أخبار السودانأخبار مختارة

جولة البرهان الأفريقية مناورة أم قطع للطريق أمام حميدتي؟

تزامنا مع تقدم الجيش السوداني في ولايات الجزيرة والخرطوم وشمال كردفان، بدأ رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان جولة أفريقية، شملت خمس دول، لتعزيز التعاون الأمني ودعم عودة بلاده للاتحاد الأفريقي بعد تعليق عضويتها، وقطع الطريق أمام تحركات قيادة قوات الدعم السريع التي تعتزم تشكيل حكومة موازية، حسب مراقبين.

ويرافق البرهان خلال زيارته إلى مالي وغينيا بيساو وسيراليون والسنغال وموريتانيا وكيل وزارة الخارجية السفير حسين الأمين، والمدير العام لجهاز المخابرات العامة أحمد إبراهيم مفضل، والمدير العام لمنظومة الصناعات الدفاعية ميرغني إدريس سليمان.

وعقد رئيس مجلس السيادة مباحثات مغلقة مع رئيس مالي آسيمي غويتا قبل أن ينضم إليهما مسؤولون ووزراء من الجانبين، وتم الاتفاق على تشكيل لجان وزارية مشتركة لدعم وتعزيز مستقبل التعاون بينهما.

كما أجرى البرهان محادثات مماثلة في محطته الثانية مع رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو، وسينتقل اليوم الاثنين إلى سيراليون والسنغال قبل ختام جولته بموريتانيا غدا الثلاثاء.

وذكر الرئيس المالي أنه عاش في السودان أكثر من 18 شهرا، وقال إن هناك أعداء يعملون ضد استقرار السودان طمعا في موارده الضخمة بجانب “جماعات إرهابية” تسعى لزعزعة أمنه، مؤكدا أن بلاده تواجه أيضا “مجموعات إرهابية” للنيل من أمنها، داعيا إلى تضافر الجهود من أجل محاربة هذه المجموعات المتمردة.

من جانبه شدد البرهان على ضرورة توحيد المواقف السياسية في المحافل الدولية والإقليمية تجاه قضايا القارة الأفريقية والسعي لحل مشاكلها داخل البيت الأفريقي.

ملفات أمنية

وكشفت مصادر قريبة من مجلس السيادة للجزيرة نت أن جولة البرهان الأفريقية تركز على الجوانب الأمنية والسياسية المرتبطة بمشاركة مرتزقة من مالي في الحرب السودانية، إلى جانب قوات الدعم السريع، والتنسيق بشأن دعم إنهاء تعليق عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي، وانتخاب رئيس جديد لمفوضية الاتحاد.

وتوضح المصادر -التي طلبت عدم الإفصاح عن هويتها- أن الأوضاع في السودان تتأثر بما يجري في دول الساحل والغرب والأفريقي، واستطاع قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” جلب عشرات الآلاف من المرتزقة من المنطقة التي أدى عدم تواصل السودان مع قادة دولها خلال الفترة السابقة لتبنيها مواقف غير إيجابية من الأزمة السودانية.

كما أن سيراليون التي يزورها البرهان عضو في مجلس الأمن، وشاركت مع بريطانيا في طرح مشروع على المجلس في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تحت ذريعة حماية المدنيين، كان يمهد لتدخل إنساني دولي في السودان أجهضته روسيا عبر استخدام حق النقض (الفيتو)، حسب المصادر ذاتها.

ويرى الباحث السوداني في الشؤون الأفريقية محمد علاء الدين أن جولة البرهان الأفريقية في هذه المرحلة تهدف لقطع الطريق أمام قيادة الدعم السريع لكسب تعاطف أفريقي عبر التعاون والتنسيق بين السودان ودول مؤثرة في المنطقة ولديها تقاطعات في ملف الأزمة السودانية.

البرهان ورئيس غينيا بيساو-- مصدر الصورة مجلس السيادة الانتقالي
البرهان زار غينيا بيساو ضمن جولة أفريقية (مجلس السيادة)

مناورات سياسية

وحسب حديث الباحث للجزيرة نت، فإن زيارة رئيس مجلس السيادة إلى بعض العواصم الأفريقية، التي عانت من التدخلات الفرنسية السالبة وبرود في علاقتها مع واشنطن، ترمي إلى مناورة ورسالة للإدارة الأميركية بأن السودان يمكن أن يتجه شرقا مع الدول التي عززت علاقاتها الاقتصادية والعسكرية مع روسيا.

ويعتقد الباحث أن السودان يحاول استغلال موقعه الجيوسياسي المرتبط بالساحل الشرقي في القرن الأفريقي ودول الساحل الأفريقي غربا لمحاصرة الدول التي يتهمها بدعم “حميدتي” عبر الدبلوماسية واستمالة العواصم التي اتخذت موقفا محايدا.

أما المحلل السياسي والمتحدث السابق باسم وزارة الخارجية العبيد أحمد مروح فيقول إن جولة البرهان تندرج تحت عنوان “الدبلوماسية الرئاسية”، وهي أرفع أنواع العمل الدبلوماسي.

وتأتي الجولة من منطلق حرص القيادة السودانية على تعزيز علاقات التعاون مع القارة الأفريقية، خاصة وأن القارة مقبلة على قمتها السنوية في فبراير/شباط المقبل وفيها سيتم تجديد الأجهزة التنفيذية للاتحاد الأفريقي على مستوى رئيس المفوضية ورؤساء المفوضيات المتخصصة، وفقا لحديث مروح للجزيرة نت.

ولم يستبعد المحلل السياسي أن يكون أحد دوافع الزيارة شرح موقف السودان وتفسير الأحداث التي وقعت فيه وأدت إلى تجميد عضوية الخرطوم في الاتحاد الأفريقي.

المصدر : الجزيرة

‫5 تعليقات

  1. رئيس مجلس السيادة قام بما ينبغي على أي رئيس دولة القيام به وهو التواصل مع نظرائه والتشاور في الأمور المشتركة.
    في علاقات الدول كما في الكون والطبيعة لا يوجد فراغ، فاو انك تركت فراغا في علاقك بأي دوله ملاءه غيرك من الأعداء والخصوم.
    كما ان خصومك يروجون معلومات خاطئة عما يجري في بلادك فينبغي عليك تصحيحها وإلا بقيت كذلك.
    ومن ناحية اخرى فأي إنتصار كبير في الميدان العسكري مثل ما تم في السودان مؤخرا ينبغي استغلاله في الميدان الدبلوماسي والسياسي، وهذا ما يفعله البرهان.
    وقطع الطريق على الخونة والمأجورين والسياسيين المرتزق، اعني القحاطة أولوية من الأولويات لا يجب على القيادة تجاهلها، خاصة وأن دبلوماسية القحاطة الخونة مسنودة بالمال الإقليمي الفاسد وبدبلوماسية الدول التي توظفهم.
    ما يقوم به البرهان يندرج تحت عنوان العمل الدبلوماسي الريادي او الاستباقي.

    وإطلاعهم ع

  2. عندما تركت مصر فراغا سياسيا في علاقاتها مع الدول الافريقية ملأتها اسرائيل وبعض الدول الافريقية الحبشة نموجا ودويلة الشر فدفعت ثمن ذلك في اجماع دول حوض النيل على تعديل اتفاقية المياه وملأت اسرائيل فراغات مصر في افريقيا.
    وعندما تركت الدول العربية فراغا في علاقاتها مع سوريا ملأتها دولة معممستان بالزينبيين والفاطميين والحسينيين والعلويين…فلما قصقصت اسرائيل مخالب دولة معممستان في سوريا ولبنان هرعت الدول العربية، حتى تلك التي تخاف الثورات الشعبية المسلحة مثل الثورة السورية، هرعت تخطب ود الثوريين ملأ للفراغ الذي تركته في السابق لدولة معممستان.

    هذه هي الحقيقة، اذا تركت فراغا في علاقاتك ملأها غيرك، لأن هذا العالم لا يقبل فراغا كما في الفيزياء

  3. مثلما هو موجود فى الطبيعة فانه لا فراغ فى العلاقات الدولية فهناك الابدال والاحلال والازاحة فالسودان ناى كثيرا عن جواره بل وجوده الافريقى ولعل اقرب الامثلة ان الدول الافريقية ازرت موقف اثيوبيا فى موضوع سد النهضة بينما ظل السودان وحيدا يدور فى الفلك المصرى… المواطن فى غرب افريقيا يستطيع السفر الى اكثر من ثمانى عشرة دولة بما فيها دول المعرب العربى تونس الجزائر ليبيا والمملكة المغربية والسودانى مخنوق بحرياته الاربعة التى جعلته مطية للمصالح المصرية وبموجبها صارت مصر مصدرة للصمغ العربى والكردى والدوم والمواشى وهى سلع سودانية لكنها الحريات الاربعة مقابل تاشيرة دخول يعطونها ويمنعونها كيفما يشاؤون… كل غرب افريقيا يطرب لاغانى المرحوم وردى لدرجة انهم يدعون ان وردى ينتسب لهم وهم ايضا يستمعون لفنانة افريقيا الاولى اومو سانقارى ولجيتار المبدع على فاركا تورى واخرين كثر,, رحم الله جمال محمد احمد والدكتور منصور خالد فقد كانا يننظران لافريقيا لا كحديقة خلفية للسودان بل مساحة وامتداد للسودان ومصالحه وحقيقة الامر ان شبكة المصالح المشتركة لا تنفصل بين الخرطوم وغربى القارة ….اتمنى ان تنشط الديبلوماسية السودانية فى ذلك الجزء من القارة فهو من الثراء والغنى ما يعجز عن وصفه القلم.. للمعلومية دفع القذافى حياته ونظامه ثمنا لتوجهه نحو افريقيا لانه طرق خفيفا على شبكة المصالح الغربية سيما الفرنسية هناك.. فرصة السودان اليوم اكبر لا فى الجانب الامنى فحسب انما مواصلة بناء شبكة من العلاقات البناءة فى المجالات كافة…. الغريبة ان غرب افريقيا يتحرك بثبات الى الامام بينما تخلف السودان فالمطارات الحديثة وشبكات الطرق وخطوط نقل الطاقة ومجالات العمل المشترك كلها تنشط غرب القارة بل ان دولا كالنيجر لازال السودانيون يتهكمون بها ولكنها تحقق انجازات مشهودة فقد جاء فى التقارير الاممية انها استزرعت ملايين الاشجار لمكافحة الصحراء وانها فى طريقها لاستغلال ثرواتها المعدنية على سبيل المثال فقط… نظام الانقاذ اشتهر فى تلك الانحاء يانه كان يتعامل مع الدجالين والمشعوذين لاطالة عمر نظامهم وكان سماسرة هذا النشاط مصطفى عثمان اسماعيل وصلاح قوش يدفعون ملايين الدولارات ويستقطعون معظمها لصالحهم ويدفعون ما تبقى لسحرة موسى منهم المدعو على توقو والقونى ديالو واخرين كثر.. المهم حكاويهم لا نهاية لها

  4. كل هذه الدول ابتهجت بثورة السودان ولم تزل صورة الكنداكة الاء فى منازل الافارقة وكم رئيس دولة سمع وتابع على شاشات التلفزيون مراسم التوقيع على الاتفاق الانتقالى والدى اقسم عليه البرهان وشهد عليه رؤساء ومنظمات دولية وانصبت علينا التهانى وعرف العالم من تكون الكنداكة امانى ريناس ووجم العالم واندهش يوم ٢٥/١١/٢٠٢١ والبرهان الذى فرض نفسه على دول غرب افريقيا وهو يقود انقلابا عسكرية على ما كان قد اقسم بحمايته ويحافظ عليه وشاهد جميعهم جموع السودانيين التى خرجت فى نفس يوم ٢٥/١١/٢٠٢١ ترفض الانقلاب وكيف رد البرهان بالرصاص الحى فاليس غريبا ان يزور اليرهان تلك الدول ظنا منه انه لا علم لهم بحقيقته وانه لا شرعية له وهو يلهث وراء شرعية لم يعترف بها الاتحاد الافريقى الذى علق عضوية السودان واعترته الولايات المتحدة اسيلاء على السلطة ثن ان نفس البرهان الذى يتحدث عن مواطنيها كعرب الشات والمرتزقة ولعل اسم البرهان نفسه ضمن خمسين اسما متهما بجرائم حرب فى دارفور امام المحكمة الجنائية الى جانب قضية اغتصاب ضده رفعتها سيدة سودانية وبالادلة ….كل هذا تجاهله البرهان وفرض نفسه على مالى والنيجر وسيراليون والسنغال والسنغال بالذات اكثر دول غرب ترويجا لصورة الكنداكة الاء صلاح مع ترجمة لهتافها فاستحى يا برهان الشرعية توجد فى بلادك والتى رفضت انقلابك وليس فى دول الخارج

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..