عثمان يس ود السيمت
جدنا الشيخ فرح ود تكتوك ، وكل بطحاني يقول (جدنا) لأن ود تكتوك بطحاني وإن كانت حكمته وأسلوبه الحكيم في نقل تلك الحكمة لم يرثه أحد في هذا البلد المبتلى المكلوم. فالشيخ فرح ود تكتوك هو فرح بن محمد بن عيسى بن قدور بن عبدل بن عبدالله بن محمد الأبطح ينتسب لقبيلة البطاحين فرع العبادله ولد وعاش وتوفي بسنار في القرن السابع عشر الميلادي في مرحلة ازدهار السلطنة الزرقاء. عرف بالزهد والحكمة والتدين والبصيرة الثاقبة التي بسببها استحق لقب (الشيخ فرح ود تكتوك حلال المشبوك).
لم يكن ود تكتوك يعطي الحل مباشرة بأسلوب المستشارين والتكنوقراط بل يلقن الناس أسلوب التفكر والتدبر في الحل بعد أن يضع بين أيدهم مفاتيح الحل. وكان اسلوبه أقرب لأسلوب القرآن حين يجيب على تساؤلات المسلمين للرسول الكريم وكثيرا ما تكون الإجابة تبدأ (بقل) مثل (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) البقرة. حيث يستحيل في ما أتيح من العلم الدنيوي في ذلك الزمان أن تكون الإجابة (علمية) تبين لهم العملية التشريحية والفسيولوجية للمحيض كما نعرفها اليوم. وينطبق ذلك على ألأسئلة الكثيرة التي سئلت للرسول صلى الله عليه وسلم حتى حسمت هذه الأسئلة بآية سورة المائدة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101). وقطعا كان في هذا الأمر رحمة وراحة.
وبهذا الأسلوب سئل ود تكتوك عن أشياء كثيرة وكان الناس دائما يسألون عن تنبؤاته بما يمكن أن يحدث في المستقبل (آخر الزمن) فكانت إجابته تبدأ غالبا (بباكر أو آخر الزمن) مثل (باكر الكلام يكون بالخيوت والسفر بالبيوت) الخيوت يقصد الخيوط. وأيضا عندما سئل عن حدود السافل والصعيد قال (الصعيد من أم طرفاية والسافل من الحلفاية وبيناتهم أرض عديكية تربي الناس والسعية) وأم طرفاية يقولون أنها بالقرب من طابت ويؤكد أهل منطقة سنار أنها قرية كانت تقع غرب سنار التقاطع. وتلك نبوءة بأن مشاريع ضخمة ستقام بين الحدين وفيها فعلا قام مشرَوع الجزيرة. صدقت نبوءاته كلها قبل أن تظهر أي مؤشرات تدل عليها ، بل قبل قرون من ظهورها مثل اختراع التليفون أو القطار ووسائل النقل الحديثة التي ما فتئت تتطور لأحدث من بيوتنا.
لكن ما هي قصة الابريق :
في الواقع كتبت المقال من أجل هذه القصة وكانت المقدمة المطولة ضرورية.
والقصة باختصار :
كان للشيخ فرح بنت متزوجة وجاءته في يوم من الأيام غاضبة من زوجها تريد الطلاق وباتت عنده. وفي اليوم الثاني كسر الشيخ إبريقه (عمدا) وكانت الأباريق من الفخار عادة ، ثم جلس يبكي على إبريقه المكسور فقالت له إبنته (بتبكي علي ابريق ، هسي بدللى السوق أجيب ليك أخير منو) يعني سأذهب للسوق وأشتري لك أفضل منه. وهنا جاءت الحكمة حيث قال لها (إبريقي ده كان شايف عورتي وساترني ومافي ابريق تاني شافا ، انتي بتدوري كل يوم يشوف عورتي إبريق لامن أباريق السوق كلها تشوفا). وبفطنتها التي ليست غريبة عليها أدركت الإبنة الحكمة ، ولدى عودته من عمله (كان الشيخ فرح يزرع بنفسه) طلبت منه العودة لزوجها.
يا ترى بعد أن صدقت جميع نبوءات ود تكتوك حتى فيما يخص (عمار الخرطوم لامن تصل سوبا وتتفرتق طوبة طوبة). أما زلنا في هذا البلد تعوزنا الحكمة وهي ضالة المؤمن أم أن في إيماننا بقية لم نكملها بعد. عورة هذا البلد إنكشفت على (اللي يسوى واللي مايسواش) ليس منذ فجر التاريخ ، لا ففي فجر التاريخ كانت الدولة تستمر لقرون عديدة وقد تكون دولة مملكة مروي مثالا فقد امتدت لحوالي 9 قرون ، لذلك لا نستغرب ازدهار وحضارة الماضي مقارنة بدول الحاضر الكرتونية حتى في زمن ود تكتوك استَمرت من 1504 إلى 1821 ميلادية.
الآن نريد أن نتصالح مع حكيم هذه الأمة الشيخ فرح ود تكتوك حلال المشبوك فلم تقع هذه الأمة في شبكة أشد مما نحن فيه. ويكفي أن يعرف وهو في راحته البرزخية أن عمارة دنقس قد انفصل عن عبدالله جماع مع كل ما قدمه عبدالله جماع في الماضي من تنازلات لتكون السلطنة (واحدة موحدة) إلا أن نفرا (ليسوا من احفاده بالتأكيد) خربوا كل ذلك. نريد أن نكسر إبريق الفخار الذي لدينا الآن لأننا لا نعرف أصله وهو لم يعد يستر عورتنا (وفاضحنا في الدنيا كلها) حتى وصلنا إلى (لا تكرهوا فتياتكم على البغاء) وحتى يكاد (المواطن) المتعفف في هذا الزمان الذي لا يعترف بالعفة يقول (هؤلاء بناتي هن أطهر لكم) بحق الشرع لا صيانة لشرفهن بل صيانة لشرف (قوم) تناثر وتتطاير حتى لم يعد يرى الناس بخاره ولا غباره. بل أصبح شرف الأمة مادة دسمة تتقاذفها الفضائيات تستضيف فيها دلاهات ودهوللات أفواههم تحتاج لا لأباريق فخارية بل لشطافات قوية مع مطهرات طويلة المفعول ونفاذة الرائحة.
نريد أن نرد هذه الأمة لأكثر (إبريق) حفظ وصان شرفها يوم أن (اعتقدت) أن المستعمر (إبريق أجنبي لا يحق له أصلا أن تنكشف عورتها عليه). وجاء إبريق أولاد البلد لابسين عمم وطواقي كسرناه وجاء إبريق تلو إبريق حتى انكشفنا على جميع (أباريق السوق) لم تصان عوراتنا إلا قليلا ثم جأء ابريق لا نعرف أصله ولا من أين جاء فقام هو بهتك العورات كلها. فلو عاد بنا الزمان وسألنا بت الشيخ فرح ود تكتوك (عايزة ياتو إبريق فيهم؟) وهي تعلم أننا منذ 21 شهرا لم يعد لدينا ابريق يستر عورتنا وقاعدين ميطي لا ابريق ولا هدوم، بل تفرقت عوراتنا في بلاد الله لخلق الله واللي ما يشتري يتفرج. ترون ماذا تكون إجابتها؟ وإن عجزت بت الشيخ عن الإجابة فاعذروها وإن رفضت عدييييييل فاعذروها فهي كانت تتوسم فيكم الإستفادة من حكمة أبيها وتعتقد أنكم استفدتم من درس عايشته مفاده (ديشين خربوا سنار). وهي تقصد ديش السلطان بادي ومليشيا محمد أبو لكيلك. أما أنا فأقصد ديش Badmen وليس بادي ومليشيا الليكك وليس أبو لكيلك (وأظن أن مفهوم اللكة معروف) . فقد أعادونا لزمان كانو يغطون عوراتهم (بأن يخصفون عليها من ورق الشجر).
الصحيح : الصعيد من الطرفاية والسافل من الخلفاية والعديم هو نهر النيل الأزرق
الطرفاية هي الشمباتة شمال شرق سنار وتبعد حوالي ١٨ كيلو من سنار وأما طرفاية في قرب طابت كما اشرت وهي موجودة اليوم وأما طرفاية الشمباتة وهي طرفاية الوزير محمد بن عدلان وقد خربت ومكانها اصبح جزء مزارع والآخر مقابر الشمباتة
قوللك انفصل عمارة دنقل وضح ، عمارة دنيس لم ينفصل وإنما نسله موجود في كل السودان وهم الفرنج (الفونج الموجودين اختلاطهم بليل وأما أهل الملك فقد انتشروا ومنهم رقية والدة الحسن ابوجلابية وبالعربي كل المراوغة فرنج من ناحية جدتهم رقية بت جلاب الفوناوية)
صحيح : الصعيد من الطرفاية والسافل من الخلفاية والعديك هو نهر النيل الأزرق ، الطرفاية هي الشمباتة شمال شرق سنار وتبعد حوالي ١٨ كيلو من سنار وأم طرفاية تقع قرب طابت كما اشرت وهي موجودة اليوم وأما الطرفاية فهي الشامباتة وهي طرفاية الوزير محمد بن عدلان وقد خربت ومكانها اصبح جزء مزارع والآخر مقابر الشمباتة
قوللك انفصل عمارة دنقل وضح اكثر ، عمارة دنيس لم ينفصل وإنما نسله موجود في كل السودان وهم الفونج (الفونج الموجودين اختلاطهم قليل بالقبايل العربية وأما ملوك الفونج فقد انتشروا ومنهم السيدة رقية والدة الحسن ابوجلابية وبالعربي كل المراغنة فونج من ناحية جدتهم رقية بت جلاب الفونجاوية )