ويبقي الفكر

ويبقي الفكر

د.فاروق عثمان
[email][email protected][/email]

في مثل هذه الأيام من العام الف وتسعمائة وخمس وثمانون صعد شيخ في الثالثه والسبعين من عمره علي منصات مشانق الهوس الديني ومقاصل الفكر،صعد بخطي ثابته وبصر حديد وشجاعه تواري أمامها الأقدام خجلا وانزوت منها البسالة في ركن بعيد،مقدما نموزجا لكيف يكون المفكر المدافع عن مبادئه ورؤاه والمتشبث بقناعاته حتي ولو كان الموت ثمنا لها،تقدم هذا الشيخ بابتسامه حيرت وجه الموت القمي وعاتقا هذا الشعب من دكتاتوريه جسمت علي صدره سته عشر عاما،انه شهيد الفكر والفكره الأستاذ محمود محمد طه ابن مدينة رفاعه العريقه،والذي قدم نموزجا متفردا في الفكر الإسلامي،مجيبا علي كثير من اسئله الراهن الصعبه والتي عجز دعاة الكتب الصفرا وحاملي الفكر الانكفائي والمنهج الاقصائي والتكفيري من الإجابة عليها،ولما لم يجدو منطقا أمام قوة منطقه وصلابة شكيمته وبيان حجته لجؤ الي سلاحهم المجرب وهو التكفير ومن ثم الاغتيال ظنا منهم ان بغياب جسده سيتواري فكره ويندثر ولكن هيهات،قدم الأستاذ محمود فكرا ناصعا كسيرته ونقيا نقاء تاريخه،ناسفا الفكر الإسلامي المنغلق والمتكلس،ومعتمدا علي اعمال العقل بدلا عن النقل والتفكير والإبداع مقابل الجمود والتكلس،ومجييبا علي كثير من الأسئلة التي كانت تقلق الكثيرين وذلك من خلال التنظير بما يسمي آيات الأصول وآيات الفروع وتجديد نسخ الناسخ بالمنسوخ وعلم الحقيقه والشريعة وحركة العقل ضد الثنائية فالتف حوله الشباب والنساء وذوي العقول النيره الذين أدركوا عظم فكرته وقوة منطقه وبيان حجته لانه كان يخاطب العقول قبل العواطف ويطرق أبواب التفكير قبل إشهار سيوف التكفير.تمر هذه الأيام ذكري استشهاده الخالد ونفتخر نحن الذين لم نحظي ان نطلع علي فكره الباهر إلا بعد رحيله الفاجع،ولكن سلوانا ان إنتاجه الفكري ما زال مبذولا علي طرقات النت وشوارع الاسافير فكرا ناصعا يظل خالدا وشاهدا علي مفكر حق لهذا الوطن ومستنريه ومثقفييه ان منتجه واحدا منهم ويظل فكره و استشهاده قلما ولا نقول سيفا يفقأ عين دعاة الهوس وحاملي صكوك التكفير.

تعليق واحد

  1. العلم نور و الحق يعرف بالدليل و البرهان و محمود محمد طه اراد ان يخترع دينا جديدا يأخذ ما يريده من الاسلام و يترك ما لا يتناسب مع هواه أو رأيه و الاسلام بالطبع لا يقبل هكذا افكارا أو نسكا
    اقرأ قول محمود في الصلاة التي هي عماد الدين من كتاب رسالة الصلاة لمحمود محمد طه ص46:

    (ويصبح شأن الآية ” إن الصلاة كانت على المؤمنين كاتباً موقوتاً ” مع المسلم الذي يمر بمرحلة الإيمان الذي هو مرتبة الأمة الأولى. إن الصلاة الشرعية في حقه فرض له أوقات يؤدى فيها، فإذا ارتقى بحسن أدائها بتجويده تقليد المعصوم حتى ارتقى في مراقي الإيقان التي ذكرناها حتى بلغ حق اليقين وسكن قلبه وأطمأنت نفسه فأسلمت، طالعه المعنى البعيد لكلمة(موقوتا) في الآية: “إن الصلاة كانت على المؤمنين كاتباً موقتاً” وذلك المعنى في حقه هو أن الصلاة الشرعية فرض له وقت ينتهي فيه وذلك حين يرتفع السالك إلى مرتبة الأصالة ويخاطب بالإستقلال عن التقليد ويتهيأ ليأخذ صلاته الفردية من ربه بلا واسطة تأسياً بالمعصوم. فهو حينئذ لا تسقط عنه الصلاة وإنما يسقط عنه التقليد، ويرفع من بينه وبين ربه بفضل الله ثم بفضل كمال التبليغ من أصحاب النبي (ص) والتابعين والأئمة
    وكلمة (موقوتا) بالنسبة لهم تعني أن لها أوقاتاً معروفة بانتقالهم إلى مرحلة الإيقان حيث يسقط عنه التقليد، تقليد النبي (ص) إتباعاً للحديث (صلوا كما رأيتموني أصلي) وبذلك تسقط الواسطة النبوية التي هي الحجاب المحمدي. وصلاة الأصالة هذه ما هي؟ إنها الصلاة التي لا يقلد فيها النبي (ص) ولا تتبع فيها سنته من ركوع وسجود وغيرها) انتهى
    أي خسب قوله يصبح الانسان معفيا من اتباع النبي صلى الله عليه و سلم!!!
    أي كل انسان بعد ذلك يختار عبادته لربه حسب مزاجه !!! اذا لماذا ارسل الله الرسل؟

    و لا اعتقد ان علماء الازهر و رابطة العالم الاسلامي افتوا بكفر محمود لاسباب سياسية فالرجل لم يبلغ مبلغا يهدد الحكومة السودانية فضلا عن غيرها, كما انه لم تكن له شعبية الشيخ كشك او حتى العودة او عمرو خالد حتى نقول انهم شعروا بالغيرة منه

  2. يا ود الحاجة اراك تلهث خلف كل كاتب يمجد فكر الاستاذ محاولا تغطيعة الشمس بغربال قديم لا يغير من الامر شيئا ، هو عتب محب فاقرأ جيدا قبل ان تتهم وتشوه فالفكر لا يحارب هكذا ودمت

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..