هل فشل الاقتصاد السوداني كان سببه الحصار الأمريكي؟

حمدي حاج هلالي

لأكثر من عشرين عاماً، دأبت الحكومة السودان من وضع فشلها الاقتصادي على (شماعة الحصار الأمريكي)… أما وقد رفعت أمريكا حصارها الأقتصادي عن السودان… فأين ستضع الحكومة فشلها بعد اليوم؟؟
العالمون ببواطن الأمور في السودان وكيفية إداراته كانوا مستيقنين من أن الحصار الأمريكي مجرد ذريعة للفشل الاقتصادي والسياسي السوداني وأن الأمور أعمق من هذا بكثير…. ما إن تجتاح أزمة للسودان وما أكثرها كانت أسباب تلك الأزمات جاهزة حتى أزمة المواصلات في الخرطوم بالمنظور الحكومي ليست لها إلا سبب واحد هو (الحصار الأمريكي)… فحسنا فعلت أمريكا برفع العقوبات الأمريكية عن السودان لنرى الى أين تتجه الأمور….
وأنا أتمنى أن يضع الناس في السودان منظار أو (ثيرمومتر) لقياس معدل الاقتصاد السوداني صعودا وهبوطا وأن يجعلوا من تاريخ اليوم الذي رفعت فيه أمريكا حصارها عن السودان وهو يوم الجمعة الموافق 6/10/2017م… ونضع للأُميّ البسيط الذي لا يفقه عن المعادلات الاقتصادية وتعقيداتها شيئا وكذلك المتعلم معادلة بسيطة لقياس مدى (التطور أو التخلف) للاقتصادي السوداني… فنضع معيارا لذلك، كم سعر (جوال القمح+ جوال السكر+ جركانة الزيت) قبل رفع الحصار وكيف سيكون سعره بعد رفع الحصار. فيمكننا بهذه الكيفية البسيطة أن نحسب مستوى المعيشة للسودانيين صعودا وهبوطا وفي أي وقت من الآن فصاعداً بالقياس لسعر هذه المواد التي لا غنىً للمواطن… فهذا هو المعيار الحقيقي لمعرفة تطور الاقتصاد وليس ارتفاع أو هبوط الدولار… لأن مسألة ارتفاع أو هبوط الدولار بالنسبة للعملة المحلية مرتبطة بعوامل كثيرة غير عملية الإنتاج كالتصريحات السياسية الغير موزونة، الإشاعات، مواسم الحج والعمرة وغير ذلك من عوامل كثيرة لا يسع المجال لذكرها جمعيا…
والكل يرى الآن على شاشات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي فكأن رفع الحصار سيجلب للسودان رخاء اقتصاديا كان يحلم به بالاضافة الى هبوط اضطراري لسعر الدولار بالنسبة للجنيه السوداني وأعتقد أن هذا مجرد وهم يريد أن يصدقه الكثير من الناس هربا من الواقع الأليم الذي يعيشونه…
فتعافي الاقتصاد السوداني له طريق واحد لا ثاني له وهذا الطريق هو النزاهة ومحاربة الفساد الحكومي (فساد المسئولين) من القمة حتى القاع… هذا الفساد الذي تعشش وباض وأفرخ في كثير من الدواوين الحكومية المختلفة مع وجود شماعة جاهزة لوضع الفشل الاقتصادي (الحصار الامريكي) عليها والآن قد إنزاح هذا الستار الذي كان يعمش عيون البسطاء من الناس من رؤية الحقيقة، سنرى الى أين تتجه الاقتصاد السوداني بعد رفع هذا الحصار المزعوم…

[email][email protected][/email]