دجاج البيت الإنقاذي .. ودجاج الخلاء الغادي ..!

في برنامج حوار مفتوح ..الذي أدارته بحرفية عالية عبر قناة النيل الأزرق المذيعة الشابة سالي عثمان ..سألت ضيفها السيد مبارك الفاضل المهدي نائب رئيس الوزراء ووزير الإستثمار .. بما معناه ..
عن مدى إحساسهم بالإندماج داخل حكومة الوفاق الأخيرة كوزراء دخلوا بموجب محاصصة الحوار الوطني ..فأجابها في استحياء تجلى من خلف هدوئه وابتسامته الناعمة ..بقوله ..نعم نحن نشعر بالإنسجام الكامل ..لاننا نثق في أن رئيس مجلس الوزراء الفريق بكري هوصمام أمان ذلك التوافق ..أو شيئاً من هذا القبيل !
ولكن بالمقابل فإن وزير التجارة الأستاذ حاتم السر ..نعى بصريح العبارة وجود تفرقة واضحة في تعاطي البرلمان مع الوزراء من خارج الحزب الحاكم ..على خلفية الهجوم الذي شنه عليه السيدعلى محمود وزير المالية الأسبق ورئيس اللجنةالإقتصادية بالمجلس الوطني الذي كذب ماجاء في تصريحات السر بأن تحسناً إيجابياً قد طرأ على ميزان المدفوعات التجاري !
الزميلة الذكية جداً الأستاذة شمائل النور ..ذكرت في تحليلها لخطبة مساعد رئيس الجمهورية الشيخ ابراهيم السنوسي في مسيرة استنكار تهويد القدس فالتقطت بحسها الصحفي العالي اشارات نطق بها الرجل وكأنه يتحدث عبر العقل الباطن لكل الذين يعتقدون أن الإنقاذ ورافعتها الحركة الإسلامية .. مهما اضطرتا الى إدخال ..
(دجاجاً من شتات الخلاءالسياسي )
فسيظل قنها في النهاية هوالإطار التي تريده حصرياً الى ما لانهاية بغض النظر عن ضرورات قبولها المشاركة الوقتية العابرة ..وتعتبر نفسها من منطلق الحق الأصيل التي لن تخرج بالحكم عنه بصلاحيات كلية الى من وصفهم المساعد العجوز بالعملاء ..في اشارة لدعوة التطبيع مع اسرائيل التي فند مبارك المهدي في أكثرمن لقاء رؤيته حولها عبر الموازنة مابين مصلحة السودان إذا ما أقتضت ذلك الأمر.. ومشيرا في مقاربته الى اصحاب الوجعة من الفلسطينين و دول المواجهة الذين سبقونا بعقود في هذا الشان !
وحينما صرح الدكتور أحمدبلال وزير الإعلام بما فسره الإسلاميون طعنا في قناة موقفهم من دولة قطر في خلافها مع دول الحصار .. وقداشار الرجل الى إنحياز قناةالجزيرة الصريح للدوحة ..خاصة وانه قصد أن يطيب خاطرمصر التي أطلق كلامه من عاصمتها .. فاستدعاه الأستاذ الطيب مصطفى رئيس لجنة الإعلام البرلمانية .. ربما قبل أن يضع حقائب عودته من أرض الكنانة وجعله يجثو على ركبتيه لاحساً كلاما دون حياء يستوجب الإستقالة في أي بلاد يكون للسياسي فيها ثباتاً في مصداقيتة وكرامة مبدئية !
يحدث كل ذلك بينما يتعالى وزراء المؤتمرالوطني أويتباطون في الإنصياع لدعوات النواب لهم بغرض الإستجواب حول قضايا حيوية تمس الأمن الوطني أوأموراُ مفصلية في السياسة الخارجية والسلوك الدبلوماسي أومسائل تتصل بمعيشة المواطن وغير ذلك مما يعتبر التحقق منه..من صميم عمل البرلمانات ..هذا إن كانت فعلاً تمثل ارادةالشعب بتفويض حقيقي .. هي وجهازها التنفيذي ويحترمانها لدرجة التقديس !
فالفرق شاسع وكبير بين الإئتلاف الذي يضمن التكافوء في صلاحيات الوزراء وتأثير أدائهم في تنفيذ برامج الحكومة .. ليصبح الجميع أفيالا متساوين في قوة جر القاطرة الحكومية ..وبين قبول التكليف الناقص والمهمش كمنةً وتكرم لدجاج الخلاء الذي لا يطمح الى أكثر من حق النقنقة من تحت طاولة القرار دون أن يتجرأعلى طرد دجاج البيت أوحتى يعُلي صوته عليه !
[email][email protected][/email]