ماذا بعد سقوط مستريحة؟

شهدت منطقة مستريحة معقل الشيخ هلال احداث مؤسفة راح ضحيتها مدنيين من الأطفال و النساء وانتهى باعتقال الشيخ و ابناءه و بعض المقربين .و أضيفت هذه الحلقة الى مسلسل شلالات الدماء التى تدور رحاها بلا رحمة على الجميع بإشراف و اخراج نظام الإنقاذ في الإقليم المكلوم .

ذهب عدد مقدر من المحللين على ان هذا الصراع هو صراع بطون داخل قبيلة الزريقات بين فرع المحاميد بقيادة هلال و فرع المهرية بقيادة حميدتي حول النفوذ في المنطقة و الزعامة وكذلك الاستفادة من النظام . اختلف مع هذا التحليل نسبياً في رائي الصراع ليس بين الفروع بقدر ما هو صراع رؤى داخل كيان الزريقات .
من الواضح هذا الكيان العريق تم استغلاله من قبل نظام الإنقاذ كغيره منذ بداية الأزمة في الإقليم بقيادة الشيخ هلال للقتال في صف النظام و لاحقاً حميدتي .بعد هذه التجربة الطويلة من القتال و مع ترتبت عليها من تبعات دولية و محلية وبعد تقيم دور القبيلة و ما جنت من تضحياتها ادرك تيار الشيخ هلال نوايا النظام في ان تبقي هذه القبيلة اداة في يدها تحركها وفق مصالحها و تنفخ فيها الحمية القبلية دون ان تستوعبها بشكل إستراتجي في نظام الحكم كشريك أساسي قررت ان تفرض أجنداتها علي النظام في شكل برنامج سياسي معروف في مواقف الشيخ المعلنة حتى لحظة اعتقاله.
في الاتجاه الاخر رفض النظام هذا التوجه و حاول ان يثني الشيخ عن هذا التوجه بالترقيب و الترهيب ولكن دون جدوى . ففكرة النظام في البديل حميدتي لمواصلة مدرسة الاستغلال و الاستهبال على القبيلة و هذه المدرسة قيودها تيار كبير من نخب القبيلة من جميع الفروع و ما حميدتي الا واجهة عسكرية. منهم من تربى على موائد فتات المركز و استهوتهم وهم العروبة و حمية الجاهلية في التباهي بالقبيلة أمثال مسار و خريج مدرسة الانتباه العنصرية الصادق الرزيقي و حسبو و من لف لفهم و هؤلاء يروا انهم اقرب الى المركز العروبي و كذلك ان الشرخ الذي بينهم و بين المجوعات الغير عربية في دارفور كبير لا يمكن البناء عليه و ان الدولة قوية لا يمكن مقوامتها و الا سوف يكون مصير القبيلة التشريد و النزوح كما حصل للآخرين و تضع نفسها بين مطرقة الحكومة و سندان المجموعات الاخرى . وعليه لابد من مسايرة النظام و كسب ودها وطاعة اوامرها و خدمتها في مقابل الاستفادة من فرص العمل في الجندية لابنائها ودر المليارات لقادتها في جيوبهم الخاصة.
اما تيار الشيخ هلال الذي التف حوله الكثير من الأجيال التى عرفت و خبرت مكر المركز وجربت خط المقاومة من قبل، هذا التيار كان له رائي مغاير رافض للنهج الاستقلالي للقبيلة فحاول التمرد و الضغط على النظام بأجندته السياسية الداعية الى شراكة سياسية فعليه لهذا الكيان بدلاً من العصف و الاستغلال و منحها تفويض كامل على الإقليم و تمكينها و دعمها للقيام بمصالحة سياسية بين مكونات الإقليم و إصلاح ما تم إفساده في الماضي . ولكن اعتبر هذا طلباً مستحيلاً من قبل المركز و اثني على ذلك أبناء العمومة في معسكر حميدتي و نخبته باستحالة موافقة النظام على ذلك و التعنت فيه سوف تجر على القبيلة الويلات .
بالرغم من ذلك تمسك تيار الشيخ بموقفه و جاهر به و ذهب بعيداً حتى التمرد و التحالف مع المقاومة المسلحة و الذي نظنه البعض مناوراً فقط لتحقيق اجندة ذاتية و ليس ثورياً كما يدعي الى ان تم اعتقاله و حرق باديته و هم ينتظرون الرجل يعلن تمرده حقاً على النظام . من الصعوبات التي واجهت هذا المعسكر ؛ اولاً اعتماده بشكل كبير على عشيرة الشيخ ممثلة في المحاميد الذين لم يضعون بيضهم في سلة واحدة منهم من اتبع مبدأ (قلوبنا مع علي و سيوفنا مع معاوية) المحاميد عشيرة كبيرة ممتد من جنوب دارفور مروراً بغرب دارفور الى الشمال معقل الشيخ موسى معظمهم متعاطف مع الشيخ ولكن مصالحهم مع تيار حميدتي المدعوم من النظام عسكرياً ومادياً. ثانياً محاولة الشيخ التقارب مع المقاومة المسلحة غير مرحب به من قبل الكثير من العمد داخل كيانه ، ثالثاً السند الدولي و الإقليمي المحدود لم يكتمل بعد في طور البحث و التكوين لذلك سارع النظام لحسم المعركة الان ، رابعاً ضعف حلفائها في المقاومة المسلحة عسكرياً و غياب رؤية سياسية مشتركة فعلياً بينهم . كل هذه العوامل عجلت بسقوط معسكر مستريحة بهذه الطريقة الدراماتيكية .

الخيارات المتوقعة:-
ما جرى في مستريحة رغم الوقائع المذكورة أعلاه داخل كيان المحاميد لا شك انها هزت حتى الموالين لحميدتي من أبناء العشيرة وزاد على ذلك التشفي الواضح في لقاء بهلوان المركز الهاهر حسن التوم في قههات الفرح بهذه المهانة لزعيم المحاميد وكذلك نبره الحقد الذي بدا على حميدتي . هذه الوقائع ربما قد تحمل الى ميلاد عهد جديد من الثورة داخل كيان الزريقات في المستقبل القريب او البعيد. الاحتمال الثاني قد تقود نظارة الزريقات و عمدها و بعض النخب عملية وساطةمع النظام لأطلق سراح الشيخ و اجراء مصالحة داخلية بين أبناء الكيان مع رد الاعتبار للشيخ مع التنازل عن خطة السياسي بإقناعه بان هذا الخط مطلب الجميع ولكن دعها للايام.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تحليل سليم خاصة وأن هناك شعور عميق لدى بطون قبيلة الرزيقات خاصة وبقية عرب دارفور عامة بأن نظام الإنقاذ قد أدخلهم في نفق مظلم ذو إتجاه واحد وليس من الممكن النكوص خاصة مع إستمراء بعض نخبهم مثل صادق الرزيقى وعبدالله صافى النور وحسبو الما رزيقى التمتع بعطايا المؤتمر الوطنى ليلعبوا دور المغفل النافع،، ولكن المستقبل مظلم فكيف سيتعايشون مع مكونات دارفور الأخرى بعد أن فعلوا بهم من جرائم صارت راكزة في مخيلة المجتمع العالمى.

  2. تحليل سليم خاصة وأن هناك شعور عميق لدى بطون قبيلة الرزيقات خاصة وبقية عرب دارفور عامة بأن نظام الإنقاذ قد أدخلهم في نفق مظلم ذو إتجاه واحد وليس من الممكن النكوص خاصة مع إستمراء بعض نخبهم مثل صادق الرزيقى وعبدالله صافى النور وحسبو الما رزيقى التمتع بعطايا المؤتمر الوطنى ليلعبوا دور المغفل النافع،، ولكن المستقبل مظلم فكيف سيتعايشون مع مكونات دارفور الأخرى بعد أن فعلوا بهم من جرائم صارت راكزة في مخيلة المجتمع العالمى.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..