماعندهم وجود اصلا لا في دارفور ولا في ايي مكان والدليل بداؤ يدربون شباب في دارفور و تحفيظهم باعطائهم الرتب العسكرية الحاملة؟ حميدتي والبرهان عارفنهم هؤلاء المتثلولين امثال مناوي وجبريل وعرمان ماعندهم شي لاقوة عسكرية وولاوزن شعب لذا رضو بهذه الاتفاقية الهزيلة؟ وهل تعتقد ان يرضو بهم لوكان لهم قوات؟ والدليل عند وصولهم قامو باعتقال احد قادتهم؟ هؤلاء المتثولين ها يفشلو كل شي ويهدرو دم الشهداء ؟ اصححو ياشعب؟؟؟

    2. يا حسن احمد علي سعد ، ياخي انتو السلطة دي ماسكنها ليكم ثلاثين سنة وقتلتم وسحلتم وسرقتم وفعلتم في خلق الله كل شي لماذ تهاجم الان من يجلس على كرسي السلطة ولا الفطام صعب. يا كيزان حركاتكم وتلونكم كالحرباء ولفكم ودورانكم زي الموتور ما تنطلي على احد الواحد اصبح يشم ريحكم من بعد مليون ميل والمكنة الجديد المركبنها في الناس (المشاكل كلها من الكيزان والشيوعيين ) والمكنة الثانية الهجوم على كل الناس حمدوك والوزراء والسياسيين وترك العسكر بل مساندتهم في مؤامراتهم، بالواضح انتو عايزين تنتقموا من الشعب السوداني باي طريقة يعني الموضوع موضوع حقد كيزان لعنة الله عليهم.

      1. 30 سنة انجزنا فيها انجازات لو جلس حمدوك ومجموعته الورالية 90 سنة ما فعلوا نصفها او ربعها وحتى عشرها
        قتلنا من قاتلونا وقاتلوا الشعب
        نحن ربنا سرقنا لكن بعد ننجز يعني نطلع البترول ونسرق من عائده
        ونبني الطرق والكباري والسدود والمباني الحكوميات والجامعات ثم يني الوحد من فيلا
        ماله ؟ سرقة من حقنا ومن عملنا
        انتو كدة اعملوا لينا حاجة كدة ميزيرة كدة وابنوا لنفسكم بيت
        فاشلين وحاسدين ؟

  4. الحقیقة المرة التى لا يريد ان يستوعبها او يستسيغها الساسة المدنيين ان السودان للاسف الشديد اصبح دولة مليشيات محكومة بقوة السلاح. والاسلم والانجع للخروج من هذه الورطة هو الدعوة الى انتخابات مبكرة حتى تتجمع جميع خيوط اللعبة السياسية في يد الحزب او الاحزاب الحاكمة. عندها سوف يسحب البساط من كل القوى المسلحة وسوف يكون لديها القدرة على تمرير اجندتها وحلحلة المسائل المستعصية كانشاء جيش واحد بعقيدة وطنية واحدة واصلاح القطاع الاقتصادي والمضى قدما في عمليات السلام وخلافه. عن نفسي ومنذ الان اقدم صوتي الى حزب ا لمؤتمر السودانى فهو الحزب الاكثر ديناميكية في الساحة السياسية كما انه حزب جديد مع افكار جدبدة تختلف عن ايديولوجيا الاحزاب القديمة التي لم تقدم شيئا للسودان منذ استقلاله.

  5. أخيراً أفاق الدكتور حمدوك من حالة السبات العميق لأهل الكهف التي دخل فيها منذ تعيينه رئيساً للوزراء، كما افاقت بعض القوى السياسية !!!!! يا رجل كون منطقي ومنصف حمدوك فاهم الحاصل وفايق من يوم استلامه كما القوة السياسية الحية كانت واعية لما يحصل من مؤامرات العسكر وجماعة الهبوط الناعم واي تحرك ومقاومة من حمدوك والقوى السياسية الحية في وقت غير مناسب تعني صرحة في وادي الاموات و تمرير اجندة العسكر وجماعة الهبوط الناعم بكل سهولة لذا كان من الحكمة انتظار مؤامرة العسكر تنضج وتصبح واضحة للعامة والشارع، وحتى الآن لا يستطيع ان يتحرك حمدوك والقوى السياسية الحية دون دعم الشارع القوي لهم وبارك الله في امرئ عرف قدر نفسه واليد الواحدة ما تصفق.
    وارجو ان لا تكون مثل العوام ترمي وتسقط فشلك وفشل الشارع والمثقفين والنخبة على حمدوك والقوى السياسية حقيقة القوى الحية تحاول تنوير الشارع وتوحيده نحو اهداف الثورة ومصالح الشعب بقدر ما تستطيع وما توفر لها من امكانات،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..