رئيس مبادرة Sudan NextGen : الحكم يعني خدمة المواطن وليس تقسيم السلطة والثروة بين أصحاب النفوذ السياسي
قال مستشار العناية بالبيئة واستدامة التنمية رئيس مبادرة Sudan NextGen عيسى محمد عبداللطيف أن المبادئ العامة لبناء السودان تبدأ بتغيير المفاهيم المغلوطة ويتمثل أحداها في الفكر السياسي، أن الحكم يعني خدمة المواطن وتنمية الوطن وليس تقسيم السلطة والثروة بين أصحاب النفوذ السياسي .
وأشار د.عيسى من خلال المحاضرة التي قدمها بكلية الطب جامعة بخت الرضا التي اشتملت على العديد من البنود ذات الصلة ، الى ضرورة تصحيح عدد من المفاهيم المغلوطة منها، التعليم ليس بالحفظ والحشو بل بالتربية واكتساب المعرفة والثقافة، ليست المؤسسة لخدمة المدير ومكتبه إنما لخدمة المواطن والوطن، أن التنمية المستدامة ترتكز على ثلاثة أبعاد إقتصادية ، إجتماعية وبيئية والنمو الإقتصادي ليس تنمية، الصحة ليست مستشفيات وأدوية إنما صحتنا في صحة بيئتنا .
وأبان د.عبداللطيف أن الحكم اللامركزي هو أنسب صيغ الحكم في بلد شاسع ومتعدد البيئات الطبيعية والمجموعات الإثنية كالسودان، وان الحكم المحلي يحقق تطوير الممارسة الديمقراطية والاستقرار السياسي في ظل معرفة الاحتياجات المحلية ولتحقيق ذلك جاءت مبادرة إعادة هيكلة المحليات وتأهيلها للقيام بالعمل البلدي والتي تمثل الحل المستدام لتدهور الوضع الصحي والبيئي ولتحقيق تنمية شاملة عادلة موضحا أن البلدية هي الذراع التنفيذي الأساسي للحكم المحلي وان المجلس البلدي أو المجلس الريفي المنتخب هو الذراع التشريعي والرقابي للحكم المحلي ، وذلك يهدف إلى الوصول لحكم محلي عادل وفاعل يحقق الأمن المائي والغذائي والصحي للإنسان والحيوان والبيئة ويشكل أهم آليات تحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية .
و أمن د.عيسى أن هذه المبادرة تشكل القاعدة الأساسية لكل المبادرات التي تهدف إلى تحقيق تنمية مستدامة في السودان، خاصة تنمية الريف إذ لا تنمية دون جهاز حكومي محلي مخول قانونيا ومؤهلا وفاعلا ويتمتع بالرؤية والإرادة السياسية لتحقيق التنمية الشاملة الحقيقية، وأن صورة الحكم المحلي الحالية المقلوبة تجعل المواطن في خدمة المحلية ولا يمكن تعديلها الا اذا قمنا بتحويل التركيز من المركز إلى الأطراف وتحقيق التنمية الريفية المستدامة.
وأشار د.عبد اللطيف الي التحديات التي تواجه الحكم المحلي مؤكدا بدون بلديات فاعلة سيظل (حنبنيهو) مجرد شعار وستظل أهداف التنمية المستدامة مجرد نظرية، مشددا على أن من أهم الإنجازات التي نأمل أن تحققها الثورة هي التنمية الريفية المستدامة وصحة وسلامة المجتمع، وفي تحقيقهما توفير الاحتياجات والخدمات الضرورية لكل مواطن والحل لمشاكل البلاد الاقتصادية والاجتماعية والصحية والبيئية .
وفي جانب آخر أوضح د.عيسى أهمية الجمعيات التعاونية وإمكانية أن تسهم في تحقيق الأمن الغذائي والقضاء على الفقر والجوع وسوء التغذية مؤكدا أن المرأة الريفية والظاعنة يمكن أن تساهم أكثر في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والأمن الغذائي من خلال الجمعيات التعاونية حسب النشاط المتوفر وذلك يتطلب معرفة القدرات والمهارات اللازمة للنساء وإيجاد فرص التعليم والتدريب المستمر مضيفا لكي تنجح الجمعيات التعاونية لابد من ربط مؤسسي بين مكاتب التعاون في المحليات والولايات والمركز، وربط المحليات والتعاونيات بكليات تنمية المجتمع للعمل معا من أجل تنمية ريفية مستدامة .
كانت هنالك العديد من المداخلات التي أثرت الورشة منها مداخلة المستشار القانوني د. طارق مبارك مجذوب عضو فريق خبراء المبادرة، الذي أمن علي الجوانب القانونية المطلوبة لمبادرة إعادة هيكلة المحليات لتقوم بدورها .
وفي الختام تقدمت البروفيسور مني إبراهيم عبدالله مديرة جامعة بخت الرضا بالشكر للمشاركين في الورشة وقالت إن الورشة عملت على تحريك الدور الشعبي للمشاركة وحققت تفاعلا بين المشاركين من المبادرة ومن محليات الولاية المختلفة ومن الجامعة والمجتمع عموما ذلك أن نهضة السودان تحتاج إلى تكاتف الجميع مؤكدة بأن الورشة سترفع توصياتها للجهات المعنية لتجد طريقها إلى التنفيذ، وسيكون لها أثر فاعل في وضع تصور للحكم المحلي وفي المجتمع .
تجدر الإشارة إلى أن مبادرة إعادة هيكلة المحليات وتأهيلها للقيام بالعمل البلدي، هي إحدى مبادرات منظمة Sudan NextGen التي أنشأها السودانيون بأمريكا وتهدف إلى القفز فوق العقبات لبناء السودان باستقطاب الخبراء وهي تضم حوالي عدد كبير من الخبراء السودانيين من كل دول العالم في مختلف المجالات جاهزين للمساعدة الطوعية لها أكثر من 20 مبادرة مختلفة تهدف في غاياتها النهائية إلى للوصول للحكم الراشد والفاعل الضروري لبناء سودان أخضر مستقر ومزدهر .
