الجنينه تحت زخات الرصاص ووابل الموت

لماذا يقتلوننا

من يهن يسهل الهوان عليه *** ما لجرحٍ بميتٍ إيلام

حملت الأخبار الواردة من الجنينه , رائحة البارود, وزخات الرصاص, وفوق كل ذلك حملت الموت برائحة الشهادة لأبناء أعزاء من هذا الوطن , الوطن الشقي , الآن يمكنا أن نلوذ بالصمت حاسرين , فقد يكون موت أبناء شعبنا بالبرد أحيانا, في منافي الدنيا , وبالغرق في محيطات الهروب لصالح الحياة , وفي الحدود الشائكة بين بلاد الآخرين , وإسرائيل الدولة الديمقراطية , وفي الصحراء إلى ليبيا , لهو أهون !!!, وقد يكون شهادة لصالح الهجرة في مراغم الله وسعة أرضه , ألم تكن ارض الله واسعة ؟ فضيقتها الإنقاذ بالموت المجاني , و بالتقسيم , و بالكراهية ؟؟؟؟؟؟؟
الأنباء من الجنينه , مؤلمة , حينها تذكرت أن الدم السوداني ليس واحد , وأن الله خلق الإنقاذ بدمٍ مختلف , دم لا يمت لدماء شعبنا بصلة , قد غيرته السلطة التي فشلوا فيها , أي فشل نتحدث عنه , هؤلاء حولوا بلادنا الى تناحر في كل أركانه , ثم ما لبثوا في غيهم , يصادرون حريتنا , ويمنعونا المعاش ويمنعون الحياة , وفوق هذا يطلقون الرصاص على صدور أبناء شعبنا , دون رحمة وبلا هوادة ؟؟؟ ثم ماذا بعد ذلك ؟؟؟ أنحتاج لشيء أكثر من الكرامة ؟؟؟ قليل من الكرامة , لنكون جديرين بهذه الأرض , فالموت سبيل كل حي ؟ وليكن موتاً من اجل قضية ؟؟ السودان تحاصره الأمراض , والجهالة والفر والجوع !! ويحاصرهم رصاص الأمن في كل بقعة ؟؟ أن اصمتوا ولا تتكلموا ؟ من يتكلم فله الرصاص , وليس سواه ؟؟؟ أيا أبناء السودان ؟؟؟ متى تتوحدون ؟؟؟ إن تقلها تمت , وإن لم تقلها تمت , فلتقلها وتموت بشرف , قليل من الكرامة نواجه بها الإنقاذ لنقول لها , أن كفى تقتيلاً وسحلاً ومصادرة فنحن بشر , نريد أن نحيا بكرامتنا في أرضنا نعمل جهدنا لتعمير الوطن ؟!
هل في الأمر عجب ؟!!!
من سبع سموات , أنزل الله كتباً ودينا , قالت الإنقاذ أنها تحكمنا به ؟ قلنا سمعنا وأطعنا ؟ فما الذي جرى ؟ لم يحكمونا إلا وفق أهوائهم ولم نرى كتاب الله ؟ بل رأينا بيوت الأشباح ؟ والصالح الخاص فصلاً من قطع الأرزاق ؟ لم يقم به عمر الفاروق حين فتح ارض المقدس ؟ موتاً بالجملة , إغلاقاً للمستشفيات , وتحويل التعليم لمرابحة مالية خاصة , وتحويل المستشفيات إلى فنادق للموت اللا رحيم ؟ وتحويل حياتنا إلى جحيم ما بعده , وأترفوا أهل الله حد التخمة !!! ثم عبثوا فينا سنينا عددا مرددين أن هي لله , والآن لم يعد يرددونها لأنهم في داخل أنفسهم اكتشفوا أنهم يخدعون ذاتهم , وإنهم لا علاقة لهم بالله , ولا هي لله بل للسلطة والجاه , أثروا حد الفحش , فعم الفقر شوارعنا وبيوتنا وأهلونا !! وازدادوا فحشاً ؟؟؟ ثم ماذا بعد ؟؟ ألا يزالون فعلاً , يطبقون قول الله , وهو سبحانه قد قال واشترط للعبادة شروطها , فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف !!! ماذا فعلت الإنقاذ أفقرتنا بعد شبع وغنى , وأهلعتنا من بعد أمنٍ , ماذا تريد الإنقاذ من شعبنا ؟؟؟
لماذا تقتلوننا هكذا بدمٍ بارد ودون تأنيبٍ من ضمير ؟؟؟ ماذا فعل البسطاء الغبش في الجنينة ؟؟؟ ماذا فعلوا في سبتمبر ؟؟؟, ماذا فعلوا في مدني, القضارف, وفي الخرطوم , عطبرة , أو نيالا ؟؟؟ ماذا فعلوا لتزرعون الرصاص في صدورهم , قالوا نريد خبزاً وماءً , هل ذلك يقتل وفق شريعتكم , وهل ذلك شرع الله ؟؟؟ الذي وفقه فتحتم في صدور أبناء السودان الرصاص بلا هوادة ؟؟؟
الذي يتابع أمر السودان منذ قدوم الإنقاذ , وبذهن متقد يجد أن الإنقاذ, عصبة أتت لتحكمنا بالحديد والنار , عاثت فينا إفسادا وفساد ما انزل الله به من سلطنا , ثم تنمرت بصمتنا ونحن من خلق طغيانها , وليس أمامنا غير إزالتها من على حكم السودان .
الإنقاذ صار الموت فلسفتها لكل من عارضها , ولعل مفردات الحوار , والنهضة الاقتصادية وكل ذلك ليس غير مكمدات , ومسكنات والجرح ينزف والموت آتٍ إن لم نقل لا ….. !!! , فهل يقلها ويفعلها شعبنا , أن لا للممارسات البشعة , والموت بالرصاص , فنحن ليس العدو , وثمن الرصاصات التي أُفرغت في صدور هؤلاء الأبرياء , إنما كانت كافية لتوفير حياة آمنة , ورغداً في العيش , وكفيلة بفتح مشافي في الجنينة , بدل فتح أبواب الموت سنبلة .
تجلب الدول السلاح لأجل تمكين قوتها لصالح حماية حدودها , وتجهيز جيوشها لصالح التوازن الخارجي , الصورة أيضا مقلوبة عندنا في بلاد السودان , فالسلاح القادم لتأديب شعبنا , وحدودنا كلها محتلة , ومعتدً عليها من قبل الجوار , ذلك وفي فلسفة بسيطة جداً , أدرك الخارج مدى انقسامنا الداخلي , فانقض علينا , واستباح أرضنا , وصرنا من بعد أعزةً إلى أذلة , ومن رخاء إلي شدة , ومن بعد فرجٍ إلى ضيق ما بعده ضيق .
فليكن في مأساة شعب دارفور عبرة , وما دارفور إلا ارض القرآن في هذا السودان تاريخيا وليسوا سلالة من الهنود الحمر , دارفور بلادنا وهي حاضرة ثقافتنا , ومهبط حضاراتنا , ووعينا الذي يغذى الشعور فينا كله زائف , فدارفور أصل , وسلامة بلادنا من سلامها , فمتى برعوي اللاعبون بالنار ؟, فما كانت دارفور إلا تقابة القرآن , وحامي حمى أورادنا , وغلة صمغنا , وريع موازنتنا النقدية والإنسانية , أعيدوا قراءة التاريخ, تجدوا دارفور بجنينتها , وفاشر سلطانها , ونيالتها , وحاضرها وبدوها , فرعها واصلها أصلا فينا , دارفور دار مجدنا وما كتب كتابها بعد .

هل ماتت فينا الكرامة , وصارت الحياة , اللا كريمة تناسبنا ؟؟؟ , متى نثور ضد الظلم كله ؟, فمن باب الموت كرامةً تأتي الحياة , وما كانت أوروبا وما كانت بلاد العمار, ورعاة النهضة , أفضل منا , موردا , ولا غلةً , لكنهم عقلوا بعد طول حراب , عملوا للحياة بدل الموت , الإنقاذ ما عادت تستطيع البقاء إلا بقوة الفتك فينا وتوجيه الرصاص إلى صدورنا , فلنُحي فينا العزة والكرامة , ولنصدع بكلمة لا , في وجه الظلم ولتكن الحياة لنا ولسوانا , وليرعوي الذين في سدة الحكم , فما دامت لأحد , وليكن المخرج عبر اختيار حوار حقيقي , وسماع الآخرين, وإلغاء القوانين المقيدة للحريات, وإيقاف القتل المجاني , وتحويل ثمن الرصاصات إلى دواءٍ وخبز , وكراسات , الذين تقتلونهم وتحجبون قولهم في قولهم مخرجا بلا شك , وليكن زراعة الثقة بينا , قبل زراعة البارود , في صدر شعبنا , وليكن الغد مستشرفا لأفكارنا , ونُشدان الحياة الكريمة غايتنا , كل الذي يحدث الآن لن يسقط الحقوق , وكلما اتسعت دائرة الحقد , ضاقت مساحة الإصلاح , لتحفظوا ما تبقى أفضل من خسران كل شيء , فلنبني على موجود , خير من أن نبني على سراب , هذا البلد لنا جميعاً , فلنستدرك أن تراكم الأحقاد يقود إلى فشلنا , وسيذهب ريحنا .
نحتاج أفكار حقيقة , وليس تطبيل , نحتاج بلداً يسعنا , وحرية اختيار , حاكمنا , ومن ثم العمل الحقيقي لترميم كل بؤر الكراهية , والرحمة بأهلنا في دارفور , وجبال النوبة , والكشف عن قتلة أبنائنا في ثورة سبتمبر المتقدة الجذوة , وإعادة الحياة للتداول , لا المصادرة كل ذلك بيدنا لو عزمنا , لا بأيديهم التي تلطخت بدماء أبناء شعبنا ,
الإنقاذ أساءت , للدين , والوطن , ومن قبلهم المواطن , واسترخصته , بل دمرت كافة مقوماته عزته, وكرامته, من , تعليم , وصحة, ومعاش , ومشروعات , والحل في المواطن والوطن وشباب بلادي .

…………………………………….حجر.

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..