المخرج السوداني سعيد حامد : (?) لهذه الأسباب لم ير فيلم دارفور النور

حوار: علاء الدين موسى
المخرج السوداني سعيد حامد، وضع لنفسه بصمة لا تخطئها عين المشاهد العربي من خلال انتاجه لعدد من الأفلام التي حققت نجاحا كبيراً خاصة في دور العرض العربية، حتى أصبح علامة فارقة في اخراج الافلام والمسلسلات وتتسابق عليه شركات الانتاج للظفر بخدماته، بدأ مشواره كمساعد مخرج في السينما المصرية مع عدد من أبرز المخرجين المصريين أمثال «محمد خان» و»شريف عرفة» وغيرهما، من أفلامه (وعد ومكتوب) و(المولد) و(سمع هس) و(اللعب مع الكبار) و(يا مهلبية يا)، ثم قام بإخراج أولى تجاربه السينمائية عام 1989 فيلم (حب في الثلاجة)، وبعدها بتسع سنوات أخرج الفيلم الذي حقق نجاحاً كبيراً (صعيدى في الجامعة الأمريكية) بطولة الفنان «محمد هنيدى»، ثم (همام في أمستردام) ثم (شورت وفانلة وكاب) و(جاءنا البيان التالي) و(طباخ الريس)، الذي حقق نجاحا كبيراً، جاء للسودان للمشاركة في مبادرة ابناء النيل، ضمن وفد ضم الاستاذ سامح السريطي وابراهيم الشهير بالخواجي عبد القادر، (الرأي العام) التقت به على هامش المؤتمر الصحفي الذي عقد بمركز الفيصل الثقافي أمس الأول وطرحت عليه العديد من الأسئلة، اجاب عليها بكل شفافية ووضوح.
*بداية أستاذ سعيد ماذا تعني لك المشاركة في مبادرة ابناء النيل؟
المبادرة تعني لي الكثير خاصة وأنها تعمل على توحيد وجدان شعوب وادي النيل، من خلال العمل الثقافي والفني بعيداً عن العمل السياسي.
*وهل تتوقع أن يكتب النجاح لهذه المبادرة؟
أنا أتوقع أن تحقق هذه المبادرة نجاحا كبيرا، خاصة اذا فعلت بالصورة المثلى، وأكثر ما يقودها للنجاح، رعاية الرئيس السوداني عمر البشير، والقيادة السياسية في مصر.
*وماهي الأهداف التي تسعى المبادرة لتحقيقها؟
المبادرة تسعى لتحقيق اهداف عديدة تعود بالنفع على شعوب وادي النيل، ولكن حتى تتحقق تلك الأهداف تحتاج لتضافر جهود جميع دول حوض النيل، ونحن نعمل من خلال تلك المبادرة على صناعة أفلام وثائقية لتعرف بثقافة جميع دول حوض النيل.
*استاذ سعيد.. دعنا ننتقل لجانب آخر الناس تسأل عن فلم دارفور الحاصل عليهو شنو؟
فكرة الفيلم موجودة ولكن ينقصها الدعم المادي، خاصة وأن تكلفة الفيلم عالية تفوق (500) الف دولار، وهذا رقم كبير، وما زلت اتوق لشركة تتكفل بانتاج هذا الفيلم، الذي عمل من خلاله على عكس الصورة الحقيقة لإنسان دارفور، عكس الصورة التي يروج لها بعض الاعلام، وأقول لك من يسأل عن الفيلم أنه سيرى النور في حالة تكفل اي أحد بانتاجه.
*ولماذا لا تطلب من شركات بعينها انتاج هذا الفيلم؟
طرحت الفكرة على عدد من الشركات، ولكن مع كل أسف لم اوفق في انتاج هذا الفيلم.
*ولماذا لم تقم بإنتاجه عن طريق الدعم الذاتي؟
من الصعب أن يقوم شخص بانتاج فيلم بهذه الضخامة، خاصة وانه يحتاج لامكانيات مادية كبيرة، وحتى اذا قمت بانتاجه ستكون هنالك مشكلة العرض بالداخل لعدم وجود دور عرض، و اذا قمت بتسويقه لتلفزيون السودان اذا وافق أساسا على شرائه لن يدفع أكثر من (25) الف دولار وهذا المبلغ ضعيف جداً مقارنة بالتكلفة العاية للفيلم.
*ولكن البعض يقول أن هنالك جهات سياسية وقفت دون اخراج هذا الفلم؟
هذا الكلام غير صحيح ولا أساس له من الصحة، ولا توجد جهة سياسية تعمل على ايقاف هذا الفلم، كما ذكرت من قبل، إن المشكلة تكمن في عدم توافر اموال لانتاج الفيلم. وانا لا اعتقد أن تقف الحكومة في وجه هذا الفيلم كما يعتقد البعض، لان الابداع لا يمكن تسييسه او منعه، لذلك يجب على كل مبدع الوقوف الى جانب المواطن من خلال عكس مشاكله للنظام القائم.
*سعيد حامد انطفأ بريقه في الآونة الاخيرة .. ماتعليقك؟
لم ينطفئ بريقي ولكن بعد الثورة في مصر الأوضاع الامنية اصبحت لا تشجع على الانتاج وهذا مادعى لعزوف عدد كبير من أصحاب الأموال عن العمل في ظل الظروف الموجودة، لذلك تجد اعمالا عبارة عن ( تيك اوي ). لكن السينما المصرية عائدة بقوة ان شاء الله.
*ولماذا تنتج هذه النوعية من الأعمال على شاكلة الـ (تيك أوي) ؟
لان اصحاب الشركات الكبيرة، (بطلوا) يعملوا افلام ومسلسلات لان دور العرض مهددة تحت اي لحظة بمظاهرات تمنع الناس من دخول دور العرض، وحتى لا تحدث خسارة للمنتج تعجل برحيله من السوق ترجل عدد كبير من المنتجين عن الانتاج، وما أن أن يستقر الوضع ستعود السينما المصرية لسابق عهدها وتسيطر على الساحة من جديد.
*توجه إليك انتقادات بأنك في فلم «طباخ الرئيس» تعفي رئيس الجمهورية من المسؤولية، وتحملها لمعاونيه وللشعب. ما تعليقك؟
هذا الكلام غير صحيح لان الفلم به أجندة، ومطالب مقدمة لرئيس الجمهورية، لكن باحترام وأدب، وليس بتهور، وانتقد في الفيلم سياسة التعليم، والصحة، وأعرّي الفساد، والمحسوبيات، وأبيّن هموم الشعب عبر الإشارة إلى أزمة الخبز، ولكن كل ذلك في شكل محترم. لا يمكن، على صعيد الواقع اليومي، أن تقدم مطالبك الى مديرك في العمل من دون تهذيب، إذا أردت الاستمرار في عملك، أما إذا نويت الاستغناء عن عملك فستشتم، عندئذ، وتذهب، فما بالك، إذاً، ونحن نتحدث عن رئيس جمهورية ، ويكفي أن الفليم كان يقدم النقد لرئيس الجمهورية وهو في السلطة.
*ولكن البعض يرى أنك جملت من طباع الرئيس كثيراً؟
على الناس أن تنتبه الى أننا نتحدث عن السينما، لاني بكل بساطة، أقدم فيلما سينمائيا يقول إننا حينما نعرض مطالبنا على الرئيس يجب أن نقدمها باحترام. ويجب كذلك أن أظهر رئيس الجمهورية في قالب يتناسب مع مكانته، ودوره، ومع»الكاريزما»التي يتمتع بها في أذهان الشعب.
*برأيك ماهو الشئ الذي ينقص السينما في السودان؟
السينما تصنع بالنص الجيد والتنفيذ بشكل تقني عال، مع وجود وتوافر أدوات الإنتاج للممثل، بالاضافة إلى دور العرض، فالممثل السوداني له قدرات واسعة، لكن المشاهد السوداني يحمله أعباء الإنتاج لذلك فهو يظلمه، وهذه مسؤولية المخرج والمنتج.
*وهل تعتقد أن عدم وجود دور عرض هو أساس المشكلة؟
بكل تأكيد لان العمل السينمائي يعتمد على الاموال التي يدفعها المواطن، وانت ما عندك كراسي يجلس عليها المواطن كيف تحقق نجاحا، واذا أردت انتاج فلم يكلف اموالا طائلة وعندما تريد عرضه حتى تحصل على تلك الاموال تواجه بعدم وجود دور عرض، حتى اذا وجدت الشعب السوداني اصبح لا يهتم بتلك الاشياء.
*نفهم من حديثك هذا أن الشعب السوداني ما عندو ثقافة دخول دور عرض السينما؟
بالعكس الشعب السوداني من أفضل شعوب العالم في دخول السينما ولكن عدم وجود دور عرض كبيرة في السودان، وأنا اعتقد أن أول ماتوفر تلك حتكون افلام وسينما خاصة وأن هنالك اجيالا كتيرة تتطلع لصناعة السينما، والتقصير من القائمين على أمر الثقافة والفنون في السودان، وأتمنى من الدولة ان تهتم بدور العرض.
*ولكن البعض يوجه اليك اتهاما بانك لم تقدم اي فائدة لأبناء بلدك؟
هذا اتهام لا أساس له من الصحة وأنا ليس لدي مايمنع من تقديم يد العون والمساعدة لابناء بلدي، بدليل أنني الآن موجود في مبادرة ابناء النيل في الخرطوم، وكل شخص يحتاج لمساعدة عليه أن يحضر لي وانا ما عندي مانع.
*مافي زول طلب منك المساعدة طوال السنوات الماضية؟
مافي شخص، واذا اي مجموعة عندها عمل وطلبت مني المساعدة انا مستعد اقدم لها العون والمساعدة في الحال .
استاذ سعيد بحكم مكوثك في مصر لأكثر من (30) سنة كيف تنظر لمعاملة السودانيين في مصر خاصة بعض الاخبار التي اكدت تعرض أبناء السودان لتعذيب؟
هذا الكلام غير صحيح، لان المواطن السوداني في الشارع المصري، يعيش بحرية عالية ولا يتعرض الى اي انتهاكات وأنا موجود لاكثر من 30 سنة ولم ألحظ هذا الفرق أبداً.
*في الختام ماذا يُعدّ «سعيد» للمشاهد؟
لدي فلم جديد سوف يرى النور قريبا ولكن لا استطيع أن أفصح عنه.
*طيب بطولة منو؟
دي برضواخليها الايام كفيلة بان تفصح عنها.
الراي العام