أخبار السودان

استراتيجية الحزب الحاكم في السودان للتعامل مع الأزمات

يستطيع المراقب أن يستشف من القرارات والممارسات التي يقوم بها حزب المؤتمر الوطني والحكومة أن الحزب اعتمد لمواجهة أزمات السودان المتصاعدة والاحتقان السياسي الذي وصل ذروته والأزمة الاقتصادية الخانقة? اعتمد الحزب استراتيجية ذات أربعة محاور يعتقد أنها ستفك الحصار المضروب حوله وتمنحه فرصة جديدة. ??المحور الأول في الاستراتيجية هو التلويح بمبادرة الحوار والإشارة إلى احتمال أن يفضي ذلك الحوار إلى (تغيير) ولكن التغيير الذي يتحدث عنه المؤتمر الوطني لا يعدو أن يكون إلحاق البعض بوظائف الدولة الدستورية الصورية والتي لا يسمح لمن ينالها بالمشاركة في صناعة السياسات فتلك السياسات حكر للحزب الحاكم ومنسوبيه، ولذلك فإن دعوة الحوار مازالت تقبع في المربع الأول ولم تنجح حتى في إنجاز مطلوبات توفير الظرف المواتي للحوار والتي اعتمدتها لجنة (7+7) التي يشارك فيها الحزب الحاكم في أعلى مستوياته ? وما دام الحديث عن الحوار مستمراً ومادام الحوار هو ما يشغل بعض المعارضين حتى يفاجئهم الحزب الحاكم بالانتخابات المرتقبة، فذلك يحقق للحزب أغراضه فالانتخابات هي محور استراتيجيته الثانية والوصول إليها هو هدفه الأساسي وهي المحور الثاني في استراتيجيته. ??لقد شكل الحزب الحاكم منفرداً ودون استشارة أحد مفوضية للانتخابات ووفر لها ?رغم الظروف المالية الضاغطة? الاعتمادات المطلوبة وبدأت ممارسة نشاطها واتخاذ قراراتها وفق قانون لم يشارك في إصداره أي طرف من المعارضة وهي الآن تكمل أعداد القوائم وطرحت مسودة تقسيم الدوائر الجغرافية وتسابق الزمن لكي تجري الانتخابات العامة في غضون ستة أشهر من الآن وليس من حزب واحد معارض أو متحالف مع الحكومة يأخذ الأمر مأخذ الجد أو يشعر بأن الأجواء مهيأة لأي انتخابات ذات معنى أو جدوى ? وحده المؤتمر الوطني يتطلع إلى أن تضفي عليه تلك الانتخابات (شرعية ) من نوع ما!! ??

بعض الأحزاب ذات الثقل الجماهيري بادرت وأعلنت مقاطعتها لأي انتخابات تجرى تحت الظروف الحالية ? أعلنها حزب الأمة أولا وأعلنتها قوى الإجماع الوطني باكرا وأعلنها المؤتمر الشعبي مؤخرا وكل يربط بين الانتخابات وتغيير حقيقي يتواصل عبر فترة انتقالية تدير الأمور فيها حكومة شاملة التمثيل تضمن تكافؤ الفرص في المنافسة الانتخابية ونزاهة الممارسات تحت إشراف لجنة انتخابات قومية يقبلها الجميع وقانون انتخابات يسهم الجميع في صياغته ? وكل تلك أمور ليس لها مكان في أجندة الحزب الحاكم ولا في استرتيجيته ولا في مفهوم (التغيير) الذي يتبناه. ??المحور الثالث في الاستراتيجية هو المراهنة على عنصر الزمن في مفاوضاته حول مناطق النزاع برعاية الوساطة الإفريقية على أمل أن يتيح الزمن الفرصة لحسم النزاع في تلك المناطق عسكرياً خلال المرحلة القادمة وهي استراتيجية معلنة من جانبه وستظل مفعلة وستظل المفاوضات تراوح مكانها إفساحا للمجال للحل العسكري دون أن يأبه الحزب الحاكم بالحكمة التي تعلمناها من تجارب الحرب الأهلية في السودان من أن البندقية لا تحل قضية سياسية وكثيراً ما نجحت الحملات العسكرية مؤقتاً في كسر شوكة التمرد لتعود حرب العصابات مجدداً وهى أكثر شراسة ? ذلك أمر ليس وارداً في حساب الاستراتيجية القائمة على الحسم العسكري. ??

المحور الرابع للاستراتيجية هو السعي عبر تفاهمات سياسية لفك الحصار الاقتصادي وذلك بالسعي أولا لتطبيع العلاقات مع دول الخليج العربي وإزالة التوتر القائم معها بسبب التقارب مع إيران مما يقتضي تغييراً في نمط العلاقات الإيرانية السودانية وإصلاح العلاقة مع مصر التي زادت توتراً بعد تصاعد المعارضة (الإخوانية) للنظام الحاكم في مصر والنظام السوداني متهم بالتعاطف مع المعارضة الإخوانية وانعكاسات ذلك على العلاقات السودانية المصرية والعلاقات السودانية الليبية وستطلق يد الدبلوماسية السودانية قليلا على أمل إحداث اختراقات في هذه الجوانب إضافة إلى تواصل المساعي مع الولايات المتحدة وغيرها من منظمات التمويل الدولي لأن الأزمة الاقتصادية الحالية وصلت درجة باتت تشكل تهديداً لاستراتيجية البقاء في السلطة التي يتمسك بها الحزب الحاكم وهي محاولات جرت في الماضي وكان مردودها محدوداً وباتت تحتاج إلى جهد أكبر لإثبات المصداقية وستصطدم بذلك كثيراً ? ولكن الحل الوحيد لأزمة الاقتصاد ? وهو الحل العصي المنال – هو زيادة الإنتاج. ??مهما يكن من أمر ورغم الصعوبات التي تكتنف تنفيذ مثل هذه السياسات ورغم التناقضات التي تحيط بها فإن الحزب الحاكم فيما يبدو يتمسك بها وبصرف النظر عن احتمالات النجاح والفشل فإن الاستراتيجية تقوم على فرضية أن الحزب الحاكم هو الفاعل الوحيد في الساحة متجاهلا أو قافزاً فوق ظاهرة الانقسامات في صفوفه والتكتلات التي كشفت عنها مؤتمراته الأخيرة والمعارضة الواسعة ? وغير المنظمة ? لتلك السياسات وسط المجتمع السوداني وأزمة المصداقية التي يعانيها النظام على المستوى الإقليمي والدولي ? ويبقى السؤال الأهم هو: ما هي الاستراتيجية التي تتبناها قوى المعارضة؟ وما هي العناصر التي تتوحد حولها؟ وما هو مفهومها للتغيير وأبعاده؟ وما هي برامجها لمرحلة ما بعد التغيير؟ ??من أسف أن الإجابة على كل تلك الأسئلة غير واردة في جدول أعمال الكثير من قوى المعارضة وهي مازالت تعمل بسياسة ردود الأفعال تجاه سياسات الحزب الحاكم أكثر من طرح تفاصيل رؤاها!

العرب

تعليق واحد

  1. الكؤتمر الوثنى لا يمتلك استراتيجيه و لا سياسه و لا برنامج و لا نهج ولا يطبق الدستور و القانون الا عند الطلب ؟
    ربع قرن من الزمان و الوطن و المواطن مجرد فئران اختبار لكل هفوه او خاطره او فكره من اى كأئن كان لديه سلطه او قريب من مركز اتخاذ القرار ؟
    اعتاد النظام على ادارة الوطن بالفهلوه و التركيز على الاعلام المرىء و اطلاق التصريحات و حشد أكبر عدد من المواطنين عند افتتاح اى مرفق او مشروع او كبرى او محطة مياه او كهرباء و يحسب انها انجاز ضخم يصب فى مصلحة الوطن و المواطن ؟
    و بعد كل اهازيج الفرح و الرقص و الخطب الناريه و العرضه الصقريه ينفض الجمع و تغلق ابواب المشروع و نبدأ فى كشف السلبيات و المخالفات التى ارتكبت اثناء التنفيذ و ترصد ميزانية لاعادة تأهيله و كأنك يا ابو ذيد ما غزيت ؟
    يعمل أخوان الشواطين ليلا و نهارا من أجل الانتخابات و الحوار الذى خرج به الدعول بعد خلوه وسجود و ركوع و قيام الليل جاءه هاتف من باطن الارض ناديا وجدتها و جدتها وكان الحوار بكل حزافيره وفرح ابما فرح واعلنها على الملا بأنه وصل الى حلول ترضى الجميع و تخرج الوطن و المواطن من النفق المظلم الذى ضاق لدرجة يصعب الخروج منه ؟
    طرح افكاره و حلوله التى لم ترضى اصحاب المصالح وشركاء فى جماعة أخوان الشواطين و يمثلون جناح الصقور فيه ؟
    رحبت المعارضه بالحوار و لكن هناك اختلاف فى المخرجات قبل أن يلتئم الحمع و منها حكومه انتقاليه تكنوقراط وعلى رأسها الدعول ؟
    تضجر الصقور و بدأ الصراع داخل الغرف المغلقه و اعقبه تصريحات من هنا و هناك و الدعول خارج الشبكه و لم يستوعب حكومه انتقاليه تكنوقراطيه الا بعد شهور وكان رد فعله و غضبه و تصريخاته الاخيره بأنه لن تكون هناك حكومه انتقاليه و الوثنى هو السلطه وصاحب القرار ؟
    اين هى الحريات التى اطلقها و كم عدد المعتقلين السياسين الذين تم اطلاق سراحهم و كم ندوة اقمتها المعارضة و كم صحيفة تم مصادراتها بعد الطبع و كم من كاتب مقال اعتقل او تم التحقيق معه ؟
    نحن محكمون بعصابة لا رحمه و لا احترام للراى الاخر و لا يوفون بالعهود وو المواثيق و لا ينفذون قرارات رئيسهم و هو لا يمتلك الحق فى وقف أمر صادر من مدير جهاز الان الوثنى و لا وزير الداخليه و لا يحق له التدخل فى شؤون وزير من وزرائه حتى العسكرى الملط يمكن أن يعتقل او يقتل و لااحد يجازيه و لا يحاسبه لا بالقانون و لا بالطاعون؟
    الوطن مأزوم و محاصر اقتصاديا و فقدنا الصديق قبل العدو و دول الجوار تحتاط من اى تصرف صبيانى من أخوان الشواطين يؤدى الى زعزعت الامن و السلم فى دلهم ؟
    دعم الحركات الاسلاميه بكل الوانها وتوفير السلاح و المال والرجال ليس بخافى عن عيون العالم وبالادله الداغمه ولكن أخوان الشواطين و بحكم المكر و الدهاء الشيطانى يعتقدون أنهم أذكياء و لكن اغبباء ؟
    الحل الوحيد لمشكلة الوطن هى زوال أخوان الشواطين و ما خرج به جهاز الامن الوثنى من فبركات و اخبار بأن الدعول هو الشخص الوحيد المؤهل لقيادة و حكم السودان و لا يوجد بديل له و حواء السودان عقمت و لا قطعت الخلفه يا ترى و الله اذا اتى اى واحد شماسى من تحت اى مصرف يكون ارحم واجدر و اقدر و حنين علينا منكم .

  2. العالم كله فارض الحوار مع النظام وفي قناة واحدة مفتوحة القرار 2046 ومفاوضات اديس ابابا بين الحركة الشعبية والمؤتمر..هسة اعلان باريس “العايم”او برنامج الجبهة الثورية”الهلامي” …احسن من اتفاق نافع /عقار ده بي شنو؟؟!!
    اكثر حاجة خوفت المؤتمر الوطني 2005 يوم قيامة الساحة الخضراء ان ياتي”البديل” برنامج جماهيري يمكن ان يزيحهم من السلطة بصناديق الاقتراع-عشان كده فكو ساحرات ماكبث ديل واجضهو انتخابات 2010 بسبب ياسر عرمان شخصيا وما كانت تمليه عليه الشياطين”الرفاق القدامي” بعد وفاة د.جون قرنق عن خطورةفوزه في الانتخابات”اتخيل بالله ؟؟!!”….
    الحركة الشعبية وبرنامج السودان الجديد هي البديل بعد ذبول كل الاكاذيب الكبرى في السودان وفي المنطقة…وتسكع ناس الحركة الشعبية مع الفاشلين ديل يضيع الزمن ويزيد معاناة الشعب في المنطقتين والسودان كله
    1- يااااخ انت عندك برنامج واضح تمش تتشرزم لي شنو ودي لا تحالفات ولا حاجة فقط تشرزمات وعروض ون مان شو ساكت ما عنده علاقة ابدا بالجماهير او بي السياسة نفسها
    2- عندك فرقتين عسكريتين…متى ما فشلت الجهود السياسية ورفض المؤتمر الوطني بمبادرةنافع /عقار…سيعينك المجتمع الدولي على اسقاط النظام بالقوة عبر الفصل السابع ودا شي مؤكد تماما…
    والمعادلة اما القبول بالحركة الشعبية حزب في السودان او الاقتلاع من الجذور وفي كل الحالين انتهى الدرس يا غبي”المؤتمر الوطني”…اما الخروج بالتي هي احسن او الخروج بالتي هي اسوا…لا مستقبل لهم اطلاقا…لا هم ولا الاخوان المسلمين…والكوز ما بفكر استراتيجيا اصلو الا في حالة واحدة ..لمن يكون عايز يتزوج السكرتيرة بتاعتو بدون ما زوجته الثالثة تعرف عشان تكلم الاولى والثانية بقطعة لارض في في الواحة وهلمجرا وده برنامجهم القامو بيه من 1989-النكاح الجماعي- ووعيهم لا فيه سكة حديد ولا نقل نهري ولا تعليم ولا صحة ولا زراعة ولا دولة ذاتو.. ما تشوف الشهادت الكبيرة دي ساكت
    لقد عظم البعير بغير لب ولم يستغن بالعظم البعير

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..