قِطع غِيار العاطفة

الشعور النبيل أو الإحساس المتبلِّد، الاستسلام السلبي، أوالتمرد الإيجابي على العاطفة، هي أشياء يومية نقف على حافة التقدير الجيِّد أو الخطأ بها تقديراً، وقد تنعكس على مجموعة من الاحتمالات تصل أحياناً للرغبة الجامحة للتوقُّف عن الاحتمال نفسه، وربما تكون مواصلة ذلك الشعور هو رغبة أكبر بداخلك، والعاطفة انفعال هادئ خفيف يستمر لمدة طويلة، وقد يضعك بين خيارين. خيار الاستمتاع به أو خيار القلق والتوتر حياله، وهي عكس (الهيجان) الذي يُعدُّ انفعالاً عنيفاً، لكنّه لا يدوم طويلاً. والعواطف تطبع سلوك صاحبها بشيء من الاستقرار والثبات. وخذ الطفل نموذجاً. فقد يستمر في حب أمه حتى لو قلَّ تعبيره عن هذا الحب، وضعُف أمام حيلة ترجمته لها بطريقة صحيحة،
فنحن نحب شخصاً لأنه يشبه شخصاً آخر أحببناه في الماضي.(سبحان الله)!.. والأم نفسها التي فقدت ابنها، قد تحب بلا قصد كل من يحمل اسمه، حتى الطلاب يحبون مواداً نتيجة احترامهم لمدرسها، ويكرهون أخرى لكرههم مدرسها.
ـ لهذا كله يجب التفريق بين منطق العواطف ومنطق العقل. فمنطق العواطف هدفه تحقيق أكبر قدر من النفع دون مقابل. أما منطق العقل فيقوم على الفحص والموازنة والتفكير والتدبر، ثم اختيار الأفضل. ولكن مع ذلك، لا تناقض بينهما. فالعاطفة تزيد من مهارة الإنسان وإعجاب الآخرين به، ويجب علينا أن ننعم بجلال العواطف وحكمة العقل.
ويعبث بي التفكير كثيراً أن أُصنِّف الحالة العاطفية للشعب السوداني هذه الأيام. فنسبة الذين يعيشون خارج خط الحب والتسامح، أصبحت أكبر من نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر.. والذين يعانون من (ذبذبة) المزاج، أعلى نسبة من الذين يتمتعون بحالة مزاجية جيدة..والخارجون عن سلطة قانون التسامح..أكبر من القابعون خلف سجون الجريمة.. والساخطون على ضيق العيش أكثر من القانعون بمصائرهم. وما رسمته لهم الأقدار من تخوم حياة بسيطة وكريمة.. حتى العيون الساهرة ظلماً أقل بكثير من ضمائر ظلت نائمة.. والواقفون على عتبة أبواب الخوف..أيضاً أكثر عدداً من الذين هم على وسادة الأمان.. وربما يكون الخائفون من أن ينفضح حالهم فساداً.. أكبر من الذين تم القبض عليهم و(بشَّعت) بهم الصحف.. حتى في الحياة العادية قد نكون أكثر توتراً من كيفية تجاوز حبل صراط الثقة.. وقد يكون حبنا وعيشنا وزواجنا وتجارتنا وأعمالنا ومصيرنا ومستقبلنا ربما تكون كلها على كف عفريت..أيضاً هذا إحساس مختلف. إذن.. نحن وكل هؤلاء نكون نتاج لصراع عاطفة وعراك أحاسيس وتناقض مشاعر مبعثرة.
وكلنا أيضاً نحتاج الى قطع غيار للعاطفة.. و(إسبير) بديل للمشاعر، حتى نتمكن من العيش في فضاء اخر ربما لايكون فضاء حالم وهلامي أو رومانسي، لكنه فضاء واقع بفكرة مخملية ناعمة.. فإن تعثرت الحقيقة بخشونة الظروف، فلماذا لا نجعل الإحساس بها مخملي يتوسد خاطرة ريش النعام.. ليس عيباً أن تكون فقيراً.. العيب أن يرسم الفقر خطوطاً وتجاعيدَ على وجهك تدل على عدم الرضاء.
طيف أخير:
نحتاج أحياناً لثقة بديلة.. لكن في أنفسنا أولاً..
[email][email protected][/email]
والله يااااصبوحة في رأي الشخصي…الانسان عبارة عن هالة وكومة من المشاعر..لديه سويتش خاص..لتحريك العواطف
لله درك يا صباح كلام جميل ومنمق ولكن هذا نتاج ما وصلنا اليه
رائع
والله يااااصبوحة في رأي الشخصي…الانسان عبارة عن هالة وكومة من المشاعر..لديه سويتش خاص..لتحريك العواطف
لله درك يا صباح كلام جميل ومنمق ولكن هذا نتاج ما وصلنا اليه
رائع
كل ثانية-كل لحظة-كل يوم ؛تزدادين روعة على روعتك -تسكبين شهدا صافيا نقيا على (لسان ) الفكرة فتخرج للوجودعسل رايق مصفى -ومافى أحلى منو -منه-إلا أنت -يا صباح ياعسل!!!
YSS