مقالات وآراء

بلاد تضيع

عثمان بابكر محجوب

 

فقد العابثون بحياة أهل السودان اية صلة بالنوع الانساني ، حيث لم يتبق لهم ذرة أخلاق واحدة تردعهم عن جرائمهم . بالامس تباهى الجنجويد بنجاح غزواتهم واليوم يفرح الكيزان لتقدم جيشهم في بعض الامكنة وبدلا من التباهي والفرح كان من الاجدى لهما اعلان الحداد على ضحاياهم ووقف الحرب لكنهما عبارة عن نبتة سامة ابتلي بها شعب طيب ومهما اختاروا لانفسهم من اسماء جذابة . فالكوز والجنجويدي هما نباتات بشرية سامة في جذورها واغصانها واثمارها كنبتي تاج الملوك (Monkshood) و ست الحسن(Deadly nightshade) . وما يؤكد على قذارة الحركة الاسلامية هو اختيارها اسم البراء بن مالك لعصابتهم المجرمة وهذا الاختيار مقصود اذ اشتهر البراء بن مالك في معركة اليمامة ومعركة اليمامة حسب الروايات هي معركة ضد المرتدين وسميوا بالمرتدين لانهم تمنعوا عن دفع الزكاة وهذا التمنع لا يعد ارتدادا وفق النص الديني لكنه من باكورة الاحداث التي ظهر فيها جليا الاستغلال السياسي للدين بشكله البدائي ولهذا السبب اختار الكيزان هذا الاسم باعتبار كل من يعارضهم يمكن اتهامه بالردة اما عن بطولة البراء بن مالك يروى انه رفع على اسنة الرماح ليتجاوز سور حديقة تجمع فيها المرتدون وبعد صولات وجولات قام بها وحيدا خلف السور فتح باب الحديقة ودخل اصحاب الرسالة السمحاء وقضوا على المرتدين وهذا ما يروى ويصدقه اصحاب العقول الخفيفة لكن الحقائق تؤكد بان باب الحديقة كان مصنوعا من أعواد نبات القصب هذا اذا كان هناك بالفعل حديقة ولها باب وبالتالي هذا النوع من الابواب يستطيع الطفل خلعه ولا حاجة لالعاب بهلوانية على رؤوس الرماح ، لكن للاسف بطولاتهم لا تولد الا في الخيال . وقد يتهمنا البعض بالتحامل حيث سيقول ان القصب لا ينبت هناك وردنا اذا لم تصدق ان القصب لا ينبت هناك فلماذا تصدق ان الزيتون ينبت هناك وفي نفس الفترة .

والانكى من ذلك تقوم عصابات الاخونج بتضليل الرأي العام بان الفرج بات قريبا وان الدعم السريع بات في حالة مذرية حتى انهم يروجون لاشاعة مفادها ان الجنجويد طللبوا الانكفاء الى ثلاث ولايات في دارفور وترك باقي البلاد لكن الاخونج رفضوا ذلك اضافة الى بث اشاعات اخرى مشابهة والهدف هو تحضير الرأي العام الى تقبل فكرة التقسيم علما انه دون ذلك فان نفوس السودانيين مشحونة الى حدها الاقصى حيث تعم الكراهية المتبادلة ، ودون اشاعات الاخونج باتت الاغلبية تتقبل اي حل . لكن التقسيم بالتأكيد لن يأتي بالسلام لو حصل ففي منطقة جيش البرهان المختطف ستتفجر النزاعات بين المحاربين في صف الجيش الذي فرخ عصابات اجرامية لتحارب عنه وبالتالي دورة الجنجويد ستتكرر لكن باسم اخر وسيصبح انفصال الشرق معقولا وبشكل يتطابق مع الرؤية الاميركية التي ستسعى الى الحصول على موطئ قدم في البحر الاحمر والسودان هو المرشح للعب هذا الدور نتيجة تعثر الاستراتيجية الاميركية في جيبوتي . اما في جهة دارفور ستشتعل حفلة من الغزوات القبلية التي ان ان بدأت لن يكون معروفا كيف سوف تنتهي . وبالتالي فان المشاركة في مسار التقسيم سيرتد وبالا على من يقبل به لانه مشروع انتحاري بامتياز . وما نشهده من تطورات في تقدم يؤكد ان جهاد النكاح الثوري يكون على أرض السودان وليس كجهاد النكاح الاسلامي الذي لا يصح الا بالهجرة . ومن ترك تقدم من لجان مقاومة ومهنين نقول لهم ان خيارهم صحيح وان خيار تقدم بابعاد دعاة الحكومة الموازية هو ايضا خيار صحيح وعلى تقدم متابعة الرحلة بواقعية حيث ان المطلوب منها ليس صياغة البرامج بل السعي لدى الامم المتحدة بدعوتها الى ادانة عنصرية حكومة بور سودان حيث ان قانون الوجوه الغريبة وتبديل العملة والتميز بين الطلاب في المشاركة في الامتحانات باقة دسمة من الاثباتات تدل على عنصرية الاخونج اضافة الى تحريك دعاوى ضد مرتكبي المجازر بحق السودانيين امام المحاكم الدولية ذات الصلة وهذا اضعف الايمان خصوصا وانهم يعيشون في الغربة اي لديهم وقت كاف لذلك ويرتدون زي الخوجات وهذا يساعد على تقبلهم من الاجانب . لان المراهنة على أميركا بعد وصول ترامب اضحت عبثية ومن باكورة اعماله العمل على تشريد اهل غزة واتهامهم بالتصرف بالمساعدة الاميركية ليس وفق الهدف منها اي بشراء واقي ذكري لعموم رجال غزة بل صرفوها على امور اخرى . اضافة الى حجب المساعدات عن كافة الدول ومن ضمنها حرمان مرضى الامراض المستعصية من الدواء وطرد الملايين من أميركا . في زمن ترامب بات تعلم السير على الحبال هو المطلوب وليس المراهنة عليه .

 

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. الإسلام قادر على انتاج جماعات ارهابيه دمويه لصوصيه حتى ولو اختفت هذه الجماعات الاجرامية التي نراها الآن.

    اترك ظل الفيل و توجه نحو الفيل يا أيها المحترم عثمان محجوب .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..