تأملات في رفع العقوبات

د. طارق الشيخ
اهديها الى الصديق الصوفي دائم التأمل الصحفي المصري عبد الكريم حشيش فتأمل معي .. العقوبات على السودان ورفعها والمفاوضات بشأنها أرى أنها لعبة إسرائيلية نعم اسرائيلية أديرت بأيدي أمريكية .. لنفهم الحال من ناحيته السودانية فكل ماجرى حتى اليوم من مفاوضات يسودها الغموض لا احد يعرف عنها شيء اين البداية والمنتهى ، لكن الثابت ان السودان في سنوات حكم الإنقاذ الأولى انتهج سياسات كارثية وجهالة وغرور لم يترك أحدا لم يسبه ويوجه اليه اهانات.. من أمريكا دنا عذابها ، والعلمانية الكافرة نحن لها الخ .. ووصفه آل سعود بيهود بني قريظة والامارات والشيخ زايد ناله ماناله من تجريح شخصي .. ثم الموقف المؤيد لغزو العراق للكويت .. ثم من بعد فهو البلد الذي آوى أسامة بن لادن وكارلوس راميرز وقادة جيش الرب اليوغندي وغيرهم .. ثم ايران كانت بالنسبة للجبهة الإسلامية وغيرها من الاخوان المسلمين العرب القيادة الروحية وتعتبر بالنسبة لهم التجربة الأولى والناجحة للدولة الإسلامية ..في السودان كل القيادات التي لعبت دورا مؤثرا في انقلاب الجبهة الإسلامية تدربوا وتعلموا أصول القمع والتعذيب على الطريقة الإسلامية الإيرانية في ايران .. وشيدت مصانع السلاح في السودان بمساعدة واسهام إيراني صريح ورفدتها بالخبرات وبتمويل من الحركات الإسلامية ثم جلبت الخبرات الأخرى من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق ودول اوربية شرقية وكوريا الشمالية ودارت عجلة صناعة السلاح في السودان . وجرى توفير ممر آمن لامداد حماس ومعارضي النظام في مصر بالسلاح من السودان . في هذه الاثناء ضربت إسرائيل التي ترصد مايجري داخل السودان بعملائها المنتشرين في مفاصل الدولة الغارقة في الفوضى والتي جمعت كل حثالات البشر والإرهابيين والمجندين لمختلف أجهزة المخابرات الأجنبية .. ثم جاءت صحوة غشيت اسلاميي السودان فاستفاقوا من أوهام الدولة العظمى ووجدوا انهم لاشيء .. وتغيرت الأوضاع من حول السودان بعد الربيع العربي التي لعب فيها دورا مهما في اسقاط نظام القذافي حينما سمح بطيران وارسال السلاح لمعارضي القذافي حتى الاطاحة بالقذافي . ثم أصبحت ايران فجأة العدو بأمر لا أتصور انه نابع من ارادة من سعودية بقدر من يهمه أمر امن البحر الأحمر اكثر من غيره .. إسرائيل .. واخرج السودان ايران من أراضيه مستغلا كاسباب ماسبق وسمح لها به في السابق وبمفاخرة ومعايرة لدول الخليج بأننا نفعل ماتشاء ونحن احرار فيما نقوم به .. أغلقت المقرات الثقافية والحسينيات وطرد الإيرانيين من السودان مايبدو ظاهريا انه أمر يتم بتناسق سعودي خليجي وفي الواقع هو من ثمرات التعاون الأمني مع الولايات المتحدة .. لأن الواقع يقول ان لا السعودية ولا دول الخليج كانت مهتمة بتطورات الصراع الخفي بين إسرائيل وايران وعمليات التموضع الحاصلة .. فايران التي تسرح في أراضي السودان كانت الممول الرئيسي لحماس وتواجدها في السودان يضعها في موقع قريب من إسرائيل الى الجنوب الغربي . ولهذا لم تتردد إسرائيل في ضرب التموضع الإيراني المسلح في السودان اكثر من ثلاث مرات ودمرت قدرات ايران في السودان وخاصة ماتعلق بصناعة الطائرات من غير طيار .. ولهذا كان أمر ايران في السودان والقضاء عليه أولوية قصوى لإسرائيل ولاحقت السودان حتى أذعن للإرادة الإسرائيلية وطردت ايران .. وبخروج ايران فقدت حركة حماس احد اكبر داعميها عبر السودان بالسلاح وتوقفت تقريبا حركة تدفق السلاح عبر السودان بالتعاون بين إسرائيل ومصر التي تآذت من تدفق السلاح لاراضيها عبر السودان ويمر الى الجماعات المعادية للحكم في مصر في سيناء .. إذن نجحت إسرائيل في اخراج ايران من السودان ..
ثم جاءت الحرب العبثية في اليمن بالقطع وهي جالبة لاضرار سياسية واقتصادية واخلاقيةعلى كل الاطراف المشاركة فيها من ناحية إدانات لما لحق باليمن من دمار وخراب . وكل عاقل يدرك ان الأزمة اليمينة كان يسهل حلها سلميا بالتفاوض بين الاطراف التي ترتبط جميعها بشكل أو بآخر بأطراف خليجية كان يمكن ان تؤثر وتضغط وتمنح الأموال اللازمة لاصلاح حال اليمن دون المرور بنقطة الحرب . لكن ثمة من حولها لحرب طائفية وبامتياز وبلعت بعض دول الخليج الطعم وصارت تطارد في الشبح الايراني في اليمن . والنتيجة استنزاف للأموال لم تعهده دول الخليج أبدا وخاصة السعودية . فتضافرت معها حالة انخفاض اسعار النفط وبقايا الأزمة المالية العالمية وتدهورت الأوضاع الاقتصادية لدول الخليج . ومرة أخرى من المستفيد بالطبع اسرائيل التي حولت ايران بفضل مظلة دعائية اعلامية غربية كبيرة الى شبح ووباء يخشاه الجميع في المنطقة . اذن هي حرب لصالح اسرائيل وبدون أي اعباء مالية عليها . واصبحت ايران العدو الكبير لكل المنطقة وخاصة جيرانها في الخليج .
أعود وأقول لقد نجحت اسرائيل الى تحويل ايران الى بعبع وجعلت السعودية تقود لواء الحرب في المنطقة . بصورة أخرى تتفق الاهداف الاسرائيلية والسعودية وتحالفها بشكل واضح على ابعاد ايران من منطقة اخرى ، ولكن الخسارة والاضرار تتحملها السعودية والتحالف والنتيجة النهائية ابعاد الوجود الايراني على طول البحر الاحمر وهو هدف اسرائيلي استراتيجي يتعلق بأمن البحر الأحمر . والخاسر الكبير في هذه الحرب مرة اخرى السودان الذي لم يكتفي بطرد ايران من السودان بل أنه يشارك في المطارده الغبية التي تجرى على أرض اليمن بقوات سودانية تقتل في احباءنا أهل اليمن وتطارد شبح اسمه ايران . رفضت مصر وباكستان وغيرها من الدول الاسلامية وقبل بها السودان الغشيم وأرسل جنودا يموتون بالمئات . وهذه في النهاية دبورة اسرائيلية ثالثة تضعها اسرائيل على كتف السودان عبر امريكا في التفاوض السري . السودان ساعد على ازاحة القذافي ثم ابعد ايران من اراضيه ثم لاحقها في حرب طائفية في اليمن وأهم من ذلك سلم قياد حماس التي حرمت من العون السوداني والايراني عمليا وكبلت اياديها وانتهى بها المطاف بالاتفاق على مفاوضة السلطة الفلسطينية والتسليم والاذعان بعد مفاوضات القاهرة .
لاحظوا موعد انهاء العقوبات على السودان رسميا مع انتهاء سلطة حماس في قطاع غزة . جائزة في توقيتها وموعدها . ثم ملاحظة أخرى جديرة بالاهتمام فإن الرئيس ترامب قام بملاحقة كل منجزات الرئيس أوباما داخليا وخارجيا ويعمل حتى الان على الغائها ومسحها الا شيء واحد بصم عليه في مفاجأة للجميع وهو القبول بمطالب اسرائيل برفع العقوبات على السودان نظير خدماته الجليلة وبلائه الحسن . رفع العقوبات الاستثناء الوحيد الذي فعله ترامب وأيد عليه أوباما .
في النهاية فقد فعلها من قبل النميري ودخل في مفاوضات سرية طويلة بدات عقب اول زيارة له الى امريكا عام 1978 ، وانتهى الى مقابلة شارون في ممبسا ثم قبوله بعملية موسى وترحيل اليهود الفلاشا من السودان الى اسرائيل . في هذا السياق يتفوق الاخوان في السودان الان ليس في كون أول قرار اتخذوه ايام بعد انقلاب الحركة الاسلامية عام 1989 على النظام التعددي في السودان انهم افرجوا عن كل المشاركين في ترحيل اليهود الفلاشا الى اسرائيل ومكافأتهم بتعيينهم سفراء ورئاسة البعثة السودانية في الأمم المتحدة ، واطلاق سراح من حكم عليهم بالخيانة العظمى والسجن ل 99 عاما لثبوت الخيانة العظمى ، لا ليس هذا فحسب وانما علينا ان ننتظر ماهو أكبر وهو الاعتراف الرسمي باسرائيل وهي مسألة وقت وهي الثمن الحقيقي لرفع العقوبات . في هذا السياق لم يكن مبارك الفاضل المهدي سوى رجل خواء حمل عبء اطلاق البالونة الاختبارية وهو يحسبها شجاعة ولكنها الغفلة والهوان والانحطاط . هذه حقيقة الاعتراف بقراءة سياسية وسيبكم من كل الكلام عن تحول في العلاقات مع امريكا . السودان سيظل مشبوها ومطرودا ورئيسه مطاردا للنهاية ولن يرفع عن قائمة الارهاب لأنه كذلك هم يعرفون والسودان يعرف مايريدون منه . وأخيرا تكلم الجميع صحفيين واقتصاديين ومعارضة واجانب كله تكلم وبقيت جهة واحدة لم تقل لنا بالضبط ماذا حدث ويحدث وهم جماعة حكومة الانقاذ وقيادات الحركة الاسلامية . وحدهم صم بكم ويفاضون .
انهم الان يعيشون في العار..تجاوزوا مرحلة الشعور بالذنب
اعمق تحليل اقراه فيما يخص رفع العقوبات واتفق مع دكتور طارق فيما ذهب اليه من تحليل واف و كاف … فالعامل الاساسي في رفع العقوبات هو اسرائيل والنظام السوداني بعد الضربات الثلاث التي قامت بها إسرائيل داخل العمق السوداني كان لها الاثر البالغ في تخويف النظام مما جعله يراجع حساباته في علاقته بحماس و ايران حفاظا علي بقاءه في الحكم و لذلك وجدت إسرائيل ضالتها في النظام الذي انحي و خضع لكل ما تريده اسرائيل و كان في المقابل مكافأته باقناع امريكا برفع العقوبات عنه.. كذلك اتفق تماما مع دكتور طارق ان ترامب منذ وصوله للبيت الابيض والى اللحظة يبذل قصارى جهده للقضاء علي كل شئ يحمل اسم أوباما الا العقوبات التي بدأها أوباما بصم عليها ترامب…شكرا دكتور طارق علي هذا التحليل الرائع …
تسجيلات المقدم / يونس التي كانت تبث من اجهزة الاعلام الرسمي في السودان آبان غزو و احتلال صدام حسين للكويت و لازالت موجودة في ارشيف السعودية و الامارات و تم الاحتفاظ باجزاء منها في السودان لدى احزاب المعارضة —
الاسلاميون السودانيون نادمون علي غبائهم و سوء تصرفهم لعدم وجود رؤية لادارة شؤون الدولة السودانية —
عندما احتلت قوات الحركة الشعبية الام الكرمك — سافر الزبير محمد صالح الي السعودية طلبا للعون و المساعدة لتحرير الكرمك — تم اجالسه هو و الوفد المرافق له في قاعة كبيرة لمدة 3 ساعات متواصلة و اسماعه كل احاديث المقدم / يونس عن السعودية و أل سعود —
و بعد نهاية التسجيلات — اجتمعوا به و لمدة 10 دقائق و قالوا له ( هذه مشكلة داخلية و نحن لا نتدخل فيها و عليكم بحل مشاكلكم كسودانيين وحدكم )
طلب الزبير حضور المقدم /يونس للمطار —و عند وصول الزبير مطار الخرطوم ( كفت ) يونس امام جميع الحضور و فشى غبينته و فشل زيارته فيه —
مع ان يونس كان يصرف حوافز من الدولة علي السباب و الشتائم التي يكيلها لحكام و شعوب دول الخليج —
برافو دكتور طارق. تحليل عميق و ممتاز. يبدو ان الأيام حبلي بالكثير الذي سيجعل أهل الإنقاذ و مشايعيهم يذوقون العذاب الشديد بما صنعوا ببلدنا العزيز و شعبنا العظيم. الظلم عمره قصير و لابد للعدل ان يسود باْذن الله تعالى.
انهم الان يعيشون في العار..تجاوزوا مرحلة الشعور بالذنب
اعمق تحليل اقراه فيما يخص رفع العقوبات واتفق مع دكتور طارق فيما ذهب اليه من تحليل واف و كاف … فالعامل الاساسي في رفع العقوبات هو اسرائيل والنظام السوداني بعد الضربات الثلاث التي قامت بها إسرائيل داخل العمق السوداني كان لها الاثر البالغ في تخويف النظام مما جعله يراجع حساباته في علاقته بحماس و ايران حفاظا علي بقاءه في الحكم و لذلك وجدت إسرائيل ضالتها في النظام الذي انحي و خضع لكل ما تريده اسرائيل و كان في المقابل مكافأته باقناع امريكا برفع العقوبات عنه.. كذلك اتفق تماما مع دكتور طارق ان ترامب منذ وصوله للبيت الابيض والى اللحظة يبذل قصارى جهده للقضاء علي كل شئ يحمل اسم أوباما الا العقوبات التي بدأها أوباما بصم عليها ترامب…شكرا دكتور طارق علي هذا التحليل الرائع …
تسجيلات المقدم / يونس التي كانت تبث من اجهزة الاعلام الرسمي في السودان آبان غزو و احتلال صدام حسين للكويت و لازالت موجودة في ارشيف السعودية و الامارات و تم الاحتفاظ باجزاء منها في السودان لدى احزاب المعارضة —
الاسلاميون السودانيون نادمون علي غبائهم و سوء تصرفهم لعدم وجود رؤية لادارة شؤون الدولة السودانية —
عندما احتلت قوات الحركة الشعبية الام الكرمك — سافر الزبير محمد صالح الي السعودية طلبا للعون و المساعدة لتحرير الكرمك — تم اجالسه هو و الوفد المرافق له في قاعة كبيرة لمدة 3 ساعات متواصلة و اسماعه كل احاديث المقدم / يونس عن السعودية و أل سعود —
و بعد نهاية التسجيلات — اجتمعوا به و لمدة 10 دقائق و قالوا له ( هذه مشكلة داخلية و نحن لا نتدخل فيها و عليكم بحل مشاكلكم كسودانيين وحدكم )
طلب الزبير حضور المقدم /يونس للمطار —و عند وصول الزبير مطار الخرطوم ( كفت ) يونس امام جميع الحضور و فشى غبينته و فشل زيارته فيه —
مع ان يونس كان يصرف حوافز من الدولة علي السباب و الشتائم التي يكيلها لحكام و شعوب دول الخليج —
برافو دكتور طارق. تحليل عميق و ممتاز. يبدو ان الأيام حبلي بالكثير الذي سيجعل أهل الإنقاذ و مشايعيهم يذوقون العذاب الشديد بما صنعوا ببلدنا العزيز و شعبنا العظيم. الظلم عمره قصير و لابد للعدل ان يسود باْذن الله تعالى.