مقالات وآراء

قاسم

قصة قصيرة جدا
عمر عبد الله محمد علي

 

“مهما طالت مرارة الواقع ، فحتما هناك أمل وإشراقات وعزائم ، ستزرع بذرة الخير والحب والجمال”..
عواطف عبد القاد .. كوستي

27 مارس 2022

حب وزهور شوكولاتة .

في حديقة مدينة إدنبره الخلابة ، باسكتلندا ، انتصبت هناك ساعة ضخمة ، على الأرض .
أرقامها ، وشوكاتها ، مصنوعة من الورد والزهور الطبيعية . هذه الحديقة ، أصبحت رمزا ومزارا ، للعشاق والمحبين .
كان قاسم ، وقد تجاوز الخمسين من عمره ، جالسا على إحدى الارائك، يحدق في الأفق البعيد . فهناك ، أمر هام ، شغل لبه . وملك حياته.
فظل ينظر ، بين الفينة والأخرى لساعة هاتفه ، ومرات ، لساعة الورد والزهور الأرضية ؛ وكأنها ثابتة لا تتحرك .
مرت الدقائق كسلى ، وقد خالها ، أياما وليالي ، فزادت حيرته وتوتره ..
قصتة بدأت ، بعلاقة حب أسطورية ، قبل ثلاثين عاما ، مع زميلته ساره .
انتهت ، بزواج ساره من ثري سوداني .
لملم قاسم ، بقايا قلبه المفجوع ، وغادر المشهد .
بعد عقود من الزمن المرّ ، قابل قاسم صدفة ، ساره ، في بريطانيا.
عرف أنها مريضة ، وأن زواجها ، قد انتهى .
طلب منها مواصلة ما إنقطع .

فرفضت بشدة.
الحّ ، عليها وترجاها ، فرفضت ، أيضا.
متعللة بمرضها ؛ وبقرب نهاية حياتها.
في عمله ، بمجلس المدينة، أخبر العمدة بقصته
لتتوسط له.
كانت مهمة العمدة . أشبه بالمستحيلة.
فقد عرفت ساره ، بالعناد الشديد ، حتى وهي تتوسد الرأي الخطأ.
فجأة ، وهو ما يزال في الحديقة ، سمع هدير ، سيارة تقترب . عرفها من العلم الذي يرفرف على جانبها ، منتشيا وفرحا ، انها سيارة العمدة.
ترجل من السيارة ، سائق السيدة ريتشل ، عمدة المدينة ، وتوجه نحو قاسم .

أخبره بأن العمدة ، طلب حضوره فورا .
ركب قاسم مع السائق ، وتوجها نحو مكتب العمدة.
هناك ، وعلى الباب ، استقبلته العمدة وقدمت له ، صندوقا من حلوى الشوكولاتة الفاخرة.
ثم قالت له ،
بسرعة ، أنظر هناك .
كانت تجلس ساره ، وبجانبها موظف السجل المدني؛ لاتمام عقد الزواج.
انا ، سأكون الشاهدة.
قالت له العمدة .
ثم واصلت حديثها ،
بعد ذلك ، يمكنكما أن تذهبا إلى المركز الإسلامي بالمدينة ، لإتمام مراسم زواجكما ، على طريقتكم الإسلامية ..

النهاية

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..