مقالات وآراء

محالج مشروع الجزيرة في العصر الذهبي

صلاح الباشا

 

رجال ومنجزات (١)

إلحاقا لما نشرناه قبل عدة ايام عن رجل ذو كفاءة مهنيه ووطنية عالية المقام من اهل السودان والذي كان له الاسهام الكبير في طاقم الإدارة بمشروع الجزيرة وامتداد المناقل ألا وهو طيب الذكر والسيرة المرحوم السيد عبد المجيد عبدالرحيم والذي شغل منصب أول مدير عام لمحالج مشروع الجزيرة في مدينتي مارنجان والحصاحيصا ، فإننا يسعدنا هنا ان نتحدث عن سيرته الذاتية منذ مراحل الدراسة بالمدارس وحتي تخرجه من قسم المحاسبة لكلية غردون التذكرة ثم تتناول السيرة بداياته العملية حتي إلتحاقه بادارة المشروع والذي تقلب فيه بمختلف الوظائف بالغيط (التفاتيش) حتي وصوله الي منصب مدير عام المحالج.

ثم نتحول الي أدائه في ادارة المحالج لأن قطن مشروع الجزيرة والمناقل طويل الليلة هو الذي كان يمثل ثمانين بالمائة من صادرات السودان منذ إنشاء المشروع في العام ١٩٢٥م وحتي صدور قانون ٢٠٠٥م والذي إستبعد دور المشروع في زراعة القطن.

تقول السيرة الذاتية للسيد عبدالمجيد عبدالرحيم والتفصيل المحدد علي النحو التالي:

المرحوم/عبدالمجيد عبد الرحيم محمد النصيح (1914-1998م)

المولد: ولد عام 1914م

المكان: ود مدني

الجنسية: سوداني والقبيلة(جعلي)

التعليم: الأولي – الكتّاب بود مدني

الابتدائي-

ود مدني

الثانوي –

كلية غردون من (1929م -1932م)

نوع الدراسة: محاسبة – تخرج في ديسمبر 1932م

الخدمة: محاسب بالسكة حديد بعطبرة 1932م – 1936م

محاسب بالمالية بالخرطوم 1937م – 1938م

محاسب بالري بسنار 1939م – 1942م.

عند نشوب الحرب العالمية الثانية التحق بقوة دفاع السودان كضابط مؤقت برتبة نقيب (يوزباشي) في عام 1943م وحارب في شمال أفريقيا, ليبيا, مصر ثم أريتريا.

وعند انتهاء الحرب عام 1945م عاد الي الخدمة المدنية بالمالية ثم استقال ليعمل في شركة جلاتلي هانكي 1945م – 1947م.

ثم تركها ليعمل بالاعمال الحرة ’’مصنع صابون’’ في عام 1950م.

و في فبراير 1951م التحق بخدمة مشروع الجزيرة في وظيفة مفتش غيط (مفتش زراعي) .

وفي ديسمبر 1953م نقل الى المحالج بمارنجان ليكون مفتشا بها.

وفي عام 1954م تقلد مسؤولية إدارة محالج الحصاحيصا وظل بها الى عام 1955م حيث اسندت اليه ادارة محالج الجزيرة كلها (مارنجان والحصاحيصا)

وظل يعمل مدير عام بهذه الوظيفة الى ان تقاعد بالمعاش في العام 1969م وانتقل الي السكن بأم درمان ثم الي منزله بامتداد الدرجة الأولي بالخرطوم العمارات.

وفي أوائل عام 1970م حين كان متقاعدا بالمعاش اسندت اليه ادارة مصنع الكولا بالخرطوم وظل بهذا المصنع الى عام 1979م حيث توقف المصنع عن الانتاج.

* أما حياته العملية في مشروع الجزيرة*:

• بدأ عمله في مشروع الجزيرة عام 1951م في عدة تفاتيش (شمعون- شلّعوها- الرميتاب- ود بلّال), حيث كان على المفتش أن يمتطي الحصان في موسم الخريف وذلك لأن الأمطار لا تسمح بسير العربات داخل الحوّاشات. فكان عليه أن يمر بحصانه حتى المساء ويواصل عمله بدون تأخير أو تكاسل أو تقاعس وذلك لمتابعة الزراعة والري ونظافة الحوّاشات. فكان لا يرضى أن تقع زهرة قطن واحدة على الأرض , كان يعمل على جمع المحصول كله في موسم لقيط القطن.

وفي المواسم الوفيرة تعطل الدراسة في المدارس ويعمل جميع التلاميذ والطلاب والأهالي في جمع القطن.

وأخيرا في أكتوبر عام 1965م أقام احتفالا كبيرا سمّاه بعيد القطن لأن الموسم كان ناجحا , وكانت ابنته منى (احدى التوأم) ملكة القطن.

• وفي 31 مايو 1955م كتبت عنه جريدة الجزيرة وهي جريدة خاصة بالمشروع وبالعنوان الكبير((سودنة أول وحدة في مشروع الجزيرة)) وهي محلج الحصاحيصا الذي كان يشرف عليه واجرت الصحيفة لقاءا معه و التقطت له صورا نشرت مع المقال.

إن هذا النجاح , الذي كان بمعاونة زميليه ميرغني الطيب و حسن أحمد , يمثل نقلة كبيرة في الإدارة ونجاحا غير مسبوقا في ذلك الوقت ودلالة على دقة عمله وإخلاصه. ذلك لأن العمل في المحالج فيه الكثير من التعقيدات الفنية والإدارية لأن المحلج الواحد يعمل فيه 2200 (اثنين ألف ومئتان) عامل بينهم 500 (خمسمائة) فتاة و 230 (مئتان و ثلاثون) دولاب للحلج و361 (ثلاثمئة وواحد وستون) موظف من موظفين وملاحظين وفنيين.

وهذه الإحصائيات حسب ما جاء في الجريدة. كما ذكرت الجريدة أن إتحاد المزارعين في ذلك الوقت أرسل له خطابا شكر لمجهوداته العملية وفيه كثير من الإشادة والتقدير والثناء لهذا النجاح والإخلاص . وذلك يدل على أن أبناء البلد قادرون على تحمل المسؤولية والإدارة في أعمالهم ومصالح الدولة يضعونها نصب أعينهم.

بعدها سافر في نفس العام إلى الولايات المتحدة الأمريكية لجلب آلآت ومعدات للمحالج.

نتوقف هنا ونواصل بقية منجزاته في المحالج في الحلقة القادمة.

ابقوا معنا؛؛؛؛؛

 

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..