مقالات سياسية

الامور اليساسية

اضراب الاطباء كان اضرابا مطلبيا ،والدليل على ذلك ان النظام لبى بعض تلك المطالب فورا من المخازن ، التى كانت موجودة قبل الاضراب، والغى موضوع اورنيك (8) . وايضا اتفق على جدول زمنى لتنقيذ بقية المطالب. غير ان السيد وزير الصحة الولائى شتم الاضراب بانه سياسى .
كذلك علق احد المتسلطين على اضراب طلبة طب الفاشر بانه سياسى ، وزاد بان وراءه جهات لم يسمها ! وطبعا لم يسمها لان العمل الذى هم وراءه “عيب “، وهو لا يريد ان يذكرهم بالاسم فى ارتباط بعمل من هذا النوع !
السؤال العام فى هذا الموضوع : هل هناك عمل يقوم به الانسان ، ايا كان ذلك الانسان ، ابتداء من عمر البشير وحتى بائعات الشاى ، ليس سياسيا ؟ وبالمناسبة عرفت اخيرا ان بائعات الشاى منعن عن العمل بالقرب من الساحة الخضراء وشارع النيل . اليس هذا عملا سياسيا من الدرجة الاولى ؟ النظام الذى يسكن اهله فى كافورى والمنشية وفى المزارع الخاصة التى ترفد المصروفات اليومية ببعض المال حتى يكفى المرتب احتياجات البيوت الاثنين والثلاثة والاربع ، لايقبل اهله رؤية بائعات الشاى البائسات فى تشويه للجهد الذى بذل فى تجميل المكانين ليكونا مناسبين للاحتفالات الجماهيرية ولمرور المواكب السلطوية !
اليست هذه سياسة ؟
كذلك جاء فى اخبار الخرطوم بان الشرطة السودانية استطاعت ان تسترد مسروقات الشحاتة الاثيوبية من عملات اجنبية ومحلية وسلمتها لصاحبتها ، وهى نفس الشرطة التى كثيرا ما تعجز عن العثور على الجناة عندما يكون المجنى عليه من المغضوب عليهم ، مثل المهندس الذى اساء الى الفريق الجمهورى وأخذ جزاءه من عدد من البشر الذين يركبون سيارة بدون ارقام ! الاترون اي سياسة فى هذا الامر؟
واسئلة اضافية :
– الاكل والشرب والسكن والتعليم والصحة وجميع احتياجات الحياة للانسان
– المشاركة فى الشأن العام بالكلام غير الممنوع وبالتنظيم وبالاحتجاج بجميع اشكاله المدنية
– العمل المتاح ، ان كان فرش بضائع على الارض او بيع شاى او رعاية بهائم ودواجن، طالما انه لايدخل فى صنف الممنوع والضار مثل المخدرات او السماح بدفن مخلفات مشعة وغير مشعة او قبول الرشوة المحلية والاجنبية ..الخ
– السماح بقبول الاعانة فى سبيل استمرار الحياة من اى جهة جاءت ، طالما ان المسئول عنى لايوفر لي مايجب عليه .
اليس فى كل هذا سياسة ؟
بل اكثر من هذا :الايدخل بعض الزواج فى باب السياسة ؟ عندما يتزوج رئيس ما من بنت زعيم ما فى بلد مجاور ، اليس فى هذا سياسة ؟ او عندما يتزوج زعيم جماعة ما من أخت زعيم طائفة جماهيرية ، اليس فى هذا سياسة ؟
الذين يصمون أعمال الآخرين المطلبية والحياتية بانها سياسة يعلمون كل هذا ، ولكنهم يريدون احتكار العمل السياسى مثل احتكارهم للدين . فمثلما ان كل اجتهاد خارج عن اجتهاداتهم خطأ ، بل ربما يؤدى الى التكفير والاتهام بالردة التى تستلزم القتل ، فان اى عمل سياسى ، بأى من المعانى اعلاه، يقوم به الآخرون فهو عمل سياسى مجرم ووراءه جهات لاتسمى !

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..