مقالات سياسية

المدير المدمّر العالمي: إستقالة إمرأة بوزن الذهب بجامعة كسلا

✍ في خطوة متوقعة بعد الخلافات الحادة بقسم الجراحة بكلية الطب، وبعد استقالة مستر فتح الرحمن إستشاري الجراحة من القسم، تقدم اليوم أخصائي الجراحة د. شريف محمد شريف بإستقالته في خطوة متوقعة بعد عزوف الكثيرين عن العمل في ظل هذه الإدارة الهمجية، ذات السّمة التعسفية الرعناء، والتي لا تصلح لادارة روضة اطفال لا يتجاوز عدد طلابها العشرون طالبا.

✍ جاء إجتماع مجلس كلية التربية، بحضور كل رؤساء أقسام الكلية، وبحضور عميد الكلية ومدير الجامعة، ولعمري كان هذا الإجتماع وصمة عار لرؤساء أقسام كلية التربية، الرجال، وهم يتفرجون وينكسون برؤسهم الأرض خجلاً، وصوت واحد من بينهم يفيض نصحاً وارشاداً للمدير، صوتٌ لا يعرف التطبيل وضرب دفوف الباطل، صوت يؤمن أن الأرزاق بيد الله عزوجل، فلا يسكت عن الحق لأنه ليس بشيطانٍ أخرس، لقد كان هذا الصوت، صوت إمرأة، وهي رئيسة قسم اللغة العربية بكلية التربية، د.هاجر أبراهيم عبد الرحيم، التي طرحت مشاكل الكلية كاملة أمام مدير الجامعة وطالبت بتحسين الأوضاع بدلاً عن التبرعات بمبالغ طائلة (500) مليون بالقديم، من أجل أن تُحسن ادارة الجامعة صورتها اعلامياً، وتقدمت هذه الدكتورة، التي تستحق هذا اللقب بحق وحقيقة علماً وأمانة، تقدمت بإستقالتها بكل شجاعة، لإيمانها الراسخ بأنها لن تشارك في الحالة المزرية التي وصلت إليها جامعة الولاية الوحيدة، التحية لهذه الدكتورة المخلصة والوفية لعملها كمربية أجيال، تحافظ على موروثات جيل بحاله، وسط هذا الصمت من الرجال، رؤساء باقي أقسام كلية التربية.

✍ (500 مليون بالقديم) للدورة المدرسية، ومدرسة الشهيد حمزة، أحسن حالاً من كلية التربية التي تخلوا قاعاتها ليس من المكيفات فقط بل حتي من مكبر للصوت (مايك) وكم من محاضرة تم إلغائها بسبب هذا، وحمامات ومنافع الطلاب بل حتى الأساتذة، حدّث ولا حرج، نتمني من مدير الجامعة أن يقوم بزيارتها، ويمكث بها فقط ربع دقيقة، ليعلم الحقيقة من عمق التجربة، ونتمنى أن يتفقد قسم التشريح وثلاجات الجثث والبدائية التي يتم بها حفظ الجثث، وغياب التكييف من المشرحة ومن معظم قاعات الطلاب، لماذا يصمت هذا المدير على أولويات هذه الجامعة، التي بدلاً من أن تذهب ميزانياتها في التنمية سواءاً كانت بالولاية أو حتى بالجامعة، تذهب معظم ميزانياتها في فبركات اعلامية و (بوفيات) العشاء المفتوحة للدكاترة زوار الجامعة من خارج الولاية، وسفريات لأعضاء الإدارة لمختلف بلدان العالم، ربما وزير خارجية السودان نفسه لم يسافر هذا العدد الهائل من السفريات لخارج السودان.

✍ يستحق هذا المدير، مدير جامعة كسلا، د. عبدالله علي لقب: المُدمّر العالمي لجامعة كسلا، هذا المدير الذي ليس له درجة دكتوراة حقيقية تحصل عليها من جامعة، وإنما تمّ إعطاؤه درجة البروفيسور (على طول كده)، ما يفعله بجامعة كسلا وولاية كسلا ظللنا نكتب عنه شهورا عددا، ولكن يبدو أن حكومة الوفاق الوطني تنتهج منهج حماية الفاشلين والفاسدين.

✍ وها هي قد خلت أقسام كلية الطب من خيرة أساتذتها، ولم يتبقى بها غير القليل الذين ربما يغادرون قريباً هرباً من بطش هذه الإدارة.

✍ إدارة جامعة كسلا التي نامت سنيناً عددا عن المساهمة في تنفيذ مشاريع تنموية في ولاية كسلا، وإستيقظت مؤخراً بعد أن كثرت سياط النقد لتلهب ظهر الحقيقة فيها، لتتبرع بمبلغ 500 ألف لصالح الدورة المدرسية، وليتها لم تستيقظ، فما جدوى استيقاظها إن كان من أجل فبركات إعلامية لتحسين صورتها أمام الإعلام فقط، وليست صحوة ضمير نابعة من الإحساس بعظم المسؤولية.

✍ ادارة جامعة كسلا الإعلامية لم يأتي استيقاظها في مشروع تنفيذ وحدة (غسيل كلى) كاملة بمستشفى كسلا التعليمي، ولم يأتي استيقاظها بجلب معدات كاملة لقسم العناية المكثفة بحوادث الأطفال بالمستشفى، ولم يأتي استيقاظها بتنفيذ مشاريع لحل مشكلة المياه بالولاية، وانما جاءت بتبرع بمبلغ 500 مليون بالقديم لصالح الدورة المدرسية.

✍ هذه الإدارة التي أخذت الكثير من أراضي كسلا لكلياتها ومجمعاتها، اراضي ان تم بيعها ستأتي لخزينة الولاية بمبالغ مليارية،أخذتها جامعة كسلا دون أن تعطي ولاية كسلا حقها ومستحقها في هذه الأراضي وتنتزعه لها من الحكومة الإتحادية، هذه الإدارة التي تعتبر ولاية كسلا محطة مؤقتة لتحسين أوضاعها المادية على حساب الولاية، وتحرم ولاية كسلا من حقوقها في أراضيها، ولا تقاتل اطلاقاً من أجل الولاية، وكفي بأنها حرمت أبناء الولاية الفقراء من حقوقهم في التعليم وأوقفت المنح الوزارية بقرار تسببت فيه بنفسها ليتم إصداره من رئاسة الجمهورية، بإيقاف منح الفقراء المتفوقين أكاديمياً ولا تسعفهم ظروف عوائلهم المادية في مواصلة الدراسة.

✍ والي ولاية كسلا يقف متفرجاً عمّا يحدث بجامعة كسلا، ولا نتوقع منه شيئاً بعد أن (كسّرت) الجامعة (التلج) وياله من ثلج باهظ الثمن… 500 مليون بالقديم.

✍ علي بابا

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..