سقوط الخرطوم

وسقطت الخرطوم في مستنقعاتها وغرقت حتى أذنيها فانكشفت عوراتها حينما عجز ولاة أمرها عن الأخذ بيدها الى اليابسة او الشواطئ الآمنة مئات المنازل والبيوت وحتى الرواكيب الصغيرة تساقطت كأوراق الخريف لم يكن بمقدورها أن تبقى على ساقيها واقفة والمياه من تحتها أنهار تجري ولهذا انهارت مئات، بل ربما آلاف البيوت وتساقطت كأوراق الخريف وغرقت حيث لا خدمة تقدم ولا فكرة تصنع ولا مشروعاً يعيد الحياة لأهل الخرطوم أمناً وسلاماً ويخرجها من كوارث الخريف الى نعمه وخيراته . بالأمس كل أحياء الخرطوم القديمة والجديدة ومدنها وقراها حبست أنفاسها وهي تحاول على استحياء البقاء على سطح الأرض ولم تقدم حكومة الولاية ما يشفع لها امام المواطنين الحيارى بأنها سعت واجتهدت وفكرت ثم دبرت لكنها وللأسف الشديد كل عام ترزل تبدأ تحركاتها من حيث تنتهي أزمة العام الماضي لا تتعظ ولا تتعلم من تجاربها وفشلها كل عام . كيف لحكومة تسند ظهرها وتكتنز أموالها من عوائد الاراضي وبناء المخططات السكنية وبيع الميادين والفسحات ولكنها تستقطع من هذه الاموال لبناء مصدات ومصارف لمواجهة اية مخاطر تسببها الامطار والسيول؟ اما الحقيقة المؤلمة فإن من يعلمون ببواطن الأمور يتحدثون عن حكومة بلا ميزانية مخصصة للطوارئ وحكومة تدير شأن هذه الولاية بلا افق وبلا تخطيط وبلا إستراتيجيات ولهذا تغرق الخرطوم كل عام ولكن الحكومة لا تبالي وحتي الخيرات والاودية التاريخية والمسارات المألوفة والمعلومة في جغرافية الخرطوم احالوها الي مساكن واستثمارات ولكن هذه الاراضي والمساحات والضفاف التي انتهكت بامر ومباركة وتصديقات من ولاة الامر فإنها حتماً سيأتي يوم ما لتنتفض وتقتص من ساكنيها كما هو الحال في العديد من مواقع ولاية الخرطوم . واقصى ما يمكن ان تقدمه حكومة الولاية لمجابهة هذه المخاطر هو اعترافها الجهير بضعفها وهوانها وقصورها حيال الاوضاع المتردية والآثار السالبة التي خلفتها السيول والامطار بالولاية ولكنها مطالبة منذ الآن اقرار رؤية هندسية وخطة إستراتيجية للتعامل مع مواسم الامطار والسيول وقبل كل ذلك يجب الاعلان عن حالة الطوارئ بالخرطوم وأن يتدخل الجيش كما تدخل بالامس في منطقة المرابيع بشرق النيل ليس لاجهاض محاولة انقلابية وإنما لإجلاء المتضررين جراء السيول والامطار . تهريج سياسي فشلت السيدة تراجي مصطفى الناشطة السياسية والمتحدثة باسم السودانيين بالمهاجر فشلت في ان تتجاوز مرحلة ما قبل الحوار الوطني الى مناخ الحوار الحالي فهي بالامس وامام عمومية الحوار الوطني قدمت عرضاً بائساً ورؤية فيها كثير من الهرجلة والتحريض في تعاطيها مع مبادئ ومنطلقات الحوار وحاولت كذلك التقليل من شأن خصومها السياسيين في المجموعات المسلحة او التي لازالت على الشاطئ الآخر ووصفتهم تراجي (بما تبقى من حركات) في حين أن امانة الحوار الوطني تمارس معهم اسلوباً راشداً وسلوكاً سياسيا ًليس فيه شطط او إسفاف. فخاطبتهم بصفة “الممانعين” للحوار وليس المتمردين الامر الذي ربما لم يكن مقبولاً لدى الحضور . وتراجي وعبر هذه المداخلة غير الموفقة حاولت انتاج ذات الخطاب العدائي القديم وإنما عملت على تسويقه وفرضه على المتحاورين تحت سقف قاعة الصداقة ومارست كذلك اساليب الوصايا “والرجاءات” كان المطلوب من السيدة تراجي ان تبتعد كثيرا ًعن خطب واساليب الاسافير التي دائما ًما تنشط عبرها السيدة تراجي في تصفية خصوماتها مع رفاقها وحلفائها القدامى , ورغم أن مؤتمر الحوار كان قد رحب بمشاركة تراجي في الحوار كناشطة سياسية، غير أنها لم تقدم حتي الآن اية رؤية ازاء قضايا السودانيين في المهاجر. كنا نرجو منها أن تكون صوتاً قوياً داخل قاعة الصداقة يطالب بصون استحقاقات هؤلاء السودانيين والتعبير عن اشواقهم واحلامهم ومطلوباتهم من هؤلاء المتحاورين ولكنها للاسف الشديد مارست قدراً من التهريج ضد الذين يتعشم اهل الحوار في الحاقهم معه عبر خارطة الطريق من اديس ابابا الي قاعة الصداقة بالخرطوم . العودة المستحيلة عجزت حكومة ولاية الخرطوم من ايجاد حلول جذرية لمشكلة المتسولين الاجانب بشوارع وأزقة الخرطوم كما قالت الزميلة “السوداني ” امس على لسان وزيرة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم آمال البيلي إن هؤلاء المتسولين ملأوا ساحاتها واستنزفوا خدماتها واثاروا هواجسها واورثوها البؤس والفقر والجوع واكوام النفايات. ولكن الذي لم تقله سعادة الوزيرة ان هؤلاء الاجانب يتخذون من السودان وتحديداً من الخرطوم ملاذا ًومعبراً لأنشطة لا إنسانية تتعلق بممارسة تجارة البشر وشبكات التهريب. فالقضية إذن.. ليست قاصرة فقط على وزارة محدودة الامكانيات والقدرات والخيارات، ولكنها في الاساس قضية دولة وحكومة ومجتمع والواقع يشير الي ان الحكومة وعبر وزارة داخليتها واجهزتها وآلياتها الاخرى ربما فشلت في الحد من هجرة المتسولين الي داخل المدن السودانية او إعادتهم الى بلدانهم التي وفدوا منها ربما من بينهم شبكات التهريب والاتجار بالبشر والاستيطان من هم على قدر من القوة والسلطة لحماية ورعاية هجرة هؤلاء المتسولين الى السودان , وخطورة هذه الظاهرة تكمن في ان كل جهد او خدمة او رعاية يمكن ان تقدمها وزارة آمال البيلي لفقراء ومشردي ولايتها تبتلعه جيوش هؤلاء المتسولين الاجانب . وداعا اسامة الطيب ولان الموت حق وقدر محتوم على كل انسان فإن الاخ اسامة الطيب عاش بيننا بالحق والفضيلة ريحانة تمشي بين الناس كالنسمة ..عاش اسامة الطيب بين اهله وقبيلته من الصحافيين كفراشة بيضاء تختار من الرحيق اعذبه ومن الفضاء ارحبه عرفناه قلباً كبيراً للحب والصداقة والابتسام رحل اخونا اسامة الطيب “تفاحة” سونا هكذا عرفناه منذ اكثر من عقدين من الزمان صحافياً نشطاً ووفياً لمهنته ولمؤسسته التي سكب فيها عرقه وجهده وخبرته قل ان نجده غاضباً او حانقاً على احد لكنه يقابلك بابتسامته العريضة وضحكاته وطرائفه يحفظ لزملائه مكانة واحتراماً ووداً وتقديراً .رحل اسامة كرحيل النوارس تحت جنح الغيم رحل عاجلاً فهي الاقدار لا تنتظر احدا ًليختار موعداً للرحيل.. لك الرحمة والمغفرة اخونا اسامة وربنا يكتب لك الخلود في الجنة وستظل فينا ابداً ذكرى وفتى شفيف القلب رحل في ريعانه

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. *سقطت الخرطزم وسقط اسلوب وطريقة كتابة الانشاء..

    *من العلوم ان كتابة اى موضوع يحتاج الة استراتيجيه تنبثق عنها خطّة تفضى الى تقسيم الموضوع الى نقاط محددة تمثل الفقرات (بالانكليزى Paragraphs) وهى ما يمكن الاشارة اليه بأسم”برامج العمل المرحلى” كما كان فى ادبيات المرحوم امين الفكر والمنهجيه فى سوابق الازمان وسوالف القرون.

    *كل “براقراف” يبدأ من اول سطر جديد و تكون الجملة الاول, Key sentence فى كل “براقراف” ذات صلة ب “آخر جملة Closing sentence” فى البراقراف الذى يسبقه.. وهكذا الى النهاية .على ان يكون للموضوع براقراف ختامى يكون بمثابة ملخّص للموضوح المطروح.

    *ذلك لزوم حدوث عدة اشياء اهمها كسر الرتابه “Breaking the monotony” عند القارىء

    ) فيا ايها الاخ الكريم يا كاتب المقاله اسمح لى اقول ليك “باختصار غايتو” يعنى ما ممكن تكون خمسون سطرا او تزيد تَرْدُمها برُمّتها على اكتاف القارىء (وتحرمو يشيل نَفَسو)

    * سقوط الخرطوم دا اكيد كانت عندو (1) مسببات و(2) تداعيات و(3) واحتيطات يجب اتخاذها للحيلولة دون السقوط و (4) ودور المسؤولين.. الخ الخ الى آخر ما يتعلّق بالموضوع وكل واحدة من هذه الامور تمثّل فكرة تستدعى ان تكون paragraph قائم بذاتو يقود الى ما بعدو

    *انفاس القراء ستظل قائمه الى ان تتكرّم باعادة صياغة وكتابة المقاله منغّمة مموسقة التوزيع البراقرافى عشان يتمكّنوا من قرايتو!

  2. *سقطت الخرطزم وسقط اسلوب وطريقة كتابة الانشاء..

    *من العلوم ان كتابة اى موضوع يحتاج الة استراتيجيه تنبثق عنها خطّة تفضى الى تقسيم الموضوع الى نقاط محددة تمثل الفقرات (بالانكليزى Paragraphs) وهى ما يمكن الاشارة اليه بأسم”برامج العمل المرحلى” كما كان فى ادبيات المرحوم امين الفكر والمنهجيه فى سوابق الازمان وسوالف القرون.

    *كل “براقراف” يبدأ من اول سطر جديد و تكون الجملة الاول, Key sentence فى كل “براقراف” ذات صلة ب “آخر جملة Closing sentence” فى البراقراف الذى يسبقه.. وهكذا الى النهاية .على ان يكون للموضوع براقراف ختامى يكون بمثابة ملخّص للموضوح المطروح.

    *ذلك لزوم حدوث عدة اشياء اهمها كسر الرتابه “Breaking the monotony” عند القارىء

    ) فيا ايها الاخ الكريم يا كاتب المقاله اسمح لى اقول ليك “باختصار غايتو” يعنى ما ممكن تكون خمسون سطرا او تزيد تَرْدُمها برُمّتها على اكتاف القارىء (وتحرمو يشيل نَفَسو)

    * سقوط الخرطوم دا اكيد كانت عندو (1) مسببات و(2) تداعيات و(3) واحتيطات يجب اتخاذها للحيلولة دون السقوط و (4) ودور المسؤولين.. الخ الخ الى آخر ما يتعلّق بالموضوع وكل واحدة من هذه الامور تمثّل فكرة تستدعى ان تكون paragraph قائم بذاتو يقود الى ما بعدو

    *انفاس القراء ستظل قائمه الى ان تتكرّم باعادة صياغة وكتابة المقاله منغّمة مموسقة التوزيع البراقرافى عشان يتمكّنوا من قرايتو!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..