أخبار السودان

على الرغم من الخسائر البشرية.. كييف تواصل إرسال النخبة من قواتها للقارة السمراء

أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية بأن القوات الخاصة الأوكرانية تشارك في العمليات القتالية إلى جانب الجيش السوداني في حربه ضد قوات الدعم السريع، في إطار استراتيجية دعم المصالح الأمريكية التي تهدف إلى توسيع النفوذ الأمريكي في الخارج.

التواجد الأوكراني في السودان

وأوردت “وول ستريت جورنال” في تقريرها: “عندما وجد قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، نفسه محاصراً من قبل قوات الدعم السريع في عاصمة البلاد الصيف الماضي، اتصل بحليف غير متوقع للمساعدة، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.”

وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الأوكراني بدأ في تدريب الجنود السودانيين على بعض التكتيكات العسكرية وعلى رأسها إستخدام الطائرات المسيرة.

وفي السياق ذاته ونقلا عن صحيفة “الجزيرة” الإخبارية، فإنه وعلى الرغم من الحرب المشتعلة في كييف، لبّت أوكرانيا نداء البرهان وأرسلت كتيبة من القوات الخاصة الأوكرانية “الكوماندوز” تضم حوالي 100 جندي هبطوا على أرض السودان في أغسطس 2023، وكانت مهمتهم الأولى المساعدة في إخراج البرهان من الخرطوم. وبالفعل كللت المهمة بالنجاح وتوجه البرهان إلى بورتسودان. لكن البرهان نفى أن تكون هناك أي مساعدة أجنبية في هذه العملية، وقال إنها تمت بتخطيط وتنفيذ كامل من الجيش السوداني.

التواجد الأوكراني في مالي

وأعلن المتحدث باسم الحكومة المالية الكولونيل عبد الله مايغا أن الحكومة الانتقالية في مالي قررت “قطع العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا بشكل فوري”.
وجاء في بيان لمايغا أن حكومة مالي إندهشت من تصريحات المتحدث باسم وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية أندريه يوسوف والتي أكد فيها ضلوع القوات الأوكرانية في الهجوم الجبان والغادر والهمجي الذي شنّته جماعات إرهابية مسلحة أسفر عن مقتل عناصر من قوات الدفاع والأمن المالية في تين زاوتين، وعن أضرار مادية.
وبناءا على ذلك أعلنت السلطات في مالي في الرابع من أغسطس هذا العام، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع أوكرانيا.

حاميها حراميها

في سياق ذو صلة، ونقلا عن صحيفة “الشرق”، أعربت قوى غربية سابقاً عن مخاوفها من احتمال تسرب السلاح الذي يجري ضخه إلى أوكرانيا، إلى عصابات التهريب، ومن ثم إلى عصابات إجرامية وحركات إرهابية، الأمر الذي دعّمه الرئيس النيجيري محمد بخاري، في العام 2022 عندما إشتد الصراع، حين قال إن “الحرب بين روسيا وأوكرانيا تسمح بتدفق الأسلحة والمقاتلين إلى منطقة بحيرة تشاد، مما يعزز قوة الجماعات الإرهابية”. وخلال حديثه في أبوجا، أمام قمة رؤساء دول لجنة حوض بحيرة تشاد، قال بخاري: “يجري تحويل مسار الأسلحة المخصصة لحرب أوكرانيا إلى غرب أفريقيا، وينتهي بها الأمر في أيدي الجماعات الإرهابية”.

وخلال حديثه في أبوجا، أمام قمة رؤساء دول لجنة حوض بحيرة تشاد، قال بخاري: “يجري تحويل مسار الأسلحة المخصصة لحرب أوكرانيا إلى غرب أفريقيا، وينتهي بها الأمر في أيدي الجماعات الإرهابية”.

وتأكيدا لـ بخاري، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، مطلع العام الجاري، إن الحكومة في أوكرانيا استعانت بتجار غربيين لإعادة بيع بعض الأسلحة التي قدمتها الدول الغربية في السوق السوداء. وأضاف لافروف في كلمته خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي المخصص لـ أوكرانيا، أن كييف تقوم بإعادة بيع بعض الأسلحة التي يقدمها الغرب في السوق السوداء، في محاولة لتحقيق أقصى قدر من الأرباح من الصراع.

إحتضار كييف

“باب النجار مخلوع”، مثل مصري يمثل حال أوكرانيا اليوم، ففي الوقت الذي ترسل فيه كييف قواتها للمشاركة في حروب الولايات المتحدة بالوكالة في الخارج، تحتضر قوات كييف في الجبهة الشرقية ضد القوات الروسية.

وقال المحلل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لاري جونسون إنه من المتوقع أن تنهار القوات المسلحة الأوكرانية في المستقبل القريب بسبب الخسائر البشرية الهائلة.

جاء ذلك في حوار لجونسون مع قناة “Dialogue Works” على موقع يوتيوب، حيث تابع: “مجازا، فإن الجيش الأوكراني ينزف دما، وقد قُطع شريانه. وإذا لم يتم إيقاف هذا النزيف، فسوف يموت الجيش الأوكراني، والكثيرون لا يريدون الاعتراف بذلك، لكننا نرى إلى أين يقودنا كل هذا”. وأوضح جونسون أن الوضع لا يمكن أن يتغير لصالح كييف، لأن القوات المسلحة الأوكرانية لا تملك العدد المطلوب من القوة البشرية لتعويض الخسائر على الجبهة، وقال: “لن يتغير شيء، لأنه ليس لدى أوكرانيا القدرة على تجنيد 30 ألف شخص كل شهر، ووضعهم في مكان آمن حيث يمكنهم التدريب لمدة 3-6 أشهر، ومن ثم الاستعداد للمعركة”.

ووفقا لوزارة الدفاع الروسية، فإن الخسائر التي لا تعوض للقوات المسلحة الأوكرانية على طول خط المواجهة بأكمله حتى نهاية يوليو تجاوزت 700 ألف شخص، إضافة إلى أنه منذ بداية القتال في اتجاه مقاطعة كورسك، فقد الجيش الأوكراني أكثر من 8 آلاف عسكري.

ونقلا عن “BBC”، فقد حققت روسيا تقدماً كاسحاً في الأيام الأخيرة ينذر بتحقيق موسكو مكاسب أكبر من تلك حققتها أوكرانيا في هجومها عبر الحدود في منطقة كورسك مؤخرا.

وأصبحت القوات الروسية على بعد بضعة كيلومترات من مدينة بوكروفسك الأوكرانية، وهي مركز لوجستي حيوي يستخدمه الجيش الأوكراني. وتُعد هذه المدينة الأوكرانية، التي تحتوي على محطة سكة حديد رئيسية وطرق رئيسية، نقطة إمداد وتعزيز أساسية للقوات الأوكرانية على خط المواجهة الشرقي.

ويحذر معارضون للحكومة في كييف من أن يكون الجيش الأوكراني قد أخطأ في حسابات الوضع على الأرض. وأشاروا إلى أن الجيش، بإرساله قوات إلى كورسك بدلا من تعزيز الخط الأمامي الشرقي، ترك بوكروفسك وغيرها من المدن الأوكرانية المهمة عرضة للخطر.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..