أخبار السودان

لندن تعلن إحباط محاولة سحب أموال ليبية مطبوعة بقيمة 900 مليون جنيه إسترليني..القوات الموالية للقذافي تفشل في استعادة السيطرة على مدينة الزاوية بعد معركة استمرت 6 ساعات

البلدان الأوروبية تبدأ تنفيذ العقوبات على نظام القذافي.. والنمسا وألمانيا تجمدان أموالا لعائلته

بدأت الدول الأوروبية، أمس، تجميد أرصدة الزعيم الليبي معمر القذافي وأفراد من عائلته ومسؤولين في النظام الليبي غداة فرض الاتحاد الأوروبي العقوبات. وأعلن البنك المركزي النمساوي تجميد أرصدة «أشخاص معنيين بالعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي». وأوضح أن الأمر يتعلق بالقذافي وأشخاص مقربين منه. وقال إن لائحة الأشخاص المعنيين ستنقل إلى المصارف النمساوية.

وقال البنك المركزي النمساوي إن الأرصدة الليبية في النمسا تصل إلى نحو 1.2 مليار يورو، لكن يجب تحديد ما إذا كانت هذه الأموال تعود لأشخاص تطالهم العقوبات أم لا.

من جهتها، أعلنت وزارة الاقتصاد الألمانية، أمس، تجميد أموال أحد أبناء الزعيم الليبي معمر القذافي في ألمانيا والبالغة مليوني يورو مودعة في مصرف خاص. ورفض متحدث باسم الوزارة الكشف عن هوية نجل القذافي والمؤسسة المالية المعنية. وقال بيان إن الوزارة اتخذت هذا «القرار المؤقت حول حالة محددة» بالتشاور مع وزارة الخارجية والمالية والمصرف المركزي وذلك إزاء «التطورات في ليبيا» التي تشهد انتفاضة لا سابق لها ضد نظام معمر القذافي. وعلق وزير المالية راينر برودرلي بالقول إن «ألمانيا تعمل بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي وتساند كل المطالبين بالديمقراطية وبدولة القانون».

وفي بريطانيا حيث أعلنت الحكومة اعتبارا من الأحد تجميد أرصدة الزعيم الليبي وعائلته «والذين يعملون باسمهم أو تحت قيادتهم». وأعلنت مجموعة «بيرسون» الرائدة عالميا في نشر الكتب المدرسية وناشرة صحيفة «فاينانشيال تايمز»، أن الأسهم التي تملكها ليبيا فيها تخضع لهذا التجميد. وتملك هيئة الاستثمار الليبية نحو 3.27 في المائة من أسهم المجموعة البريطانية وتبلغ قيمتها أكثر من 300 مليون يورو. وأعلنت «بيرسون» أنها تلقت «نصائح قانونية» مفادها أن المشاركين في هذا الصندوق السيادي تشملهم العقوبات.

وبحسب التقديرات البريطانية، فإن العقيد القذافي يملك نحو 20 مليار جنيه إسترليني (32.2 مليار دولار أو 23.4 مليار يورو) من السيولة، وخصوصا في لندن، بحسب ما أفادت به صحيفة «ذي تلغراف». وذكرت معلومات أيضا أنه قد يكون يملك أيضا منزلا في لندن تقدر قيمته بـ10 ملايين جنيه (11.7 مليون يورو).

كما أعلنت الحكومة البريطانية أنها أحبطت محاولة من نظام القذافي لسحب ما قيمته 900 مليون جنيه إسترليني (مليار يورو – 1.4 مليار دولار) من الأوراق النقدية الليبية التي تطبع في بريطانيا. وقال ديفيد كاميرون أمام مجلس العموم قبل يومين، إن «وزارة المال تدخلت لمنع إرسال نقود بقيمة 900 مليون جنيه إلى ليبيا»، مؤكدا بذلك معلومات صحافية تحدثت عن سيناريو محكم وضعته لندن لإحباط عملية السحب القانونية. وبحسب الحكومة البريطانية، فإن أفرادا من نظام العقيد معمر القذافي، طلبوا الأسبوع الماضي إرسال ما قيمته 900 مليون جنيه من الدنانير الليبية التي تطبع في بريطانيا وتخزن في شمال إنجلترا.

وعلى الأثر عمدت الجهات التي تلقت الطلب الليبي إلى إخطار وزارة المال البريطانية التي وضعت خطة محكمة لمنع إتمام عملية نقل الأموال هذه، وهي عملية كانت في حينها قانونية مائة في المائة، ولكن الوزارة احتاجت إلى بعض الوقت لاستصدار القرارات اللازمة لمنعها قانونا، بحسب صحيفة «فاينانشيال تايمز». وأضافت الصحيفة أن وزير المال البريطاني جورج أوزبورن أشرف شخصيا على إحباط هذه العملية بعدما أبلغه معاونوه أن هذه الأموال، التي تخوفت بريطانيا من إمكانية أن يستخدمها القذافي لتمويل مرتزقة استقدمهم لمواجهة حركة الاحتجاج ضد حكمه، لا يمكن الحؤول في الحال دون إرسالها إلى ليبيا لأنها عملية قانونية تماما ومنعها بحاجة إلى قرارات يتطلب استصدارها بعض الوقت.

وقضت الخطة التي وضعتها الوزارة بوضع كل العوائق الممكنة من أجل كسب الوقت ومنع إرسال شحنة المال هذه، بحسب الصحف البريطانية. وبموجب هذه الخطة، قال المسؤولون البريطانيون لمحادثيهم الليبيين إنهم بحاجة إلى بضعة أيام لإيجاد الطائرة المناسبة لنقل هذه الشحنة من الأموال.

وأضافت الصحف أن المسؤولين الليبيين أجابوا السلطات البريطانية بأن طائرة نقل الأموال جاهزة وبالتالي لا داعي للتأخير، فما كان من إدارة الجمارك البريطانية إلا أن أخطرتهم بأن هذه الطائرة لا يمكنها أن تهبط إلا في مطار «كنت» في جنوب إنجلترا الذي يبعد مئات الكيلومترات عن مكان وجود النقود.

وأضاف المسؤولون البريطانيون أن نقل صناديق المال من شمال إنجلترا إلى جنوبها لا بد أن يتم في «موكب أمني» يضم 20 سيارة رباعية الدفع. وبنتيجة هذه المناورات تمكن أوزبورن من الحصول على الوقت اللازم واستصدار القرارات اللازمة لمنع خروج هذه الأموال من البلاد.

من جانب آخر، أفادت عدة صحف إيطالية بأن روما، الشريك الأساسي لطرابلس، تنظر أيضا في تجميد أسهم ليبيا في شركات إيطالية. واكتفت وزارة الاقتصاد بالقول إن اجتماعا مرتقبا للخبراء، الثلاثاء، سيتطرق إلى هذه المسألة. وقيمة الأسهم التي تملكها طرابلس في مجموعات إيطالية تصل إلى 3.6 مليار يورو كما ذكرت صحيفة «إيل سولي 24 أوري» الاقتصادية. وطرابلس مساهم رئيسي في يونيكريديه أكبر مصرف في البلاد (7.5 في المائة) وتملك أيضا 2.01 في المائة من مجموعة الطيران والدفاع «فينميكانيكا» و7.5 في المائة من نادي يوفنتوس. كما تملك ليبيا أيضا نحو 0.5 في المائة من مجموعة «إيني» النفطية.

وفي باريس، أعلن الوزير الفرنسي المكلف الشؤون الأوروبية لوران فوكييه، أمس، أن فرنسا تريد رقابة على كل التحركات المالية الليبية، لا سيما لمنع الدولة الليبية من بيع أسهمها في شركات أوروبية لتمويل عمليات القمع. وقرر الاتحاد الأوروبي، الاثنين، تجميد أرصدة القذافي و25 من المقربين منه، وبدأت دول الاتحاد تطبيق القرار الواحدة تلو الأخرى. وفيما اعتمدت الأمم المتحدة السبت عقوبات ضد العقيد القذافي وعائلته والمقربين منه، أعلنت كندا الأحد عن تجميد أرصدة محتملة، فيما قالت أستراليا، الاثنين، إنها تحقق في وجود مثل هذه المبالغ. وقالت النرويج إنها تنوي الانصياع لتنفيذ عقوبات الأمم المتحدة. والولايات المتحدة التي أعلنت عن فرض عقوبات الجمعة الماضي، أعلنت أول من أمس، أنها جمدت منذ ذلك الحين «30 مليار دولار على الأقل» من الأسهم الليبية. وقررت سويسرا من جهتها الخميس تجميد الأرصدة التي قد يكون يملكها القذافي وأوساطه في الاتحاد «بمفعول فوري».

[COLOR=blue]القوات الموالية للقذافي تفشل في استعادة السيطرة على مدينة الزاوية بعد معركة استمرت 6 ساعات[/COLOR]

أكدت الروايات الصادرة عن السكان والمسؤولين الليبيين المتحالفين مع المعارضة أن القوات الليبية والميليشيات الموالية للعقيد معمر القذافي حاولت استعادة المنطقة التي استولى عليها المتمردون، لكن أيا من الجانبين لم يتمكن من تحقيق النصر في المعركة. وقد تمكن المتمردون، المسلحون بالدبابات ومضادات الطائرات من صد هجوم شنته القوات الموالية للعقيد خلال الليل مستخدمين نفس الأسلحة في مدينة الزاوية التي تبعد 30 كيلومترا عن مدينة طرابلس بحسب ما أوردته وكالة «أسوشييتد برس». لكن معركة السيطرة على ليبيا يبدو أنها وصلت إلى طريق مسدود مع فشل القوات الموالية للعقيد القذافي في السيطرة على المناطق التي استولت عليها قوات المعارضة على الرغم من الهجوم الذي استخدمت فيه الطائرات المروحية والطائرات الحربية، بحسب روايات شهود عيان من سكان ومسؤولين في صفوف المعارضة. وأظهر استخدام الطائرات الحربية أن النظام لا يزال قادرا على استخدام الأسلحة الفتاكة. في الوقت ذاته لم يتمكن معارضو القذافي في العاصمة طرابلس من السيطرة على معقل القذافي القوي وتحقيق هدفهم النهائي بطرده من السلطة – وهي الحقيقة التي تجلت في دعوة القذافي لعدد من الصحافيين الأميركيين والبريطانيين في مطعم قريب من البحر في العاصمة. فيما طالبت المعارضة المجتمع الدولي بمنع القذافي من استخدام الطائرات الحربية التي لا تزال بحوزته من الطيران أو قصفهم. وفيما يعتبر أول مؤتمر صحافي له منذ اندلاع التظاهرات في البلاد، عقد القذافي لقاء مع مراسلين من قناتي «إيه بي سي» الأميركية وقناة «بي بي سي» وصحيفة صنداي تايمز البريطانيتين، وهو ما اعتبره المسؤولون الأميركيون «محاولة للتضليل». وقال القذافي إنه لا يستطيع التخلي عن السلطة لأنه لا يعتبر رئيسا أو ملكا وفق الصيغة الاشتراكية الفريدة التي تتمتع بها ليبيا. كما أكد أنه لا توجد هناك مظاهرات مناوئة له في طرابلس. ونقلت مراسلة قناة «إيه بي سي»، كريستيان أمانبور، عن القذافي قوله: «شعبي يحبني»، منكرا أي استخدام للقوة ضد أبناء بلاده، متهما «القاعدة» بتشجيع الشباب على حيازة الأسلحة من معسكرات الجيش، ومشيرا إلى شعوره بالخيانة من قبل الولايات المتحدة. وقال القذافي: «أنا مندهش، كيف نكون في تحالف مع الغرب لمحاربة (القاعدة)، ثم يتخلى عنا الغرب في الوقت الذي نقوم فيه بمحاربة الإرهابيين. ربما يرغبون في احتلال ليبيا». ومع سيطرة المعارضة على معظم السواحل الليبية وتخوم طرابلس، اندلع القتال في مصراتة، 125 كيلومترا شرق طرابلس عندما أطلق السكان النار على مروحية كانت تحاول تدمير هوائي الإذاعة المحلية التي تعتبر أداة اتصال مهمة بالنسبة للمعارضة. ويروي سكان المدينة وشهود العيان أن المروحية كانت مزودة بالصواريخ لكنها تراجعت بعد أن فتحت قوات المعارضة النار عليها، ويؤكد السكان أن هذه هي المرة الثالثة التي تحاول فيها المروحيات مهاجمة هوائي الإذاعة خلال الأيام القليلة الماضية.

وعلى الرغم من إدارة شؤون الحياة في مصراتة من قبل المتمردين، فإن القوات الموالية للقذافي لا تزال تسيطر على القاعدة الجوية والثكنات على أطراف المدينة. وتشهد المدينة هجمات وهجمات مضادة بصورة يومية بين الجانبين، على حسب روايات السكان. وقد شهد يوم الاثنين مصرع شخصين وإصابة شخص آخر برصاص قناصة من الثكنات العسكرية، بحسب مسؤولين في المستشفى، وهو ما يرفع أعداد القتلى في المدينة خلال الأيام الأخيرة إلى 34 شخصا. وقد هاجمت المروحية مستودع أسلحة عسكرية يوم الاثنين في حنية على مشارف مدينة أجدابيا، التي تقع على بعد 100 ميل جنوب بنغازي، بحسب إدريس الشريف مستشار لجنة تم تشكيلها لإدارة بنغازي. وقال طيار من القاعدة الجوية في بنغازي، 600 كيلومتر شرق العاصمة، والتي تخضع لسيطرة المتمردين، إن الأسلحة والذخيرة نقلت في وحدات التخزين في حال وقع هجوم على القاعدة. وقد أنشأت القاعدة خلال الأيام القليلة الماضية مضادات جوية لحمايتها من هجمات الطائرات على المدينة مركز المقاومة ضد نظام العقيد القذافي. وقال مسؤول في المطار إن طائرة حربية شنت ضربة على المناطق الجنوبية لمطار بلدة «بنينة» في الساعة الرابعة من يوم الاثنين لتدمر مستودع الذخيرة في قرية الرجمة، وكانت الطائرات الحربية قد حامت حول المطار في صباح اليوم ذاته لكنها لم تقصفه.

* ساهم في إعداد التقرير كل من ليز سلاي من القاهرة وأنتوني فايولا من تونس

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»

الشرق الاوسط

تعليق واحد

  1. بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    هل تريدون عراقاً آخر في ليبيا؟

    د. إبراهيم علوش
    الرؤيا من أمريكا اللاتينية أكثر وضوحاً، ولذلك لم ينجر ذلك المقاتل العتيق فيديل كاسترو، ولا أوغو شافيز، قائد نهضة أمريكا اللاتينية المعاصرة ضد "الإمبراطورية"، كما يحلو لشافيز أن يسمي الولايات المتحدة، إلى جريمة دعم التدخل الإمبريالي الأمريكي والأوروبي في ليبيا تحت عناوين مثل "حقوق الإنسان" و"الديموقراطية" وما شابه. فيسارية كاسترو وشافيز – ودانييل أورتيغا في نيكاراغوا -، المناهضة للإمبريالية، لم تتلوث بعد بتلك النزعات الليبرالية المتغربة التي لوثت الكثير من اليسار العربي وغير العربي. فالأساس عندهم يبقى مناهضة الهيمنة الإمبريالية، وهم خير من يخبرك عن التدخل الإمبريالي.. ولا يستطيع أحد أن يزعم أن شافيز، الجالس على ثروة نفطية هائلة، يريد نفطاً أو مالاً من القذافي..

    اعترف أنني كنت ممن كادوا ينزلقون إلى تأييد "الانتفاضة الشعبية" في ليبيا باعتبارها استمراراً لانتفاضتي تونس ومصر ضد الفساد والاستبداد، وباعتبار نظام القذافي كان قد جنح منذ أمدٍ نحو الأفرقة بديلاً للعروبة، وباعتباره يروج للتخلي عن عروبة فلسطين تحت عنوان مشبوه هو "إسراطين"، أي الدولة ثنائية القومية، وباعتباره تخلى منذ أمد عن مقارعة الطرف الأمريكي-الصهيوني مباشرةً كما كان يفعل من قبل، وأنه روج لانفصال جنوب السودان، ألخ… وفي النهاية، لا يعود ثمة داعي للتغاضي عن التجاوزات الداخلية إذا دخل الحكم أو النظام في حالة تفاهم أو تعايش مع الطرف الأمريكي-الصهيوني، ولو لم يصبح تابعاً له تماماً أو عميلاً بالمعنى الحرفي للكلمة الذي تمارسه أنظمة عربية أخرى.

    لكن شيئاً ما دفعني، كما دفع غيري، للتريث ريثما تتبين على الملأ هوية القائمين على "الانتفاضة الشعبية" المزعومة في ليبيا.. فمهما كان موقفك من القذافي وشطحاته، وكل ما تريد أن تقوله عنه، فإنك لا تستطيع على الإطلاق أن تضعه في نفس الكفة مع حسني مبارك وزين العابدين بن علي. فالأخيران عميلان صريحان للإمبريالية، وأي بديل لهما لن يكون أسوأ منهما بالنسبة للتبعية للطرف الأمريكي-الصهيوني. أما القذافي، فقل عنه ما تشاء، فإنك لا تستطيع أن تقارنه بهما. قل أنه ديكتاتور أو غريب الأطوار لو شئت، فإنك لا تستطيع أن تنكر أنه: 1) أبقى النفط الليبي وعوائده خارج السيطرة المباشرة للإمبريالية العالمية، إلا على شكل أتاوات، كما في حالة تعويضات لوكربي مثلاً، 2) أنه شكل مشكلة للولايات المتحدة وفرنسا في أفريقيا، 3) أنه اختط لنفسه طريقاً مختلفاً للحكم، مهما قلت عنه، سلباً أو إيجاباً، أبقى ليبيا وأسواقها وموقعها الجغرافي السياسي خارج الهيمنة المباشرة لقوى العولمة.

    ولذلك، كان يجب أن نتأكد أن بديل القذافي سيكون على الأقل أقل مهادنة، وأكثر ممانعةً، للإمبريالية منه… وفي النهاية فإن ثوراتنا ليست ثورات ملونة، بل هي ليست شيئاً إن لم تكن مناهضة للطرف الأمريكي-الصهيوني، وهذا المقياس يجب أن يسمو فوق أي اعتبار أخر، وهذا هو الفرق الرئيسي ما بين ثوراتنا من جهة، وثورات أوروبا الشرقية وسقوط حائط برلين مما سمح بتمدد حلف الناتو شرقاً. وقد علمتنا تجربة العراق أن معظم من يثيرون الغبار حول مسائل حقوق الإنسان في وجه الأنظمة الممانعة أو الوطنية إما مرتبطون بقوى الهيمنة الخارجية، أو تحركهم حسابات صغيرة جداً، مثل الحسابات الطائفية، وارى أن إثارة قضية موسى الصدر في وجه القذافي الآن تسهم للأسف بتكميم أفواه الشيعة العرب عن الاحتجاج على التدخل الإمبريالي في ليبيا، وهو أمر مستهجن ممن يزعم أنه يناهض الإمبريالية والصهيونية.

    وفي خضم لحظات الانتظار والترقب، لاح العلم السنوسي، ومعه عهد الحكم الملكي التابع للغرب قبل عام 1969، فانقبض القلب. وقد أرسل صديقاً لي مقالةً ظهرت في صحيفة المانيفستو الإيطالية في 26/2/2011 بعنوان: "ليبيا: عندما تنمحي الذاكرة التاريخية ? في الميدان، أعلام الملك إدريس تلوح". وكان مما جاء في تلك المقالة: "إن علم الملك إدريس (السنوسي)، الذي يرفرف من جديد الآن في الحرب الأهلية الدائرة في ليبيا، هو راية أولئك الذين، من خلال تلاعبهم بنضالات من يقاتلون بأصالة من أجل الديموقراطية ضد نظام القذافي، يخططون لإعادة ليبيا تحت سيطرة تلك القوى التي هيمنت عليها يوماً ما. وها هي تلك القوى، تحت قيادة الولايات المتحدة، تستعد لتنزل في ليبيا تحت غطاء "حفظ السلام" ".

    وبالفعل، بعد أن أحجمت القوى الإمبريالية عن إبداء مشاعرها الحقيقية في المراحل الأولى ل"الانتفاضة الشعبية" في ليبيا، خوفاً من طردها وقطع دابر استثماراتها في النفط وغيره، فإنها كشرت عن أنيابها بشكل مسعور لم نرَ مثله في حالتي بن علي ومبارك، إذا كانت القضية قضية حرص على الديموقراطية وحقوق الإنسان فعلاً… ونذكر هنا بالدعوات الأمريكية لانتقال "سلمي ومنظم" للسلطة في مصر وتونس، مقابل التحريض السافر الآن ضد ليبيا.

    وعلى من يصفق بهبل أو استهبال للتدخل الدولي والوصاية الدولية في ليبيا أن يتذكر من تجربة العراق أن تلك لا ترفع مع مجيء الاحتلال، وأن المحكمة الجنائية الدولية عدو أسهم بتفكيك السودان، وأن الحظر الجوي أسهم بتفكيك العراق إلى شمال وجنوب ووسط، وأن مجلس الأمن يتجه نحو فرض الوصاية على ليبيا وثرواتها الطبيعية، مما يذكرنا بقوة بصندوق "النفط مقابل الغذاء المشؤوم"، وان… وأن… وأن… فالتدخل الدولي مرفوض جملة وتفصيلاً، ولم نرَ من يروج له في ليبيا علناً إلا مطبع سابق يتظاهر الآن أنه وطني، ولذلك فإن اقتراب شبح التدخل الدولي والقوات الأجنبية من ليبيا يفرض على المنتفضين أن يعلنوا موقفاً واضحاً منه أو أن يتم اتخاذ موقفٍ واضحٍ وحاسمٍ منهم. أما حين تعلن الولايات المتحدة على لسان وزير خارجيتها كلينتون أنها على اتصال مع القوى التي انفصلت عن نظام القذافي، فإن هذا لا يترك مجالاً لدعمهم على الإطلاق. على العكس…

    سبق أن ذكرنا العلم السنوسي، وأضيف هنا نقلاً عن صحيفة المانيفستو الإيطالية من المقالة التي سبق ذكرها أعلاه أن "سيدي محمد إدريس المهدي السنوسي تم وضعه على عرش ليبيا من قبل البريطانيين عندما نالت "استقلالها" عام 1951"! وهنا يعلق الصديق الذي أرسل المقالة: إنه لمن المثير للاهتمام والشك بأن الجميع راح يتبنى بإجماع بأن علم الملك إدريس هو "علم الاستقلال"… فمن أين أتى هذا الاسم؟ وعن أي استقلال يتحدثون بالضبط؟ وبناء عليه، هل نعلن بأن علم استقلال العراق هو علم الملك عبدالله ونوري السعيد، وكلاهما كان ألعوبةً بريطانية؟! ولماذا يكون علم الملك إدريس السنوسي علماً محايداً، أو حتى إيجابياً، بينما لا تنال "أعلام استقلال" الأنظمة العميلة الأخرى (التي لم تنل إلا استقلالاً صورياً) مثل ذلك التقدير؟! إن علم "استقلال مصر" هو العلم الأخضر القديم وفيه الهلال والنجمات الثلاث الذي رفعه الملك فاروق وأسلافه، وعلم "استقلال اليمن" هو العلم الأحمر القديم وعليه رسم الخنجر أو الجنبية، وهو علم الإمام. فلماذا لم نرَ المعتصمين في ميدان التحرير في القاهرة يرفعون علم الملك فاروق يا ترى؟!

    ويشار إلى أن موقع Global Research المعروف، وهو موقع معارض للإمبريالية ينشر بثماني لغات، قال في تقرير له يوم 1/3/2011 أن السلاح يتم تهريبه من جنوب ليبيا لتعزيز التمرد هناك…

  2. أرى أن العديد من المتدخلين يصبون غضبهم على ما كتبه الدكتور ابرهيم علوش في مقاله هذا، للأسف ما قاله الأستاذ الدكتور صحيح و سليم إلى أبعد ما تتخيلونه. للأسف أيضا أن شعبنا يتأثر بسرعة، يقدم العاطفة ويبعد العقل في وقت التشنج العصبي لجهة ما حسب ما روج له الإعلام، و لأسف لم يبقى الإعلام نزيها. مثلا عندما يكون مسيسا من جهة ما قصد ملئ أجندة لجهة معينة حتى و إن كان هذا الإعلام أثبت جدارته و جديته في معالجة قضايا سابقة، فإنك حتما ستنساق ورائه مغمض العينين كما هو الحال يجري في ليبيا حاليا.
    لقد قمت بكتابة مقال أيدت فيه الأستاد و الدكتور و المثقف إبراهيم علوش في منتدى آخر قومي وأرى أنه من الواجب أن أعممه أينما تواجد مقال السيد الدكتور من أجل الإفادة و تبيين ما يجري خلف الستار، و ما هي الميكانيزمات المستعملة حاليا حتى يفقهها الجميع و لا ينخدع أكثر.
    قلت و أقول : هاد مقال لأولي الألباب
    ما يحدث من تطورات سريعة في ليبيا جعلتني أخوض في الأسباب التي أطاحت بنظامين و الثالث في الاحتضار.
    إن العلاقات الموجدة بين الدول كلها مبنية على المصالح، فما بين الغرب و الغرب، مصالح و أخوة، وما بين الغرب و العرب مصالح و مكر و عداوة.
    عندما ترى المؤسسات الأمريكية أن هناك خطر آت على بعد آلاف الأميال تسرع لوضع له عراقيل و كوابح حتى تبقى دائما في الصدارة. علما أن الآليات التي ساعدتها كثيرا في حقبة ماضية هي إعطاء الاهتمام الأكبر للميدان العلمي ، بحيث كانت سباقة لجلب أكبر عدد من الأدمغة إليها و توفير لها كل الإمكانيات من أجل تفرغهم للعمل و التطوير و الابتكار في شتى الميادين، معتمدتا على السرية التامة في التصنيع…إلخ
    كان هذا قبل دخول الألفية الثانية التي اكتسح فيها الإعلام الآلي بشكل منقط النضير و بشبكاته العنكبوتية التي سرعان ما حولت العالم إلى قرية واحدة، صغيرتا بسرعتها المتنقلة في أي نقطة في العالم، حيث بات ممكننا للجميع الاستفادة من البرامج و الأبحاث العلمية الملقاة في الشبكة من طرف كل الشرائح و في شتى التخصصات.
    لم يكن ممكنا لأمريكا أن تتراجع لتسقط هذه الشبكة أو أن تحد من تطوراتها أمام أدمغة أخرى شبابية واكبت العصر فراحت تنهل من حوض العلم الملقى بداخلها و الذي بات يشكل خطر على مستقبل الدولة المتزعمة للعالم في شتى الميادين.
    و من أجل الوقاية و حرسا على بقائها رائدتا دائما خاصة اقتصاديا* علما أن عليها ديون جما* تسمح لنفسها أن تلعب أي دور ممكن باسم محاربة الإرهاب في مكان ما تجده استراتجيا أو الترويج لدواء ما على أن هناك جرثومات جديدة و معدية جدا أو بحماية الطبيعة، أو بقراصنة في البحر للسطو على ما بها من غنائم … و آخرها ما يسمى بتسريبات لمعلمات جد سرية تمس بصفة مباشرة قادة لدول ما من موقع الوكيليكس تلفت بها عناية الشعوب لحكامهم بعد أن ضاقوا درعا من التهميش و الفقر وظلم الأنظمة.
    زيادتا عن هذه الأدوار الخسيسة تلعب الآن دورا لا يقل فضاعتا عن سابقيه ، و للأسف هذه المرة بما احتوته أرض العرب من ثروات حبان الله بها و لم نحسن التصرف فيها لتعود علينا نقمة تمنينا لو لم نكن نمتلكها أو لم تكن أبدا. إنه الذهب الأسود الذي باتت تمتلك فيه أمريكا بما لها من شراكة في كل الدول المنتجة ما لم يكن لتملكه أكبر دولة لها مخزن في جوف أرضها، لتصبح الدولة الوحيدة القادرة على أن تتحكم في سعر المحروقات، و بما أن مخططها بات معروفا، وأن هذه المادة الحيوية لن تستطيع أي دولة التخلي عنها مهما كانت، لجأت لرفع سعره كل مرَة معللة في كل مرِة بتخوف من عدم استقرار الوضع الأمني في مكان ما، في بعض الحالات تلجأ لرفعه بمجرد استنتاج لشيء ما قد يحدث، أو لا…!
    و من تداعيات هاذ الارتفاع الكبير، تجد كل دولة نفسها مجبرة على إيجاد تعويضا لما تخسره خزينتها من أجل جلب هذه الطاقة الحيوية برفع سعر منتجاتها الفلاحية إن كانت فلاحية أو صناعية إن كانت دولة مصنعة مثلا… أو حتى الضرائب كوسيلة ناجعة و سهلة لأي نظام.
    هنا بيت القصيد و حياكة المخطط الأمريكي بنجاح كبير.
    من يدفع الفاتورة لكل هذه التلاعبات؟ أليس المستهلك أي المواطن البسيط؟ المستهلك قد يكون غربيا أو عربيا و لقد أصبحا كلاهما في خانة واحدة في عصر السوق المفتوح بفارق واحد بسيط هو تعاطي لكل دولة كيفية معالجة الوضع في بلادها.
    وبما أن الوضع في عالمنا العربي تشوبه كثير من المعضلات من بطالة و رشوة و فساد و محسوبية في أغلب بلداننا العربية نهيك على القمع و الفساد على أعلى مستوى في السلطة ، أصبح المواطن العربي رهينة انفجار في أي وقت نضرا للتعبئة الكاملة من ما لقاه من حرمان من تهميش، و فقر و بطالة، زيادة التحريض على السلطة بفضائح الويكيليكس وغلاء المعيشة…

    علينا أن نعترف أن أمريكا قد تفوقت و نجحت في خطتها و إيقاظ القوة النائمة أي انتفاضة الشعوب على أنظمتها. هكذا ستضمن تدبدبا و تقهقرا و انتكاسة كبيرة لكل من سولت له نفسه أن يسعى إلى العلى. تقولها لهم بملئ فيها أنا الحاكم الأوحد للعالم و ما أريده يطبق وهم صاغرون للأسف.
    كان المشهد الأول في وطننا العربي هو تونس التي أصبحت تتخبط في مشكلاتها الأساسية للبنية التحتية التي لا تعرف لحد الآن كيف التخلص منها، و تعطل عملها و استثمارها، علما أنها دولة فقيرتا جدا بأكثر من 16 مليون نسمة كانت تعتمد على السياحة بالدرجة الأولى لإدخال العملة الصعبة للبلاد، ترى كم ستستغرق من الوقت حتى تلملم نفسها حتى تنعش اقتصادها؟ يمر الزمن وتتراكم الديون، و المشاريع معطلة، ولن يعطي الغرب لوجه الله….
    ثم تلاها في المشهد الثاني مصر التي امتلأ شعبها احتقانا من هول ما عاناه شعبها من ظلم و فقر و عزلة كسابقتها زيادتا عن التوريث الذي كان منتظرا منهم و حسبي أنهم نسوا أنه لو دامت لغيرهم ما وصلت إليهم .. وما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع. هذا و لا يعرف لحد الآن على أي اتجاه ستستقر الأمور، بحكم الطائفية الكتوليكية المعايشة مع الإسلام في هذا البلد و الجوار العدائي الإسرائيلي و حكم المعاهدات و الاتفاقيات التي سوف تخلق مشاكل عويصة بين السلطة المستقبلية و طلبات الثوار زيادتا على تراكم الديون و تفاقم البطالة من جهة أخرى. إلا أن في المشهدين الأوليين وجدا سندا منقطع النضير المطالبة بالتغيير في العالم المدافع لحقوق الإنسان و في شتى ربوع الوطن العربي و خاصة مصر التي بإمكانها أن تلعب دورا رياديا في السياسة العربية العربية و العربية الغربية بحكم موقعها الإستراتيجي المحوري.
    المشهد الثالث و المروع للأسف، هو ما يحدث الآن في ليبيا. من بين أكبر الأخطاء التي وقع فيها الزعيم الليبي هو عدم إعطاء أهمية كبيرة للتنمية المحلية و إصلاح نموذج الحكم في بلاده و إشراك كل الجهات القبلية في ترسيم و تخطيط للنهضة الكبرى للبلاد، واعتمد إلا على أبنائه و مقربيه بفلسفة الكتاب الأخضر كدستور للبلاد و تحصين الزعامة ثم التوريث .. .
    لكن بالمقابل لا يحق لنا أنجحف حق هذا الرجل مهم كانت شطحاته، فقد كان الزعيم الليبي رائدا في بعد المواقف التي تحسب له، لو أدركها شعبه لألتف حوله من جديد، و لقد قالها صراحة من على السور لمركز إقامته، أنه الوحيد الذي استطاع أن يفك المردود لصادراته البترولية التي كانت في السابق تأخذ أمريكا 90 بالمائة و يأخذ إلا 10 بالمائة ليقلب الكفة و يأخذ 90 بدل 10 من المائة نهيك على النهر العظيم الذي كلف الخزينة 93 مليار من اجل توصيله من الجنوب الكبير إلى الساحل قصد خلق تنمية اقتصادية بديلة عن المحروقات للأجيال القادمة. أمريكا و الغرب كانت تعرف قوته و خطر تفكيره و تخطيطه الذي قد يشكل لهم مشاكل اقتصادية في المستقبل، بل و أمنيتا أيضا بحكم أنها كانت تخطط لتطوير أسلحتها بانشاء مصنع نووي، و لهذا سارعت في كل مرة أتيحت لها الفرصة لتنقض عليه لكن كلها باءت بالفشل. منها سقوط طائرتين لبيتين على أرض سيناء بيدي أمريكا و التي عللت الحدث أن احداها ضربت بصاروخ طائرتها و هذا في سنة 1981 ثم محولة لقتل القدافي إلى 23 مرة حسب بعد الخبراء، مثل في سنة 1986 بغارات من طائرت حربية أمريكية مستهدفة كل من طرابلس و بنغازي، ثم تكثيف الخناق عليه بالحصار المضروب عليه جويا و اقتصاديا، وهذا باختلاق له قضية تحطيم طائرة لوكاربي المشهورة التي راح ضحيتها 270 قتيل في سنة 1988 و الذي قتل فيها 189 راكبا أمريكيا كما جاء في الأخبار، . ثم حقن 426 طفل ليبي بدم ملوث بفيروس الإيدز في سنة 1999، ثم تكررت محاولة الاغتيال لشخصه مستعملين فيها معارضيه من بني جلدته كالتي قتل فيها ثلاثة من الجماعة الإسلامية في سنة 2008 …إلخ.
    و الدين ينعتونه الآن باليهودي كان يعتبر العقيد القذافي من أكثر المتحمسين للوحدة العربية حيث اقترح عدة مشاريع وحدوية خلال فترات زمنية متفاوتة مع مصر والسودان وتونس ولكن لم يكتب لها النجاح، هنا السؤال يطرح، هل من فائدة اليهود وحدة الأمة العربية؟
    ما كان الشعب الليبي أن يثور على زعيمهم القذافي الذي كان يقسم لهم الثروة و لو القليل لكن لم يكن فيهم جائع و أتحدى من يقول العكس.
    أرض ليبيا تعتبر أكبر مخزن نفطي في قارة أفريقيا بثاني أكبر مساحة بعد الجزائر و تقسيم السودان للأسف، ثم بعدد نسمتها لا يتعدى ثامنية ملايين على أثر تقدير، فكيف نصدق أكذوبة الحرمان و الفقر فيها؟
    لكل دولة لها نقائص و معارضة لكن أتحدى من يقول أن المعارضة كان لها صوت يسمع بالخارج كما هو الشأن في مصر أو تونس أو الجزائر أو المغرب، المعارضة هي صنع أمريكا، لم تستطع النيل من ثروة ليبيا بوجود القدافي لهذا صنعتها، و خير دليل، فضيحة كشف على الفضائية الليبية مكالمات الهاتفية كل من مصطفى عبد الجليل الذين يطرحونه كبديل على القدافي و وعمر الحريري المسئول العسكري عن الثوار الذين يقاتلون نظام القذافي اتصالاتهم بالسفارة الأمريكية …

    أخيرا
    لو لم يحاربه الإعلام زورا في بداية المرحلة و خاصة الجزيرة على رأس الحربة بما ارتكبته من أخطاء لا تغتفر في قضية ليبيا و التي انخدع و أنجر من خلالها فضيلة الشيخ القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ليفتي بإهدار دم الزعيم الليبي قبل دراسة الأسباب التي أوصلت الحال إلى هذا الحد.
    لو تطرقت للجزيرة الآن لن أنتهي من مقال هذا اليوم و لكن لكل حادثة حديث و سيأتي يومها و سأحلل موقفها تجاه القضية العربية و لأي حساب تعمل و تحت أي غطاء ، و كيفية تعاطيها مع القضايا الخليجية أو المغاربية، و على سبيل المثال لما لم تذكر أي شيء على محاولة الانقلابية التي باءت بالفشل على أمير قطر في 27 من الشهر المنصرم و راح ضحيتها أحد مقربيه و عساكر مرافقين له من بينهم ضابط أمريكي.
    أريد أن أقول بعد كل هذه الأحداث للشعب الليبي، ان بقي لكم من وقت لتلتفوا من جديد على قائدكم، سيأتيكم السعد من كل جانب، لأنه حتما سيسعى لإدراك النقصان الذي عانيتم منه و من أجله خرجتم و لكم الحق في المطالبة بها، و حتما سيسدر عفوا شاملا يفتح صفحة جديدة بين القبائل في ما بينهم و السلطة، و إن لا إذا سمحتم للدخيل أن يغلغل في ما بينكم ، سينطبق عليكم مقولة من كان في نعمة و لم يشكر..خرج منها و لم يشعر. لأنه من المستحيل أن تجدوا أحدا آخر يوزع ثروات البلاد على شعبها كما يفعل معمر القذافي لكم، و لن يستطيع أحد أن يبرم اتفاقات تعود ب 90 من المائة للدولة مقابل 10 في المائة للمستثمر.
    أما وسائل الإعلام إما أن تسارع للملمت شملهم من جديد وإلا سيلحقها العار مهما حاولت في ما بعد تسويق صورة نزيهة لها فيما بعد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..