قرى الرهد تستغيث بسبب إنعدام الماء!!
التاج بشير الجعفري
تعاني قرى مشروع الرهد الزراعي (الأربعين ونيف) من إنعدام تام للماء الذي يصلها عن طريق الترعة الرئيسية لمشروع الرهد الزراعي. وتمتد الترعة من النيل الأزرق في منطقة (مينا) وتعبر من أسفل نهر الدندر عبر ما يُعرف (بالسايفون) وهو المشروع الطموح والعملاق الذي تم تنفيذه ، خلال فترة حكم الرئيس الأسبق جعفر نميري ، لتسهيل مرور الترعة تحت تهر الدندر في طريقها لتروي أراضي مشروع الرهد الزراعي الذي لا يزال يقف شاهداً على الإنجاز الذي غيِّر وجه المنطقة وأحالها من أرض قاحلة إلى بساتين مثمرة وحواشات زراعية مخضرة ومنتجة.
وقد ساهم مشروع الرهد الزراعي في توطين عدد كبير من الناس في هذه المنطقة التي أصبحت بفضله جاذبة وتوفرت فيها كل المرافق الحيوية والأساسية للحياة من مدارس ومرافق صحية وأسواق نشطة.
الآن تعاني قرى مشروع الرهد جميعها من إنقطاع الماء عنها لمدة تقارب الإسبوعين .. ويعود السبب في ذلك للخراب والدمار الذي أحدثته المليشيا المتمردة في الطلمبات الرئيسية بمنطقة ( مينا) مما أدى لجفاف الترعة تماماً من المياه وأصبح الناس يحصلون على ما يحتاجونه من الماء ، بصعوبة بالغة، من بعض قرى شرق سنار ، أما غالبية الناس فمصدرهم الوحيد هو برك المياه المتجمعة والآسنة التي تشرب منها الحيوانات وتتعرض لكل الملوثات ، الشيء الذي يدق ناقوس الخطر لضرورة الإسراع في حل مشكلة الصيانة وإنقطاع الكهرباء عن الطلمبات الرئيسية حتى نتجنب حدوث كوارث صحية وبيئية من جراء إستخدام المواطنين لهذه المياه الملوثة وما يمكن أن تسببه من أمراض كالإسهال والحُميِّات وغيرها والني تمثل مثل هذه الظروف البيئة المناسبة لإنتشارها.
الماء هو عصب الحياة وتستحيل الحياة بدونه ، لذلك لابد من تكامل الجهدين الرسمي والشعبي لحل هذه المشكلة والتي بلا شك ستؤدي لنزوح ساكني هذه القرى لمناطق آخرى ليست قريبة منهم ؛ مع كل ما يترتب على ذلك من مشقة وعنت في هذه الظروف الصعبة التي يعاني منها الناس.
نأمل أن يتضامن الجميع وأهل الخير خاصة لأجل توفير ما تتطلبه أعمال الصيانة المطلوبة للكهرباء وإصلاح الأعطال في الطلمبات الرئيسية لإنقاذ أهلنا في قرى الرهد من خطر العطش الذي باتت حلقاته تستحكم عليهم في هذه الظروف الاستثنائية.
تجب الإشارة إلى أن كل يوم يمر والمشكلة بلا حل يعتبر مهدداً حقيقياً لحياة الإنسان والحيوان ، إذ بدت مياه البرك الأسنة وغير الصالحة للشرب في النضوب فعلياً ؛ ناهيك عن المحاصيل الزراعية التي أصابها الضرر بسبب نقص المياه.
نأمل أن تتضافر الجهود الرسمية والشعبية وتُسرَّع الخطى لحل هذه المشكلة لتجنب حدوث الأسوأ من أمراض وأوبئة قد تفتِك بالناس في المنطقة.🔹